المؤلّفالهیئة العلمیة لموقع مدرسة الوحي
القسم السير الذاتية والتراجم
هو العليم
قصّة ملك الموت والرجل الخائف منه
بحث منتخب من آثار الأعاظم
إعداد: الهيئة العلمية في موقع مدرسة الوحي
أعوذ باللـه من الشيطان الرجيم
بسم اللـه الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين
والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم محمد
وعلى آله الطيبين الطاهرين
واللعنة على أعدائهم أجمعين
قصّة النبي سليمان مع الرجل الخائف و ملك الموت
قيل إنّ رجلاً فزعاً جاء صباح يوم عند سليمان على نبيّنا و آله و عليه الصّلاة و السلام، فلمّا شاهد سليمان اصفرار وجهه و ازرقاق شفاهه من شدّة الخوف و الهلع، سأله: ما بالك أيها المؤمن و ما علّة خوفك و فزعك؟!
أجاب الرجل: لقد نظر إليّ عزرائيل نظر غضب و حقد فأفزعني ذلك كما ترى.
فقال سليمان: و ما هي حاجتك الآن؟
قال: يا نبي الله الريح طوع أمرك، فمُرها لتأخذني إلى الهند، لعلّني أنجو هناك من براثن عزرائيل.
فأمر النبي سليمان الريح لتحمله على وجه السرعة إلى الهند. و في اليوم التالي جلس سليمان في مجلسه فجاء عزرائيل لرؤيته، فقال له: يا عزرائيل! لماذا نظرتَ إلى ذلك العبد المؤمن نظرة مغضب حاقد فدفعتَ بذلك المسكين الفزع إلى الفرار من أهله و بيته إلى ديار الغربة؟
فقال عزرائيل: لم أنظر إليه قطّ نظرة مغضب، و لقد أساء الظنّ بي، فقد كان الربّ ذو الجلال أمرني بقبض روحه في الهند في الساعة الفلانيّة، فوجدته هنا قريباً من تلك الساعة، فغرقتُ لذلك في دنيا من العجب و الدهشة و تحيّرت في أمري، فخاف ذلك الرجل من تحيّري و ظنّ خطأ أني أريد السوء به. لقد كان الاضطراب من جهتي أنا، و كنتُ أحدّث نفسي: لو امتلك هذا الرجل ألف جناح لما أمكنه الطيران بها و الذهاب إلى الهند في هذا الزمن القصير، فكيف سأنجز هذه المهمّة التي أوكلها الله لي؟
ثم قلتُ لنفسي: فلأذهب كما أمرت فليس ذلك من شأني. و هكذا فقد ذهبتُ بأمر الحقّ إلى الهند ففوجئتُ به هناك فقبضتُ روحه.