من المعلوم أنّ شقاء الإنسان وسعادته مرتبطان بإرادة الإنسان واختياره. وأنا أسألكم: حينما تشعرون بالجوع، هل يخطر على بالكم أنّ تناول الغداء وعدم تناوله مقدّرين من الله تعالى من أوّل الأمر، وبالتالي لماذا عليّ أن أتناول الطعام؟
يعني هل أنّ إرادة الله سبحانه وتعالى وكذلك التقدير الإلهي متعلقان بخصوص الشقاء والسعادة فقط؟ أم أنّ كلّ الأشياء وجميع الحوادث في عالم الوجود مقدرة ومحفوظة كذلك؟
لماذا لم تقولوا حينما شعرتم بالجوع: لعلّ الله قد قدّر لي عدم الأكل في هذا الوقت، لذلك فأنا لن آكل! بل على العكس من ذلك، ترى أنّكم بادرتم إلى سدّ الجوع بدون التفات إلى التقدير والمشيئة. كذلك هي مسألة الشقاء والسعادة تماماً. فالتقدير الإلهي إنّما يبتني ويتحقّق على أساس إرادتنا واختيارنا، وليس منفكاً ولا منفصلاً عنهما.
وعلى أساس هذا المثال الذي بينّا، عليكم أن تعالجوا مسألة التقدير والإرادة الإلهية وتفكّوا رموزها وتفهموا سرّها.