الأسئلة والأجوبة المتعلقة بـ مصيبة الزهراء

عدد النتائج: ۱
السؤال: ما الفرق بين موقفي السيدة الزهراء والسيدة زينب سلام الله عليهما

الكود: ۵۸٩٤القسم: شبهات وردود

بسم الله الرّحمن الرّحيم

مع النظر إلى عظمة السّيدة الزهراء و رِفعتها سلام الله عليها، فقد طُرح عليّ هذا السّؤال و هو: كيف اعترضت علي الإمام علي بعد تلك المصائب التي حدثت بعد شهادة الرّسول، حيث بلغ الأمر أن كانت تتمنّی الموتَ، مع أنّ السّيدة زينب قالت في يوم عاشوراء ما رأيت إلاّ جميلاً. فهل يوجد تفاوتٌ بين هذين النّوعين من المصائب و المشاكل، أم أنّ تحمُّلَ السّيدة زينب وصبرها كان أكبر؟ وهو ما يصعب عليّ الإذعان به. وشكراً.

علينا أن ننظر إلى هذه الحوادث من جهتين: 
الجهة الأولى: من ناحية نفس المصيبة و نفس الفاجعة التي ألمّت بهم، فقد كانت حادثة في غاية القسوة والشدّة، ولا يمكن تحمّلها أو تقبّلها، ولا يمكن للنّفس و الرّوح أن تتقبل هكذا فاجعة وتجتازها وتتكيّف معها؛ إذ لم تكن هذه المصيبة بالنِّسبة لهؤلاء العظماء مجرد فقد مكانة أو حدوث كارثة فحسب، بل كانت تمثّل في نظرهم فاجعة تعادل ضياعَ جهود الرّسول صلى الله عليه و آله كافّة و غصبَ الخلافة وتبدُّلَ نظام الإسلام و سدّ باب الهداية وتبدّله، وذلك بمثابة فُقدان إمام ذلك العصر و أولاده و إخوانه الّذين يمثل كل واحد منهم شخصيه فريدة لا نظير ولا مثيل لها في عالم الوجود ؛ و لذا فإنّهم لم يكونوا يستطيعون تجاهل كلّ هذه المصائب و الكوارث و كانوا يرجون من الله تعجيل الموت، و قد حصل هذا الأمر أيضاً للسّيدة زينب سلام الله عليها. 
و أمّا الجهة الثّانية، فهي ترجع إلى ملاحظة حقائق هذه الأحداث و دراية مسائلِها الخفیّة من مراتب العطاء الإلهي و كرامته و رضاه و الفوز بلقاء الله تعالى و الوصولِ إلى أعلى مراتب التّكامل الإنساني و أرقاها حيث كانت هذه النظرة تدفعهم إلى الشُّكر والرّضا بمشيئة الله و إرادته، وقد تحقّقت هاتان المرتبتان في كل من السيّدتين سلام الله عليهما.