5

كيف نعرف إذا كنا على منهج الإمام القائم عج ام لا

9838
مشاهدة المتن

المؤلّفآية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني

القسمجبل عامل

المجموعةمتنوع

جلسات المجموعة(4 جلسة)

التوضيح

كيف نعرف إن كنّا على منهج القائم عجّل الله فرجه الشريف؟ سؤال طُرح على آية الله سماحة السيّد محمّد محسن الطهرانيّ (قدّس الله سرّه)، فأجاب عنه في هذه المحاضرة القيّمة، فأشار إلى أنّ المعيار الأساسيّ في ذلك هو الصدق والكذب، فمَن كان صادقًا في نفسه فهو مع الإمام. وبيّن أنّ الإمام ليس فقط للشيعة، بل لجميع الأمم. ثم بيّن صفات العالِم الواجب اتِّباعه والّذي يُوصل الإنسان الى الإمام الحجّة، وأنّ طريق الإمام هو طريق العقل والاستدلال، وهو مفتوح للجميع. وأكّد أنّ التحجّر والتعصّب وسدّ الطريق بوجه الآخرين ورفض الحوار والنقاش، هي علامات البعد تمامًا، كالنواصب وغيرهم. وتحدّث عن فساد عقائد بعض علماء الشيعة ونقضهم للأصول الأصيلة للتشيّع، وتحدّث عن مُنكري العرفان ومحاربتهم له واتّهامهم العلّامة الطباطبائيّ ومولانا جلال الدين والسيّد القاضي والشيخ الأنصاريّ بالزندقة، مُحمِّلًا إيّاهم مسؤوليّة تقديم جوابٍ للإمام عن سبب أفعالهم المُشينة تلك. ثمّ بيّن أن منهج الإمام هو معرفة الله الّتي توصلنا الى الكمال، وشدّد على أنّ ليس كلّ معمّم هو عالِمٌ وفقيه، مُعتبرًا أنّ إنكار المسائل الفلسفيّة والعرفانيّة مع عدم التعرّف عليها هي خيانة علميّة!

/۱۵
بي دي اف بي دي اف الجوال الوورد الصوت

كيف نعرف إذا كنا على منهج الإمام القائم عج ام لا

1
  •  

  • هو العليم

  •  

  • كيف نعرف إذا كنّا على منهج الإمام القائم عجل الله فرجه؟

  •  

  • محاضرة ألقاها

  • آية الله الحاجّ السيّد محمّد محسن الحسينيّ الطهرانيّ

  • قدس الله سره

  •  

  •  

كيف نعرف إذا كنا على منهج الإمام القائم عج ام لا

2
  •  

  •  

  • أعوذ بالله مِنَ الشيطان الرجيم

  • بسم الله الرحمن الرحيم

  • وصلّى الله على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم محمّد

  • (اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد)

  • وعلى آله الطيّبين الطاهرين

  • واللعنة على أعدائهم أجمعين

  •  

  •  

  • شموليّة إمامة الإمام وأصول منهجه القويم ومعيار الكون على نهجه

  • [على الإنسان] أن يختبر نفسه، هل هو صادق في طريقه أم كاذب؛ فإن كان صادقًا، فهو على منهج الإمام عليه السلام، حتّى لو كان يهوديًّا أو نصرانيًّا. وإن كان كاذبًا فهو على منهج الخلفاء الغاصبين والظالمين، حتّى لو كان مِن شيعة أمير المؤمنين. هذا هو منهج الإمام الحجّة.

  • الإمام الحجّة هو إمام للجميع وليس فقط للشيعة؛ يعني أنّ إمام الزمان عليه السلام هو إمام للمسلمين الشيعة والسنّة، ولليهود والنصارى، وهو القائد لطوائف العالَم، لأنّ الإمام عليه السلام هو الواسطة (...)۱. إنّ جميع هؤلاء الأفراد الّذين ترَونهم الآن، الّذين يروحون ويمشون في الحدائق والشوارع ويركبون السيّارات، جميعهم تحت رعاية الإمام عليه السلام. فبدون عناية الإمام ورعايته لن يتحرّك حتّى الذباب، هذه الذُبابة لن تتحرّك. هذا هو الإمام الحجّة.

  • الانحرافات العقائديّة والأصوليّة لبعض علماء الشيعة

  • أمّا في كيفيّة إدارة وتدبير الإمام عليه السلام، ففيها أقوال كثيرة:

  • يقول بعض العلماء – منهم على قيد الحياة ومنهم قد ارتحل – إنّ الإمام لا يعلم الغيب أبدًا! وقد كتبوا رسائل ومقالات في أنّ الإمام عليه السلام كسائر الأفراد، لا يعلم متى يموت، ولا يعلم ما سيحصل غدًا، ولا يعلم ما سيصيبه غدًا أو بعد أسبوعٍ أو بعد سنة، حاله كحال باقي الأفراد. وكما أنّ الأفراد العادّيين يمكن أن يُلهَموا في المنام وببعض الإلهامات، كذلك الإمام عليه السلام. وإذا أراد الله أن يُعلِمه بشيء فسيَعلم، وإذا لم يُرِد أن يَعلم فلن يَعلم شيئًا أبدًا، مثله كسائر الأفراد. هذه هي معرفتهم بالإمام الحجّة عليه السلام! ويقولون أيضًا، إنّ أمير المؤمنين عليه لم يكن يعلم بموته، وكذلك الإمام الحسين عليه السلام لم يكن يعلم بموته وشهادته، فهم كسائر الأفراد! 

  • فهم بذلك ينكرون كلّ هذه الكلمات والعبارات الصادرة مِنَ المعصوم عليه السلام، والّتي يحكي فيها عن كيفيّة شهادته ومواقعه ومنازله، وعن كيفيّة سيره وحركاته. فهم يرفضون كلّ ذلك، ويقولون إنّ جميع هذه الأمور هي مِنَ العرفانيّين وهي غير معتبرة. فهم بإنكارهم كلّ شيء يستريحون مِن كلّ هذه الأمور، فالإنسان يستريح واقعًا بالإنكار. ومع الأسف، [رغم] أنّ كلَّ هذه المطالب موجودة في كتب أهل السنّة، إلّا أنّا نحن الشيعة ننكرها. الحمد الله!!

    1. يوجد انقطاع في التسجيل الصوتيّ. (م)

كيف نعرف إذا كنا على منهج الإمام القائم عج ام لا

3
  • قبل ثلاثة أو أربعة أشهر، قرأتُ مقالةً في معرفة عِلم الإمام عليه السلام، وقد أثبتَ في هذه المقالة أنّ الإمام لا يعلم الغيب، واستدلّ بآية وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ۱. والحال إنّه لم يفهم معنى هذه الآية، وكان ذلك فهمه هو.

  • ويقول بعض العلماء والمراجع الموجودين حاليًا داخل الحوزات العلميّة، إنّ الإمام عليه السلام كسائر الأفراد ليست لديه ولاية تكوينيّة. فهم يعتبرون أنّ ليس للإمام ولايةٌ تكوينيّة، وأنّ الولاية التكوينيّة هي فقط لله تعالى. مع أنّ الكثير مِنَ الروايات تتحدّث عن ذلك، كما في رواية الإمام الصادق عليه السلام «نزّهونا عن الربوبيّة وقولوا فينا ما شئتم»٢ [ورواية الإمام المهدي عليه السلام] «ونحن صنايع الله والخلقُ بعدُ صنايعنا»٣، ويقول الإمام الصادق عليه السلام في رواية: إنّ لله تعالى ثلاثَ وسبعين كلمةً – هي عبارة عن إرادته ومشيئته وقوّته في عالَم التكوين وكيفيّة إمضائه ونزوله في عالَم المشيئة وفي تلك العوالم – وكان لآصف بن برخيا وزير النبيّ سليمان واحدةٌ مِن هذه الكلمات الثلاثِ والسبعين، وكان بهذه الكلمة الواحدة قادرٌ على خسف الشمس وإحضار عرش بلقيس مِن بلاد بعيدة إلى بلاده بطرفة عين – والآيات والروايات حول ذلك موجودة – وشَقّ القمر، وعندنا أهل البيت اثنتا وسبعون كلمة٤. كيف ذلك؟ فإنّ العبارات عاجزةٌ [عن تبيين ذلك]، ولا يمكن للإنسان أصلًا أن يفكّر في كيفيّة ذلك.

  • هذه هي الولاية التكوينيّة، وهذه المسائل تحتاج إلى عِلم ومعرفة ودراسة [حتّى تُفْهَم]. فالمرجع الّذي لم يدرس درسًا واحدًا عن هذه المسائل، كيف يمكنه أن يتفكّر في هذه المطالب؟! كيف يمكنه ذلك؟! 

  • أحد المراجع في قُم – لن أسمّيَه – له رسالة عمليّة، قال بنفسه قَبل عدّة أشهر في مجلس درسه في قُم، إنّ ليس للإمام ولايةٌ تكوينيّة ولا أيّ شيء، وإنّه كسائر الأفراد، وإنّ القدرة لله تعالى، فكما له أن يجعل لشيء ما قدرةً خاصّة كذلك له أن يجعل للإمام. والحال إنّ [لهذا الشخص] رسالةً عمليّة ومقلّدين.

  • ومع الأسف يوجد بيننا بعض الأفراد والعلماء في قُم، مَن هم بحسب الظاهر علماء وفقهاء، ولكن بحسب الواقع ليس لديهم فَهمٌ ولا دراية ولا معرفة.

    1. سورة الأعراف، جزء مِنَ الآية ۱۸۸.
    2. راجع تخريج هذا الحديث في كتاب (أسرار الملكوت) لسماحة السيّد محمّد محسن الطهرانيّ (قدّس الله سرّه)، ج٢، ص۱٣٤. (م)
    3. الاحتجاج للطبرسيّ، ج٢، ص٢۷۸. (م)
    4. إثبات الوصّية للإمام علِيّ بن أبي طالب، المسعوديّ، ص۱٢٤ و ۱٣٩. (م)

كيف نعرف إذا كنا على منهج الإمام القائم عج ام لا

4
  • مثلًا انظروا إلى أحد هؤلاء الأفراد في قُم كالشيخ علِيّ پناه اجتهادي البالغ مِن العمر ثمانين أو تسعين سنة، هو عالِم فقيه في الحوزات العلميّة وإمامٌ للجماعة في المدرسة الفيضيّة، كتب في كتابه – الّذي قرأته بعينَي – حول قول عُمَر للنبيّ (إنّ الرجل لَيهجر)، وذلك عندما كان يُحتضر النبيّ فقال لهم: ائتوني بالدواة والقرطاس أكتب لكم شيئًا لا تضلّوا بعده أبدًا.۱ [فرغم] أنَّ هذا مدوَّن في كتب أهل السنّة، إلّا أنّ هذا الشيخ العالِم الشيعيّ أنكر هذه الحادثة وقال [مستنكرًا]: كيف يمكن أن يحصل ذلك! واستدلّ بأنّ عُمَر: إما أنّه مسلم أو غير مسلم؛ فإن كان مسلمًا، فكيف للمسلم أن ينطق بهذا؟!

  • حسنًا، ولكن مَن قال أنّ عُمَر كان مسلمًا؟ وكيف تُثبتُ أنّه مسلمٌ؟ يعني كيف لعالٍم شيعيٍّ بعد ثمانين سنة مِن عمره أن يتكلّم بهذه الطريقة؟! ما هذا؟! هذه واقعًا مهزلة! كما أنّ أهل السنّة أنفسهم يُثبتون [حصول] ذلك، وهو مُثبت في كتبهم أكثر ممّا هو في كتب الشيعة، وبعد هذا يأتي ذاك ليقول إنّ عُمَر لم يقل ذلك! ويقول: لماذا تكتبون هذه الأراجيف في كتبكم؟! [أقول:] الحمد الله، وسلمت يداك! فبعد ألف وأربعمئة سنة يأتي عالِمٌ شيعيٌّ ليقول هذا الكلام! فهذا عالِم في الحوزات العلميّة ومدرّس وفقيه ظاهرًا ولا أعلم إن كان يُقلّد أم لا، يُنكر بكلّ صراحة أصلًا مِن أصول التشيّع، فيقول: لا، تلك الحادثة ليست صحيحةً أبدًا، فإنّ عُمَر؛ إمّا أن ننكر إسلامه، وهذا لا يمكن أبدًا. وإمّا أن نثبت إسلامه، وحينئذ كيف للمسلم أن يقول للنبيّ (إنّ الرجل ليهجر)، أي إنّ النبيّ ليهجر! هذا أحد الأشخاص.

  • وهناك شخص آخر، هو السيّد مرتضى العسكريّ، وهو مؤرّخٌ ومؤلّف للكتب، وهو [محقّق تاريخيّ] في كتب أهل السنّة. هذا الشخص يُنكر زيارة عاشوراء، لماذا؟ لأنّه ورد فيها لعنُ يزيد ومعاوية، وهذا يخالف الوحدة [الإسلاميّة] وخلاف التقيّة!

  • ولكن هل قال الإمام عليه السلام مثلًا أن تقرأ زيارة عاشوراء على الإنترنت، حتّى يكون ذلك مخالفًا للوحدة؟! بل [اذهب] واقرأ زيارة عاشوراء في منزلك وفي المسجد. وعليه، كيف له أن يقول ذلك!! مع أنّ العلماء يقولون أنّ زيارة عاشوراء هي تِلْوِ القرآن مِن ناحية الوثوق والوثاقة، والأئمّة عليهم السلام يوصون الشيعة دومًا بقراءة زيارة عاشوراء في كلّ جمعة، وفي كلّ يوم، وفي أيّام عاشوراء، وكان جميع العلماء يقرؤون زيارة عاشوراء صبيحة كلّ يوم، [ومع ذلك كلّه] يُنكر هذا الشخص زيارة عاشوراء، والحال إنّه رجل معمّم بالغٌ مِنَ العمر تسعين سنة. هو موجود في طهران. وقد سمعتُ أنَّه ذهب إلى [الهند] وتحدّث هناك مع العلماء وتباحث معهم، فقال أحدهم له: أنتم الشيعة متعصّبون ومتحجّرون. فقال السيّد مرتضى: فيما نحن متعصّبون؟ قال: أنتم تسجدون على تربة الإمام الحسين .. فسمعتُ أنّ السيّد مرتضى أخذ تربة الإمام الحسين ووضعها على الأرض ووضع رِجله على التربة، هذا هو السيّد مرتضى العسكريّ العالِم الشيعيّ! فقال العالِم السنيّ: الحمد الله، قد تمّ البحث. قال: كيف ذلك؟ قال العالِم السنيّ: أردتُ أن أرى إن كنتم متعصّبين، ولكن – الحمد الله – وجدتكم غير متعصّبين. قال: تعال نقف [على التربة]. فقال له العالمُ السنيّ: لا، كيف لنا أن نقف! ولكن قد تمّ البحث والمباحثة. وقد رأيتُ بعيني أنّه وضع التربة .. هذا يعني أنّ معرفة هذا العالِم الشيعيّ، الّذي هو مِنَ السادة، وهو مؤلّفٌ للكتب ومؤرخٌ، هي بهذا المستوى، بأن يضع تربة الإمام الحسين على الأرض ويدُس برِجله عليها! دقّقوا في هذا.

    1. طفحت المصادر الروائيّة والتاريخيّة للشيعة والسنّة بهذه الفاجعةِ المقطوعةِ الثبوت عند الفريقين، واختصارًا في ذكرها هنا، راجع كتاب معرفة الإمام للعلّامة السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ، ج۷ ص٢٤، و ج۸ ص۱٢۱، و ج٩ ص٢۰٢. (م)

كيف نعرف إذا كنا على منهج الإمام القائم عج ام لا

5
  • وقد أتى هذا الشخص إلى قُم، إلى مدرسة (المعصوميّة)، وقد سمعتُه – فتسجيله الصوتيّ موجود عندي – يقول إنّ زيارة عاشوراء ليست صحيحة عندي أبدًا، وإنّها غير معتبرة لأنّها مخالفةٌ للتقيّة! وبعد أن قامت الحوزة العلميّة عليه وهاجمته، قال: لا، إنّما كان المقصود كذا وكذا. ولكنّني سمعتُ مِن بعض التلامذة أنّه قال: أنا تراجعت لأنّهم هجموا علَيَّ، ولكنّني ما زلتُ أعتقد أنّ زيارة عاشوراء ليست مثبته. فهذا عالِم شيعيٌّ!! التفتوا، هذا يُعدُّ مِنَ المبلّغين عن الإمام الحجّة!

  • ومنهم هذا الّذي في لبنان، ولا بدّ أنّكم شاهدتم مقالاته ومطالبه؛ وإحدى هذه المطالب [الّتي أنكرها] حادثة مجيء عُمَر إلى باب بيت فاطمة وإحراقه الدار والحيطان والباب، ولمّا رأى أنّ فاطمة خلف الباب هجم عليها وأسقطت جنينها. فقال هذا الرجل: كيف يمكن لشخص أن يرى زوجته تُضرب ويسكت؟! التفتوا إلى الطريقة الّتي ينفي بها هذه الحادثة مِن أصلها! وبعد مدّة قال رجل مِنَ السعوديّة: الحمد الله، فبعد ألف وأربعمئة سنة جاء شخص منصف ليَرُدّ هذه المسائل الّتي يتّهمون بها سيّدنا عُمَر [على حسب تعبيره].

  • كما قال إمام الجمعة في الكويت: الحمد الله، فبعد ألف وأربعمئة سنة جاء شخص منصف – والحمد لله – واجتهد وقال إنّ عُمَر لا يمكن أن يقول (إنّ الرجل ليهجر)، فالحمد لله على وجود بعض الأشخاص المنصفين مِنَ الشيعة، الّذين يتراجعون عن هذه الاتّهامات بعد ألف وأربعمئة سنة. 

  • لاحظوا، إنّ أمثال هؤلاء هم مِن علمائنا!

  • منهج الإمام منهجٌ علميّ وموضوعيّ لا يضيق مطلقًا مِنَ الحوار 

  • مَن هو العالَم الّذي يجب على الإنسان اتّباعه؟ هو العالِم الّذي يوصل الإنسان إلى الإمام الحجّة، هو العالِم الّذي تكون معرفته بالإمام عليه السلام معرفةً تامّةً، وهو صاحب منهجٍ قويمٍ، وذو استقامةٍ ومتانة، وهو العالِم الّذي يقول ما يراه ويحسّه في قلبه ووجدانه وضميره. هذا هو العالِم الّذي يمكن للإنسان أن يستند عليه، فهو العالِم الّذي تكون أقواله مطابقة للمسائل العقليّة والواقعيّة وللمطالب الحقّة، فهذا العالِم لا يفرّ مِنَ البحث والمطالعة والقراءة. فكثير مِن أولئك الأفراد، عندما كنتُ أواجههم كانوا يفرّون مِن هذا الأسلوب [أي أسلوب المناقشة والمحاججة]، يفرّون إلى هنا وهناك، لماذا؟ لأنّ ليس عنده دليل ولا علم وليسوا على حقّ.

كيف نعرف إذا كنا على منهج الإمام القائم عج ام لا

6
  • منهاج الإمام هو منهج الانفتاح المطلق، أمّا منهاج الآخرين هو منهج التحجّر والتعصّب. إنّ باب الإمام عليه السلام مفتوح لجميع الأفراد، وطريقه مفتوح للجميع، هو لا يسدّ الطريق ولا يغلق بابه في أيّ مسألة كانت. وعليه، فإذا وجدنا عالمًا أو شخصًا يقول: يجب علينا أن لا نتكلّم حول المسألة الكذائية. فيجب حينئذٍ أن نلتفت إلى أنّه حتمًا يوجد وراء هذا الكلام أمرًا ما! لأنّ ما معنى أن يقول: يجب أن لا نتكلّم! والحال إنّ طريق البحث مفتوح في جميع الأحوال، وإنّ الطريق للوصول إلى الإمام عليه السلام مفتوح دائمًا؟!

  • طريق الإمام عليه السلام هو طريق البحث والعقل والمنطق والاستدلال والفهم والتفقّه. هذا هو طريق الإمام عليه السلام. ونحن نرى سائر الطُرق مقفلة، وفيها تعصّب وتحجّر، هذا هو الحال في هذه الطُرق، فإن أردتَ أن تتباحث مع أحدهم، تراه يقول: لن أتباحث، فهذا اعتقادي ولا كلام في هذه المسألة. وإن قلتَ له: لماذا؟ ما هذه المسألة؟ يقول: لا .. فإمّا أن تختار هذا الأمر أو لا تختاره، فهذا طريقي، فاذهب لن أتباحث معك! [أقول:] جميع هذه الطُّرق تختلف عن طريق الإمام عليه السلام.

  • وعلى هذا، يجب على كلّ شخص – قبل أن يرجع إلى أحد – أن ينظر في نفسه ويرى؛ هل هو مستعدٌّ لتقبّل كلّ شيء؛ يعني إذا طُرحتْ أمامه مسألة ما، فينظر هل عنده الاستعداد لقبولها، والتفكّر فيها، وهل نفسه مهيّأة لذلك. حتمًا الآن سنقول: نعم، نحن على استعداد لقبول هذه المسألة والفكرة وهذا الرأي وهذه العقيدة. ولكن يجب علينا أن نتعمّق أكثر، ففي بعض الموارد يمكن أن يقع الإنسان في بعض الأمور ويتعرّض لبعض التضييقات والملاحظات، وبالتالي يرفض بعض المسائل. وطريقة الإمام عليه السلام تقول: يجب على كلّ شخص أن يسلك طريقًا لا يسدّه شيءٌ، لا يسدّه شيءٌ أبدًا.

  • كنتُ أتباحث مع بعض الأفراد في السعوديّة، وجاؤوا إلى قُم، فسألته: لماذا أنتم تقولون كذا؟! قال: إن مسألة وحدة الوجود مخالفة [وليست صحيحة]. فقلتُ له: تعال لنتباحث، فنرى إن كانت خطأ أم لا. قال: لا، نحن لا نتباحث. فقلتُ: لماذا ترفضون المباحثة، ولماذا تقولون حينئذ إنّها ليست صحيحة. فإن كنتم تقولون إنّها خطأ، فتعالوا لنتباحث ونفكّر ونجلس سويًّا. قال: لا، لا، أنا لا أقدر .. فقلتُ: إن لم تقدر [فلم تقولون إنّها مخالفة]، بل تعال لنتباحث ...

كيف نعرف إذا كنا على منهج الإمام القائم عج ام لا

7
  • كنتُ جالسًا في المسجد الحرام أمام حِجْر إسماعيل، فجاء شخص مِن طلاب الجامعة في الجزائر، وبدأنا الحديث، فجاء رجل مِنَ الشرطة، واجتمع حولنا اثنا عشر فردًا تقريبًا، واستمر حديثنا قرابة الساعة والنصف، وهناك شخص ممّن يحملون جهاز التواصل هذا، كان دائمًا [يأتي] يقول: لا تستمعوا لهؤلاء الشيعة. فقلتُ له: تعالَ، لماذا تقول هذا، تعال واجلس بجانبي، فها نحن جالسون منذ ساعة ونصف [نتباحث]. وثلاث مرّات ذهب وجاء وهو يقول: لا، تفرقوا، تفرقوا، إنّ هؤلاء شيعة، هؤلاء الشيعة يلعنون جبرائيل، ويقولون كذا، وهؤلاء الشيعة يحرّفون القرآن. فقلتُ له: أنا سأقدّم لك تذكرة طائرةٍ لِتأتي معنا إلى إيران لِترى أنّ هذا القرآن نفسه هو الموجود في كلّ قرية مِنَ القُرى وهو ما نقرؤه، فتعال وانظر بنفسك، وأنا أتكفّل بالمصاريف وأدفع ثمن التذكَرة لكي تأتيَ معنا – إنّ شغل هؤلاء هو الاتّهام والكذب على الشيعة – وقلتُ له: تعالَ واجلس خلفي وأنا أصلي لتسمع صوتي وترى إن كنتُ أحرّف القرآن وإن كان في تشهّدي لعن لجبرائيل الأمين وهل أقول (خان الأمين خان الأمين) أو أقول (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته).

  • لِمَ هذه الاتّهامات؟! يجب على الإنسان أن يكون حرًّا في جميع المسائل، يجب أن يكون حرًّا وباحثًا دون أيّ استثناء في هذه المجالات، ويجب أن لا تسدّ الإشاعاتُ عقولَنا، يجب أن تكون أفكارنا منفتحة دائمًا، هذا هو سبيل الإمام عليه السلام.

  • ما الفرق بين ذاك الّذي رفض المباحثة عن وحدة الوجود وبين هذا السنيّ؟! فإن كنّا نُلزم هذا السنيّ ببطلان طريقه [فلا بدّ أن نُلزم ذاك أيضًا ببطلان طريقته] مِن هذه الجهة.

  • [أمّا أولئك السنّة في الحرم] فقد ألزمتهم جميعًا، ألزمتُ الجميع وقلتُ لهم: أنتم، ليس لديكم عقل ولا دراية أبدًا. فقالوا: لماذا، لماذا تتّهمنا بهذا؟ وقد كانوا اثني عشر فردًا، منهم ضباط وعساكر ورجال سلطة مع ذاك السائل الجالس بجنبي. فقلتُ: نعم، [فلنقُل] إنّني رفضتُ التشيّع كلّيا وخرجتُ منه وتركته، وإنّكم تركتم التسنّن، ولنصبح مثلًا نصارى مبدئيًّا، فلا أعترفُ أنا بالشيعة وعقائدها ولا تعترفون أنتم بالسنّة وعقائدها، ونحن في هذه الليلة وفي هذه الساعة نريد أن ندخل الإسلام ونصبح مسلمين، فوجدنا أمامنا عُمَر وأبي بكر وهذا علِيّ بن أبي طالب، فوجدنا أمامنا كتب علِيّ بن أبي طالب وكُتب [عمر]، وإن كان ليس له كتب أصلًا، [على كل حال] فإنّ نهج البلاغة موجود والروايات عن النبيّ أيضًا موجودة، فلا نحن ولا أنتم قد شاهدنا أو رأينا عُمَر وأبي بكر ولا علِيّ، فلننظر الآن إلى علِيّ بن أبي طالب الموجود في كتبكم [أنتم أهل السنّة]، لا في كتبنا الشيعة، فلن أطرح هذه القضيّة مِن كبتنا بل [نقتصر على] المسائل الواردة في كتبكم، كفرائد السمطين وفقه ابن الجوزي وينابيع المودّة للشيخ سليمان القندوزي وصحيحَي مسلم والبخاري وجميع كتبكم الأخرى، ثمّ نضع المطالب الواردة في علِيّ بن أبي طالب والمطالب الّتي في حقّ عُمَر، فمَن نختار عليًّا أم عُمَر؟ ماذا تقولون؟ فسكت الجميع، ولم يتكلّم أحدٌ مِن هؤلاء الإثني عشر فردًا. ثمّ قلتُ: لهذا أنا قلتُ أنّ ليس لديكم عقل ولا فَهْم ولا دراية أبدًا. فإن رجعتم إلى المطالب الموجودة في كتبكم ففضّلتم عُمَر على علِيِّ بن أبي طالب، سوف أبايع عُمَر أمامكم. قلتُ لهم هذا بهذه الصراحة. وقلتُ: تعالوا واعرضوا المطالب الموجودة في كتبكم لا في كتب الشيعة، بل في كتب السنّة، واجعلوا المطالب الّتي في حقّ علِيِّ بن أبي طالب في مقابل المطالب الّتي في حقّ ذاك، فإن كانت المطالب الّتي في حقّ عُمَر أفضل مِنَ المطالب والمسائل الّتي في حقّ علِيّ بن أبي طالب، فأنا سأبايع عُمَر أمامكم جميعاً وربّ الكعبة. قلتُ لهم هكذا: وربّ الكعبة. فسكتوا جميعًا. ثمّ قلتُ لهم: أنا بهذا أكون قد ألزمتكم، والواجب أن تفكّروا في هذه المسألة، فأنا سأذهب وأخرج مِن هنا، ولكن عليكم أن تفكّروا في هذه المسألة. فسكت الجميع وأخفضوا رؤوسهم ... هذا هو طريق الإمام.

كيف نعرف إذا كنا على منهج الإمام القائم عج ام لا

8
  • وهذه المشكلة بعينها موجودة عند الشيعة؛ قد كان السيّد الوالد يتباحث مع ذاك الّذي ينكر زيارة عاشوراء، فسأله: لماذا أنت تقول ..؟ فقال: جميع هذه المسائل السلوكيّة والعرفانيّة أباطيل، فما هو (المثنوي) هذا، وما هذه الأقاويل، فهو أصلًا لا يفهم شيئًا – يقصد أنّ مولانا۱ لا يفهم شيئًا – فقال السيّد الوالد: احضر كتاب (المثنوي) – وهو عبارة عن أشعار بالفارسيّة – ففتح الكتاب وقال له: اقرأ قليلًا منها. فتبيّن أنّه لم يفهم شيئًا أصلًا! فهل قرأتَه قَبل أن تتّهمه بهذه الاتهامات، هل قرأته؟! لماذا [يفعلون ذلك]؟! كيف نسمّي أنفسنا شيعة ونحن نتّبع [هذه الطُرق]؟! ما الفرق حينئذ بيننا وبين السنّة، ما الفرق؟! هل هذا طريق الإمام المهدي، هل الإمام المهدي يقول ذلك؟! 

  • ماذا لو جاء هذا الشخص المسلم، كمولانا [صاحب كتاب] المثنوي، أو أحد هؤلاء العرفاء، وقالوا للإمام المهدي: إنّ ذاك العالِم الشيعيّ، الّذي هو مِن شيعتك ومِن علماء الشيعة! يتّهمنا بهذه الاتّهامات. سيقول الإمام عليه السلام حينئذ لذاك العالِم الشيعيّ: يجب أن تجيبه بنفسك، أجبه، فلماذا تتّهمه، لماذا؟!

  • الجاهل هو مَن يحكم ويشنّع بلا عِلم ولا اطّلاع ولا دليل

  • إنّ طريق الإمام المهدي هو طريق الحريّة والتعقّل والعقل والمنطق في كلّ شيء. [ورغم هذا] نرى في مسيرنا الكثير مِنَ الأفراد الّذين يقولون: يجب على الإنسان أن لا يدرس العرفان، لأنّ مدرسة العرفان تضلّ الأفراد. [أقول:] لماذا تضلّ الأشخاص؟! فأنا قد درستُ العرفان، فهل أنا مُضِلّ؟! هل واقعًا أنا مضلّ؟! ها أنا أصلّي كما تصلّون، واحجُّ كما تحجّون، واقرأ القرآن كما تقرؤون، فلِمَ أكون أنا الضالّ وذاك المهتدي؟! على الإنسان أن يسألهم هذه المسألة. مثلًا، يقولون إنّ في هذه المسألة ضلال. فعلينا أن نسألهم: أين هو الضلال فيها؟!

  • إنّ العلّامة الطباطبائيّ هو أوّل فيلسوف في الشرق الأوسط والعالَم الإسلاميّ، وقد كان تولّيه للأئمّة عليهم السلام أفضل وأعلى وأشرف وأقوى مِن جميع المراجع السابقين له واللاحقين. كان دائمًا، في كلّ يوم مِن شهر رمضان يجيء قبل الإفطار إلى حرم فاطمة المعصومة، ليزور فاطمة المعصومة ويقبّل الضريح، ومِن ثَمّ يرجع إلى بيته ويفطر. فأيّ واحدٍ مِن هؤلاء المراجع كان يفعل ذلك؟! [ومع ذلك] يقولون إنّه ضالّ ومُضلّ! فهل مُفسِّر القرآن هذا ضالّ ومضلّ، كيف [يكون ذلك]؟!

    1. (المثنوي المعنوي) هو كتاب أشعار لمولانا جلال الدين الروميّ، ويطلق عليه (المثنوي) اختصارًا. وجلال الدين الروميّ هو المشار إليه بعبارة (مولانا). (م)

كيف نعرف إذا كنا على منهج الإمام القائم عج ام لا

9
  • والشيخ جواد الأنصاريّ، الّذي هو أحد أساتذة والدنا في العرفان، كان في همدان، ولا بدّ أنّكم قرأتم عنه في [كتاب] الروح المجرّد. لمّا كان الشيخ الأنصاريّ يريد زيارة الإمام الرضا عليه السلام منفردًا، كان يقول تلامذته ويوصّيهم بعدم مرافقته وأن لا يتْبَعوه، فقال جدّي مِن ناحية أميّ: قلت في نفسي يومًا سأتتبّعه في زيارته للإمام الرضا عليه السلام وسأسير خلفه لأرى كيف يزور – وكان ذلك في أحد أيّام الشتاء – فلمّا خرج مِن البيت، خرجتُ بعده وبقيت على مسافة خمسين مترًا منه حتّى لا يراني، وعندما وصل على بُعد مئة متر مثلًا عن الإمام عليه السلام، شاهدته يقبّل الجدران – هذا الّذي يقولون إنّه مخالف للولاية وصوفيّ وزنديق، جميعهم يقولون ذلك، [فانظروا ماذا كان يفعل] هذا الشخص الزنديق – وبعد خمسين مترًا مثلًا قبّل مرة أخرى، وبعد خمسين مترًا أخرى قبّل ثالثة، حتّى وصل إلى الباب الأوّل للصحن فقبّله، ثمّ عندما وصل إلى الباب الثاني قبّله، ولقد عددتهم له حتّى وصل إلى ضريح الإمام عليه السلام، فكان قد قبّل الأبواب والجدران عشرين مرّة. ومع هذا يقولون إنّه زنديق وكافر!!

  • ولمّا وصل آية الله السيّد محمود الشاهروديّ إلى النجف – وهو مرجع أعلى وصاحب رسالة [عمليّة] – أعلن في درسه أنّه قد جاء إلى النجف زنديقٌ صوفيّ نجس! هذا ما قاله!! فأنظروا، فهؤلاء هم مراجعنا! لماذا تقول هذا؟! لماذا تقول إنّه قد جاء أحد الصوفيّة إلى النجف وإنّه كافر، ومِنَ الازم مثلًا ..؟! ويقولون إنّه لو لم يدخل هذا الشخص إلى بيت الشيخ عبّاس القوجانيّ، لكان مِنَ الممكن أن يتعرض له بعض الأفراد ويضربوه. فهؤلاء الأفراد ذهبوا إلى منزل السيّد علِيّ القاضي في منتّصف الليل ليقتلوه! هذه الأمور مدونّة في الكتب الّتي تناولت أحوال السيّد القاضي. يعني أنّهم حرّكوا هؤلاء الأفراد الأوباش فذهبوا إلى منزل السيّد القاضي ليقتلوه، ولكنّ الله تعالى نجّى بالمعجزة السيّد القاضي مِن هذا الشخص، إذ قد تصوّر وتخيّل أنّه ميّت فخرج مِنَ البيت. وهم الّذين حرّكوا هؤلاء الأفراد، فذهبوا إلى المسجد ورموه بالحجارة وكسروا زجاج المسجد وسحبوا السجّاد مِن تحت رِجليه أثناء الصلاة، ورموا أصحابه بالحجارة والحصى وهم يصلّون. هذا ما فعلوه بهؤلاء الأفراد! ما هذا؟! نعم، هؤلاء هم علمائنا؟! 

كيف نعرف إذا كنا على منهج الإمام القائم عج ام لا

10
  • أنا كتبتُ بعض هذه المسائل في كتاب أسرار الملكوت، في المجلد الثاني منه بحسب الظاهر، فإن شاء الله تقرؤونه إذا تُرجم إلى العربيّة، [نعم] لم أذكرها بهذه الصورة وإنّما ذكرتها بالإجمال. فلِمَ كلّ ذلك؟! لأنّهم أهلُ العرفان! وما هو ذنب أهل العرفان؟! أفيكون أهل العرفان مذنبين!! إنّ الكثير مِن علمائنا وعظمائنا وفقهائنا كانوا مِن أهل العرفان، فلماذا تحرّكون الناس بهذا الشكل؟! هذا هو منهجهم!

  • أمّا منهج الإمام عليه السلام، فهو المنهج الّذي لا يجد الإنسان معه ضيقًا في صدره بالنسبة إلى المسائل الّتي يواجهها، هذا هو منهج الإمام عليه السلام. فلهذا، إن وجدنا عالِمًا دينيّاً على رأسه عمامة وله لحية طويلة وكذا وكذا، ولكنّه عندما يتكلّم مع الناس يُشعرهم بانسداد بعض الطُرق، كأن يقول: لا، هذا غير جيد، وكذا! أو عندما يتباحث معه الإنسان ويحاول أن يفكّر معه يرى أنّه لا يريد المباحثة ولا يتقبّل ذلك، فمِنَ الواجب حينئذٍ أن يشكّ أنّ في عقله شيءٌ.

  • في الختام، يمكن أن نلخّص هذه المسألة بهذه العبارة: إن صفّى الإنسانُ باطنَه، ووجد في نفسه صفاءٌ ليتلقّى المطالب ويقبلها، في جميع الأمور الّتي يواجهها، ولا يرى في نفسه ضيقًا وحرجًا في قبول المسائل، فهو في هذه الحالة في طريق الإمام عليه السلام. ولو وجد الإنسان نفسَه في ضيقٍ وحرجٍ مِن شخص ما، مثلًا، كأن يأتيك شخص ويقول لك: إنّ فلانًا عالِمٌ دينيّ يجب أن لا تتكلّم عنه [كأن ينتقده أو يناقشه]، فهذا طاهر مطهّر وأعماله كذا وكذا، فلا بدّ أن لا تخاطبه – كأن تقول له: أنا رأيتُ بعيني الأمر الكذائي – فإذا قلتَ هذا سأضربك وكذا. فجيب عليك فورًا أن تُدرك أنّ هذا خلاف الصدق، لأنّ ليس في طريق الإمام عليه السلام ضربٌ وشتمٌ واتهامٌ وكذبٌ وقتلٌ، بل هو طريقٌ مفتوحٌ وعقلائيٌّ في كلّ شيء.

  • يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: عليكم أن تتحدّثوا وتتباحثوا معي، وعليكم أن تبحثوا في المسائل الجارية، وإذا وجدتم في تصرّفاتي وأفعالي وأعمالي شيئًا، فعليكم أن تذكِّروني، فأنا كسائر الأفراد. هذه هي طريقة الإمام عليه السلام. ولكنّنا نرى في بعض الأحيان وفي بعض المجالات، أنّه إذا قلنا إنّ فلانًا مخطئٌ، يقولون: لماذا هو مخطئ، هذا لا يُخطئ أبدًا. وإذا قلنا: ولِمَ ذلك، أهو إمام أو نبيّ يُوحي الله تعالى إليه؟! يقولون: نحن لا علم لنا بذلك، ولكن إذا قلتَ مرّة ثانية [إنّه مخطئ]، سنضعك في كذا، أو سنضربك مثلًا. ما هذا!! نحن نفهم فورًا أنّ هذا ليس طريق الإمام عليه السلام.

كيف نعرف إذا كنا على منهج الإمام القائم عج ام لا

11
  • وفي المقابل، كان السيّد الوالد يؤكّد على الدوام ويقول: طريقنا مفتوح لكلّ شخص، فليأت كلُّ مَن أراد المباحثة، وكّل مَن يريد أن يقرأ كتبنا، ومَن أراد أن يُشكِل علينا.. جاء يومًا أحدُ أكابر علماء ومراجع مشهد إلى بيتنا في مشهد لزيارتنا – لا أعلم إن كنتُ قد ذكرتُ ذلك في السنوات الماضية أم لا – في [فصل] الشتاء، فقال للسيّد الوالد: أريد أن أتحدّث معك في أمر. قال له: تفضّل. فقال: أريد أن أتباحث معك في المسائل الفلسفيّة، كمسألة وحدة الوجود وغيرها مِنَ المسائل. فقال السيّد الوالد: تفضّل نحن جاهزون، تعالوا وتفضّلوا وسنرى [الصحيح مِنَ الخطأ]، ولكن بشرط أن نسجّل هذه الجلسات والمباحثات ومِن ثَمّ نفرّغها عن الأشرطة وننشرها في الحوزات العلميّة. فقال: لا، لا، لا. قال: لماذا، فإن كنتَ تريد، فأنا الآن جاهز، فلِمَ لا توافق على تفريغ الأشرطة ونشرها؟!

  • [لاحظوا]، كيف أنّكم الآن وبشكل تلقائيّ ضحكتم على هذا الأمر، لماذا؟ ذلك لأنّكم فهمتم أنّ المسألة خلاف العقل. فبالرغم مِن أنّ هذا الشخص كان مِنَ الفقهاء والعلماء والمشهورين، إلّا أنّه لم يقبل. لماذا؟! اسم هذا الشخص الشيخ مرواريد، كان في مشهد، وقد ارتحل قبل سنتين رحمه الله، كان عابدًا زاهدًا، وكنّا مع السيّد الوالد نذهب إلى بيته، وهو يأتي إلى بيتنا .. لاحظوا، كيف فهمنا بسرعة أنّ هذا الطريق ليس طريق الإمام عليه السلام، لأنّ طريق الإمام مفتوح، فتعال لنتباحث ثمّ ننشر هذه المطالب في الحوزات العلميّة ليرَووها ويقرؤوها، والحقّ حينئذٍ إمّا أن يكون معنا أو معك، فهذا أمر طبيعيّ. ولكن مَثلُهم في ذلك مثل أهل السنّة، بدون فرق.

  • ولهذا، علينا، في مطالعاتنا وأبحاثنا ومجالاتنا العلميّة وفي قراءتنا للكتب، أن نتفحّص [لنميّز] الشيء والشخص اللذان هما قريبان مِن هذا المنهج، [ولنميّز] الطريق والشخص اللذان هما بعيدان عن هذا المنهج. فعلينا عندما نطالع كتب شخصٍ ما أن نُدرك إنّ كان منهجه خاطئًا.

  • وبكلمة واحدة نقول: إنّ منهج الإمام عليه السلام، هو المنهج الّذي فيه معرفة الله تعالى، وهذا المنهج يوصل الإنسان الى آخر مراتب الكمال وهو التوحيد. هذا هو المنهج [الصحيح]، يعني هذا هو المنهج الّذي تدلّنا عليه الروايات وتشجّعنا عليه الآيات القرآنيّة والروايات. تأملّوا في أوصاف المتّقين الواردة في خطب نهج البلاغة وروايات الأئمّة عليهم السلام، الّتي تدفع الإنسان إلى معرفة الله تعالى وإلى التوحيد والكمال. نعم، هذا هو منهج الإمام عليه السلام، وكلّ مَن كان قريبًا مِن هذا المنهج – إذ القرب مراتب – [كان أقرب إلى الحقّ]، وكلُّ مَن كان بعيدًا فيجب على الإنسان [اجتنابه].

كيف نعرف إذا كنا على منهج الإمام القائم عج ام لا

12
  • هذا ملخّص الجواب عن هذا السؤال۱. وقد توسّعت في الجواب لكي يعرف الشباب والإخوان أنّ ليس كلُّ شخصٍ معمّم وعالِمٍ دينيّ يطابقَ الشريعة، فهناك عالِمٌ دينيّ ينفي الولاية التكوينيّة للإمام عليه السلام وينفي عِلم الغيب عن الإمام عليه السلام، وهناك عالِمٌ دينيٌّ – كما سبق وقلتُ لكم – ينفي الأصل الأوَّليّ والأصل الابتدائيّ مِن أصول الشيعة برفضه اتّهام عُمَر، وهناك عالِم دينيّ يُنكر صحّة زيارة عاشوراء، وأنتم تعرفون في هذه البلاد أفضل منّا أنّ هناك عالِمًا دينيًّا يُنكرن أصلًا مباني الشيعة ويدافعون عن أهل السنّة وكأنّه واقعًا مِن أهل السنّة وفيه رواسب مِن أهل السنّة .. ظاهرًا هم بهذا الشكل، فالإنسان لا يمكن أن يوجِّه أعمالهم وتصرّفاتهم وأقوالهم، إذ كيف يكون عالمًا شيعيًّا ويُنكر جميع الروايات وجميع الأصول وجميع عقائد الشيعة، ويتفوّه بمعاني وكلام ومطالب تُفرح العدوّ؟! كيف يسمح هذا العالِم لنفسه أن يتفوَّه بهذه المسائل والمطالب؟!

  • ليس للعاقل طريق يناسبه إلّا طريق الولاية والعرفان والتوحيد 

  • وعلى هذا لا يبقى للإنسان مجالٌ ولا يبقى للإنسان طريقٌ إلّا طريق التوحيد وطريق العرفان وطريق الولاية. وقد ذكرتُ هذه المسألة في [كتاب] الشمس المنيرة، حيث قال السيّد الطباطبائيّ للسيّد الوالد إنّ الإنسان لا يصل إلى معرفة الإمام عليه السلام إلّا بالتوحيد والعرفان، لأنّ حقيقة الولاية هي عبارة عن حقيقة التوحيد، فمَن لم يصل إلى التوحيد لن يصل إلى الولاية. أمّا أولئك، فهم يرون الإمام عليه السلام كسائر الأفراد، ومعرفتهم بالإمام عليه السلام هي أنّه مثْل سائر الأفراد، فكما أنّ سائر الأفراد يمشون في الشوارع ويتحدّثون ويأكلون وينامون فالإمام عليه السلام له مثل تصرفاته [لا أكثر]!! فهم أصلًا لا معرفة لهم بكيفيّة الولاية وكيفيّة تصرّفات الإمام عليه السلام، ولا يفهمون كيف يمكن أن يصل الشخص الى مرتبة «عبدي أطعني تكن مثلي أقول للشيء كن فيكون فتقول للشيء كن فيكون»٢ أو كالحديث القدسيّ الآخر، يقول الله تعالى «لا يزال يتقرب عبدي إليّ بالنوافل حتّى أكون سمْعه الّذي يسمع به وبصره الّذي يبصر به ولسانه الّذي يتلفّظ به»٣.

    1. كان السؤال: كيف نعرف أنّنا على نهج الإمام عليه السلام. (م)
    2. راجع هذا الحديث مع مصادره المخرّجة في كتاب (افق وحى – فارسي) للعلّامة السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ، ص۱٥۰. وفي كتاب (اسرار ملكوت – فارسي) لسماحة السيّد محمّد محسن الطهرانيّ، ج٢، ص٦٥. (م)
    3. كنز العمال، المتّقي الهنديّ، ج۱، ص٢٢٩، مع اختلاف يسير. (م)

كيف نعرف إذا كنا على منهج الإمام القائم عج ام لا

13
  • هذا بلوغٌ لمرتبة الولاية، وهذه الروايات والعبارات والكلام تملأ الكتب، ولكنّ المرء يجعل أناملهم في آذانهم حتّى لا يسمع الحقّ، فيرفضون جميع هذه المطالب.

  • هم يرفضون وينكرون أن يكون معروف الكرخيّ مِن أصحاب الإمام الرضا عليه السلام، لماذا؟ لأنّه كان مِنَ الصوفيّين والعرفاء! مع أنّ في الكثير مِنَ الكتب يُثبتون أنّ معروف [الكرخيّ] مِنَ تلامذة الإمام عليه السلام، وقد تشيّع على يد الإمام عليه السلام في ذاك الزمن بعد أن كان نصرانيًّا أو مجوسيًّا لا أدري، بل الظاهر أنّه كان مِنَ النصارى وتشيّع. وكذلك يُنكرون أنّ بايزيد البسطاميّ كان مِن تلامذة الإمام الصادق عليه السلام، وهو شخصيّة معروفة وقبره معروف في شاهرود الواقعة وسط الطريق بين طهران ومشهد، وقد زرتُه، فهو لمّا خرج مِنَ المدينة أرسل الإمام عليه السلام معه ابنه محمّد، أي محمد ابن الإمام الصادق عليه السلام، فجاءا إلى بسطام الواقعة قبل [مدينة] شاهرود بمسافة، وقد ارتحل فيها ابن الإمام عليه السلام قبل بايزيد، فأوصى بايزيد عائلته أن يدفنوه بعد ارتحاله وموته بجنب رِجْل وباب محمّد ابن الإمام الصادق عليه السلام، أي خلف رِجل الإمام، وبايزيد الآن مدفون في صحن محمد ابن الإمام عليه السلام الّذي له بناء وقبّة.

  • فهم ينكرون هذه المسائل. ولكن لماذا ينكرونها؟! فأنت أيّها الرجاليّ۱، لماذا تُنكر أنّ معروف [الكرخيّ] مِن أصحاب الإمام عليه السلام، لماذا وبأيّ دليل؟! قولك هذا تهمة وكذب! ماذا ستقول لله تعالى غدًا يوم الحساب؟ وإذا جاء معروف وسألك: لماذا قلتَ في كتابك إنّي لستُ مِن أصحاب الإمام الرضا عليه السلام؟! ألِمجرد أنّني صوفيّ تقوم برفضي وطردي وإنكار علاقتي بالإمام الرضا عليه السلام؟! أهذه هي أمانة التأليف؟! كلّا، وأنا أرى أنّ هذه خيانة، وأنا قلتُ لكم في الأمس أنّ التاريخ وعقائد الشيعة وعقائد الملّة وديانة الشعب والأفراد، هي أمانة الله تعالى بأيدينا، فلا يجوز لنا أن نخون في هذه الأمانات؛ فلا يجوز لنا أن نقول ما لا نقبل به، ولا يجوز لنا أن نُملي على الأفراد ما لا نرضى به، ولا يجوز لنا أن نقول للشعب والأفراد والمسلمين ما لا نقبل به ولا نعتقد به، هذه خيانة، واللهِ إنّها خيانة. فإن كنّا لا نعلم، فعلينا أن نقول للناس بكلّ صراحة: لا عِلم لنا بهذه المسألة. فالشخص الّذي لم يدرس حتّى صفحةً مِنَ العرفان وصفحة مِنَ الفلسفة، كيف له أن يتحدّث في هذه المسائل ويقول ببطلان وحدة الوجود؟! كيف له أن يقول ذلك؟! وكيف يسمح لنفسه أن يتصرّف بهذا الشكل؟! كيف يسمح لنفسه أن يقول إنّ هذا حرام وهذا باطل؟! كيف يسمح لنفسه أن يُفتي في رسالته العمليّة بنجاسة القائلين بوحدة الوجود؟! [فها] أنا مِنَ القائلين بوحدة الوجود، وقد كتبتُ في المجلّد الأوّل مِن رسالتي، أي مِن كتاب (أسرار الملكوت)، عن هذه المسألة وقلتُ: أنا أوّل قائل بوحدة الوجود وحتّى بوحدة الموجود، الّتي هي أعلى [مِنَ القول بوحدة الوجود]؛ هذا مبحثٌ فلسفيٌّ. فعلى هذا، يجب أن تقولوا بنجاستي، والحال إنّي مدرِّسٌ في الحوزة العلميّة وفي أعلى المراتب .. قلها بصراحة، ولِمَ لا [نتكلّم بصراحة]، أتخاف؟، ها أتخاف؟ لا تخف.

    1. نسبة إلى عِلم الرجال، وهو عِلم مختصّ بدراسة حالات رواة الحديث. (م) 

كيف نعرف إذا كنا على منهج الإمام القائم عج ام لا

14
  • حُكم مَن يُنكر عِلم الإمام بالغيب وولايته التكوينيّة

  • أحد الحضور: عفوًا، ما هو حكم الّذي يُنكر ولاية الإمام أو عِلم الإمام بالغيب، ما هو حكمه؟

  • سماحة السيّد: مَن [يقول بهذا] لا يفهم، وهو ليس بشيء. وأنا لا أقول إنّه مِن أهل النار أو مِن أهل جهنّم، ولا أقول إنّ الله مثلًا سيعاقبه أو يعذّبه، لا، بل أقول إنّ هذا هو مقدار فهمه .. فما أريد قوله هو: يجب على كلّ فرد، أنا وأنتم والآخرين، أن نعلم مَن نتّبع في مسيرنا؛ أنتّبع الشخص الّذي فهمه هو هذا، والّذي مقداره عشرة بالمئة، أم نتّبع مَن كان مقدار عقله وفهمه ودرايته هو مئة بالمئة؟ فلكلّ مرتبته الخاصّة، وذلك بحسب معرفته، [فمعرفة] هذا هي عشر بالمئة والآخر خمس عشرة بالمئة والآخر عشرون بالمئة. فنحن لا نقول إنّ الله سيعذّبهم، لا، إذ إنّ العذاب والمغفرة لكلّ شخص في مرتبته بحسب صدقه وكذبه؛ فإن كان الشخص معاندًا وله أغراض، وتتدخّل أموره النفسيّة والشخصيّة في الأمر، فسيعاقبه الله، أمّا اذا كانت عقائد الشخص فاسدةً ولم يكن معاندًا فلن يعذّبه اللهُ تعالى، هذه مسألة أخرى.

  • أمّا المسألة الثانية، هي أنّه هل نقلّدُ هذا الشخص أو الشخص الّذي وصل إلى المراتب العالية؟ هذا هو المقصود، والكثير مِن أولئك الأفراد، الكثير منهم لم يفهوا المسائل؛ فهذا الشخص الّذي يُنكر مثلًا أنّ عُمْر قال ذلك، فهو لم يدرس أصلًا صفحةً واحدةً مِنَ الفلسفة، أبدًا، وهو لم يفهم أنّ (وحدة الوجود) بحرف الحاء كـ (حيّ على الصلاة)، ولا يعرف أصلًا كيف تُكتب (وحدة الوجود) بالحاء، ومع ذلك يُنكر هذه المسألة ويسبّ القائلين بوحدة الوجود، ويقول إنّ القائلين بوحدة الوجود أنجاسٌ مثلًا، أو يجب على الإنسان أن يتطهّر منهم، أو يجب أن يغسل الأوعية والأطباق والأكواب والملاعق مِن بعدهم. هم واقعًا يقولون هذا، يقول إنّ هذا نجس و..! والحال أنّك واقعًا لم تدرس!

  • الآن، إذا لم يدرس الإنسان العلوم والمسائل الحديثة، فهل تقبله الجامعة بعنوان أستاذ في الجامعة؟ كذلك الحال [في باقي العلوم]، فإنّ هذه المسألة منطقيّة، ولكنّنا مبتلون – مع الأسف – بهذه الأمور، فليس لهؤلاء الأفراد علاقةٌ أبدًا بالمسائل والعلوم العالية، ومع ذلك يتكلّمون بهذه المسائل ويخوضون فيها، بلا خبرة ولا معرفة، فيَضِلُّون ويُضِلُّون الأفراد والأشخاص.

كيف نعرف إذا كنا على منهج الإمام القائم عج ام لا

15
  • هذا هو منهج الإمام عليه السلام.

  • والحمد لله على لقاء الإخوان ..۱

    1. تنويه: نلفت عناية القارئ الكريم أنّ هذه المحاضرات أُلقيت بشكل شفاهيّ وباللغة العربيّة، واقتصرت على تفهيم المستمع بأبسط الكلام، فلم يُلتفت كثيرًا إلى ضوابط اللغة، كما اشتملت على كلام عاميّ. ولذا عمدت اللجنة العلميّة بأمر مِن سماحة السيّد (قدّس الله سرّه) إلى إعادة تقويم الكلام وضبطه مِنَ الناحية اللغويّة، ومع ذلك آثرنا المحافظة على عبارة المحاضِر وترتيبها وبساطتها قدر الإمكان. كما تجدر الإشارة إلى أنّ العناوين الواردة هي مِنَ اللجنة.
      أمّا الرموز المستخدمة في المحاضرة فهي كالتالي: رمز الثلاث نقاط للكلام المحذوف، والرمز (...) للكلام غير الواضح وعند انقطاع الصوت، والرمز (م) لكلام المحقّق، والكلام المدرج في هذا [] فهو مِن وضع اللجنة لإتمام الجملة الناقصة بحسب ما يقتضيه السياق.
      ختامًا نلفت النظر إلى أنّ التسجيل الصوتيّ للمحاضرة متوفّر في الموقع لمَن يرغب الاستماع والمراجعة.
      (اللجنة العلميّة)