14

حرمة الظلم وإعانة الظالمين

بيانات حول آية: ﴿ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون﴾

2151
مشاهدة المتن

المؤلّفالعلامة آیة الله السيد محمد الحسين الحسيني الطهراني

القسممحاضرات العلامة الطهراني

المجموعةمباني الأخلاق

التاريخ 1398/09/28


التوضيح

أهم محتويات المحاضرة:
- الحرمة الشديدة للظلم والتعدّي على النّاس؛
- كيفيّة الاستغفار والتوبة عن الظلم؛
- حرمة إعانة الظالم؛
- كيفيّة التوبة الحقيقيّة من ذنب إعانة الظالمين.
/۵
بي دي اف بي دي اف الجوال الوورد

حرمة الظلم وإعانة الظالمين - بيانات حول آية: ﴿ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون﴾

1
  •  

  • هو العليم 

  •  

  • حرمة الظلم وإعانة الظالمين

  • بياناتٌ حول آية: ﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَهَ غَٰفِلًا عَمَّا يَعۡمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَ﴾

  • مباني الأخلاق - المجلّس الرابع عشر

  •  

  • محاضرات ألقاها 

  • سماحة العلّامة آية الله الحاجّ السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ

  • قدس الله سره

  •  

  • طهران، مسجد القائم، رمضان المبارك ۱٣٩۸ هـ. ق 

حرمة الظلم وإعانة الظالمين - بيانات حول آية: ﴿ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون﴾

2
  •  

  •  

  • أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم

  • بسم الله الرَحمٰن الرَحيم

  • وصلّى الله على محمّدٍ وآله الطاهرين

  • ولعنةُ الله على أعدائهم أجمعين

  •  

  •  

  • الحرمة الشديدة للظلم والتعدّي على النّاس

  • قال تعالى في القرآن المجيد في سورة النبيّ إبراهيم وهي السورة الرابعة عشر من القرآن المجيد، في الآية الثانيّة والأربعين: ﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَهَ غَٰفِلًا عَمَّا يَعۡمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمۡ لِيَوۡمٖ تَشۡخَصُ فِيهِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ﴾؛۱

  • يعني: لا تظن أنَّ الله العليّ الأعلى غافلٌ عمّا يفعله الظالمون! فإنَّ الله يؤخّرهم إلى يومٍ تشخص فيه أبصارهم ولا يمتلكون فيه القدرة على إغماض جفونهم.

  • ذكرنا بالأمس أنَّه بالإضافة إلى أنَّ الظلم ذنبٌ عظيمٌ، فإنَّ إعانة الظالم والمعتدي ذنبٌ ومعصيةٌ أيضًا.٢ واليوم سنُبيّن بعض الروايات حول أصل الظلم وبعض الروايات حول إعانة الشخص الظالم ومساعدته. والكتاب الذي سننقل عنه هذه الروايات هو كتاب سفينة البحار للمرحوم المحدّث القمي وهو كتابٌ نفيسٌ وقيّم جدًا:

  • يروي المرحوم الصدوق في كتاب الأمالي عن الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال:«بِئسَ الزّادُ إلى المَعاد العدوانُ علَی العِباد»٣

  • و قال: «مَن خاف القصاصَ، كفَّ عن ظُلمِ النّاس».٤

  • أي إنّ أمير المؤمنين عليه السّلام يقول: من يَخاف القصاص وثأر الله منه، فليكفّ يده عن ظلم النّاس.

  • و جاء في الخِصال: «إيّاكم والظّلمَ؛ فإنّ الظّلمَ عندَ الله هو ظُلماتٌ يومَ القيامة!»؛٥

  • وذلك لأنَّ الظلم عند الله هو عبارةٌ عن هذه الظلمات التي تتجسم للإنسان في يوم القيامة!

  • وقال صلّى الله علیه وآله وسلّم: يقولُ اللهُ عزّ وجلّ: «اشتَدَّ غَضَبي على مَن ظَلَم مَن لا يجِد ناصرًا غَيري».٦

  • وهذه الرواية موجودةٌ في الأمالي للشيخ الطوسي.

  • كيفيّة الاستغفار والتوبة عن الظلم

  • وعن أبي‌ جعفر الباقر علیه السّلام، أنَّه قال:

  • «الظّلم ثلاثةٌ: ظلمٌ يغفِره اللَه، وظلمٌ لا يغفره اللَه، و ظلمٌ لا يدعه اللَه؛ فأمّا الظّلم الّذي لا يغفره اللهُ عزّ وجلّ فالشِّرك باللَهِ، وأمّا الظّلم الّذي يغفره اللَه عزّ وجلّ فظلم الرَّجل نفسَه فيما بینه و بین اللَه عزّ وجلّ، وأمّا الظّلم الّذي لا يدعه الله عزّ وجلّ فالمُداينةُ بین العباد».۷

  • لقد وردت هذه الرواية في الأمالي للشيخ الصدوق حيث يروي عن الإمام محمّد الباقر عليه السّلام أنّه قال: الظلم على ثلاثة أصناف: ظلم يغفره الله تعالى، وظلم لا يغفره ولا يتجاوز عنه، وظلمٌ لا يغفره بأيّ وجهٍ من الوجوه. وأمّا ذلك الظلم الذي لا يغفره الله العلي الأعلى، فهو الشرك بالله، مثلما أوصى لقمان في وصيته لابنه: ﴿يَٰبُنَيَّ لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَهِ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ﴾.۸

    1. . سورة إبراهیم (۱٤)، الآية ٤٢.
    2. . راجع ص ٢٤۰.
    3. . الأمالي، الصدوق، ص ٤٤٦.
    4. . ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، الصدوق، ص ٢۷٣؛ الكافي، ج ٢، ص ٣٣۱.
    5. . الخصال، ج ۱، ص ۱۷٦.
    6. . الأمالي، الطوسي، ص ٤۰٥.
    7. . الأمالي، الصدوق، ص ٢٥٣.
    8. . سورة لقمان (٣۱)، الآیة ۱٣.

حرمة الظلم وإعانة الظالمين - بيانات حول آية: ﴿ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون﴾

3
  • وأمّا الظلم الذي يغفره الله، فهو ظلم الإنسان لنفسه والذي يكون بينه وبين الله؛ وأمّا الظلم الذي لا يدعه الله، فهو ذلك الظلم الذي يحصل بين النّاس في معاشراتهم ومعاملاتهم وحواراتهم، حيث يأتي الأشخاص ويأخذون حقوق الآخرين؛ فإنَّ الله لا يدع هذا الظلم، بل تكون مغفرته مشروطةً بتأدية الظالم حقّ المظلوم.

  • ويروي المرحوم الصدوق في كتاب ثواب الأعمال عن الإمام الصادق عليه السّلام في تفسير هذه الآية الشريفة: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ﴾؛۱ أنَّه قال: «قَنطَرَةٌ علَی الصّراطِ لا يجوزُها عَبدٌ بِمَظلَمةٍ».٢

  • فمعنى كون الله بالمرصاد هو أنّه هناك جسرٌ على الصراط (وهو الطريق الذي يجب أن يعبر عنّه النّاس في جهنم) ولا يمكن لأحدٍ أن يعبر هذا الجسر إذا كان في رقبته مظلمةٌ لعبد من عبيد الله، أو ظلمه ولم يؤدّي حقّه.

  • ويروي المرحوم الكليني في كتاب الكافي عن الإمام الصادق عليه السّلام: «مَن أصبحَ لا ينوي ظُلمَ أحَدٍ، غَفَر اللهُ لَهُ ما أذنَبَ ذلِك اليومَ ما لم يسفِك دمًا أو يأكُل مالَ يتيمٍ حَرامًا»٣.

  • ويروي أيضًا المرحوم الكليني في الكافي عن رجل مسن من بني النَخْع أنَّه يقول:

  • «قلتُ للإمام أبي جعفر محمّد الباقر عليه السّلام: إنّي لم أزَل واليًا مُنذُ زَمَنِ الحَجّاجِ إلى يومي هذا؛ فَهَل لي مِن تَوبةٍ؟».

  • «قال: فسَكَت، ثمّ أعَدتُ علیه، فقال: ”لا، حتّى تؤدّي إلى كلِّ ذي حقٍّ حقَّه!“»٤.

  • وفي رواية أخرى مرويةٍ عن الإمام الصادق عليه السلام في الكافي:

  • «قالَ: إنّ اللَهَ عزّ وجلّ أوحَى إلى نَبيّ مِن أنبيائِهِ في مَملكةِ جبّارٍ مِنَ الجبّارينَ: ”أنِ ائتِ هَذا الجبّارَ فَقُل لَهُ: إنّني لَم أستَعمِلك على سَفك الدِّماءِ واتّخاذِ الأموالِ، وإنّما استَعمَلتك لِتكُفَّ عنّي أصواتَ المظلومينَ؛ فإنّي لَم أدَع ظُلامَتَهُم وَإن كانوا كفّارًا!“»٥.

  • يروي المرحوم ابن فهد الحلي في كتاب عدّة الدّاعيّ: «عن النبيّ صلّى الله علیه وآله وسلّم، قال: ”أوحَى اللهُ تَعالى إلَيَّ أن: يا أخا المُرسَلينَ، يا أخا المُنذِرينَ [المقصود الأنبياء]، أنذِرْ قَومَك لا يدخُلوا بَيتًا مِن بُيوتي ولأحَدٍ مِن عِبادي عندَ أحَدِهِم مَظلِمة؛ فإنّي ألعَنُهُ مادامَ قائمًا يصَلّي بَینَ يدَيَّ حتّى يرُدَّ تِلك المَظلِمة، [فحينها أفتح سبيل الصلح بيني وبينه بقدر] فأكونُ سَمعَهُ الّذي يسمَعُ به [و أَكونُ بَصَرَهُ الّذي يبصُرُ بِهِ]!“ [ويده التي يقبضها ويبسطها]»٦و۷.

    1. . سورة الفجر(۸٩)، الآیة ۱٤.
    2. . ثواب الأعمال، ص ٢۷٢؛ الكافي، ج ٢، ص ٣٣۱.
    3. . الكافي، ج ٢، ص ٣٣٢.
    4. . المصدر نفسه، ص ٣٣۱.
    5. . المصدر نفسه، ص ٣٣٣.
    6. . عدّة الدّاعي، ص ۱٤۱.
    7. . سفينة البحار، ج ٥، ص ٣۷۷ ـ ٣۸٢.

حرمة الظلم وإعانة الظالمين - بيانات حول آية: ﴿ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون﴾

4
  • حرمة إعانة الظالم

  • إنَّ هذه الروايات تتعلق بأصل الظلم؛ وسنقرأ عدّة روايات متعلقة بإعانة الظالم وهو أمرٌ من المحرمات في حدّ نفسه:

  • [وفي] النّبويّ: «وعلَی البابِ الرّابعِ مِن أبوابِ النّارِ مكتوبٌ ثلاثُ كلِماتٍ: أذَلَّ اللهُ مَن أهانَ الإسلامَ! أذَلَّ اللهُ مَن أهانَ أهلَ ‌البيتِ! أذَلَّ اللهُ مَن أعانَ الظّالمينَ على ظُلمِهِم لِلمحرومينَ!»۱

  • وينقل المرحوم الكشي في كتابه الرجالي روايةً أخرى:

  • عن صَفوان الجَمّال، قال: دَخَلتُ على أبي‌الحسن الأوّلِ علیه السّلام فَقالَ لي: «يا صَفوانُ، كلُّ شَئ مِنك حَسَنٌ جَميلٌ ما خَلا شَيئًا واحدًا!».

  • (وكان صفوان الجمّال رجلًا يمتلك عددًا كبيرًا من الجمال وكان يؤجرها ويستفيد من منافعها)

  • قلتُ: جُعِلتُ فِداك! أيّ شيءٍ؟ 

  • - (ما هو ذلك العمل غير الحسن؟)

  • قال: «إكراؤُك جِمالَك من هذا الرّجلِ!» يعني: هارونَ.

  • (أي: إنّك تؤجر جمالك لهارون الرشيد)

  • قلتُ: والله ما أكرَيتُهُ أشِرًا ولا بَطِرًا ولا لِلصَّیدِ ولا لِلَّهوِ! ولكنّي أكرَيتُهُ لِهذا الطّريقِ (يعني طريقَ مکّة)؛ ولا أتَوَلّاهُ بِنَفْسي، ولكن أبعَث مَعهُ غِلماني.

  • (يعني: أنا لا أؤجّر هذه الجمال للتسلية والتفاخر والمنافع الشهوانيّة أو للصيد واللهو واللعب! ولكنّني أجرّت هذه الجمال من أجل طريق مكة كي تنقل الزوار لأداء مناسك حجّ بيت الله الحرام؛ ومن ناحية أخرى، فإنّي لست متصديًا وأرسل غلماني بهذه الجمال، وهم ينقلونهم ذهابًا وإيابًا)

  • فقال لي: «يا صفوانُ، أيقَعُ كراؤُك عليهم؟» (يعني: هل تبقى أموال الأجرة لهذه الجمال في عهدتهم إلى أن يُعيدوا الجمال، فيعطونك الأجرة؟)

  • قلت: نعَم، جُعِلتُ فِداك!

  • قال: فقال لي: «أتُحِبُّ بقائَهُم حتّى يخرُجَ كراءُك؟» قلتُ: نعَم.

  • (فقال الإمام: أتحبُّ بقائهم إلى أن يعودوا بالجمال، ثمّ يُسلّموك أجرتها؟)، قلتُ: نعَم. (أحبّ أن يبقوا).

  • قال: «فَمَن أحَبَّ بَقائَهُم فَهوَ منهم، ومَن كان منهم كان وَرَدَ النّار!»

  • قال صفوانُ: فَذَهَبتُ وبِعتُ جِمالي عن آخرها، فَبَلغَ ذلك إلى هارون، فَدَعاني. فقال لي: «يا صفوانُ، بَلغَني أنّك بِعتَ جِمالَك»، قلتُ: نعَم. فقال: «لِمَ؟» فقُلتُ: أنا شيخٌ وأنّ الغِلمانَ لا يفونَ بِالأعمالِ.

  • فقال: «هیهات، هیهات! إنّي لأعلمُ مَن أشارَ عليك بهذا؛ أشار عليك بهذا موسى بنُ جعفر!»

  • قلتُ: ما لي ولموسى بنِ جعفر؟

  • فقال: «دَع هذا عنك! فو اللهِ لولا حسنُ صحبتِك لقَتَلتُك!»٢

    1. . المصدر نفسه، ص ٣۸٢.
    2. . رجال الکشّي، ص ٤٤۱.

حرمة الظلم وإعانة الظالمين - بيانات حول آية: ﴿ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون﴾

5
  • كيفيّة التوبة الحقيقيّة من ذنب إعانة الظالمين

  • ينقل ابن شهر آشوب رواية أخرى في المناقب عن ابن أبي حمزة الثمالي واسمه عليّ بن أبي حمزة أنّه قال:

  • كَانَ لِي صَدِيقٌ مِنْ كُتَّابِ بَنِي أُمَيَّةَ (في أيّام شبابه) فَقَالَ لِي: اسْتَأْذِنْ لِي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَليه السَّلَام (يعني: الإمام جعفر الصادق عليه السلام)، فَاسْتَأْذَنْتُ لَهُ عَلَيْهِ، فَأَذِنَ لَهُ. فَلَمَّا أَنْ دَخَلَ سَلَّمَ وَجَلَسَ.

  • ثمّ قال: «جُعِلتُ فِداك! إنّي كنتُ في ديوانِ هؤلاءِ القوم (يعني: بني أميّة) فأصَبتُ مِن دنياهم مالًا کثیرًا».

  • وأغمَضتُ في مطالِبه (يقول راوي الحديث وهو ابن أبو حمزة الثمالي: بالطبع هو كان قد ذكر مطالب سأغمض العين عن تذكرها، ولن أذكرها).

  • فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَليْهِ السَّلام: «لَوْلَا أَنَّ بَنِي أُمَيَّةَ وَجَدُوا مَنْ يَكْتُبُ لَهُمْ، وَيَجْبِي لَهُمُ الْفَيْ‌ءَ، وَيُقَاتِلُ عَنْهُمْ، وَيَشْهَدُ جَمَاعَتَهُمْ، لَمَا سَلَبُونَا حَقَّنَا، وَلَوْ تَرَكَهُمُ النَّاسُ وَمَا فِي أَيْدِيهِمْ مَا وَجَدُوا شَيْئاً إِلَّا مَا وَقَعَ فِي أَيْدِيهِمْ (لبقي بين أيديهم النذر اليسير! ولكن بسبب اهتمام النّاس بأمرهم، سلبونا حقّنا، واستطاعوا أن يظلموا الناس)».

  • فقال الشاب: «جُعِلت فِداك! فهَل لي مِن مَخرجٍ منه؟»

  • قال: «إن قلتُ لك، تفعَل؟» قال: «أفعَل!»

  • قال: «أخرُج مِن جميعِ ما كتَبتَ في دَوانينهم؛ فَمَن عرَفتَ منهم رَدَدتَ علیه مالَه، ومَن لم تَعرِف تصدَّقتَ به! و أنا أضمَنُ لَك علَی اللهِ الجَنّة».

  • قال: فأطرَقَ الفَتى رأسَهُ طَويلًا؛ ثمّ قال: «قد فَعَلتُ، جُعِلتُ فِداك!»

  • قال ابنُ أبي ‌حمزةَ: فرَجعَ الفَتى معَنا إلَى الكوفةِ فما تَرَكَ شَيئًا على وجهِ الأرضِ إلّا خَرَجَ منهُ حتّى ثيابَهُ الّتي كانت على بدنِه!

  • قال: فقَسَمنا لهُ قِسمةً واشتَرَينا لهُ ثيابًا وبَعَثنا إليه بنَفَقةٍ. (قال:) فما أتى علیه إلّا أشهُرٌ قَلائلُ حتّى مَرِضَ فكنّا نَعودُه. (قال:) فدَخَلتُ علیه يومًا وهو في السّوقِ، (قال:) ففَتحَ عينَيهِ ثمّ قال لي: «يا عليّ، وَفى لي والله صاحبُك!».

  • قال: ثمّ ماتَ فتَوَلَّينا أمرَهُ، فخَرَجتُ حتّى دَخَلتُ على أبي‌عبد اللَهِ علیه السّلام، فلمّا نَظَرَ إليَّ قال: «يا عليّ، وَفَينا واللهِ لِصاحبِك!».

  • قال: فقُلتُ: صدَقتَ، جُعِلتُ فِداك! هكذا واللَه قال لي عند مَوتِه!۱

  •  

  • اللَهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحمَّدٍ وآلِ مُحمَّد

    1. . مناقب آل أبي ‌طالب عليهم السّلام، ج ٤، ص ٢٤۰.