12

حقيقة الإمام المهدي (عج) ودوره المحوري في رحلة التكامل الإنساني وكيفية الارتباط به

انتظار الفرج الحقيقي والمراقبة اللحظيّة: كيف نعيش في حضرة الإمام (عج) ونتغلب على الفتور الروحي؟

9
مشاهدة المتن

المؤلّفآية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني

القسمالمرأة والأسرة

المجموعةالمرأة والأسرة - طهران

جلسات المجموعة(12 جلسة)

التوضيح

ما هو الدور الحقيقي لإمام الزمان (عج) في نظام التربية والتكامل الإنساني، وكيف يؤثّر وجوده المبارك في كل ذرّة من ذرّات الكون؟ كيف نفهم معنى الإمام كـمحوّلة للفيض الإلهي، يوزّعه على الخلائق كلٌّ بحسب سعته؟ ما هو المعنى العميق لانتظار الفرج، وهل يقتصر على مجرّد الأمل السلبي بظهوره، أم أنّه استعداد وتهيّؤ دائم للّقاء؟ كيف تكون المراقبة الدقيقة للنفس وأفعالها هي السبيل للقرب من الإمام (عج) والتغلب على الفتور الروحي والكسل؟ وهل الهدف الأسمى هو مجرد رؤية الإمام (عج) بالعين الظاهرية، أم الوصول إلى حقيقة ولايته وسريانها في وجودنا؟ كيف يمكن لأفعالنا اليومية وقراراتنا الحياتية، كبيرها وصغيرها، أن تعكس انتظارنا الصادق للإمام (عج) وتكون ترجمانًا لرضاه؟ تجيب عن هذه الأسئلة وغيرها هذه المحاضرة القيّمة التي ألقاها آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني، متناولًا فيها أبعادًا عرفانية وتربوية عميقة حول معرفة الإمام المنتظر (عج) وكيفية السير في طريق القرب الإلهي في زمن الغيبة.

/۱۸
بي دي اف بي دي اف الجوال الوورد

حقيقة الإمام المهدي (عج) ودوره المحوري في رحلة التكامل الإنساني وكيفية الارتباط به - انتظار الفرج الحقيقي والمراقبة اللحظيّة: كيف نعيش في حضرة الإمام (عج) ونتغلب على الفتور الروحي؟

1
  • هو العليم

  •  

  • حقيقة الإمام المهدي (عج) ودوره المحوري في رحلة التكامل الإنساني وكيفية الارتباط به

  • انتظار الفرج الحقيقي والمراقبة اللحظيّة: كيف نعيش في حضرة الإمام (عج) ونتغلب على الفتور الروحي؟

  •  

  • المرأة والأسرة - طهران - الجلسة الثانية عشرة

  •  

  • محاضرة القاها

  • آية الله الحاج السيّد محمّد محسن الحسينيّ الطهراني

  • قدس الله سرّه

  •  

  •  

حقيقة الإمام المهدي (عج) ودوره المحوري في رحلة التكامل الإنساني وكيفية الارتباط به - انتظار الفرج الحقيقي والمراقبة اللحظيّة: كيف نعيش في حضرة الإمام (عج) ونتغلب على الفتور الروحي؟

2
  •  

  •  

  • أعوذُ باللّهِ من الشيطانِ الرجيمِ

  • بسمِ اللّهِ الرحمنِ الرحيمِ

  • وصلى اللهُ على سيّدنا ونبيّنا أشرفِ الأنبياءِ والمرسلينَ

  • خاتمِ السفراءِ المقرّبينَ أبي القاسمِ محمّدٍ 

  • صلّى الله عليه وآله وعلى أهلِ بيتهِ الطاهرينَ

  • واللعنةُ على أعدائِهم أجمعينَ إلى يومِ الدّينِ.

  •  

  •  

  • مقدّمة: ثلاثة أسئلة محوريّة تشغل الأذهان

  • فيما يتعلّقُ بالأسئلةِ التي بعثتْ بها السيداتُ؛ فعندما كنتُ أقرؤها، وجدتُ فيها مسائلَ راقيةً جدًا وأسئلةً مفيدةً كثيرًا. ولكنّهُ للأسفِ، نسيتُ أن أحضرها معي هذا اليومَ عندَ مجيئي من قُم إلى طهرانَ، مع أنّني كنتُ قد وضعتُها جانبًا لكي أحضرها معي. على أنّني سأشيرُ في كلامي إلى اثنتينِ أو ثلاثٍ منها من تلكَ التي تكرّرَ ذكرُها في الكثيرِ من الرسائلِ، لعدمِ امتلاكي وقتًا أكثرَ من هذا.

  • إنَّ أحد هذهِ الأسئلةِ الذي تكرّرَ ذكرُهُ كثيرًا، والذي يمكنُ القولُ بأنّهُ سؤالٌ في محلّهِ وهو ممّا يدورُ في أذهانِنا جميعًا، ويتعلّقُ بالدّورِ الحقيقيِّ لإمامِ الزمانِ عليه السلام في عالمِ التربيةِ وفي النظامِ التربويِّ والتكامليِّ للإنسانِ؛ حيثُ لوحظَ هذا السؤالِ في أكثرَ من موردٍ. وكذلكَ فيما يتعلّقُ بموضوعِ انتظارِ الظهورِ وفرجِ الإمامِ المهدي، وأيُّ تأثيرٍ سيتركهُ على تكاملِ الفردِ؟

  • والمسألةُ الثانيةُ التي تكرّرَ ذكرُها أيضًا تتعلّقُ بكيفيّةِ المراقبةِ، والسببِ الكامنِ وراءَ ما يحصلُ للإنسانِ من الفتورِ والكسلِ والتكاسلِ، وما هو السبيلُ للقضاءِ على مثلِ هذا الحالِ؟

  • أمّا السؤالُ الثالث الذي تكرّرَ طرحُهُ في هذهِ الرسائلِ فيتعلّقُ بكيفيّةِ التسريعِ في السيرِ وفي الحركةِ السلوكيّةِ والوصولِ إلى درجةِ التجرّدِ. هذا إضافة إلى أسئلةٍ أخرى نسيتُ أن أحضرها معي – كما قلتُ لكنّ – وآملُ بمشيئةِ اللهِ أن أُجيبَ عليها في المجلسِ القادمِ إن وفّقني اللهُ لذلكَ.

  • السؤال الأوّل: ما هو دور الإمام المعصوم في رحلة التكامل الإنساني؟

  • أمّا بشأنِ السؤالِ الأوّلِ المتعلّقِ بمعرفةِ الإمامِ عليه السلام وعلّةِ وجودهِ، وكيفيةِ تأثيرِ وجودهِ في الحركةِ التكامليّةِ للإنسانِ، فلا يختلفُ هذا الأمرُ بالنسبةِ إلى إمامِ الزمانِ عليه السلام عن غيرهِ من الأئمّةِ عليهم السلام؛ أي إنَّ كيفيةَ نزولِ مقامِ مشيئةِ اللهِ وإرادتهِ من نفسِ وليّهِ في القوالبِ والتعيّناتِ الخارجيةِ المحدودةِ هي واحدةٌ بالنسبةِ إلى كافّةِ الأئمةِ عليهم السلام. فما يظهرُ من الأسماءِ والصفاتِ الكلّيةِ الإلهيّةِ في هذا العالمِ بكافّةِ خصائصِها واختلافاتِها، فهو بحاجةٍ إلى واسطةٍ تعملُ على تقديرِ وتحديدِ ذلكَ الاسمِ الكلّيِّ في أيّةِ درجةٍ وفي أيّةِ مرتبةٍ كانتْ، وتقومُ بتنزيلِ ذلكَ الاسمِ بهذا المقدارِ هنا.

حقيقة الإمام المهدي (عج) ودوره المحوري في رحلة التكامل الإنساني وكيفية الارتباط به - انتظار الفرج الحقيقي والمراقبة اللحظيّة: كيف نعيش في حضرة الإمام (عج) ونتغلب على الفتور الروحي؟

3
  • . الإمام كمحوِّل للطاقة الإلهية: مثال الأجهزة الكهربائية

  • فالآنَ وبالنسبةِ إلى هذهِ الأجهزةِ والوسائلِ الكهربائيةِ التي نراها أمامنا؛ فلكلِّ واحدٍ منها قدرةٌ وقابليةٌ محدودةٌ على تحمّلِ القوةِ الكهربائيةِ، وهي تحتاجُ إلى مقدارٍ من هذهِ الطاقةِ لأجلِ تشغيلِها اعتمادًا على طبيعةِ الجهازِ وما فيهِ من إمكاناتٍ وقدرةٍ ووزنٍ وما فيهِ من مسنّناتٍ وأجزاءٍ ميكانيكيّةٍ من حيثُ عددُها وصغرُها أو كبرُها. فلو أنّنا زوّدنا ذلكَ الجهازَ بقدرةٍ كهربائيّة هي أقلُّ ممّا يلزمُ تشغيلَهُ، لما تمكّنَ من العملِ، أو أنّهُ سيعملُ بسرعةٍ أقلَّ؛ وسوفَ لن يعملَ بالكفاءةِ المطلوبةِ. كما لو أنّنا زوّدناهُ بقوةٍ كهربائيةٍ أكبرَ؛ كأن نكونَ قد وصّلنا الجهازَ الذي يعملُ بثمانيةِ فولتاتٍ بمصدرٍ كهربائيٍّ ذي مئتينِ وعشرينَ فولتًا، لاحترقَ الجهازُ وتلِفَ وخرجَ عن حيّزِ الاستفادةِ. فلا بدَّ أن يحتويَ كلُّ جهازٍ على مُعِدَّةِ سيطرةٍ تُسمّى بالمحوّلةِ، حيثُ تعملُ هذهِ المحوّلةُ على تحويلِ الفولتيةِ إلى المقدارِ الذي يتناسبُ مع قدرةِ الجهازِ وتصميمِهِ.

  • إنَّ وجودَ إمامِ الزمانِ عليه السلام هو بحكمِ محوّلةِ عالمِ الوجودِ؛ فيقومُ بتقديرِ الاسمِ الإلهيِّ الكلّيِّ مثلَ اسمِ العليمِ أو القديرِ أو الحيِّ أو المحيطِ من تلكَ الأسماءِ غيرِ المتناهيةِ التي ستنزلُ على الموجوداتِ. فلو أنَّ كافةَ أسماءِ اللهِ وصفاتهِ وخصائصِ ذاتهِ تنزلُ على إنسانٍ بما يفوقُ سعتَهُ، فسوفَ لن يستطيعَ أن يتحمّلَها؛ فاللهُ قد أعطى لكلِّ إنسانٍ قدرةً معيّنةً، ولو حُمِّلَ بما يزيدُ على هذهِ القدرةِ لانعدمَ وتلاشى.

  • . قصّة النبيّ عيسى عليه السلام والأم وطفلها: حكمة التقدير الإلهيّ للعاطفة

  • يُقالُ بأنَّ نبيَّ اللهِ عيسى على نبيّنا وآلهِ وعليهِ السلام كانَ مارًّا من أحدِ الأماكنِ، فرأى امرأةً تُلاعبُ ابنَها بحرارةٍ، وتُظهرُ لهُ محبّتَها الشديدةَ، وفداءَها لهُ بنفسِها. فقالَ عيسى عليه السلام: «إلهي، إنَّ هذهِ المرأةَ تُبالغُ في محبّتِها لطفلِها». لعلَّ عيسى عليه السلام لا يُدركُ ذلكَ لعدمِ وجودِ ابنٍ لهُ [من بابِ المزاحِ]. فجاءهُ الخطابُ: «حسنًا، سوفَ أسلبُها هذهِ العاطفةَ». فشاهدَ عيسى عليه السلام كيفَ أنَّ المرأةَ وضعتْ طفلَها أرضًا في الحالِ، وهي تقولُ: «وهلْ سأشتغلُ بكَ وحدَكَ؟ ألا يوجدُ لي ما أقومُ بهِ؟ بلْ لديَّ ما يهمّني من أمرِ الحياةِ». فتركتْ طفلَها وانصرفتْ، وأخذَ الطفلُ بالبكاءِ والصّياحِ. فقالَ عيسى عليه السلام: «إلهي، أعدْها إلى ما كانتْ عليهِ، فهذا الطفلُ سيموت». فجاءهُ الخطابُ: «إنَّني أُقدِّرُ ما يلزمُ لكلِّ أحدٍ، وأنا أُلقي هذا المقدارَ من المحبّةِ في قلبِ الأمِّ لكي ترعى طفلَها وتُربّيه. فلو لم يكنْ في قلبِ الأمِّ تلكَ المحبّةُ، لما استيقظتْ على بكاءِ طفلِها في منتصفِ الليلِ، ولما أجهدتْ نفسَها وتحمّلتْ من أجلهِ الصعابَ. إنَّ كلَّ ذلكَ يحصلُ بسببِ حتميةِ استقرارِ ذلكَ المقدارِ من اسمِ الرحيمِ والرؤوفِ والمُحبِّ في قلبِ الأمِّ، لكي تتمكّنَ من رعايةِ طفلِها وتربيته.

حقيقة الإمام المهدي (عج) ودوره المحوري في رحلة التكامل الإنساني وكيفية الارتباط به - انتظار الفرج الحقيقي والمراقبة اللحظيّة: كيف نعيش في حضرة الإمام (عج) ونتغلب على الفتور الروحي؟

4
  • . قصّة النبي موسى عليه السلام والرجل الذي طلب زيادة المحبّة الإلهيّة: خطورة تجاوز السعة

  • كانَ النبيُّ موسى على نبيّنا وآلهِ وعليهِ السلام ذاهبًا إلى جبلِ الطورِ، فرأى في طريقهِ رجلًا. فقالَ الرجلُ: إلى أينَ أنتَ ذاهبٌ يا موسى؟ قالَ: إنَّني ذاهبٌ إلى جبلِ الطورِ. فقالَ: فلي طلبٌ إلى ربّي. قالَ: وما هو طلبُكَ؟ قالَ: أريدُ أن تطلبَ من اللهِ أن يزيدَ من محبّتهِ في قلبي. فقالَ لهُ النبيُّ موسى عليه السلام: إنَّ ذلكَ ليسَ من مصلحتِكَ. قالَ الرجلُ: وما شأنُكَ أنتَ بذلكَ؟ فما دمتَ ذاهبًا إلى جبلِ الطورِ، فاطلبْ لي هذا الطلبَ من ربّي. فقالَ موسى عليه السلام: حسنًا. وعندما وصلَ النبيُّ موسى عليه السلام إلى جبلِ الطورِ وعرضَ طلبَ ذلكَ الرجل على ربّهِ، قالَ لهُ اللهُ: ما دامَ يريدُ ذلكَ، فقد زدتُ لهُ فيها، فعُدْ وانظرْ ما الذي حصلَ لهُ. وعندما عادَ موسى عليه السلام من جبلِ الطورِ، نظرَ إلى الأشجارِ، فوجدَ أشياءً على الشجرةِ، وقطعًا صغيرةً على الأشواكِ. ثمّ جاءهُ الخطابُ: إنَّنا قد منحنا الرجلَ مقدارًا من محبّتِنا، فتلاشى من الوجودِ، واستقرّتْ كلُّ قطعةٍ منهُ على الأشواكِ.

  • إنَّني وأنا أذكرُ لكم هذهِ الأمورَ، فأنا أُجيبُ في واقعِ الأمرِ بشكلٍ ضمنيٍّ على السؤالِ التالي أيضًا.

  • قصّة أصحاب الإمام الحسين عليه السلام وطلب الأسرار: هل نتحمّل عظمة المقام؟

  • قالَ المرحوم العلامة [الطهراني] يومًا إنَّ عددًا من الأفرادِ ذهبوا إلى بيتِ الإمامِ الحسينِ عليه السلام؛ فطرقوا البابَ وقالوا: نريدُ الدخولَ، فلنا مع الإمامِ حاجةٌ. فأُذِنَ لهم بالدخولِ. فقد كانوا من أصحابِ الإمامِ المعتمدينَ بحسبِ ما يعتقدونَ، ومن أولئكَ المتميّزينَ الذينَ تمَّ اختيارُهم من بينِ بقيّةِ الناسِ؛ إذ كانوا ممّن لهم القابليّةُ على سماعِ الأسرارِ. وعلى أيّةِ حالٍ، فلم يكونوا من الناسِ العاديّينَ.

  • تجلّي الله للجبل وصعقة موسى عليه السلام: عظمة التجلّي الإلهي

  • كمقدّمة لدينا في الرواياتِ أنَّ النبيَّ موسى عليه السلام عندما أرادَ الذهابَ إلى جبلِ الطورِ، {وَٱخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُۥ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَـٰتِنَا} ۱ كانَ قد اختارَ من بينِ قومهِ سبعينَ رجلًا لمرافقتهِ. لم يكنْ أولئكَ القومُ من الذينَ لهم القابليّةُ على تحمّلِ الجذباتِ الإلهيّةِ بالطبعِ، بلْ كانوا ممّن يمتلكون القابليّة على فهمِ المسائلِ بشكلٍ أفضلَ، وكانوا من أعلمِ القومِ وأكثرِهم سعةً وقدرةً وبما يمكنُهم من مواكبةِ موسى عليه السلام. ثمّ حصلَ ذلكَ الأمرُ {فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُۥ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُۥ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا} ٢إنَّ معنى التجلّي هو نزولُ بعضِ الأسماءِ الكلّيةِ الإلهيّةِ على الصورةِ الملكوتيّةِ للجبلِ، من مثلِ اسمِ العليمِ والحيِّ والقديرِ. إنَّ للجبلِ كما لغيرهِ من الموجوداتِ صورةً ملكوتيّةً، ولهُ سعةٌ وجوديّةٌ، ولهُ حياةٌ وفقًا لهذهِ السعةِ؛ فيبقى ثابتًا في مكانهِ نتيجةً لذلكَ. غيرَ أنّهُ لا يمتلكُ المحوّلةَ التي تمتلكُها بقيّةُ الأجهزةِ الكهربائيةِ من تلكَ التي تحترقُ إن تلقّتْ طاقةً كهربائيّةً قويّةً. إنَّ الكهرباءَ التي تخرجُ من محطّةِ توليدِ الكهرباءِ ومن تلكَ المنصوبةِ على السدودِ، هذهِ الكهرباءُ بقوّةِ آلافِ الفولتاتِ، ثمّ تتنزّلُ قدرتُها كلّما انتقلتْ من شبكةٍ إلى أخرى وحتّى تصلَ إلى بيوتِنا بطاقةٍ مقدارُها مئتانِ وعشرونَ فولتًا.

    1. سورة الأعراف (۷) الآية ۱٥٥.
    2. سورة الأعراف (۷) الآية ۱٤٣.

حقيقة الإمام المهدي (عج) ودوره المحوري في رحلة التكامل الإنساني وكيفية الارتباط به - انتظار الفرج الحقيقي والمراقبة اللحظيّة: كيف نعيش في حضرة الإمام (عج) ونتغلب على الفتور الروحي؟

5
  • ذهبنا يومًا إلى إحدى محطّاتِ توليدِ الطاقةِ الكهربائيّةِ المنصوبةِ على السدِّ المعروفِ في أصفهانَ على ما يبدو. وعندما وقفنا أمامَ أحدِ توربيناتِ توليدِ الكهرباءِ الذي كانَ في حالةِ دورانٍ، كانَ يفصلنا عنهُ نافذةٌ حديديّةٌ. قالَ أحدُ المسؤولينَ هناكَ: لو أنَّ أحدَكم مدَّ يدهُ من خلالِ هذهِ النافذةِ، لتحوّلَ إلى فحمٍ في الحالِ. هذا مع كونِ المسافةِ الفاصلةِ عن التوربينِ تبلغُ النصفَ مترٍ، غيرَ أنَّ المجالَ المغناطيسيَّ هو قويٌّ إلى الدرجةِ التي تجعلُهُ يؤثّرُ من دونِ أن يمسَّ اليدَ. والآنَ ومع ما يصلُ بهِ إلى البيتِ من مقدارِ مئتينِ وعشرينَ فولتًا، فلا يمكنُنا أن نمسّهُ بأيديِنا؛ فهو من القوّةِ التي يمكنُها أن تُهلكَ الإنسانَ. يُقالُ بأنّكَ إن أردتَ أن تمسَّ السلكَ بيدِكَ، فلا بدَّ من أن تُنزِّلَ الطاقة إلى ثمانيةِ فولتاتٍ أو عشرةٍ لكي لا تؤثّرَ فيكَ! عندما خرّ موسى عليه السلام صعقاً وماتَ من كانَ معهُ، قالَ: «إلهي، ماذا سأُجيبُ القومَ عندَ عودتي؟ فسيقولونَ بأنّكَ قد قتلتَهم! وكانَ من المفترضِ أن تأخذَهم معكَ لكي يشهدوا لكَ، ويكونوا بيّنةً على ما رأوا وما سمعوا، فينقلونَها لنا من أجلِ أن يزدادَ اعتقادُنا بكَ وبالمعادِ والرسالةِ والشريعةِ. فها أنتَ قد قتلتَهم، فلم يبقَ أحدٌ منهم. ما الذي سأفعلهُ والحالُ هذهِ؟». فاستجابَ اللهُ لموسى عليه السلام وأحياهم من أجلِ أن لا يُتّهمَ موسى عليه السلام بقتلِهم.۱

  • اختبار الإمام الحسين عليه السلام لأصحابه: هل نجرؤ على طلب الأسرار؟

  • نعم، إنَّ من حضرَ لدى سيّدِ الشهداءِ عليه السلام هم ممّن قالَ عنهم المرحوم العلامة [الطهراني] بأنّهم كانوا بدرجةِ أولئكَ الذينَ كانَ النبيُّ موسى عليه السلام قد اختارَهم. عندما جاؤوا إلى الإمامِ الحسينِ عليه السلام، التفتَ إليهم الإمامُ وقالَ: ماذا تريدونَ؟ ثمّ ألقى نظرةً على هذا وذاكَ منهم. قالوا: نريدُ أن تُعلّمَنا ممّا تعرفُ من أسرارٍ من تلكَ التي لا تبوحُ بها إلى أحدٍ، ولا نستطيعُ أن نجدَها في أيِّ مكانٍ. لقد جئنا اليومَ وسوفَ لن نُغادرَ بدونِها. فضحكَ الإمامُ عليه السلام في وجوهِهم وقالَ: لا تستطيعونَ أن تتحمّلوها ولا قدرةَ لكم على سماعِها!. قالوا: لا بدَّ من ذلكَ. فأعادَ عليهم الإمامُ عليه السلام الأمرَ وقالَ: لا تستطيعونَ تحمّلَ ذلكَ. قالوا: لا بدَّ من ذلكَ. ثمّ قالَ الإمامُ عليه السلام: سأختبرُ أحدَكم، فإن تمكّنَ، فسأدعو الآخرينَ واحدًا واحدًا. فأخذوا ينظرونَ إلى بعضِهم البعضِ، ثمَّ اختاروا أحدَهم؛ من أولئكَ الذينَ يقولُ المرحومُ الحدّادُ رحمه الله عنهم بأنَّ قابليتَهُ على تحمّلِ الطرقِ بالمطرقةِ أكبرُ، ومن الذينَ سعتُهم أكبر. فقالَ لهُ الإمامُ عليه السلام: تعالَ نذهبْ جانبًا. فذهبوا وجلسوا في غرفةٍ أخرى. وعندما عادَ، شاهدَه أصحابُه وهو غيرُ متّزنٍ ويترنّحُ في مشيتهِ مذهولاً ولا يستطيعُ أن يتكلّمَ معهم أبدًا. فقالَ لهم الإمامُ عليه السلام: إن أردتُمْ أن يحلَّ بكم ما حلَّ بصاحبِكم، فتعالوا. فقالوا: لا.٢على أنَّ المرحوم العلامة [الطهراني] قالَ: «على الإنسانِ ألّا يخافَ وأن يذهبَ إلى أيِّ مكانٍ كانَ. فعندما تذهب إلى فضاءِ الإمامِ الحسينِ عليه السلام، فما معنى الخوفِ؟! إن حصلَ لهُ ترنّحٌ في مشيتهِ أو حصلَ لهُ ما حصلَ، فليحصلْ. نعم من الأفضلِ أن يُوكِلَ الإنسانُ أمرَهُ إليهم، ليفعلوا بهِ ما فيهِ مصلحتُهُ.

    1.  البرهان في تفسير القرآن المؤلف : البحراني، السيد هاشم البحراني الجزء : ٢ صفحة : ٥۸۱ 
    2. «في مناقب آل أبي طالب ج٤ص ٥۱و رَویٰ عبدُ العَزیزِ بنُ کَثیرٍ: أنّ قَوماً أتَوا إلَی الْحسینِ و قالوا: ”حَدِّثنا بِفَضائِلِکُم!“ قالَ: ”لا تُطیقونَ وَ انْحازوا عَنّی لِأُشیرَ إلیٰ بَعضِکُم فَإن أطاقَ سأُحَدِّثُکُم.“ فَتَباعَدوا عَنه فَکانَ یَتَکَلَّمُ مَع أحَدِهِم حتّیٰ دَهِشَ و وَلِهَ و جَعَلَ یَهِیمُ و لا یُجیبُ أحَداً وَ انْصَرَفوا عَنه‌

حقيقة الإمام المهدي (عج) ودوره المحوري في رحلة التكامل الإنساني وكيفية الارتباط به - انتظار الفرج الحقيقي والمراقبة اللحظيّة: كيف نعيش في حضرة الإمام (عج) ونتغلب على الفتور الروحي؟

6
  • حقيقة الإمام: القوّة المخفّضة والمعدِّلة للأسماء الإلهية

  • إنَّ تلكَ القوّةَ هي القوّةُ المعدّلة؛ فالقوّةُ المعدّلةُ هي عبارةٌ عن القوّةِ المُديرةِ وتلكَ الحقيقةِ التي تعملُ على تقسيمِ الأسماءِ الكلّيةِ الإلهيةِ؛ من قبيلِ العلمِ والقدرةِ والحياةِ غيرِ المتناهيةِ على كافّةِ عوالمِ الوجودِ من عالمِ اللاهوتِ والجبروتِ والملكوتِ الأعلى والأسفلِ وعوالمِ الملائكةِ والعقلِ والجنِّ والإنسِ والحيواناتِ والأشجارِ والجماداتِ والنفوسِ القدسيّةِ والنفوسِ المتّصلةِ وعوالمِ الأرواحِ والأسرارِ والعالمِ الخارجيِّ والمادّةِ بما يتناسبُ مع سعةِ وقابليةِ تحمّلِها ومع الدرجةِ التي يجبُ أن تكونَ فيها هذهِ الموجوداتُ. فتلكَ هي عبارةٌ عن نفسِ الإمامِ. إذن، فنفسُ الإمامِ عليه السلام هي عبارةٌ عن تلكَ القوّةِ المُخفَّضةِ والمُعدَّلةِ، وهي عبارةٌ عن تلكَ المحوِّلةِ التي تُغذّي كلَّ ظرفٍ من الظروفِ من الأسماءِ الكلّيةِ الإلهيةِ وفقًا لما تقتضيهِ المصلحةُ وطبقًا لما لتلكَ الظروفِ من سعةٍ. فتلكَ هي القوّةُ المُعدَّلةُ. على أنَّ عالمَ التكليفِ وعالمَ الاختيارِ ليسَ بخارجٍ عن هذا الموضوعِ.

  • بناءً على هذا، فالأمرُ المهمُّ الذي يجبُ أن يتحقّقَ بالنسبةِ إلى نظرةِ الإنسانِ واعتقادهِ بمقامِ الولايةِ وبالإمامِ عليه السلام هو أن يصلَ إلى الدرجةِ التي يعلمُ فيها بأنَّ كلَّ خطوةٍ يخطوها وكلَّ عملٍ يُريدُ أن يقومَ بهِ، بلْ وحتّى فيما يتعلّقُ بأفكارهِ، ففي نفسِ هذا الوقتِ الذي يحصلُ فيهِ العملُ؛ فنفسُ هذا العملِ ونفسُ هذهِ القدرةِ ونفسُ دعاءِ الإنسانِ وإتيانهِ للذكرِ وقراءتهِ للقرآنِ، فكلُّ هذهِ الأعمالِ التي نأتي بها، فهي تتحقّقُ في الخارجِ بواسطةِ تلكَ القوّةِ المُعدَّلةِ. إنَّ هذهِ هي حقيقةُ الإمامِ عليه السلام. كانَ هارونُ قد ألقى بالإمامِ [الكاظم] عليه السلام في السجنِ، وهو لا يعلمُ بأنّهُ لولا وجودُ هذا المُلقى في السجنِ الآنَ، لما كانَ لهُ أن يجلسَ على عرشِ السلطةِ. وهو لا يعلمُ بأنَّ هذا الإنسانَ الموجودَ الآنَ في سجنِ السنديِّ بنِ الشاهكِ، والذي يعتقدُ بأنّهُ لا يستطيعُ أن يتحرّكَ من مكانهِ الآنَ بسببِ ما قيّدت به أقدامهِ من سلاسلَ، إنّهُ لا يعلمُ بأنَّ النَفَسَ الذي يتنفّسُهُ الآنَ، إنّما يتمُّ بإرادةِ الإمامِ عليه السلام. نعم، إنّهُ لا يعلمُ ذلكَ. لقد قيّدوا أيديَ ورقبةَ الإمامِ السجّادِ عليه السلام بالجامعةِ وبحيث بقيتْ فيهِ آثارُ ما تركتْهُ القيودُ من جروحٍ على ظهرِ الإمامِ ومعاصمهِ إلى آخرِ عمرهِ، وذلكَ عندما نُقل الإمامِ من كربلاءَ إلى الشامِ. غيرَ أنَّ هذا الذي يُقيِّدُ الإمامَ ويزيدَ هذا الذي يفعلُ الآنَ بالإمامِ ذلكَ، لا يعلمُ بأنَّ جلوسَهُ على عرشِ السلطنةِ وحكمَهُ للبلادِ إنّما يتمُّ الآنَ بواسطةِ إرادةِ هذا الشابِّ المُقيَّدِ اليدينِ.

حقيقة الإمام المهدي (عج) ودوره المحوري في رحلة التكامل الإنساني وكيفية الارتباط به - انتظار الفرج الحقيقي والمراقبة اللحظيّة: كيف نعيش في حضرة الإمام (عج) ونتغلب على الفتور الروحي؟

7
  • الموقفان للإمام: الظاهري والباطني، وكيف نفهمهما؟

  • إنَّ هذا يعني بأنَّ للإمامِ عليه السلام موقفينِ تجاهَ عالمِ الوجودِ؛ وهما الموقفُ الظاهريُّ والموقفُ الباطنيُّ. أمّا فيما يتعلّقُ بالموقفِ الظاهريِّ؛ فالإمامُ هو ذلكَ الإنسانُ الذي نرى كيفَ أنّهُ يمشي في الشارعِ وينامُ ويأكلُ الطعامَ، وإذا جُرِحَ، فهو يتألّمُ، وتؤثّرُ فيهِ ضربةُ السيفِ مثلما تؤثّرُ في غيرهِ من الناسِ، وقد يمرضُ كما يمرضُ بقيّةُ الناسِ، ويُفيدُهُ الدواءُ بنفسِ المقدارِ الذي يُفيدُ بهِ سائرَ الناسِ. إنَّ الإمامَ عليه السلام من الناحيةِ الظاهريةِ هو فردٌ كبقيّةِ أفرادِ الناسِ؛ فقد يسجنونهُ أو يقتلونهُ أو يدوسونَ بدنَهُ بحوافرِ الخيلِ، ويُعرِّضونَ بدنَهُ إلى كافةِ أنواعِ الضررِ وبنفسِ الطريقةِ التي يتعاملونَ بها مع سائرِ الأفرادِ. هذا فيما يتعلّقُ بالجانبِ الظاهريِّ. وأمّا ما يتعلّقُ بالجانبِ الباطنيِّ، فالإمامُ هو الواسطةُ والوسيلةُ؛ أي إنّهُ لو لم يكنْ للإمامِ عليه السلام وجودٌ، ولو لم يكنْ لروحِ الولايةِ وجودٌ، لما كانَ هناكَ أثرٌ للتعيّناتِ الخارجيةِ والأحداثِ والظواهرِ الخارجيةِ في أيّةِ مرتبةٍ من مراتبِ عالمِ الوجودِ. أي إنّهُ لو لم يكنْ لروحِ ولايةِ رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله وجودٌ، لما كانَ هناكَ من وجودٍ لجبرائيلَ لكي يجلبَ الوحيَ للنبيِّ، ولما كانَ هناكَ من وجودٍ لميكائيلَ لكي يمنحَ الحياةَ، ولا لعزرائيلَ لكي يقبضَ الأرواحَ. إنَّ الملائكةَ هم عبارةٌ عن وسائلِ تنفيذِ مشيئةِ وإرادةِ اللهِ في عالمِ الوجودِ، وهذهِ الوسائطُ تمتلكُ ما تمتلكُهُ من قدرةٍ واختيارٍ، وهي تقومُ بالتكليفِ المُلقى على عاتقِها، عن طريقِ نفسِ الإمامِ عليه السلام.

  • إمام الزمان عليه السلام: الحقيقة الغائبة الحاضرة

  • إذن، فوجودُ إمامِ الزمانِ عليه السلام من الناحيةِ الظاهريةِ لا يختلفُ عن سائرِ الأئمةِ عليهم السلام في شيءٍ؛ فالإمامُ عليه السلام ينامُ ويُصلّي ويأكلُ ويتحرّكُ، ويقومُ بكافّةِ ما كانَ يقوم به بقيّةُ الأئمةِ عليهم السلام؛ باعتبارهِ موجودًا حيًّا ولهُ نفسٌ مرتبطةٌ بهذا العالمِ، وهو بحاجةٍ إلى ما يحتاجُ إليهِ أيُّ فردٍ، ويحتاجُ إلى ما كانَ يحتاجُ إليهِ آباؤهُ من أجلِ البقاءِ. إنَّ إمامَ الزمانِ عليه السلام يأكلُ الطعامَ شأنُهُ في ذلكَ شأنُ بقيّةِ الناسِ، كما وينامُ مثلما ينامُ كافّةُ الناسِ، غيرَ أنّهُ مُختفٍ عن الأنظارِ.

حقيقة الإمام المهدي (عج) ودوره المحوري في رحلة التكامل الإنساني وكيفية الارتباط به - انتظار الفرج الحقيقي والمراقبة اللحظيّة: كيف نعيش في حضرة الإمام (عج) ونتغلب على الفتور الروحي؟

8
  • على أنَّ النكتةَ المهمّةَ المتمثّلةَ في الوجودِ المباركِ لإمامِ الزمانِ عليه السلام والتي كنّا ولا نزالُ في غفلةٍ عنها هي أنَّ إمامَ الزمانِ عليه السلام هو الذي يقومُ بإنجازكلِّ ما يحصلُ وفي كافةِ العوالمِ. إنَّنا وعندما نقومُ بعملٍ معيّنٍ، فنحنُ نقولُ: إنَّنا نحنُ الذينَ أنجزناهُ. وعندما نستولي على شيءٍ، نقولُ بأنَّ ذلكَ قد حصلَ بسببِ ما لدينا من قدرةٍ ومن همّةٍ وما شاكلَ ذلكَ. وعندما نفتحُ بلدًا، نقولُ: نحنُ الذينَ قمنا بهذا الفتحِ. أمّا عندما لا نتمكّنُ من تحقيقِ هدفِنا، فترانا نقولُ بأنَّ اللهَ لم يشأْ ذلكَ. ما دمنا ننسبُ ذلكَ الأمرَ إلى اللهِ، فلماذا لا ننسبُ إليهِ كلا الأمرينِ؟ ولماذا لا نرى إرادتَهُ ومشيئتَهُ هي المؤثّرةَ في إنجازِ كافّةِ الأعمالِ؟ إنَّ كلَّ ما يحصلُ في العالمِ، فهو إنّما يكونُ تحتَ نظرِ إمامِ الزمانِ عليه السلام.

  • . رؤية الإمام الظاهرية أم الوصول إلى حقيقة الولاية: أيّهما الأهمّ؟

  • بناءً على ذلكَ، فهل يجبُ أن يكونَ الأمرُ المهمُّ في حركةِ السالكِ هو رؤيةُ جسمِ إمامِ الزمانِ عليه السلام؟ إن كانَ الأمرُ كذلكَ، فجسمُ إمامِ الزمانِ عليه السلام هو مثلُ سائرِ الأبدانِ من دونِ فرقٍ من الناحيةِ الفيزيائيةِ. فهل عددُ كريّاتِ الدمِ الحمراءِ أو البيضاءِ هو أكثرُ ممّا لدى باقي الناسِ؟ وهل إنَّ جسمَ الإمامِ عليه السلام من الناحيةِ الظاهريةِ هو أقوى من غيرهِ من الناسِ؟ كلّا، ليس الأمرُ كذلكَ، بلْ إنَّ للإمامِ عليه السلام بدنًا معتدلًا ومستويَ القامةِ حالُهُ حالُ سائرِ الأفرادِ. إنَّ رؤيةَ بدنِ الإمامِ عليه السلام تعني اللقاءَ الظاهريَّ بهِ، والظاهرُ هو الظاهرُ؛ وهو يعني بأنَّ إنسانًا ما قد سعى وأجهدَ نفسَهُ لفترةٍ من العمرِ من أجلِ أن يرى إمامَ الزمانِ عليه السلام. حسنًا، فها هو قد رأى الإمام. فما دامتِ الرؤيةُ قد حصلتْ، فما الذي عليهِ أن يطلبَهُ من الإمام عليه السلام؟ وما هي الحاجةُ التي سيطلبُها؟ أيطلبُ منهُ السعادةَ؟ ها هو الإمامُ عليه السلام يسمعُ هذا الطلبَ في هذهِ اللحظةِ، ونحنُ نستطيعُ أن نطلبَ منهُ هذا الطلبَ من دونِ أن نراهُ؛ فنستطيعُ أن نطلبَ منهُ سعادةَ الدنيا والآخرةِ، والعافيةَ في الدنيا والآخرةِ، والتمكّنَ من معرفتهِ. إنَّ تحقيقَ مثلِ هذهِ الحاجات من الممكنِ أن يحصلَ دونَ الحاجةِ إلى الرؤيةِ الظاهريةِ.

حقيقة الإمام المهدي (عج) ودوره المحوري في رحلة التكامل الإنساني وكيفية الارتباط به - انتظار الفرج الحقيقي والمراقبة اللحظيّة: كيف نعيش في حضرة الإمام (عج) ونتغلب على الفتور الروحي؟

9
  • إنَّ الطريقَ الذي يطرحُهُ الكثيرونَ من أجلِ الوصولِ إلى الكمالِ، والذي يرونَهُ يتمثّلُ في الرؤيةِ الظاهريةِ للإمامِ عليه السلام، هو عبارةٌ عن طريقِ الاشتغالِ بالنفسِ، وطريقِ التلذّذِ النفسيِّ، وهو طريقُ التوقّفِ، وإشغالِ النفسِ بالمسائلِ الظاهريةِ. أمّا الطريقُ الذي تسيرُ عليهِ مدرسةُ العظماءِ ومدرسةُ العرفانِ فهو يتمثّلُ بالوصولِ إلى ولايةِ إمامِ الزمانِ عليه السلام. سألَ أحدُهم المرحوم العلامة [الطهراني] وقال له: كيفَ هي علاقتك بإمامِ الزمانِ عليه السلام؟». فقالَ: إنّهُ مثلُ علاقتي بمن يتواجدُ الآنَ في الطابقِ الأسفلِ – فقد كانَ يتواجدُ في الطابقِ العلويِّ عندما كانَ يسكنُ طهرانَ – فكما أنّني الآنَ متواجدٌ في الطابقِ العلويِّ وأنا أتكلّمُ معكَ ولي إشرافٌ على المتواجدينَ في الطابقِ الأسفلِ، فهكذا هو إشرافُ إمامِ الزمانِ عليه السلام عليَّ أنا. هكذا هو الأمرُ، فهو لم يكنْ يكذبْ. فهل من الأفضلِ – والحالُ هذهِ – أن يرى الإنسانُ كلَّ وجودهِ تحتَ تصرّفِ وتحتَ ولايةِ وإشرافِ الإمامِ عليه السلام، أم أن يذهبَ من أجلِ رؤيتهِ مرّةً في الشهرِ على سبيلِ المثالِ؟ كانَ هنالكَ من يبذلُ جهدًا ويأتي بأورادٍ ويمضي أربعينيّاتٍ ويقومُ ببعضِ الأعمالِ، ثمّ وبعدَ مضيِّ شهرينِ أو ثلاثةٍ أو أربعةٍ يحظى بفرصةِ خمسِ دقائقَ يرى فيها الإمامَ عليه السلام في شارعٍ أو في مكانٍ آخرَ. ها قد بذلتَ جهدًا وتمكّنتَ من رؤيةِ إمامِ الزمانِ عليه السلام. ثمّ ومن هذهِ اللحظةِ وحتّى المرّةَ التاليةَ التي ستراهُ فيها، فسوفَ لن تختلفَ هيئةُ إمامِ الزمانِ عليه السلام؛ فلم يكنْ أسود في مرّةٍ، ثمّ يصبحُ لونُهُ أبيض ثمّ أخضر وأحمر في المرّاتِ القادمةِ. كلّا، بلْ إنَّ لونَ إمامِ الزمانِ عليه السلام واحدٌ وهو بهذا الشكلِ دائمًا. إنّكَ وعندما ترى الإمامَ عليه السلام للمرّةِ الثانيةِ، فكم قد أُضيفَ إلى معرفتِكَ؟ لا شيءَ. بلْ كلُّ ما يحصلُ هو أنّكَ ستشعرُ بالسعادةِ بسببِ ما حصلَ من رؤيتِكَ للإمامِ عليه السلام، فلم يحصلْ شيءٌ آخرُ غيرُ هذا. هل أنّك عرفتَ اللهَ أكثرَ؟ وهل ازدادتْ معرفتُكَ القلبيةُ بالأسماءِ الإلهيّةِ؟ أيُّ الأمرينِ قد حصلَ لكَ؟ لم يحصلْ شيءٌ من هذا أو ذاكَ. بلْ كلُّ ما حصلَ هو أنّكَ شعرتَ بالسعادةِ لأنّكَ قد رأيتَ الإمامَ عليه السلام. نعم، بهذا المقدارِ فقطْ، وليسَ لكَ نصيبٌ أكثرُ منهُ. كانَ عليكَ وبدلًا من أن تبنيَ نيّتَكَ وقصدَكَ على تحقيقِ هذا الهدفِ الظاهريِّ المتمثّلِ بالرؤيةِ الظاهريّةِ للإمامِ عليه السلام، كانَ عليكَ أن تجعلَ هدفَكَ هو أن يتواجدَ الإمامُ عليه السلام في داخلِكَ، وأن تسعى لكي ترى نفسَكَ في حضورِ الإمامِ عليه السلام على الدوامِ، وأن تجعلَ نيّتَكَ تتمثّلُ في الوصولِ إلى ولايةِ الإمامِ عليه السلام سواءٌ أرأيتَ الإمامَ عليه السلام أم لم تَرَهُ.

حقيقة الإمام المهدي (عج) ودوره المحوري في رحلة التكامل الإنساني وكيفية الارتباط به - انتظار الفرج الحقيقي والمراقبة اللحظيّة: كيف نعيش في حضرة الإمام (عج) ونتغلب على الفتور الروحي؟

10
  • ثمرات الوصول إلى ولاية الإمام: انكشاف الحقائق والمعرفة المتجدّدة

  • إن حصلَ مثلُ هذا الشيءِ، فستُزاحُ عن بصرِكَ ستارةٌ جديدةٌ في كلِّ يومٍ يمرُّ عليكَ، وستحصلُ لكَ معرفةٌ جديدةٌ، وستتجلّى لكَ حقيقةٌ جديدةٌ من وجودِ الإمامِ عليه السلام، وسوفَ ترى وجودَ الإمامِ عليه السلام بأنّهُ وجودٌ وسيعٌ وإطلاقيٌّ، لا ذلكَ الوجودَ المحدودَ بهيئةٍ معيّنةٍ. نعم، سوفَ ترى ذلكَ الوجودَ السعي شاملًا لكافةِ ذرّاتِ عالمِ الوجودِ وصولًا إلى مراتبِ عالمِ القربِ وعالمِ التجرّدِ؛ ويكونُ الإمامُ عليه السلام قد هضمَ كلَّ ذلكَ في محيطِ نفسهِ الولائيةِ، وهو يجعلُ كلَّ شيءٍ في المرتبةِ التي تكونُ في صالحهِ.

  • التوحيد والولاية حقيقة واحدة 

  • هذا هو الوجودُ الذي تتساوى فيهِ معرفتُهُ مع معرفةِ اللهِ؛ أي إنَّ الإنسانَ سيصلُ إلى مرتبةِ الولايةِ؛ التي هي عبارةٌ عن حقيقةِ التوحيدِ، مع فارقِ كونِها حقيقةَ التوحيدِ في مراتبِ الأسماءِ والصفاتِ. حيثُ يمكنُ القولُ بعبارةٍ أخرى: بأنَّ الولايةَ تعني التوحيدَ في مقامِ الجمعِ، وتوحيدُ الذاتِ هو مرتبةٌ أعلى من مرتبةِ الولايةِ، وأنَّ الولايةَ هي بحدِّ ذاتِها عبارةٌ عن اسمٍ من أسماءِ اللهِ الكلّيةِ من تلكَ الأسماءِ الملاصقةِ والذاتيّاتِ المنتزعةِ من ذاتِ اللهِ.

  • قصّة سؤال المرحوم الحداد عن رؤية الإمام: الهدف هو الحقيقة لا الظاهر

  • ومن هذا يتّضحُ بأنَّ معرفةَ الإمامِ عليه السلام يجبُ أن تكونَ بمعرفةِ حقيقتهِ. عندما سألتُ المرحومَ الحدّادَ رحمه الله يومًا فقلتُ لهُ: هل يمكنُني أن أرى الإمامَ عليه السلام؟ - وقد حصلَ ذلكَ عندما كانَ عمري بحدودِ السبعةَ عشرَ عامًا - فقالَ: نعم، يمكنكَ ذلكَ. فقلتُ: وما هو البرنامجُ اللازمُ لذلكَ». فقالَ لي شيئًا، ثمّ قالَ: «إن داومتَ على ذلكَ عشرينَ يومًا، فسترى الإمامَ عليه السلام». ثمّ قالَ لي: «يجبُ أن يكونَ الهدفُ هو رؤيةَ حقيقةِ الإمامِ عليه السلام والوصولَ إلى ذاتِ واقعيّتهِ، فينبغي أن يكونَ هذا هو الهدفَ». إنَّ الرؤيةَ الظاهريّةَ للإمامِ عليه السلام أمرٌ مطلوبٌ، فهي رؤيةُ إمامٍ ولا أقولُ [بعدمِ فائدتِها]، غيرَ أنَّ المطلوبَ يجبُ أن يكونَ الوصولَ إلى الحقيقة . وعندما رأيتُ الأمرَ كذلكَ، لم أقمْ بذلكَ العملِ، ولم أقمْ بهِ حتّى الآنَ. فقلتُ: إن كنتُ أمتلكُ الأهليّةَ لذلكَ، فالإمامُ عليه السلام هو الذي يمنحُني الأهليّةَ وهو الذي يمنحُ التوفيقَ. وإن لم أكنْ كذلكَ، فلماذا أقومُ بإتلافِ وقتِ الإمامِ عليه السلام؟ لأنّني إن قلتُ لهُ: أريدُ أن أتكلّمَ معكَ يا بنَ رسولِ اللهِ، فسوفَ يقولُ لي: ما دمتَ غيرَ مؤهّلٍ للقائي، فلماذا تُتلفُ وقتي؟ بلْ دعني أُنجزُ أعمالي. هل أنتَ مؤهّلٌ أم غيرُ مؤهّلٍ؟ وهل كنتَ قد أعددتَ نفسَكَ للقائي أم لا؟ فلو أنّني سأظهرُ هذهِ الليلةَ التي هي ليلةُ الأحدِ، فهل أنتَ مستعدٌّ للاستماعِ لكلِّ ما أقولُ؟.

حقيقة الإمام المهدي (عج) ودوره المحوري في رحلة التكامل الإنساني وكيفية الارتباط به - انتظار الفرج الحقيقي والمراقبة اللحظيّة: كيف نعيش في حضرة الإمام (عج) ونتغلب على الفتور الروحي؟

11
  • هل نحن حقاً من منتظري الإمام؟! سؤال يحتاج لإجابة صادقة

  • حسنًا جدًا، دعونا نختبر أنفسنا الآن، فالإمام حاضر في هذا المكان قطعًا؛ فلو أنَّ الإمام عليه السلام تمثّل لنا بصورته الظاهريّة، فهل سنقبل كلّ ما يقوله لنا؟ دعونا نعود إلى أنفسنا قليلًا، فمن الصعب أن نقبل كلّ ما سيقوله لنا! أليس كذلك؟!

  • إنَّ انتظار الفرج يعني أن نعمل على إعداد أنفسنا من هذه الليلة التي هي ليلة الأحد؛ فهذا هو معنى انتظار الفرج. إنَّ ما يقومون به من تبريرات في تفسير انتظار الفرج بأن يجلس الإنسان حتى يأتي ذلك اليوم الذي تمتلئ فيه الدنيا عدلًا، [هو تبرير غير صحيح] فسواءٌ أكنت موجودًا أم لم أكن، فما الذي سيعنيه ذلك لي؟

  • هل ينفعني الظهور إن لم أدركه؟

  • فلو لم أتمكّن من إدراك زمان ظهور الإمام عليه السلام؛ أنا الذي سأموت بعد سنة من الآن، فليحصل الظهور أو لا يحصل فما الذي سأستفيده من ذلك؟ فلو أنَّ الإمام قد ظهر بعد يوم من مغادرتي الدنيا، فما الذي سأنتفع به من هذا الظهور؟

  • بلى، سيكون هذا الأمر مفيدًا لمن سيكون على قيد الحياة، وسيكون مفيدًا جدًا لمن سيتمكن من الوصول إلى الإمام، أمّا أنا الذي سأغادر الدنيا، فإنَّني عندما سأواجه الأمر الأول الذي هو سؤال منكير ونكير، وسأواجه الحساب والكتاب وصحيفة الأعمال، ويُقال لي: ما الذي فعلته هناك؟ فهل سأقول لهم بأنَّني كنت جالسًا أنتظر ظهور إمام الزمان؟ سيُقال لي عندها: لقد فعلت ذلك من تلقاء نفسك، فمن الذي أمرك بذلك؟

  • الانتظار هو التهيؤ: ما هي علامات المنتظِر الحقيقي؟

  • ولهذا السبب فإنّ معنى الانتظار هو التهيؤ. فمن هو المنتظِر في هذه الحال؟! إن أردتِ أن تدعي ضيفًا محترمًا وإنساناً كبيرًا إلى بيتكِ، فمتى يُقال عنكِ بأنَّكِ منتظرة وصول الضيف؟! أيحصل ذلك حين تذهبين إلى المطبخ وتعملين فيه؟ كلّا، بل سيحصل ذلك عندما تلبسين ثيابكِ، وتهيّئين بيتكِ، وتتركين الباب مفتوحًا وتقفين قرب الباب الخارجي، فمثلُ هكذا شخصٍ يُقال عنه بأنَّه منتظر!

  • إنَّ مثل هكذا تهيّؤ يدلّ على الاشتياق وهو من علامات التقرّب إلى ذلك الإنسان العظيم، لا أن يقوم الإنسان بعمل كلّ ما يحلو له، ثمّ يقول: إنَّني منتظر الظهور، لأنَّ في انتظار الظهور ثوابًا. كلّا، ليس الأمر كذلك 

حقيقة الإمام المهدي (عج) ودوره المحوري في رحلة التكامل الإنساني وكيفية الارتباط به - انتظار الفرج الحقيقي والمراقبة اللحظيّة: كيف نعيش في حضرة الإمام (عج) ونتغلب على الفتور الروحي؟

12
  • انتظار الإمام: مراقبة دائمة ولحظة بلحظة

  • إنَّ انتظار ظهور إمام الزمان عليه السلام هو بهذا المعنى وهو أن نكون [مراقبين لأنفسنا] لحظة بلحظة، فإن حاولنا تشغيل التلفاز في هذه اللحظة من أجل أن نتفرّج على فلمٍ، فسيأتي إمام الزمان ويمسك بمعصمنا ويقول: وهل سمحت لكِ بمشاهدة الفلم؟!

  • هل عرفتم الآن بأنَّنا لسنا من منتظري الظهور؟! إن طلبتِ من الإمام أن يُغمض عن هذا الأمر، فسوف يرفض ذلك ويقول: لقد تقرّر أن تستمعي لكلّ ما أقوله اعتبارًا من ليلة الأحد هذه، وقد وافقتِ على ذلك.

  • إن قلتِ ما دام لديّ نصف ساعة من الوقت على عودة زوجي من العمل، وما دام الأطفال لم يعودوا من المدرسة بعد، فلأتفرّج على هذا البرنامج لأرى ما الذي يعرضه، فما إن تريدين الإقدام على هذا الأمر، عليكِ أن تتذكّري فورًا بأنَّكِ كنتِ قد عاهدتِ إمام الزمان، هل لاحظتم؟

  • السؤال الثاني: ما هي المراقبة التي يوصي بها الإمام عليه السلام؟

  • إنَّ هذا هو معنى المراقبة التي أُوصيَ بها. إنَّ المراقبة تعني أنَّ على السالك في كلّ عملٍ يريد أن يقوم به، أن يعرف الهدف الذي يقوم بالعمل من أجله، وفي كلّ كلام يتكلّمه، أن يرى لماذا يتكلّم به؟وفي هذا العمل الذي يريد الإقدام عليه، هل يغشّ نفسه بواسطته، أم أنَّه يريد أن يخدع إمام الزمان به؟! عندما يوصى بأمرٍ.ما، فيجب العمل بموجبه، أمّا إن أردنا أن نزيغ عن تنفيذ التوصية، وحاولنا أن نحتال بأن نجد لنا طريقًا وسطًا لا نكون قد خالفنا فيه الكلام، ونكون قد قمنا بما نريد القيام به، فسوف نجني نتيجة عملنا في الحال؛ وسيوقف الإمام الإنسان في نفس المرتبة التي هو فيها.

  • أوامر الإمام ليستً مستحيلة بل توجيه لحياتنا اليومية

  • هل يمكن للإمام أن يأمركِ بأن تلقي بنفسكِ من سطح الدار؟ كلّا، لا يأمر الإمام بأمركهذا، وهل يمكن أن يأمركِ بطلب الطلاق من زوجك؟ لا، لا يأمر الإمام بأمر كهذا في يومٍ من الأيام. إنَّني أنقل لكم هذا الكلام على لسان الإمام.

  • هل يمكن أن يأمركِ الإمام بقطع رأس ابنك؟ إنَّ الإمام لا يأمر بمثل هذه الأوامر، بل إنَّه يقول: لا تقومي بتشغيل الموسيقى، فلماذا فعلتِ ذلك؟ فهذا الأمر الذي لا ينفعكِ بشيء وهو يعمل على تشويش ذهنك، لماذا استمعتِ له؟ وتلك المرأة التي جاءت لتتكلّم معكِ، وهي عمل على إثارة الفتن، لماذا استمعتِ إلى كلامه؟ وعندما لا يكون زوجك راضيًا، فلماذا قمتِ بذلك العمل، إذ إنَّ رضا الزوج مقدّم على ما قمتِ به.

حقيقة الإمام المهدي (عج) ودوره المحوري في رحلة التكامل الإنساني وكيفية الارتباط به - انتظار الفرج الحقيقي والمراقبة اللحظيّة: كيف نعيش في حضرة الإمام (عج) ونتغلب على الفتور الروحي؟

13
  • هكذا هي الأوامر التي تصدر عن الإمام. أمّا ما يخصّ الزوج، فله تكليفه الخاص به؛ إنَّ إمام الزمان يُكلّف المرأة بتكليف، ويكلّف الرجل بتكليف آخر، وعلى كلّ واحدٍ منهما أن يعمل بموجب ما هو مكلّف به.

  • قصة وشاهد من حياة العلامة الوالد: الشوق للحج وتقديم التكليف الإلهي

  • كنت قد ذكرت هذا الأمر في مجلس نساء قمّ الذي كان قد انعقد قبل يومين ، والذي لا أدري فيما إن كان تسجيله الصوتي قد وصلكنّ أم لا، فقد قلت هنالك: لا ينبغي للمرء أن يخدع نفسه فيما يقوم به من أعمال، بل عليه أن ينظر ليرى ما الذي يريده الله منه، لا ما ترغب به نفسه ؛ نعم، عليه أن يتّبع ما يريده الله. رغم أنَّ النفس تعمل على حرف الموضوع بهذا الاتجاه أو ذاك.

  • ثمّ ذكرت هذه الحكاية وقلت: لم أعرف أحدًا في كلّ عمري لديه مثل ما كان لدى المرحوم العلامة والدي رضوان الله عليه من شدّة الشوق للذهاب إلى مكة؛ وخاصّة فيما يتعلّق بالحج الواجب. إنَّه لم يذهب للعمرة، غير أنَّه قد حجّ ستّ مرات. كان يقول: لو كنت أستطيع لذهبت إلى الحجّ في كلّ عام، ومن النادر أن يتحدّث أحدٌ أمامه عن الحجّ وأعماله، ولا تنزل دموعه؛ كانت الدموع تنهمر من عينيه وكأنّه يرى نفسه حاضرًا هناك وهو يقوم بتلك الأعمال؛ فكان يرى نفسه حاضرًا في تلك الأجواء يأتي بالطواف، وحاضرًا في عرفات، ثمّ ما الذي تستطيع أذهاننا أن تعرف مما يدركه هو؟

  • عندما يتعارض الشوق مع التكليف: موقف حاسم

  • لقد وُفّق لأداء الحجّ ست مرات. وفي إحدى السنوات؛ وكان ذلك في أواخر فترة حكم شاه إيران، دعاه أحد أصدقائه للذهاب إلى الحج، وكان ذلك قد حصل بعد السفر الذي كنَّا قد تشرفنا فيه للذهاب إلى الحجّ بمعيّته، وكان قد مضى وقت طويل لم يذهب فيه إلى الحج.

  • وفي هذا الوقت كانت والدتي حاملًا بأختي الصغرى وكانت على وشك الولادة، وكانت تواجه مشاكل في حملها للأسف، حيث استدعى الأمر إجراء عمليّة جراحيّة، وكانت قد رقدت في المستشفى لعدّة أيام.

حقيقة الإمام المهدي (عج) ودوره المحوري في رحلة التكامل الإنساني وكيفية الارتباط به - انتظار الفرج الحقيقي والمراقبة اللحظيّة: كيف نعيش في حضرة الإمام (عج) ونتغلب على الفتور الروحي؟

14
  • وفي أحد الأيام التي كنت فيها قادمًا من قم، ذهبت بمعيّة المرحوم العلامة إلى المستشفى الواقع في شارع آزادى بالقرب من شارع آذربيجان على ما أتذكّر؛ فقد حصل ذلك منذ زمن بعيد، وقد بلغت مرحلة الشيخوخة فلم أعد أتذكّر، [من باب المزاح.]

  • وكانت الطبيبة الخاصّة بها من أقاربنا. فذهبنا إلى المستشفى وكان مقرّرًا أن تخرج منه في الغد وتأتي إلى البيت، وكان ذلك في الوقت الذي كانت فيه قوافل الحجّ على وشك المغادرة؛ فقد تغادر القوافل بعد يومين أو ثلاثة. عادت الوالدة إلى البيت، وعندما كنَّا عائدين من المستشفى، قلت للمرحوم العلّامة ونحن في طريق العودة: ماذا بشأن ذهابكم إلى الحج؟ فإن أردتم الذهاب، فسآتي من قم إلى طهران لأكون إلى جانب الوالدة؛ فليس لديّ مشكلة في ذلك إذ إنَّنا مقبلون على عدد من العطل خاصّة وأنَّ رفيقات الطريق يأتين إلى بيتنا في كلّ وقت يسافر فيه الوالد ويبقين في البيت إلى حين عودته، وكان هذا يحصل عندما يسافر إلى كربلاء أو إلى الحج؛ فكانت الصديقات يأتين ويَبِتْنَ في البيت.

  • فكّر المرحوم العلامة قليلًا ثم قال لي: يا سيد محسن، أيّ حجٍّ سيكون هذا إن ذهبت وهنالك من عباد الله ـ زوجة الإنسان ـ من تكون بحاجة إلى وجود زوجها إلى جنبها؟! هل لاحظتم؟! ولم يذهب إلى الحج في الوقت الذي كانت فيه العمليّة القيصريّة قد أُنجزت، وعادت الوالدة إلى البيت.

  • حذارِ من تبريرات النفس: متى يصبح الحجّ معصية؟

  • هل إنَّ رضا الله يكون أرجح عندما يذهب إلى الحجّ أم في حال امتناعه عن ذلك؟ لاحظوا كم أنّ الأمر دقيقٌ! يأتي الشيطان ويقوم بتبرير الذهاب إلى الحجّ لأحدهم مع كونه حينها يرتكب عملًا حرامًا؛ أي إنَّ الإنسان يأتي بالعمل الحرام غير أنَّ نفسه تقوم بتبرير ذلك له، فتقول: إنَّ الذهاب إلى الحجّ هو الأهمّ، فأنت تذهب من أجل الإرشاد، ومن أجل وعظ الناس، فأنت عندما تكون مرشد الحملة ، فستكون عنصرًا مفيدًا هناك؛ فعندما تحصل شبهة لأحدٍ، فأنت الذي ستقوم برفع هذا العبء عنهم.

حقيقة الإمام المهدي (عج) ودوره المحوري في رحلة التكامل الإنساني وكيفية الارتباط به - انتظار الفرج الحقيقي والمراقبة اللحظيّة: كيف نعيش في حضرة الإمام (عج) ونتغلب على الفتور الروحي؟

15
  • هل توقّفت الشريعة عليك أنت فقط لكي ترفع العبء عن الناس؟! إنَّك تقوم بأداء أعمال حجّ يُكتب فيه عليك المعصية في كلّ خطوة تخطوها؛ فها أنت تترك زوجتك التي خرجت من المستشفى للتوّ ـ إنَّني أتحدّث هنا عن قضيّة أخرى ـ فتتركها وهي في أسوأ حالٍ لها، وتذهب لكي تُجيب على أسئلة الحجّاج!

  • من تخدع يا هذا؟!

  • من تريد أن تخدع يا هذا؟! هل تريد أن تخدع الله؟! لعلّك تستطيع أن تقول لي أنا الطهراني بأنَّك تفعل ما تفعل لهذا السبب أو ذاك، فأُخدع بكلامك وأصدّقك، ولكن هل تستطيع أن تخدع الملائكة المتواجدين على كتفيك والذين يضحكون عليك الآن؟! لا تستطيع أن تخدع هؤلاء؛ فهم يأتون بقلبك ليضعوه أمامك ويُرونك إيّاه وهم يقولون: انظر كم هو أسود. لا يمكن لهذا القلب الأسود أن يذهب إلى الحج، فأين تريد أن تذهب يا هذا؟!

  • دقّة التكليف في زمن الانتظار: لا مكان للتقصير

  • إنّ التكليف في مثل هذه الموارد دقيقٌ، والأمر مهمّ جدًا؛ فلا يمكن ليد الإنسان أو رجله أو فكره أن تذهب إلى أيّ مكان يريد. لماذا؟ لكوننا نعيش حالة الانتظار؛ فما إن يريد الإنسان الإقدام على القيام بعملٍ، حتى يأتيه النداء القائل: كنت قد وعدت! ألم تكن قد وعدت؟! فترانا عندها نتعلّل ببعض العِلَل، غير أنَّ الأمر عندها سيكون قد انتهى ونكون قد خسرنا، ثمّ يأتي المورد الثاني والثالث، فنخسرهما أيضًا. 

  • إنَّ كلّ هذا يحصل ومع ذلك تراهم يكتبون رسالة يقولون فيها: لماذا حالنا بهذا الشكل؟ ولماذا لا نرى في أنفسنا تقدّمًا في سيرنا؟ ما معنى كلّ هذا وذاك؟ إنَّ ما أقوله هنا لا أقوله من عندي، بل ذاك ما كان المرحوم العلامة رضوان الله عليه قد طرحه.

  • حقيقة إمام الزمان: حضور دائم في كلّ خليّة من وجودنا

  • هكذا هو إمام الزمان عليه السلام؛ إنَّ الإمام عليه السلام حقيقة حيّة موجودة في كلّ خليةٍ من خلايا وجودنا؛ فهو موجود في كلّ خلية من خلايا المخ، وهو موجود في نفسنا وسرّنا وروحنا ومثالنا وملكوتنا، وفي كافّة شراشر وجود كلّ واحدٍ منَّا. إنَّ تلك الحقيقة الحيّة، تبقى حيّة دائمًا؛ فهو لا ينام أبدًا ولا تأخذه سِنة أبدًا.

حقيقة الإمام المهدي (عج) ودوره المحوري في رحلة التكامل الإنساني وكيفية الارتباط به - انتظار الفرج الحقيقي والمراقبة اللحظيّة: كيف نعيش في حضرة الإمام (عج) ونتغلب على الفتور الروحي؟

16
  • لا تتصوّروا بأنَّ الإمام نائم، بل نحن النائمون، فهو يقظ حتى وإن كان نائمًا، ولا تتصوّروا بأنَّ الإمام وما دام مشغولًا بأمر كلّ هذه الخلائق، فلن يكون قد رآكم، بل إنَّه في نفس تلك اللحظة التي تتخيل فيها هذا الخيال يضحك عليك، نعم، في نفس تلك اللحظة.

  • مقام الولاية: حياة وعلم وقدرة كلّية

  • إنَّ مقام الولاية هو حياة كلّية في كافّة أفراد الحياة الجزئيّة، وهو ذلك العلم الكلّي في كافة العلوم الجزئيّة، وقدرة كليّة في كافة القدرات الجزئيّة؛ فهكذا هو مقام الولاية. والآن ومع كلّ ما ذُكر، أفلا يكون للوصول إلى مقام الولاية وإلى تلك الحقيقة من أهميّة؟!

  • الفهم الحقيقي لمقام الولاية: ليس مجرّد قراءة كتب

  • أي: أن يصل الإنسان إلى الدرجة التي يفهم فيها هذا الأمر، على أنَّ هذا الفهم ليس من قبيل فهم ما جاء في الكتب؛ فنحن نقرأ كتابًا ما، ثمّ نأتي ونتحدّث لكم عمّا جاء فيه.

  • بل علينا أن نجعل أرواحنا وأنفسنا تستقرّ في تلك المكانة، وكما كان المرحوم العلامة رضوان الله عليه يقول حينما قال: إنَّ موقفي تجاه الإمام عليه السلام هو مثل موقف هؤلاء الأطفال المتواجدين في الطابق الأسفل تجاهي، وإشرافه عليَّ كإشرافي عليهم. فهل يتساوى هذا الموقف مع ما نراه من الآخرين؟ كلّا، بل إنَّ التفاوت كبير جدًا.

  • لماذا البرودة وعدم الرغبة في التقدم؟ الإدراك يصنع الفرق!

  • كان هذا فيما يتعلّق بالسؤال الخاص بالإمام عليه السلام. أعتقد بأنَّه وفي طيّات الإجابة على هذا السؤال، فقد أجبت على السؤال القائل: لماذا نصاب بحالة فتور؟ ولماذا لا نرى في أنفسنا الرغبة؛ فلا نستطيع أن ننهض، ولا نستطيع أن نقوم ببعض الأعمال.

  • أعتقد بطبيعة الحال بأنَّه قد أجيب على هذه المسألة أيضاً؛ فالإدراك الواقعي لحقيقة الأمر لا يدع الإنسان يبقى جالسًا بهدوء في مكانه ، وسوف لن يسمح له بأن يضع إحدى يديه فوق الأخرى ويبقى جالسًا، ولا يسمح له بأن يقوم بأيّ عمل يريد، ولا أن يتكلّم مع أيّ شخص يشاء؛ وذلك لأنَّك عندما تكون قد أدركت أمرًا معينًا، فلا معنى للتقصير! هل يمكنك أن تقصّر في هذه الحال؟ كلّا، لا يمكن ذلك.

حقيقة الإمام المهدي (عج) ودوره المحوري في رحلة التكامل الإنساني وكيفية الارتباط به - انتظار الفرج الحقيقي والمراقبة اللحظيّة: كيف نعيش في حضرة الإمام (عج) ونتغلب على الفتور الروحي؟

17
  • عندما يكون الأمر خطيراً: لا مكان للمجاملة!

  • إنَّكِ عندما تواجهين أمرًا خطيرًا، فلا يمكنكِ أن تقصّري؛ فعندما تلاحظين ارتفاع درجة حرارة ابنك الصغير لدرجتين أو ثلاث فوق المعدّل، وكنت تنوين أن تذهبي به إلى الطبيب، فطُرق عليكِ الباب وجاءكِ ضيفٌ، فهل ستتركين طفلك وتجلسين مع الضيف، ثمّ ومتى ما غادر بعد ساعتين أو ثلاث تأخذين الطفل إلى الطبيب، أم كنتِ ستقولين للضيف: إنَّني أريد أن آخذ طفلي إلى الطبيب، إن شئتَ فاذهب وإن شئتَ فابقَ! هل كنتِ ستقولين له ذلك أم لا؟! فلماذا لا تفعلين هذا الشيء نفسه بشأن تلك الأمور؟!

  • ولماذا لا يكون اهتمامنا بتلك الأمور، مثل اهتمامنا بهذه؟! ولماذا عندما يحصل أمر يخالف ما يريده إمام الزمان، لا تراكِ تقولين بأنَّ إمام الزمان سيتأذّى؟! بل تراكِ تقولين: إن امتنعت عن القيام بهذا العمل، فستنزعج أختي منّي، أو سينزعج أقاربي! فلينزعجوا إذن، وليذهبوا إلى جهنّم.

  • يقول البعض: إن فعلتُ ذلك، فسيغيظ هذا الموقف الأقارب، كان عليكِ أن تقولي للأقارب: إن أردتُ أن أفعل هذا الأمر، فسيُغضب ذلك الإمام عليه السلام . هكذا يجب أن يكون الأمر، وهو أمر مهمّ. وإلّا فيُعلم من هذا بأنَّنا لا نؤمن بإمام الزمان، ونستصغر مقامه.

  • الدرس الأول في طريق السير: تقديم ما يريده الإمام عليه السلام على ما نريده

  • كنت أتخلّف عن الذهاب إلى الدرس أحيانًا مع أنَّني كنت أقرأ دروسي، وعندما أذهب في اليوم التالي كنت أعتذر عن عدم الحضور، وكان المعلّم ينصحنا باستمرار، وكان يقول كلامًا كنت أراه جيدًا وأنا في مرحلة الطفولة، فكان يقول: قل دائمًا للاشتغال بأنَّ لديّ درس، ولا تقل للدرس لديّ شغل.

  • ما دمنا نعلم بأنَّ إمام الزمان حيٌّ ومطّلع على كافّة الأعمال التي نقوم بها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، ومع الأخذ بنظر الاعتبار مسكنتنا ونقصنا وقصر أعمارنا وما تحصل لنا من أحداث وجهلنا بمآل أمرنا وبما سيحصل لنا في الغد، فلماذا نقوم بترجيح بقيّة الأمور؟ إنَّ ذلك يعني الخسران!

  • لقد تخلّفت اليوم شيئًا ما عن الموعد، على أنَّ ذلك كان خارجًا عن إرادتي، وها أنا أعتذر لكم عن وصولي بهذا الشكل، سأسعى بمشيئة الله ألّا أتخلّف عن الموعد، هذا مع أنَّني كنت قد تحدّثتُ كثيرًا يوم أمس الجمعة عن موضوع الوفاء بالعهد؛ فجئت الآن وعملت بخلاف ما كنت قد قلته، غير أنَّ الأمر كان بدون إرادتي، فأرجو أن تعذروني. سيكون المجلس القادم لمدّة ساعتين إن شاء الله لكي أتمكّن من الإجابة على الأسئلة بشكل صريح.

حقيقة الإمام المهدي (عج) ودوره المحوري في رحلة التكامل الإنساني وكيفية الارتباط به - انتظار الفرج الحقيقي والمراقبة اللحظيّة: كيف نعيش في حضرة الإمام (عج) ونتغلب على الفتور الروحي؟

18
  • السؤال الثالث كيف نختصر الطريق إلى الله؟ بين الحافز والتفويض

  • إنَّ أحد الأسئلة الواردة كثيرًا في هذه الرسائل هو: ما الذي علينا فعله من أجل أن نتمكن من طيّ الطريق بسرعة؟ لا بدَّ وأن يكون للإنسان حافز من أجل أن يُعجّل في الوصول إلى هدفه، وأن يتمّ الاستفادة من فرصة المكوث عديمة النظير في الدنيا هذه والتي لا يمكن أن تُعوّض.

  • غير أنَّ ما هو أفضل من هذا هو أن نقوم بتفويض أمورنا إلى الله؛ فتلك هي مرتبة أعلى وأفضل؛ فنقول: إن أردت أن توصلني بسرعة يا إلهي، فافعل ذلك، وإن كنت تريد أن تؤخّرني، فأخّرني؛ فنحن عبيدك. إنَّنا نقوم بما نستطيع القيام به وما هو بوسعنا، أمّا أن نصل الآن أو أن نصل مستقبلًا، فذلك يعود إلى إرادته وهو عائد إليه:

  • گرچه وصالش نه به كوشش دهند***هر قدر ای دل كه توانی بكوش‌
  • يقول: 

  • على الرغم من أنَّ الوصال لا يُمنح بالسعي، ومع هذا فاسع بمقدار ما تستطيع يا قلبي. 

  • على الإنسان أن يأخذ هذا الأمر بنظر الاعتبار أيضاً.

  • نسأل الله أن يمنحنا البصيرة، وأن يهب لنا توفيق العمل ومطابقة أمور حياتنا وكافّة شراشر وجودنا مع هذه البصيرة.

  •  

  • اللّهمّ صلَّ على محمّد وآل محمّد