هو العليم

۱. صدر هذا الكلام في مقام العلاقة بين التلميذ وأستاذه، وهو ليس من قبيل المجاملات، لكن لأنّ التلميذ يشعر بأنه حقير ودون رتبة أستاذه، فهو يعبّر بهذا النحو؛ ممّا يدل على أدبه السلوكي.

۲. في الواقع كانت زيارة المرحوم العلامة إلى كربلاء للتشرف بمحضر أستاذه والاستفادة منه. ولو كان أستاذه في مدينة أخرى كحلب أو القاهرة لزاره بها على هذا المنوال. ولم يكن الناس في ذلك الزمان يذهبون كل عام لزيارة كربلاء، بل كانوا يتشرّفون للزيارة مرّة كلّ عدّة أعوام. ولكن رغم ذلك ورعاية للأدب والاحترام للأئمة المعصومين عليهم السلام فقد قدّم رتبتهم في النيّة على أستاذه.

۳. لم يكن عدم الاستفادة المباشرة للمرحوم الحاج الشيخ عباس القوجاني من محضر السيد الحدّاد ناشئا من التكبّر أو الجهل بمرتبته، ولكن ربّما كان السبب في عدم هذه الاستفادة المباشرة هو بعض الأسباب والمسائل والرموز الخافية علينا، وكان السيّد الحدّاد في الباطن يهيئ بتصرف منه وبغير علم من الحاج الشيخ عباس وسائل ترقّيه.

٤. طلب السيد الحداد تناول الأطعمة الخاصّة لا يتنافى مع تناول طعام آخر لأنه لم يذكر أيّ منع عن طعام آخر.

هو العالم

الشوكة وسيلة لتناول الطعام كالملعقة ولا فرق بينهما في ذلك، وما قيل من أن المرحوم الوالد رضوان الله عليه لم يكن يستخدم الشوكة فلأنه كان يرى أن استعمال كلتا اليدين في تناول الطعام مخالف لتواضع العبد وقيامه بين يدي الله في مقام الشكر، وكان يقول: كان رسول الله والأئمة يتناولون الطعام بيد واحدة.

وفي نظر الحقير فإنّ هذا الأمر صحيح وحتى الحقير لا يأكل بيدَيه الاثنتين. وأما استخدام الشوكة بيد واحدة فهو كاستخدام الملعقة.