4

حول جلسة الجمعة

9439
مشاهدة المتن

المؤلّفآية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني

القسمجبل عامل

المجموعةمتنوع

جلسات المجموعة(4 جلسة)
/٦
بي دي اف بي دي اف الجوال الوورد الصوت

حول جلسة الجمعة

1
  •  

  • هو العليم

  •  

  • حول جلسة الذِّكر في عصر الجمعة

  •  

  • جبل عامل – متفرّق

  •  

  • محاضرة القاها

  • آية الله الحاج السيّد محمّد محسن الحسينيّ الطهراني 

  • قدّس الله سره.

  •  

  •  

حول جلسة الجمعة

2
  •  

  • أهميّة هذه الجلسة [في عصر يوم الجمعة].. لا بدّ لقلب السالك أن يعلوَ، وكلُّ مَن يحضر هذه الجلسة [عليه] أن يترك المسائل الشخصيّة وغيرها، ويترك المسائل الخارجيّة وراء الباب، فيدخل في الجلسة وحده، مِن دون أيّ ذميمة مِنَ الذمائم.. إنّ الحضور في هذه الجلسة يُوجِد علقة بين القلوب، حتّى أنّ مجرّد الحضور ومجرّد [انعقاد] الجلسة يُوجِد ذلك، والإنسان – أقلّها في كلّ أسبوع مرّة واحدة – يرى رفقاءه المشتركين معه في الغاية والأهداف وفي شيء معيّن، وهو الله تعالى.

  • على هذا، لا بدّ مِنَ الاهتمام بالجلسات، وأنا لم أرَ في [التاريخ] مِن أعاظم العلماء والأولياء، مَن لم يكن عنده هذه الجلسات، لم يحصل ذلك. وعلى ما في خاطري أنّ الكثير مِنَ الأولياء شوّقوا وحرّكوا تلامذتهم لإقامة هذه الجلسة؛ وهي تفيد الإنسان والسالك طوال الأسبوع الّذي يلي [الجلسة].

  • كان بعضُ أصدقائنا في زمن الشيخ الأنصاريّ يقول لي: إنّ الجلسة كانت تنعقد في بعض الأيّام صباحًا، [وفي فصل] الشتاء في همدان [تتساقط] ثلوجٌ كثيفة وكثيرة جدًّا، وفي بعض الأوقات كانت الثلوج النازلة مِنَ السماء [تتراكم وتصل] حدّ المتر والنصف، وذلك في الزمن السابق. وأنا قد رأيتُ ذلك، رأيت الثلوج تسدّ الطرق. ويقول: كنتُ بعد صلاة الصبح أذهب ماشيًا إلى الجلسة، في هذا الطريق الّذي لم يسبقْني إلى المشي عليه أحدٌ، وكنتُ أوّل مَن يقرع الباب. ويقول: كنتُ أُقبِّل الباب، لأنّ هذا الباب هو باب بيت الله، فهو البيت الّذي تُقام فيه الجلسة، وهي جلسةُ ذِكر، وجلسةٌ يُذكر فيها اسم الله، وليس فيها مسائل دنيويّة وتلك المسائل العاديّة، فلا بدّ حينئذ مِن تقبيل هذا الباب، للاحترام والتعظيم والتكريم.

  • [أقول:] إنّ الحقّ معه (...)۱ واقعًا إنّ الجلسة الّتي يُذكر فيها الله تعالى، ويجلس فيها أفرادٌ، اهتمامهم هو الوصول إلى الله تعالى، لا بدّ مِن تعظيم البيت الّذي تُقام فيه هذه الجلسة، سواء كان هذا البيت أو بيت آخر، لا يوجد فرق.

  • وكان السيّد الوالد أيضًا يُصرّ على إقامة هذه الجلسات، وكان يقول: لا بدّ أن يكون لهذه الجلسات آداب:

    1. الصوت غير واضح. (م)

حول جلسة الجمعة

3
  • الأوّل لا بدّ أن يُهيّئ الإنسان نفسه لجلسة يوم الجمعة، مثلًا أن لا يدعو ضيفًا إلى بيته في نهار الجمعة (...)۱ وأن ينام قليلًا، حتّى يكون مهيّأً للحضور في الجلسة، ولا بدّ – قبل الحضور – أن يجلس في بيته نصف ساعة يستريح فيها، وأن لا يذهب إلى منازل الآخرين [لتلبية] دعواتهم، لأنّ هذه الدعوات تترك أثرًا سيّئًا في الإنسان، فهم يتكلّمون في كلّ شيء، كالمسائل السياسيّة والدنيويّة وغير ذلك، وهم يؤثّرون في الإنسان ويتأثّر الإنسان [بهم]، وغير ذلك مِن أمور. فلهذا، لا بدّ أن يفرّغ السالك يوم جمعته لهذا الأمر، يعني أن يُهيّئ نفسه للحضور في الجلسة.

  • ولا بدّ – طبعًا – أن يكون على طهارة وأن يكون خالي الذهن مِن كلّ شيء سوى الله تعالى. ومِنَ المستحبّ قَبل الحضور في الجلسة، أن يصلّي في البيت ركعتين كصلاة الصبح، ويقرأ مئة مرّة سورة القدر {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}، وذلك في ليلة الجمعة وكذلك في عصر الجمعة؛ يعني أنّه في ليلة الجمعة بعد صلاة العشاء، [يفعل ذلك] في مكانٍ خالٍ، ليس فيه أطفال، ويُستحبّ أن يكون (...)٢، وكذلك في عصر الجمعة قبل الحضور إلى الجلسة، يصلّي ركعتين كصلاة الصبح، ثمّ يقرأ مئة مرّة سورة القدر، وبعد ذلك يحضر في الجلسة.

  • ومِنَ اللازم أن يجلس على الأرض جميعُ الأفراد الحاضرين – فجميع هذه الأمور تخالف [آداب] الجلسة٣ – إنّ الجلوس على الأرض سنّةُ رسول الله، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أنا اجلس على الأرض، ولا بدّ أن تستنّ أمّتي بسنّتي، فيجلسون على الأرض.

  • هذا بالنسبة إلى [هذه] الجلسة، أمّا في غير [هذه] الجلسة، فيُستحبّ أيضًا الجلوس على الأرض، أمّا الجلوس على الكراسي، فجميع ذلك مِن سُنن الغرب، يعني أنّ الغرب هم مَن فرض علينا ذلك. والجلوس على الأرض مِنَ التواضع. ولا بدّ أن يكون في بيت الإنسان غرفةُ – على الأقلّ – [مفروشة] بالسجّاد، فعندما يأتي الرفقاء والأصدقاء إليه، فالأحسن أن ندعوهم إلى هذه الغرفة، حتّى يجلسون على الأرض.

    1. الصوت غير واضح. (م)
    2. الصوت غير واضح. (م)
    3. لعلّ سماحة السيّد يشير هنا إلى بعض الوسائل المنزليّة المحيطة به في المكان الّذي يوجد فيه. (م)

حول جلسة الجمعة

4
  • حسنًا.. طبعًا بحسب الثقافة اللبنانيّة وبلحاظ الشأنيّة والعادة والأمور الاجتماعيّة، فإنّ بعض الأشخاص لا يحبّون ذلك، وصارت هذه الحالة سائدة، فإن أتى هكذا أشخاص إلى بيتنا يمكننا أن نخصّص غرفة ليجلسوا فيها على الكراسيّ. ولكنّ الرفقاء ليسوا مضطرّين حتمًا للجلوس على الكراسيّ، فليجلسوا على الأرض، وهذا أحسن وهو اتّباعٌ لسنّة النبيّ ولسنّة الأئمّة والأولياء والعرفاء.

  • هذا بالنسبة إلى الحالة [الاجتماعيّة والعامّة]، أمّا بالنسبة إلى الجلسة، فيجب حتمًا أن يجلسوا على الأرض، فالجلوس على الكرسيّ هو أصلًا مخالف لأصول الجلسة، الأصول الّتي لا بدّ أن تُبنى عليها.

  • [يجب] السكوت [في بداية الجلسة] إلى حدّ ربعِ ساعة، وبعدها تُتلى حدود نصف صفحة مِنَ القرآن، ولكن بصوتٍ عالٍ، لا بالصوت الّذي سمعته منهم ... لا بدّ أن تكون القراءة بصوتٍ عالٍ، كالصوت الّذي تسمعونه مِن أشرطة التسجيل.

  • مداخلة مِنَ الحضور: مثل قراءة عبد الباسط.

  • سماحة السيّد: نعم، هذا ما يُستحسن في الجلسة، فالمطلوب هو المدّ الطويل [في الصوت عند القراءة]، لا [القراءة] السريعة، بل كعبد الباسط، أي بقراءةٍ بطيئة وبصوتٍ عالٍ. ويكفي أن تكون القراءة بمقدار نصف صفحة، نصف صفحة كافٍ، كسورة القدر مثلًا، وسورة {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}۱، أو سورة {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ}٢ مثلًا، فهذا يكفي، أو مثلًا {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}٣، [يعني] بمقدار صفحة مِنَ القرآن أو نصف صحفة، بهذا الشكل، أي بحدود عشر دقائق، فليُقرأ عشر دقائق مِنَ القرآن بهذا الشكل. فهذا يفيد الإنسان بآثار عجيبة، أعني القراءة بهذا [الشكل].

  • وبعد ذلك يُقرأ دعاء السِّمَات، وهو موجود في المفاتيح، أعني في مفاتيح [الجنان] – وهذا كلّه قبل الغروب – أو أن يُقرأ اثنين مِن أدعية الإمام زين العابدين عليه السلام الخمسة عشر، أي المناجاة الخمسة عشر، [فتُقرأ] اثنان مِن هذه المناجاة، كمناجاة المريدين ومناجاة المحبّين، أو مناجاة العارفين ومناجاة المريدين، أو مناجاة التائبين وغير ذلك؛ فاثنان منها يكفي. وإن كنّا في شهر رجب، فلتُقرأ [بدل ذلك] الأدعية المأثورة لرجب، وهي موجود في المفاتيح وفي كتب الأدعية، [تحت عنوان] أدعية رجب. وإن كنّا في أيّام شعبان، فيُستحسن قراءة [المناجاة] الشعبانيّة؛ فكلُّ وقتٍ بحسب موقعيّته. أمّا على طول السنة، في غير شعبان ورجب، فالأحسن والمستحسن هو قراءة دعاء السِّمَات، أو اثنين مِنَ المناجاة الخمسة عشر، أو واحدة منها، وذلك على حسب الوقت وعلى حسب المجال؛ فإمّا دعاء السِّمَات أو اثنان مِنَ المناجاة، ذلك كافٍ.

    1. إشارة إلى سورة الأعلى. (م)
    2. إشارة إلى سورة الفجر. (م)
    3. إشارة إلى سورة الإنسان. (م)

حول جلسة الجمعة

5
  • وفي بعض الأحيان يُستحسن عوضًا [عن ذلك]، أن تُقرأ واحدة مِنَ المناجاة الخمسة عشر مع مقدار عشر فقرات مِن دعاء الجوشن الكبير، أي عشرة أجزاء منه، وبعد كلّ فقرة وجزء يقرؤه القارئ، يُردّد الرفقاء والأصدقاء معًا «سبحانك يا لا إله إلّا أنت، الغوثَ الغوثَ الغوثَ، خلّصنا مِنَ النار يا ربِّ» يردّدون ذلك سويًّا وجماعة ... [وتُنتخب هذه الفقرات] إمّا مِن أوائل دعاء الجوشن الكبير أو مِن أواسطه، فلا يوجد فرق بين أوائله وأواخره، وعشر فقرات منه يكفي. نعم، الفقرات العشر [تُقرأ] مع واحدة مِنَ المناجاة الخمسة عشر. وعلى حسب الأوضاع لا بدّ أن يكون .. وبعد ذلك يأتي وقت صلاة المغرب، فيصلّي الرفقاء جماعة ثمّ يتفرّقون.

  • والأحسن أن لا يتكلّموا مع عوائلهم في هذه الليلة بشيء، إلّا بمقدار الحاجة، لا أكثر، وذلك حتّى يستفيدوا بمقدار أكبر مِن هذه الجلسة، لأنّ التكلّم مع العائلة يُزيل شيئًا فشيئًا هذه الحالة الّتي أثّرتها الجلسة في نفس الشخص.

  • وتُعقد هذه الجلسة في أيّام الشتاء داخل غرفة طبعًا، أمّا في أيّام الصيف فيستحسن أن تكون الجلسة تحت السماء، كأن تكون على الشرفة أو في باحة البيت مثلًا أو على السطح؛ هذا كان دأب الأولياء والأعاظم في السابق، كانوا يجعلون هذه الجلسات تحت السماء.. فتحت السماء أحسن، إلّا إذا كان هناك مطر.. وهذه الساعة قبل الغروب لا تكون الشمس فيها [حادّةً].

  • مداخلة مِنَ الحضور: [عقد الجلسة على] الشُرُفات لا يصدق عليه أنّه تحت السماء لأنّها مسقوفة.

  • سماحة السيّد: إذا كانت تحت السماء أفضل، وأن لا تكون في غرفة، فالأحسن أن تكون خارج الغرفة، وتحت السماء أفضل، على أيّ حال..

  • هذه بعض المسائل الّتي [تتعلّق بـ] الجلسة، وبعضها الآخر يمكن أن أطرحه - إن شاء الله – عندما يتواجد سائر الإخوة إن شاء الله.

  • أحد الحضور: هل يستحبّ لِمَن يدخل الجلسة أن يُلقي السلام أم لا؟

  • جواب سماحة السيّد: لا، لا، فإذا دخل الشخص إلى هذه الجلسة فعليه أن يدخل بلا سلام، فيذهب ويجلس في مكانه، إنّه يُكره السلام والتسليم على الأفراد [المتواجدين في الجلسة]، لأنّه يوجب تشويشهم ...

حول جلسة الجمعة

6
  • أحد الحضور: ولكن يجب الردّ عليه مِنَ الناحية الإسلاميّة، كما لو سلّم خطأً؟

  • جواب سماحة السيّد: يجب الردّ عليه – نعم، نعم – لو سلّم خطأً.۱

  • [إقامة الصلاة الجماعة. والظاهر أنّ هذا التسجيل الصوتيّ يشتمل على مجموعة أخرى مِنَ صلوات الجماعة بإمامة سماحته].

    1. تنويه: نلفت عناية القارئ الكريم أنّ هذه المحاضرات أُلقيت بشكل شفاهيّ وباللغة العربيّة، واقتصرت على تفهيم المستمع بأبسط الكلام، فلم يُلتفت كثيرًا إلى ضوابط اللغة، كما اشتملت على كلام عاميّ. ولذا عمدت اللجنة العلميّة بأمر مِن سماحة السيّد (قدّس الله سرّه) إلى إعادة تقويم الكلام وضبطه مِنَ الناحية اللغويّة، ومع ذلك آثرنا المحافظة على عبارة المحاضِر وترتيبها وبساطتها قدر الإمكان. كما تجدر الإشارة إلى أنّ العناوين الواردة هي مِنَ اللجنة.
      أمّا الرموز المستخدمة في المحاضرة فهي كالتالي: رمز الثلاث نقاط للكلام المحذوف، والرمز (...) للكلام غير الواضح وعند انقطاع الصوت، والرمز (م) لكلام المحقّق، والكلام المدرج في هذا [] فهو مِن وضع اللجنة لإتمام الجملة الناقصة بحسب ما يقتضيه السياق.
      ختامًا نلفت النظر إلى أنّ التسجيل الصوتيّ للمحاضرة متوفّر في الموقع لمَن يرغب الاستماع والمراجعة.
      (اللجنة العلميّة)