المؤلّفآية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني
المجموعةسنة 1438
التوضيح
هو العليم
مراتب الستّارية ومقام (خير الساترين)
شرح دعاء أبي حمزة الثمالي - سنة ۱٤٣۸ هـ ق - المحاضرة الثانية عشرة
محاضرة ألقاها
آية الله الحاجّ السيّد محمّد محسن الحسينيّ الطهرانيّ
قدس الله سره
أعوذ باللـه من الشيطان الرجيم
بسم اللـه الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين
والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم محمد
وعلى آله الطيبين الطاهرين
واللعنة على أعدائهم أجمعين
يقول الإمام السجّاد عليه السلام: «ولو خفت تعجيل العقوبة لاجتنبته، لا لأنّك أهون الناظرين وأخفّ المطّلعين؛ بل لأنّك يا ربّ خير الساترين، وأحكم الحاكمين، وأكرم الأكرمين»
لو كنت أخشى أن تعجّل لي العقوبة يا ربّ، لكنت قد اجتنبت الذنب؛ ولكن عدم خوفي ليس لأنّك غير ناظر عليّ، ولا لأنّك غير مطّلع على أعمالي وأفعالي؛ بل بسبب أنّك يا رب أفضل ساترٍ، وفي مقام الحكومة، أنت أفضل حاكم ومحاسبٍ لي، وفي مقام الكرم، عندك أعلى مراتب الكرم؛ فهذه الأمور الثلاثة هي التي جعلتني أتجرّأ على الذنب، وأتخلّى عن الحذر و المراقبة عند ارتكابي للذنب.
منهج الأولياء في كيفية التعامل مع الذنوب
ذكرنا في الجلسات السابقة بأنّ ممشى ومرام العظماء في مسألة الخطأ والذنب الذي يصدر من الإنسان، هو أنّ الإنسان عليه أن يكون حذراً مراقباً وألاّ يقترف ما هو مخالف لرضا الله، ولكن طبعاً نحن لسنا معصومين؛ إذ أنّنا نذنب أحياناً ولا مجاملة في الأمر! ولا نبرّئ أنفسنا من الخطأ والذنب؛ ولكن مع ذلك فقد أمرنا العظماء بالمراقبة، فينبغي على الإنسان أن يراقب نفسه قدر المستطاع، وإذا تساهل في هذه المسألة فسيتوقّف! يعني ذاك السير وتلك الحركة التي ينبغي أن تحصل له ستصير حركةً بطيئةً، بل في بعض الأحيان ستكون تلك الحالة ـ وهي حالة الذنب والمعصية ـ حالة عاديّة بالنسبة له، بحيث سيقلّ شعوره بذلك القبح والحياء الذي كان يحصل له عندما تصدر منه معصية، ثمّ يضمحلّ شيئاً فشيئاً، وهذا الحال ليس جيداً.
ما هي حقيقة المحاسبة والاستغفار؟
نعم، عندما يصدر من الإنسان خطأ عليه أن يتوب، وقد أمرونا بالمحاسبة لأجل هذا الأمر؛ فالمحاسبة تعني أنّه: ينبغي على الإنسان في كلّ ليلة قبل النوم أن يحاسب نفسه، ويستغفر الله على ما صدر منه من ذنب، والاستغفار ليس عبارة عن قوله "أستغفر الله" فقط، بل يجب أن يبني على ألاّ يعود إلى هذا الذنب في اليوم التالي، وأن يلتفت إلى نفسه ويكفّها عن ذلك، لا أن تكون المحاسبة عبارةً عن تكليف روتيني ينبغي القيام به في كلّ ليلة لنرى ماذا صدر منّا، فنقول: أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، ثمّ نقول لله تعالى: ها قد استغفرناك فلا شيء لك علينا! وفي اليوم التالي نفعل نفس الشيء!! كلا هذا لا فائدة فيه.
إنّ معنى الاستغفار هو أن يبني الإنسان على ألاّ يصدر منه أيّ عمل مخالف لرضاه تعالى، هذا هو الاستغفار. وطبعاً للاستغفار معانٍ أخرى عميقة مختلفة، ليس الآن مورد ذكرها.
هذا الممشى هو الذي أكّد عليه العظماء؛ ولكن هذا بالنسبة للإعمال والذنوب والأخطاء العاديّة؛ فالإنسان قد تتغلّب عليه أهواؤه فيقع في شراكها، ويغفل فيصدر منه كلام أو فعل أو ذنب، ثمّ يلتفت ويندم ويقول: إلهي ماذا فعلت؟! ها أنا أتوب إليك وأستغفرك، وإذا كان هناك حقّ للناس (كما لو قال شيئاً بحقّ أحد)، فإنّه يتدارك ذلك ويعتذر منهم.
في هذه الموارد دأب العظماء وديدنهم هو أن لا يقف الإنسان على هذا الذنب، بل عندما يتوب، عليه أن ينساه.. ينساه، ويبني على أساس رحمة الله ويعتمد على مغفرة الله، عليه أن يستحضر رحمته ومغفرته ويقوّيها في نفسه؛ حتى يتحرّك بنشاط وحماس، فمن يكون دائماً في حالة من الندم بحيث تتغلّب عليه هذه الحالة، لن يكون سيره وحركته كما ينبغي! إذ رحمة الله أعلى من ذلك؛ حيث يريد الله من المؤمن ومن عبده أن يستحضر جانب رحمته ومغفرته أكثر، وقد ورد في الروايات: "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ بِي"، يعني أنّ المؤمن مهما يكن اعتقاده بي فأنا كذلك، مهما كان ظنّه، [فسوف أتعامل معه طبقاً لذلك]؛ فإن كان ظنّه هو أنّ الله غضوب وقهّار ومعاقب ولا يسامح، فالله يقول له: بما أنّك تظنّ ذلك، فسأكون أنا هكذا! إذ أنت تريدني هكذا. وأمّا إذا كان ظنّه به بأنّه رحيم ومسامح، فالله يقول له: أنا كذلك؛ يعني أنّ كلّ ما يمضي في نفس الإنسان يكون الله تعالى بهذا المقام والصفة معه، وهذه مسألة لطيفة جداً!
لذا يقولون لا ينبغي للإنسان أن يقف على ذنبه، وبشكل عام نفس تذكّر الذنب مكدّر للنفس؛ بأن يقول: فعلت هذا الفعل، وتكلّمت بهذا الكلام، ويستحضر ذلك، فإنّها توجب الكدورة له، وعلى الإنسان أن يتجاوز هذه المسائل، وأن يتوب منها إلى الله، ويقول: إلهي لن أعود إليها، فلا يقف عند الفعل الذي صدر منه.
أخطر الذنوب: الاستكبار أمام الحقّ، و مواجهة أولياء الله
هذا بالنسبة إلى الذنوب العادية التي تكون بين الإنسان وبين الله، والتي ينبغي على الإنسان أن يستغفر منها، ولكن هناك قسمٌ آخر من الذنوب؛ وهي عبارة عن الاستكبار، والوقوف أمام الحق، ومواجهة الحقّ، وقطع الطريق، فهذه الذنوب خطرةٌ، ويحتاج فيها الشخص أن يستنقذه الله منها، وذلك حينما يأتي الإنسان ويقف عائقاً في الطريق، ويجابه أوامر أستاذه، ويبرز نفسه ووجوده أمام مطالب ولي الله ويقف بوجهها، ويظهر نفسه في قبالها۱.
هذا وليس بالضرورة أن يكون أستاذه و وليّ الله حيّاً في الظاهر فلا فرق في المسألة، إذ حتّى لو كان ميّتاً بحسب الظاهر فهو في الواقع حيٌّ ويقوم بعمله، ولا ينبغي للإنسان أن يتصوّر بأنّه كان هناك شخص في الماضي ولديه خصوصيّات معيّنة، ولم نكن نستطيع مخالفته في حياته، أمّا الآن بعد وفاته فيمكننا أن نقوم بأيّ عمل نريده!
كلاّ، إذ لا يمكن اللعب والمزاح مع أولياء الله؛ بأن يأتي الإنسان ويلعب بمطالبهم وعباراتهم وكلماتهم، وينتقي من كلماتهم ما يفيده فقط! فإن كان وليّ الله قد تكلّم بشيء في مكان، فقد تكلّم بكلامٍ مخالفٍ في ألف مكان آخر، لكن يأتي الإنسان ويأخذ بهذا الكلام المطابق لميوله وأوضاعه وفضائه، ويدع سائر كلامه جانباً.. فهذا العمل يعدّ من تلك الأمور الخطرة! هذا من قبيل اللعب بذيل الأسد! تراه يفعل ذلك والحال أنّه يعلم يقيناً ـ قسماً بالعباس ـ ما هو رأي ولي الله ويعلم ما هو مراده! إنّ هذا هو ما نعنيه بالتوقّف؛ وهو أن يقف الإنسان مقابل وليّ الله، ويحمّله ما يريد ويجرّه معه إلى منافعه؛ اليوم يجرّه إلى هذه الجهة، وغداً إلى تلك الجهة، واليوم
يأتي بكلام مطابق لما يريده وتقتضيه مصلحته، بينما يأتي غداً بكلام آخر ... وهكذا يلعب [بكلمات الأولياء] ، فهم يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض!٢
هذا من الأمور الخطرة، حيث تأتي هذه المسألة و تنفذ بقوّة إلى القلب وتسدّ نوافذه، وتنقل الإنسان إلى عالم الشكّ، وعالم أشراك الأبالسة وإحاطة الشيطان وسيطرته على قلبه وفكره، وتسخيره لأمياله، فيصبح ميله ميل الشيطان، وفكره فكر الشيطان، وطريقته طريقة الشيطان! يصلّي ولكن... فعُمر كان يصلّي أيضاً، وأبو سفيان كان يصلّي!
كان أمير المؤمنين يصلّي في حرب صفّين والمسلمون يقتدون به، وفي المقابل كان معاوية يصلّي وأصحابه يقتدون به! كلّ منهما كان إمام جماعة، وكلّ منهما له مأمومون، وكلّ منهما يقرأ الحمد وسورة التوحيد، هل التفتم؟!
والخطر يكمن هنا، إذ لا يمكن للإنسان أن يشخّص من خلال الظاهر، بل عليه أن يأتي ويفكّر في عمل هؤلاء وتصرّفهم؛ فلو كان الأمر ظاهراً جدّاً ويمكن تشخيصه بسرعة، لما كان بحاجة إلى حشد الجيش وهذه الأمور.
الاستكبار أمام الأولياء ومواجهة الحقّ تؤدّي إلى حصول التشكيك في أصل المنهج
كنّا في زمان المرحوم العلامة رضوان الله عليه نرى الكثير من هذه المسائل؛ وهي أنّه كانت تظهر لدى بعض الأشخاص جنبة المواجهة وإبراز النفس، وإبراز الأنانيّة، كانت هذه الجنبة تأتي وتظهر لدى بعض الأشخاص، وكانت تأخذ مكانها لديهم شيئاً فشيئاً، بحيث توصلهم إلى التشكيك في أصل المسألة! عندما أقول: إنّ الخطر هنا فالمقصود هو هذه المسألة؛ يعني أنّه ينتهي به الأمر بالتشكيك في أصل المنهج والطريق! ويتساءل هل مسلكنا صحيح أم لا؟ [فيقول:] من قال بأنّه صحيح؟! من قال بأنّ هذا المسير سليم ومن قال بأنه هذه الدستورات صحيحة؟!
كان هناك شخص في زمن المرحوم العلامة، وكان ... الأفضل ألاّ أذكر تفاصيل أوصافه أكثر، ولكن بشكل عام كان هناك الكثير من هؤلاء؛ ففي أول علاقته [بأستاذه] كانت حالته مختلفة؛ فكان احترامه وتعظيمه وتكريمه جيداً، ولكن شيئاً فشيئاً ضعفت تلك الحالة وتبدّلت إلى نظرة تساوٍ معه، ثمّ تبدّلت تدريجياً إلى حالة من النقد والاعتراض، وكثيراً ما كانت الحالة تصل إلى السخرية والاستهزاء. وكان هذا الأمر ملحوظاً حتى في زمن المرحوم السيّد الحداد رضوان الله عليه، وكيف أنّ بعض الأشخاص في بداية ارتباطهم به كانوا يتكلّمون معه بعبارات ويتصرّفون بنحوٍ [من الاحترام]، لكنّهم شيئاً فشيئاً، عندما كانوا يخرجون من هذه الحالة كانت عباراتهم وكلماتهم تتغيّر؛ إذ صاروا يستخدمون عبارات وكلمات مغايرة، إلى أن كانوا يقفون مقابله ويخالفونه، وعندما كانوا يصلون إلى هذا الحدّ كانوا يبدؤون بالبحث عن المؤيّدين، و حشد المناصرين؛ فتراهم يذهبون إلى هذا ويقولون له: ما رأيك في هذه المسألة؟ هل سمعت بهذه المسألة؟ لقد سمعنا بهذا الأمر، فما رأيك فيه؟ والحاصل أنّهم شيئاً فشيئاً يحاولون جمع المؤيدين حولهم. أجل، لقد شاهدنا أمثال هذه الأفلام في ذلك الزمان! أليس كذلك؟ وكانت هذه المواجهة والمخالفة تؤدّي إلى حصول التشكيك في أصل المنهج.
أعطى المرحوم العلامة يوماً أحد الأشخاص دستوراً، وقد ابتلي هذا الشخص بهذه المشكلة، وقد كان هذا من أقارب السيّد الوالد، لكنه كان مبتلى بهذه القضيّة.. أجل، أمره السيّد العلامّة بقراءة بذكر "لا إله إلا الله" بكيفيّة خاصّةٍ، فذكر "لا إله إلا الله" على أقسام، وقد أمره السيّد العلاّمة بقراءة الذكر بكيفيّة معينّة.. فسأله هذا الشخص ـ وكان رجلاً وسواسياً! ـ بقوله: أليس في تلاوة ذكر "لا إله إلا الله" بهذه الكيفيّة إشكال شرعاً؟!
(يا عزيزي هذا الرجل كان أعلم مجتهدي النجف! وتأتي أنت وتسأله عن شرعيّة ذكر "لا إله إلا الله"؟!)
- سأله: أليس فيه إشكال؟
- فقال له السيّد العلاّمة: أجل ، لا شكّ أنّ فيه إشكال، بل هو حرام ولا ينبغي عليك فعله...
كان هذا الشخص يتوقّع من السيّد العلامة أن يدافع عن كلامه، ويقول له: اخجل! فأنت طوال هذه المدّة كنت معنا دون أن يُسمع لك صوت، فالآن بدأ صوتك [بالظهور]؛ ولكن العلامة لم يقل له ذلك، بل بمجرّد أن رآه يشكّك في المسألة قال له: أنهِ المسألة وأغلق الباب، وانتهى الأمر! فما إن دخل الشكّ في قلبه حتّى انتهى أمره وقرأت له الفاتحة مع الصلوات.
إنّ من يحصل له شكّ لا يحصل له خلال ليلةٍ واحدة، بل يكون له أرضيّة، وهذه الأرضيّة عبارةٌ عن الأعمال التي كان يقوم بها، و البرامج والأمور التي كان يقوم بها طوال شهر أو شهرين أو سنة، حيث كانت تأتي إلى نفسه بشكل تدريجي، فكانت تهيّء الأرضيّة التي جعلت النفس تتوقف وتعلق في هذا المورد ولا تستطيع العبور، وعندما يعلق الإنسان ويتوقّف بهذا الشكل، يقال له: في أمان الله! هذا هو الخطر!
واعلموا أنّ هناك الكثير من الأشخاص قد يكونون الآن ممّن يقال لهم "في أمان الله"! نعم، في الظاهر يقال لهم: السلام عليكم، لكنّهم في الواقع ممّن يقال لهم "في أمان الله"، هم في الواقع في حالة من الشكّ والترديد، وفي الواقع قضيّتهم هي هذه. تراهم في الظاهر يأتون ويدافعون ويحامون عن المدرسة؛ ويقيمون مؤتمرات وندوات، ويدوّنون الكتب ويخطبون، ولكنّهم في الواقع ممّن يقال لهم "في أمان الله"!
هل التفتم؟ لماذا؟ لأنّ أصل الشكّ قد تحقّق في وجوده بالنسبة إلى هذا المنهج، والذي اختلف هو فقط أنّ المرحوم العلامة ليس موجوداً، حظّه أنّ المرحوم العلامة غير موجود.. وهذا هو السبب في الكثير من الأمور الأخرى.
والله تعالى برنامجه يسير بسيرة واحدة ونمط واحد ويستمرّ بهذا النحو؛ ففي النهاية هناك شخص بهذا الشكل وشخص آخر بشكل آخر، فالناس مختلفون؛ هذا ينظر إلى ذاك، وذاك ينظر إلى آخر، ويقول: هذا الرجل معزّز جداً ومعظّم ومحترم، وهذا آية الله وذاك حجّة الإسلام والآخر ملاذ الأنام وكهف الفقراء.
لقد سمعنا من العظماء تأكيدًا كثيرًا على هذه المسألة وهي أن علينا أن ننتبه إلى هذا الخطر! يعني الخطر الذي يأتي وينفذ إلى القلب بشكلٍ تدريجيّ، فيأتي وينخر في هذا القلب شيئاً فشيئاً حتّى لا يبقى منه شيء، سوى الجلد، فجميع نوافذ قلبه تغلق! جميع نوافذ قلبه تغلق!
ذات يومٍ كنت عند المرحوم العلامة، وكانت تُطرح بعض المسائل [والإشكالات] في زمانه وكنت بطبيعة الحال محلّ الأنظار وعرضةً لمثل هذه المسائل [وكنت أتصدّى للجواب عنها]، فناداني يوماً وقال لي: يا
فلان، لا تصرف وقتك في هذه المسائل، وإذا أردت أن تصرف وقتك في معرفة ماذا قال هذا اليوم وتردّ عليه، وماذا قال ذاك غداً وتجيب عليه، فستضيّع عمرك، وهذه المسألة لا تقف عند حدّ! بل عليك أن تقوم بعملك، وتكمل طريقك ودع الآخرين يقومون بما يريدون.
ثم قال: "إنّ بعض هؤلاء أصل وجودهم منبعٌ للإشكالات"؛ يعني شاكلته هكذا فلا يمكنه أن يسعى خلف الأمور الحسنة، ولا أن يمشي في طريق مستقيم، فهو بمثابة السيّارة التي في عجلاتها انحراف فهي تمشي هكذا [أشار سماحة السيّد بيده أنها تمشي باتجاهين مختلفين معًا]، فلا يمكن لهذه العجلات أن تمشي بشكل صحيح؛ فإحداها تمشي في هذا الاتجاه والأخرى تمشي في اتجاه آخر، فماذا سيحدث للسيّارة عند ذلك؟! فهذا أصل وجوده عبارةٌ عن وجودٍ مولّدٍ للإشكالات، ووجوده قائم على إيجاد العيوب.. طبعًا إشكالاته في الحقيقة ليست بشيء ولا قيمة لها؛ لا أنّ هناك عيباً أو إشكالاً في الواقع، بل هو يختلق الإشكال ويخترع العيب؛ فحتى لو كتبت عبارة "بسم الله" يقول مرادك من "بسم" شيء آخر ومرادك من" الله" شيء آخر، وكذا "الرحمن"... يعني وجود هذا الشخص هو هذا.
ولذا لا ينبغي أن يضيّع الإنسان وقته معهم، بل عليه أن يقوم بعمله ويمضي، وعليه أن يقدّم جواباً على هذا الإشكال ويترك الأمر! فمن فهم فقد فهم، ومن لم يفهم لم يفهم، فلا ينبغي أن يكون هناك إصرار! نعم، المهمّ أن تكون المسألة واضحة للإنسان نفسه، هذا هو المهمّ فالمهمّ أن يكون المطلب واضحاً للإنسان وأن تكون القضيّة واضحةً للإنسان، وإذا وصل إلى هذا الأمر، فعليه أن يمتثل قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ في خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ}۱يعني قل: الله، ودعهم يخوضوا في أوساخهم وتجاذباتهم، ودعهم يغوصوا في مستنقعاتهم العفِنة، دعهم يسبحوا في هذا المجال كالدود! لا شأن لك بهم، بل امشِ في طريقك، ولا تعطّل نفسك بسببهم، فبعضهم يقول اليوم كلاماً عنك، ويريد أن يشغلك به فقط، ويلعب بك فيلقي عليك كلاماً اليوم ليشغلك به مدّة أسبوع، وعندما ينتهي، يلقي عليك كلاماً آخر فيشغلك مرّة أخرى أسبوعين آخرين، وعندما ينتهي يطرح عليك أمراً آخر وهكذا يتلف وقت الإنسان! فمتى يكون هناك وقت للذكر وللتفكير بالنفس؟! لقد صار جميع وقته مصروفاً لهذا وذاك.
أجل فهذا النوع من المسائل [أي الذنوب التي هي من قبيل الاستكبار أمام الحقّ ومواجهة الأولياء] هو ما يستحقّ التوقّف والتفكير به، وإلا فإنْ كان الذنب ذنباً عادياً وخطأً وزلّة وأمثالها فينبغي للإنسان أن يستغفر منه ويتوب من عمله ويمضي، وأن يأمل بعفو الله ورحمانيّته ومغفرته وستّاريّته، هذا هو المهمّ.
مقام ستّارية الله له مراتب متعدّدة
والآن ما هو مقام الستّارية؟ تقدّم الكلام في أنّ [ستّارية الله تعالى لها مراتب] والمرتبة الأولى من مقام الستّارية هي أن لا يدع أحداً يطّلع على خطأ إنسان، هذه هي صفة الله؛ فهو لا يدع أحداً يطّلع، والذي يطّلع على هذا الأمر هو الإنسان وربّه فقط، و كذا الأولياء الذين تجاوزوا مرتبة النفس وصاروا ينظرون إلى الإنسان بنظرة أخرى، فهؤلاء حسابهم مختلفٌ تمامًا؛ كما يقول الخواجة الشيرازي:
(يقول: لم يخبِر العارفُ السالكُ أحداً بسرّ الله ؛ لكن العجيب المحيّر هو أنّه من أين سمع الخمّار به؟!)
وطبعاً فإنّ مراد الخواجة حافظ هنا هو تلك الأسرار الأخرى، لا المسائل العاديّة والظاهريّة. أجل، فالذين يطّلعون على هذه المسائل هم من الأولياء الذين تكون نظرتهم للإنسان بشكلٍ مختلفٍ أصلًا، فهم ينظرون إلى الذنب والخطأ وأمثالها بنظرةٍ مختلفةٍ تماماً عن نظرة سائر الناس.. ينظرون إليها بشكل آخر تماماً؛ فهؤلاء قد خرجوا من مرتبة البشريّة والميول والرغبات الإنسانيّة.
لقد ورد عندنا في دعاء كميل؛ بل في المناجاة الشعبانيّة "إذ لم تظهرها لأحدٍ من عبادك الصالحين"، إنّه يقول: يا إلهي، تلك الذنوب التي لم تظهرها حتّى لعبادك الصالحين، تجاوز عنها واغفرها!
أمير المؤمنين عليه السلام يقول: "إذ لم تظهرها لأحد من عبادك الصالحين، فلا تفضحني يوم القيامة على رؤوس الأشهاد!" فإن كان الأمر كذلك، فلا تأتِ يوم القيامة وتسوّد وجهي بين الناس.
طبعًا أولياء الله الخاصّون فهم كما ذكرت لكم: لهم مراتب أخرى.
ما هي مرتبة "خير الساترين"؟
ثمّ إنّ لمقام الستّارية مرتبةٌ أعلى من هذه أيضاً وهي مرتبة عجيبة؛ فالإمام يدعوه ويقول يا ربّ أنت"خير الساترين"،وتوضيح ذلك أنّ هناك درجة من الستّارية بحيث لا يدع الساترُ الآخرين يعرفون بذلك الذنب، فيضع غطاءً عليه ويغطيه، ولا يجعل الآخرين يطّلعون عليها؛ أو إذا اطّلع أحد من عبيده عليه فإنه لا يسمح لهم بإفشاء ما علموه، خلافاً لما يفعله الآخرون حيث تجدهم يتحدّثون بالسرّ الذي انكشف لهم ويذيعونه في كلّ مكان؛ في الراديو، والتلفزيون، والجرائد وغيرها، ويقولون: انظروا إلى فلان فقد فعل كذا! أما أولئك [الذين اطلعوا على الذنب من عبيد الله الصالحين] فإنّهم لا يفعلون ذلك بل يسترونه، ويقولون: إنْ كان في إفشائه صلاحٌ فالله سيفشيه لا نحن، وهذه حالةٌ من الستّارية لها أثر عجيبٌ على سير الإنسان فإنّها ترفع الإنسان سريعًا، وتترك أثراً كبيراً في نفس السالك؛ ففي ليلةٍ واحدةٍ تسيّره ما شاء الله!
ولكن هناك مرتبة لستّارية الله أعلى من هذه أيضاً؛ إذ إنّه يرفع أصل الذنب، حيث تنظر فترى وكأنّك لم تذنب أصلاً! فتقول: لقد فعلتُ هذا الأمر وارتكبتُ هذا الخطأ وهذا الذنب؛ ولكنّني لا أرى شيئاً، فكأنّك لم تذنب أساساً!
بعض الأصدقاء نقلوا لي بأنفسهم بأنّهم في زمن المرحوم العلامة عندما كان يعطيهم دستورًا بالتوبة، فإنّهم عندما يقومون به، ينظرون إلى أنفسهم فيرون أنّهم كمن لم يذنب أساساً! عجيب! يا عزيزي قبل ساعةٍ من الآن فعلت هذا الفعل وارتكبت ذاك الأمر، فماذا حدث خلال هذه الساعة حتّى صار الأمر كذلك؟! وما التحوّل الذي حصل؟! ما حقيقة الأمر؟
يفترض أنّ الرفقاء قد أدركوا [من خلال ما تقدّم] ما الذي حصل؛ فنحن ماذا قلنا عن حقيقة الذنب؟ الذنب عبارة عن ذاك الأثر الذي حصل نتيجة ذلك العمل، وعبارة عن تلك الكدورة والظلمة التي حصلت في القلب والنفس بسبب ذلك.. هذا هو الذنب.
وعلى قدر وجود هذه الكدورة يكون مقدار هذا الذنب كبيراً ومن خلالها تتحدّد رتبة الذنب ودرجته، وتكرار الذنب يؤدّي إلى تكرّر الكدورة عند الإنسان؛ ولكن عندما يتوب الإنسان؛ فما معنى التوبة وما الذي يحصل؟ التوبة تعني أنّك تقول: إلهي لقد تراجعت! لقد قرّرت العودة إليك وعزمت على عدم ارتكاب الذنب! فهذا الحال والعزم والإرادة التي تحصل في نفسه بالنسبة إلى عدم ارتكاب الذنب، توجب حصول تبدّلٍ في قلبه، وتغيّرٍ في ذهنه ونفسه، وعندما يحصل هذا التغيّر فماذا يحصل لتلك الكدورة؟ إنّها تذهب، ولا تبقى! وعندما ننظر إلى أنفسنا لا نرى تلك الكدورة.
وعندئذٍ نصلّي بشكلٍ آخر، ونقرأ القرآن بشكلٍ آخر، ويصير التوسّل بالإمام الحسين عليه السلام بشكل آخر، ويذهب إلى حرم الإمام الرضا وله حالة مختلفة! لقد اختلفت حالته تماماً! اختلف حاله وتغيّرت نفسه؛ فأين تلك الكدورة التي كانت لديه؟! لقد ذهبت وانتهت! لا أنّه يذهب بهذه الكدورة إلى الزيارة ويأخذها معه.. وطبعاً ليس جميع الناس كذلك! بل الذين يتوبون.. فهو لا يذهب إلى حرم الإمام الرضا عليه السلام بتلك الكدورة، بل تبقى الكدورة خارجاً ويدخل الحرم وحيداً؛ يدخل بقلبٍ نادمٍ وقلبٍ خاشعٍ منكسرٍ يظهر عليه الذلّة والمسكنة، ويطلب من الإمام الرضا عليه السلام المغفرة، فيشفع له عند الله. وهذه الحالة التي يذهب بها إلى الإمام لا كدورة فيها، وعندما لا يكون كدورة فلا ذنب له!
ولذا لدينا في زيارات الأئمّة عليهم السلام عند القيام بالأعمال العباديّة والتوسّل بالأئمّة، أو القيام ببعض الأعمال، بأنّه عندما يقوم بهذه الأعمال يكون عند انتهائه منها كمن ولدته أمّه! يتعجّب الإنسان كيف يحصل ذلك! فقد قام بجميع هذه الذنوب وفعل كلّ ذلك، ثمّ يقال له: يصير كمن خرج من بطن أمّه!
وكذلك فيما يتعلّق بشهر رمضان المبارك، أصلًا الأمور عجيبة فيما يتعلّق بالشهر المبارك؛ حيث ورد أنّ النبي قال: "فإنّ الشقيّ من حُرم غفران الله في هذا الشهر العظيم"،يعني أنّ رحمة الله في شهر رمضان تكون بحيث لا يبقى لديك أيّ ذنب أصلاً، فالشقيّ والتعيس الذي يمرّ عليه شهر رمضان ولا تشمله هذه الرحمة، فهو في غاية الشقاء وفي غاية التعاسة، يعني عندما يأتي شهر رمضان يُلقى الإنسان في النهر ويعاد إخراجه، يلقى في البحر ويُخرج، فلا يبقى فيه أيّ شيء من هذه الأوساخ والأمور غير المناسبة، فماء النهر قد غسلها كلّها، لذا عندما ينتهي شهر رمضان يرى الإنسان أنّ حالته تغيّرت كثيراً.
يقول المرحوم العلامة: عليكم أن تحافظوا على شهر رمضان بعد انتهائه! لا أن تتصرفوا على أنّه عندما ينتهي شهر رمضان فقد انتهى كلّ شيء، لا! بل عليكم أن تحافظوا على حالة شهر رمضان وتبقوها معكم، أبقوها معكم وأبقوا أنفسكم في هذه الأجواء، ولا تدعوا تلك الحالة التي حصلت لأنفسكم ودخلت قلوبكم تفرّ منكم سريعاً وتخرج من قلوبكم على عجل، بل اتركوها تبقى وتستمرّ.
مثلاً بالنسبة إلى يوم عرفة والذين هم في عرفات، حيث ورد عندنا أنّ رحمة الله تعالى تشمل من يدرك عرفات في يوم عرفة بحيث يصير كمن قد خرج من بطن أمّه، حيث قال رسول الله للذين كانوا هناك: "ارحلوا رحمكم الله"، اتجهوا نحو المشعر؛ فإنّ الله قد غفر لكم ورحمكم وصرتم كمن خرج من بطن أمّه، يعني أنّكم عندما تنتقلون يكون الأمر قد انتهى، لا تنظروا وراء ظهركم، بل انظروا أمامكم وما الذي ستفعلونه؛ فقد صرتم كالذي خرج من بطن أمّه وعليكم أن تمشوا كذلك نحو المشعر.
وكذا الذين يدركون زيارة سيّد الشهداء عليه السلام ليلة عرفة أو من يزوره في ليلة الجمعة، وأمثال ذلك، وكذا الأمر في زيارات الأئمة عليهم السلام، وكذا في المواقف المختلفة [التي تنزل فيها الرحمة].
لماذا يحصل ذلك؟ لأنّ الإنسان عندما يدرك الموقف فإنّ حاله يتغيّر دفعةً واحدةً ويعود، فإن الأمر قد انتهى، فإنّ "خير الساترين" يأتي ويمحو جميع الماضي، لقد محى كلّ شيء وأعدم كلّ شيء، وتنتهي المسألة، فلا معنى حينئذٍ لأن ينظر ماذا صدر منه! تلك الكدورة التي كانت معه بسبب الذنب الذي فعله، إنّما تبقى ما دام الذنب معك وتبقى ما دام مع نفسك، ولا يدعك؛ فهو معك أثناء صلاتك وأثناء قراءة القرآن، وأثناء سيرك وذهابك؛ وأما الآن فبعد أن توسّلت بسيّد الشهداء وذهبت للزيارة، لزيارة الإمام عليه السلام أيّ إمام من الأئمّة.. بعد أن أتيت وتغيّرت حالتك، وصار مشهوداً لديك حضور الولاية في قلبك [فإنّ الكدورة قد ذهبت]؛ إذ كيف يمكن أن تحضر الولاية وتبقى الكدورة موجودة أيضاً؟! إنّهما لا يجتمعان معاً! عندما تحضر تلك الولاية في نفسك فمعناه أنّ ذنوبك قد ذهبت.
قال المرحوم العلامة رضوان الله عليه يوماً: تشرّف الإمام سيد الشهداء عليه السلام ذات مرة بالذهاب إلى مكّة للحج...
ذات مرّة كنت أتحدّث مع السيّد العلاّمة رضوان الله عليه، وقلت أثناء حديثي: لقد شرّف سيّد الشهداء أو أمير المؤمنين مكّة بالذهاب إليها، فقال لي: بل قل: تشرّف بالذهاب إلى مكّة! وكان هذا الأمر عجيباً بالنسبة إليّ! فموقعيّة الإمام أعلى [من كلّ تلك البقاع]، حيث ورد عندنا أنّ مكّة وعرفات وغيرها إنّما هي لمعرفة الإمام، وزمزم والصفا والمشعر.. كلّها للوصول إلى الولاية! والإمام الباقر عليه السلام يقول: إِنَّمَا أُمِرَ النَّاسُ أَنْ يَأْتُوا هَذِهِ الأَحْجَارَ فَيَطُوفُوا بِهَا، ثُمَّ يَأْتُونَا فَيُعْلِمُونَا وَلايَتَهُمْ لَنَا...۱، جميع هذه الأمور إنّما هي لأجل الولاية، والإمام عليه السلام هو قلب عالم الإمكان. وقد التفت المرحوم العلامة إلى الشبهة التي حصلت لي، وإن لم أطرح عليه السؤال؛ فقال: إنّ نفس الإمام يذهب إلى هناك لإدراك التوحيد، غاية الأمر كلّ شخص بحسب حاله؛ فنحن بحسب حالنا، وهو بحسب حاله، وهو وإن كان وليّاً وموجودًا في كلّ مكانٍ؛ لكنّ هذا الوليّ يذهب إلى هناك للحصول على التوحيد العالي والمرتبة العالية من التوحيد. وبعبارة أخرى: من يكون في المقامات العالية لا يأتي إلى المقام الأدنى ويجعل نفسه في المرتبة الأقل! هل التفتم؟ وهذه نكتة مهمّة! وهي كيف أنّ الإمام مع كونه حائزاً على هذا المقام والمرتبة لكن يجب ـ من ناحية الكلام والخطاب ـ أن تحفظ هذه المسألة وتراعى.
وعلى كل حال، [تشرّف الإمام سيد الشهداء عليه السلام ذات مرة بالذهاب إلى مكّة للحج]، وكان الإمام يطوف بالبيت وكان معه أفراد آخرون، وكان هناك عبد أسود يطوف أيضاً، فشاهد هذا العبد امرأةً قد بدت يدها من تحت لباس الإحرام، فانجذب لهذا المنظر ووضع يده على عضُدها، فالتصقت يده بها وتيبّست وبقيت كذلك! وطبيعي أنّ هذا المشهد قبيح، فأتوا به وأخذوه جانباً، وقالوا ماذا نفعل به؟ فقيل: لا ذنب لهذه المرأة، وهذا هو المذنب؛ لأنّه تعرّض لها ووضع يده عليها، فهو المتجاوز ولا بد أن نقطع يده! فقال هذا المسكين: لقد أخطأت وهؤلاء يريدون قطع يدي! وكان الإمام مشتغلاً بالطواف، فأتوا إليه ونقلوا له ما جرى، وقالوا: إنّ المفتي جالس هناك وبيده السكين ـ وما أكثرهم في هذه المواقع ـ والحاصل أنّهم أرادوا أن يقطعوا يده! فأتى الإمام
ودعا بدعاء ثمّ مسح بيده على يد ذلك الشاب، فاانفتحت وانفصلت يده عن يدّ المرأة، فقال له الإمام: اذهب في حال سبيلك! فقالوا له ـ والمسألة المهمة هنا ـ لماذا يذهب؟! فقد أذنب وأخطأ، وينبغي أن نقيم عليه الحدّ، فقال الإمام: كلّا، بل أتت رحمة الله وأنهت المسألة، اذهب! ولكن راقب بصرك.
ثم قال المرحوم العلامة: عندما يأتي الإمام ويضع يده فإنّه يمحو الباطل كلّه؛ وعندما يذهب أصل الذنب وأصل الخطأ والكدورة .. عندما يذهب الأصل لا يبقى مجالٌ للعقاب، ولا يبقى جلدٌ ولا حدّ؛ لأنّ أصل المسألة قد محيت، لقد انتزعت الكدورة من النفس. وهذا المقام أيُ مقام هو؟ هذا هو مقام خير الساترين.
طبعاً هناك مطالب أخرى أيضاً، وهي تقع في درجة أعلى من هذه بحسب ما أتخيّل وأتصوّر. إن شاء الله إذا وفقنا الله نتركها لفرصة أخرى.
اللهم صل على محمد وآل محمد