5

تباطؤ الإنسان في إجابة دعوة ربّه

قصص صادمة من مجالس العرفاء: عندما يطلب المريد من الوليّ أمورًا سخيفة!

18
مشاهدة المتن

المؤلّفآية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني

القسمدعاء أبي حمزة الثمالي

المجموعةسنة 1420

التاريخ 1420/09/16

جلسات المجموعة(6 جلسة)

التوضيح

هل تعلم أنّ مجرّد توفيقك للدعاء هو في حدّ ذاته إجابة من الله تعالى؟ كيف يخدعنا الشيطان في الشعور بالوصول قبل الأوان؟ وماذا طلب المريدون من العارف الكبير السيّد الحدّاد حتّى أثاروا حزنه؟ وكيف وصل الأمر بأحد مدّعي السلوك إلى أن يسجن رفيقه في الطريق؟ تكشف هذه المحاضرة من سلسلة شرح دعاء أبي حمزة الثماليّ ـ التي ألقاها آية الله السيّد محمد محسن الطهرانيّ قدّس الله سرّه ـ عن أسباب تباطؤ الإنسان في الاستجابة لنداء الله، وخطورة الانشغال بالصغائر عن الهدف الأسمى.

/۱٤
بي دي اف بي دي اف الجوال الوورد

تباطؤ الإنسان في إجابة دعوة ربّه - قصص صادمة من مجالس العرفاء: عندما يطلب المريد من الوليّ أمورًا سخيفة!

1
  •  

  • هوالعلیم

  •  

  • تباطؤ الإنسان في إجابة دعوة ربّه

  • قصص صادمة من مجالس العرفاء: عندما يطلب المريد من الوليّ أمورًا سخيفة!

  •  

  • شرح دعاء أبي حمزة الثمالي - سنة ۱٤٢۰ هـ - الجلسة الخامسة

  •  

  • محاضرة القاها

  • آية الله الحاج السيّد محمّد محسن الحسينيّ الطهرانيّ

  • قدّس الله سره

  •  

  •  

تباطؤ الإنسان في إجابة دعوة ربّه - قصص صادمة من مجالس العرفاء: عندما يطلب المريد من الوليّ أمورًا سخيفة!

2
  •  

  •  

  • أعوذُ بِاللهِ مِن الشّیطانِ الرّجیم

  • بِسمِ اللهِ الرّحمٰنِ الرّحیم

  • وصلّى اللهُ علَى سيّدنا ونبيّنا محمّدٍ

  • وعلَى آلِه الطّاهرينَ

  • واللّعنةُ علَى أعدائِهم أجمَعينَ إلَى يومِ الدّينِ

  •  

  •  

  • «الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَدْعُوهُ فَيُجِيبُنِي وإِنْ كُنْتُ بَطِيئًا حِينَ يَدْعُونِي، والْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَسْأَلُهُ فَيُعْطِينِي وإِنْ كُنْتُ بَخِيلاً حِينَ يَسْتَقْرِضُنِي».

  • هل تعلم أنّ توفيقك للدعاء هو بحدّ ذاته استجابة إلهيّة؟

  • أشرتُ سابقًا إلى أنّ إحدى خصائص الله المتعال ـ بمقتضى استغنائه الذاتيّ عن غيره وتحقّق الفعليّة الذاتيّة لجميع صفاته الحسنة، هي أنّه كلّما طلبناه أجابنا. بالطبع، لم ندخل في هذه الجلسات القليلة في ذلك البحث الفلسفيّ القائل بأنّ نفس الدعاء من طرف العبد هو عبارة عن إرادة وطلب الله نفسه، وهذا بحثٌ منفصل؛ أي إنّه: ما لم تتعلّق إرادة الله ومشيئته بالطلب والدعاء، فإنّ العبد لن يدعوه بتاتًا؛ سواء أراد أن يستجيب له أم لا! فنفس الدعوة والطلب من جانب الإنسان هي عبارة عن «لبّيك» من الله تعالى لهذا النداء.

  • كنّا ليلة في خدمة المرحوم السيّد الحداد، فحكى لنا قصّة، حيث قال: 

  • كان شخصٌ في حالة ابتهال وبكاء دائمين، وكان له طلبٌ من الله، ثمّ لم يلحظ حصول أيّ شيء، حتّى قال: «يا إلهي، ألم تقُل ﴿ادعُونِي أَستَجِب لَكُم﴾۱؟! فلماذا نطلب منك كلّ هذا وندعوك ونسألك ولكن لا نرى شيئًا؟!». قيل له في المنام: «لو لم يقل الله لبّيك، فماذا كنت ستفعل هنا؟ مجيئك إلى هنا الآن هو الصيغة الأخرى لـ «لبّيك» منه. لو لم يقل لبّيك، لما كنتَ هنا، ولكنتَ قد ذهبتَ إلى مكانٍ آخر!».

  • فخّ الطريق: لماذا يُعدّ الشعور بالوصول من أعظم آفات السالك؟

  • هذه مسألة دقيقة جدًا! معناها أنّ نفس حضور الإنسان في موقع خاصّ هو دليلٌ على توفيق الله الذي شمل حال الإنسان، فجعله موجودًا هناك. بالطبع، لا ينبغي أن تتسبّب هذه القضيّة في خداع الإنسان، بحيث تأخذه الغفلة ويتصوّر أنّ الأمر قد تمّ. لأنّ إحدى الابتلاءات المهمّة التي أصابت الكثير من الأفراد وما زالت تصيبهم ـ للأسف ـ، هي أنّه: بمجرّد شعورهم بالتواجد في محضر العظماء، يتصوّرون أنّ المسألة قد انتهت! بعبارة أخرى، يشعر الأفراد بفعليّة الطريق الذي لم يُقطع والمقصد الذي لم يُحصَّل! وهذه إحدى وساوس الشيطان التي قد تُصيب الكثير منّا، بحيث لا ينتبه الإنسان إلى موقعه، إلاّ بعد أن تكون تلك الفرصة قد ضاعت منه. لن ينتبه إلى خطئه وخسرانه وضياع تلك النعم إلاّ عندما ـ على حدّ قول المرحوم العلاّمة ـ يكون واجبًا عليه الآن أن يأخذ شمعة ويبحث؛ وهذه مسألة خطيرة جدًّا!

    1. سورة غافر، الآية ٦۰.

تباطؤ الإنسان في إجابة دعوة ربّه - قصص صادمة من مجالس العرفاء: عندما يطلب المريد من الوليّ أمورًا سخيفة!

3
  • اغتنام فرصة وجود الأستاذ

  • إنّ توفيق الإنسان للتتلمذ على يد العظماء يُشبه الوصول إلى صيدليّة أو طبيب، حيث يجب على الإنسان ـ من خلال مراجعة هذا الطبيب والذهاب إلى هذه الصيدليّة ـ أن يأخذ الأدوية ويستخدمها. فبمجرّد الذهاب إلى الصيدليّة، لا يُشفى المريض ولا تُجرى له عمليّة جراحيّة! لأنّ العمليّة الجراحيّة مؤلمة، وتحتاج إلى مستشفى، وتحتاج إلى مشرط. ليس الأمر أن نتصوّر أنّ العمل قد تمّ بمجرّد ذهابنا إلى الصيدليّة.

  • لذلك، ما لاحظناه من عظماء أهل الطريق في علاقتهم بأساتذتهم هو أنّه بعد وصولهم إلى أستاذهم، كان وَلَعُهم وعطشهم لطيّ المسار يزداد مقارنةً بما قبل الوصول إلى هذا الأستاذ، ولا يقلّ! أي إنّهم كانوا يُدركون بعد الوصول إلى الأستاذ أنّه يجب الآن اغتنام الفرصة! وهذه مسألة نغفل عنها نحن. بالطبع، هذه المسائل صحيحة أيضًا، حيث قالوا: «من وصل إلى أستاذ فقد قطع نصف طريقه». أو بقول المرحوم القاضي: «من وصل إلى أستاذ فقد قطع ثلثي طريقه». ولكن، في النهاية، هل يجب عليه أن يقطع النصف أو الثلث المتبقّي، أم يبقى مكانه؟! في هذا المسار أيضًا لا توجد محسوبيّة ولا علاقات، حتّى يظنّ كلّ من أتى أنّ عمله قد تمّ، بل يجب على الإنسان في هذا المسار أن يغتنم هذه الفرصة!

  • عندما ينشغل المريدون بالصغائر

  • عندما كان المرحوم العلاّمة الطهرانيّ يتتلمذ على يد المرحوم السيّد الحداد، أتذكّر كم كان يغتاظ عندما كان يرى رفقاء المرحوم السيّد الحداد يتصارعون بسبب مسائل صبيانيّة! أي إنّ القضايا كانت صبيانيّة وعديمة المعنى إلى درجة أنّني ـ وكنتُ في الخامسة عشرة من عمري حينها ـ كنتُ أضحك من هذا الكلام! فماذا يفهم طفلٌ في الخامسة عشرة من عمره؟! أي إنّ المسائل كانت تافهة إلى هذا الحدّ!

  • هذا لأنّهم لا يستوعبون حقيقة الأمر، ولا يُدركون أنّ هذا السيّد الحداد سيموت بعد يومين، أو ثلاث سنوات، أو أنّ صدّامًا سيأتي بعد سنتين ويُخرج جميع الإيرانيّين من العراق؛ فيرسل واحدًا إلى هذا الطرف وآخر إلى ذاك الطرف! كان العلامة الطهرانيّ يقول باستمرار: «يا سادة، اغتنموا هذين اليومين، واملؤوا أكياسكم من هذا المقام قدر ما تستطيعون؛ فغدًا ستتغيّر القضيّة!»، لكنّ هؤلاء الأفراد كانوا يأتون، ويُشغلون أنفسهم بمسائل تافهة وغير مهمّة، ويطرحون مسائل وكلامًا مثيرًا للسخرية! مثلاً، فلان قال لي كذا، أو طلبتُ منه قرضًا فلم يعطني، و...! 

تباطؤ الإنسان في إجابة دعوة ربّه - قصص صادمة من مجالس العرفاء: عندما يطلب المريد من الوليّ أمورًا سخيفة!

4
  • كانوا يتحدّثون بكلام، ويطلبون طلبات يخجل المرء حقًّا من أن يُخصّص وقتًا في حضرة شخصٍ عظيم مثل المرحوم السيّد الحداد لطرح وحلّ هكذا مسائل وقضايا عاديّة! أي: لو أنّ مثل هذا الأمر حدث للمرحوم العلاّمة مع شخصٍ آخر، فاعلموا يقينًا أنّه كان سيصرف النظر عن ذلك الأمر تمامًا مهما بلغ، ولم يكن ليقبل أن يُطرح هذا الكلام في مثل هذا المحضر!

  • كنتُ أسمع بنفسي أنّهم كانوا يتوسّطون به، ويقولون إنّنا أقرضنا فلانًا ألف دينار، وهو لا يُسدّد لنا قرضنا، فأوصِه أن يُعطينا ألف دينار! حقًّا، يكاد المرء يموت من الخجل! والنتيجة أنّهم جميعًا غرقوا في تخيُّلاتهم ومسائلهم، وذهبوا! 

  • كان هؤلاء الأفراد يأتون إلى المرحوم السيّد الحداد، ويتحدّثون عن قضايا ومسائل العمل والتجارة. كانوا يقولون: «جاء جابي الضرائب ويريد أن يأخذ منّا ضريبة. ادعُ لنا ألاّ يأتي أو أن يتجاوز دكّاننا!»؛ أي: أن تُصاب عينه بالعمى مثلاً! الآن عندما نقول هذا الكلام، نضحك؛ ولكن ألسنا نحن كذلك؟! الآن، ما المشكلة في أن يأتي جابي الضرائب؛ ولو من طرف صدّام، ويأخذ الضريبة؟! هل يستحقّ الأمر أن يأتي الإنسان ويطلب هذا الطلب من هذا الرجل العظيم؟!

  • إذا كان مثل هذا الشخص غير مطّلع على أوضاعك وأحوالك وجاهلاً بها، وهذا الجهل يضرّك ويضرّ طريقك، فلماذا أتيتَ إلى هنا في الأساس؟! لأنّه في هذه الحالة لن يختلف عن البقيّة؛ أي إنّه شخصٌ غير مطّلع على أحوالك، وعدم اطّلاعه هذا مضرٌّ بك. بالطبع، قد يكون مطّلعًا بحسب الباطن، ولكنّه بحسب الظاهر غير مطّلع، بحيث لا يجلب ذلك الجانب إلى عالَم النفس وتعلّق النفس بعالَم المادّة. ففي النهاية، علم المعصومين والأولياء له حسابٌ وكتاب خاصّ. وهناك بحثٌ مهمٌّ يتعلّق بعلم الإمام والمعصوم ثمّ الأولياء، وهو: هل بُعدهم العلميّ بالقوّة أم بالفعل؟ 

  • على أيّ حال، إذا كان مطّلعًا، فلماذا تقول: «يا سيّد، ادعُ لنا ألاّ يأتي جابي الضرائب هذا إلى دكّاننا» أو «ادعُ لنا أن تُحلّ مسألتنا في المكان الفلانيّ»؟! فربّما يكون دفع الضريبة والخسارة الآن من مصلحتك! السيّد الحداد لم يأتِ ليدعو من أجل ضرائبكم! والمرحوم العلاّمة لم يأتِ ليدعو من أجل مسائلكم الاقتصاديّة!

تباطؤ الإنسان في إجابة دعوة ربّه - قصص صادمة من مجالس العرفاء: عندما يطلب المريد من الوليّ أمورًا سخيفة!

5
  • حكايات من سلوك بعض رفقاء العلاّمة الطهرانيّ وتصرّفاتهم الصبيانيّة

  • قال لي المرحوم العلاّمة

  • في كلّ مرّة تتعسّر أمورهم، يدفعونني إلى الأمام، وعندما تُحلّ مشكلتهم، لا ينظرون خلفهم بتاتًا!

  • يريد أحدهم أن يتزوّج زوجة ثانية، فيقول: «هذا أمر سماحة السيّد!». متى أمرك سماحة السيّد أن تتزوّج زوجة ثانية؟! لماذا تستغلّ اسم سماحة السيّد؟! لماذا تُشوّه سُمعة السيّد بين أهلك؟!

  • كنتُ في محضره بالمستشفى عندما كان يُعاني ـ على ما يبدو ـ من انزلاق غضروفيّ، فقلتُ له يومًا: «هل أمرتَ فلانًا أن يتزوّج زوجة ثانية؟»، فقال: «أبدًا!». قلتُ: «سيّدنا، لقد طرح الأمر بهذه الطريقة: لقد تزوّجتُ زوجة ثانية بأمرٍ منه!». فقال: «عندما أخرج من المستشفى، قل لفلان وفلان أن يأتيا إلى المنزل لنرى ماذا يقولان!». فجاءا وأنكرا جميعًا، ولم نفهم أيّهم يقول الصدق! بالطبع، نحن فهمنا ما هي القضيّة ولكنّنا لم نُظهر ذلك.

  • إذا كانت لديك الشجاعة، فاذهب وتزوّج زوجة ثانية وثالثة ورابعة وأربعين! ما علاقة السيّد بهذا الأمر؟! لماذا تُقحمه في الوسط وتقول: «لقد فعلتُ هذا بأمر سماحة السيّد؟!». وإذا لم تكن لديك الشجاعة، فلا تفعل!

  • أو كانوا يتحدّثون معه عن المسائل العائليّة والداخليّة ويقولون: «سيّدنا، لدينا خلافٌ مع زوجاتنا، تعال وتحدّث معهنّ!». حسنًا، إذا كان لديكم خلاف، فتحدّثوا مع بعضكم البعض حتّى يُحلّ. كان هناك الكثير من الأفراد الذين لديهم خلافات مع زوجاتهم، ولكنّهم لم يطرحوا مسائلهم عند المرحوم العلاّمة؛ سواء حُلّت أم لم تُحلّ. هذا أمر لا يحتاج إلى الذهاب إليه!

  • كان جزءٌ كبير من المسائل التي ابتُلي بها في حياته بسبب هذه المتاعب التي كانت تأتيه من جانب أصدقائه. الآن، المسائل والخلافات الداخليّة والعائليّة وأمثالها كانت مسائل عاديّة، وكان هو يقبلها، لكنّ المسائل الاقتصاديّة والأخذ والعطاء ليست كذلك. مثلاً، كان أحد الرفقاء يكتب شيكًا لرفيقه، ثمّ يقول للمرحوم العلاّمة: «سيّدنا، قل له أن يمهلنا!». فعلوا مثل هذه الأمور إلى أن قطع هذه المسائل وقال: «لا علاقة لي بذلك بعد الآن!». كان يقول: 

  • كلّ من لديه أيّ عمل يتعلّق بالمسائل الاقتصاديّة، فليقم به دون الرجوع إليّ، ولا يتحدّث معي أبدًا عن مسائل التجارة والعمل. فقط يجب ألاّ يكون هذا العمل مخالفًا للشرع، وأن يكون حلالاً! 

تباطؤ الإنسان في إجابة دعوة ربّه - قصص صادمة من مجالس العرفاء: عندما يطلب المريد من الوليّ أمورًا سخيفة!

6
  • لم يكُن هذا التصرّف لأنّه أراد أن يرفع يده، بل لأنّهم كانوا يسألونه كثيرًا! ففي النهاية، يجب على الإنسان أن يعرف ثقافة السلوك وخصوصيّته.

  • قصّة الدَّيْن الذي أدخل «سالكًا» إلى السجن

  • كان المرحوم العلاّمة يقول: 

  • سابقًا، عندما كان شخصٌ يرجع إلى أستاذ من الأساتذة (مثل المرشد الفلانيّ أو الأستاذ الفلانيّ)، كان هذا الأستاذ يأخذ منه كلّ رأسماله وماله، ويقول له: «كلّ ما تملك من مالٍ يجب أن تأتي به.. أنا هكذا!». فكان يبيع كلّ أمواله (ربّما باستثناء المنزل)، ويضعها في كيسٍ، ويأتي بها إليه، وكان ذلك الأستاذ يُوزّعها كلّها على الفقراء ويقول: «حسنًا جدًا، اذهب الآن!».

  • أي إنّه كان يُفهم الطرف الآخر منذ البداية أنّه لا ينبغي له أن يطلب شيئًا هنا!

  • كان مولانا يأمر جميع تلاميذه بالعمل، ولم يكن يقبل أبدًا تلميذًا بلا عمل، وكان يقول: «يجب على الجميع أن يعملوا!»، حتّى لو كان الشخص ثريًّا! كان العمل أحد توجيهات مولانا السلوكيّة لتلاميذه؛ ولكن بهذه الطريقة: عندما يحلّ المساء، كان الأفراد يأتون إليه؛ هذا كسب مائة تومان، وذاك سبعين تومانًا، وآخر خمسين تومانًا، وآخر عشرين تومانًا، وواحدٌ لم يكسب شيئًا بتاتًا. كان مولانا يأخذ منهم كلّ الأموال التي كسبوها ويقول: «كم تريد أنت؟»، فيقول ذلك الشخص: «خمسين تومانًا!»، فيقول: «هذه الخمسون تومانًا لك». ويقول للتالي: «كم تريد أنت؟»؛ وهكذا، حتّى يُوزّع كلّ الأموال بينهم بحسب حاجتهم، ويُعطي الباقي للفقراء، ويقول: «الآن، اذهبوا إلى منازلكم، وكونوا مع زوجاتكم وأولادكم».

  • ثمّ كان المرحوم العلاّمة يقول: 

  • نحن لا نفعل هذا، ولا نقول أحضروا كلّ أموالكم، ولكنّ رفقاءنا لا يراعوننا أيضًا! 

  • ولا يخفى أنّه لو قال لهم، لما أحضروها؛ والدليل على ذلك هو ما حدث بعده! انظروا ماذا شاهدنا بعده، وماذا سمعنا من كلام! في طهران، سجن شخصٌ رفيقَه السلوكيّ! هل تصدّقون؟! هذا ليس سلوكًا، هذا دُلوك! احتال عليه، وقال له: «سيارتك معطّلة في الشارع الفلانيّ». فجاء هو إلى هناك، غافلاً عن أنّ رفيقه قد أحضر الشرطة. عندما وصل، قال: «ضعوا الأصفاد في يديه، وخُذوه». فأمسكته الشرطة، وأخذته إلى السجن! بقي في السجن بضعة أيّام، حتّى جُمعت مبالغ من هنا وهناك، وسُدّد دينه.

تباطؤ الإنسان في إجابة دعوة ربّه - قصص صادمة من مجالس العرفاء: عندما يطلب المريد من الوليّ أمورًا سخيفة!

7
  • هل تصدّقون أنّ رفيقًا سلوكيًّا يفعل هذا؟! هؤلاء ليسوا أهل سلوك! ماذا تسمّون هذا العمل حقًّا؟ أي، ليس فقط في عالَم السلوك، بل هل في عالَم الإنسانيّة، يفعل إنسانٌ هذا بشخصٍ آخر؟! يا حيوان، إذا كان هذا الشخص لم يُعطِك مالك، فما ذنب زوجته وأولاده الذين يجب أن يناموا بدونه؟! بينما كان يعلم أنّ هذا الشخص لا يملك المال، لكنّه قال: «سأسجنه حتّى يأتي الآخرون ويوفّروا المال ويسدّدوا دينه». هذا أشدّ حُرمة من شرب الخمر؛ وذلك أن يُقرض أحدُهم آخرَ مالاً، ويعلم أنّه لا يقدر على إعادته، ثمّ يفعل ما يجعل الآخرين يُسدّدون دينه! الآن، هل كان هذا المال ربا أم لا؟ فتلك مسألة أخرى؛ نحن نفترض أنّ المال كان حلالاً؛ لكن، ما ذنب والده حتّى تُجبره على توفير المال؟!

  • في أيّ موضعٍ من الفقه لدينا أنّه: إذا أقرض شخصٌ شخصًا آخر، فإنّ والده أو صديقه مكلّفان بتوفير المال وسداد دينه؟! هل هذا من ثقافة السلوك: أن يُقبض على شخصٍ ويُلقى به في السجن؟! إنّ سجن مثل هذا الشخص حرام! حكم الشرع هو أنّه إذا ثبت في المحكمة أنّ الشخص لا يملك مالاً، فإنّ الحاكم الشرعيّ يحكم بالتفليس والتحجير؛ أمّا إذا كتم وأخفى، فيجب على المحكمة أن تُضيّق عليه. لكن، عندما لا يملك شخصٌ مالاً، فلماذا يجب أن يُلقى به في السجن؟! في أيّ موضعٍ من الفقه يوجد أنّه ـ مثلاً ـ إذا اقترضتُ مالاً من شخصٍ، ولا أملك مالاً لأسدّد ديني، أو اشتريتُ سلعة، ولا أملك مالاً لأدفع ثمنها، فيجب أن أذهب إلى السجن؟! حتّى الحيوانات لا تفعل هذا! والآن انظروا، لقد جاء سالكٌ وفعل هذا! هذه المسائل كانت تُثير آلام العظماء وأمثال والدنا! 

  • وأكثر من ذلك، افترض أنّ لصًّا سرق مالَكَ؛ ماذا كنتَ ستفعل لو سرقه لصّ؟ لو حدثت مصاريف طارئة، ماذا كنتَ ستفعل؟ لو تهدّم بيتُك، كان عليك أن تُنفق عشرة ملايين لإصلاحه! لو وقع زلزال وتهدّم بيتُك، هل كنتَ ستلوم أحدًا؟! أي: هل انحطّت القيم لدى الناس إلى هذا الحدّ حقًّا؟! وهل تغيّرت المعايير والمبادئ إلى هذا الحدّ؟! نعوذ بالله! ثمّ يُشاركون في جلسات السير والسلوك، ويقرؤون أشعار حافظ، ويقرؤون دعاء الجوشن، ويُردّدون «سُبْحَانَكَ يَا لَا إِلَهَ إِلاّ أَنْتَ»۱، ويقرؤون دعاء السمات، ويعتبرون أنفسهم سالكين على طريق المرحوم العلاّمة، وأتباعًا لخطّه! الويل لكم! ماذا فعلتم غير تشويه سُمعة المرحوم العلاّمة والأولياء والعظماء؟!

    1. البلد الأمين، ص ٤۰٢، مقطع من دعاء الجوشن الكبير.

تباطؤ الإنسان في إجابة دعوة ربّه - قصص صادمة من مجالس العرفاء: عندما يطلب المريد من الوليّ أمورًا سخيفة!

8
  • حسنًا، ماذا كانت النتيجة؟! أنا، ابن المرحوم العلاّمة، عندما كنتُ أذهب إلى محضره، كنتُ أطّلع على أنّ ضغطه قد ارتفع بسبب بعض هذه المسائل والأحداث، ووصل إلى ثمانية عشر وتسعة عشر وعشرين! حينها، سيأخذ الله هذه النعمة بكلّ سهولة ويقول: أنتم أدرى بحالكم! الآن، وقد رحل المرحوم العلاّمة، ذلك الجبل من العظمة والجلال، أين نجد في العالم مثله، لا، بل بمقدار ظفره؟! إذا كُنتم تعرفون أحدًا فأخبروني، لأنّني أبحث عنه أيضًا! إذا كان هناك من يُشبهه بنسبة عشرة بالمائة، فأنا أقبل! لو كان في الهند، سأُعدّ جواز السفر هذه الليلة، وأذهب، وأبحث في كلّ تلك البلاد. هل هو في أفريقيا؟ في أيّ شبه قارّة هو؟ قولوا لي حتّى أذهب للبحث عنه! الآن وقد فُقدت هذه النعمة من بيننا، نُدرك ماذا خسرنا!

  • انشغل بنفسك ودع عنك الآخرين!

  • لأنّني أسمع بعض المسائل مرّة أخرى، فإنّني أقول بصراحة: الإنسان الذكيّ هو الذي يُطأطئ رأسه، ولا يتدخّل في شؤون صديقه؛ فليفعل صديقه ما يشاء! ما شأنك أنت؟ لكلّ شخصٍ طريق، ولكلّ شخصٍ فكر، لكلّ شخصٍ نهج. ذكرك أنت الصلاة على النبيّ، وذكره هو لا إله إلاّ الله، وذكر الآخر شيءٌ آخر. هو طالب علم، وذاك عامل، وآخر طبيب، وآخر تاجر. لكلٍّ طريق ويسير في طريقه! لا أنا أُدفن في قبر غيري، ولا غيري يُدفن في قبري. 

  • واللهُ على ما أقولُ وكيل، إنّ كلّ حديث وكلام والدي المرحوم في حياته كان: «انشغل بنفسك فقط!». هذا ما لم أقبله من والدي، والآن أدفع ثمنه! كان يقول لي: 

  • يا فلان، انشغل بنفسك فقط، انتبه لنفسك فقط! لا تنخدع بهذا القدر من المجيء والذهاب بك إلى هنا وهناك!

  • يعلم الرفقاء أنّه في زمن المرحوم العلاّمة، عندما كان الرفقاء يريدون عقد مجلس، كانوا يأخذون منّي موعدًا أوّلاً، ثمّ يذهبون إلى بقيّة الأفراد. هؤلاء الأفراد أنفسهم الذين يعتبروننا الآن مرتدّين ومحاربين لإمام الزمان، كانوا هكذا في زمن المرحوم العلاّمة! أليس هذا الأمر مدعاة للضحك والعبرة؟! الوضع هكذا! الرفقاء الذين كانوا في مشهد يعلمون ما كانت عليه القضايا. بالطبع، كلّ هذا عبرة للإنسان.

تباطؤ الإنسان في إجابة دعوة ربّه - قصص صادمة من مجالس العرفاء: عندما يطلب المريد من الوليّ أمورًا سخيفة!

9
  • ره چنان رو که رهروان رفتند!***...۱
  • يقول: 

  • سِر في الطريق كما سار السالكون! *** ...

  • يجب أن نفعل ما فعله العظماء ووصلوا من خلاله إلى الهدف المنشود؛ أمّا بقيّة الأفراد، فبقوا، وتخلّفوا عن القافلة! 

  • الأفراد الذين شملهم غضب وسخط المرحوم السيّد الحداد في زمانه كانوا كذلك؛ كانوا فضوليّين في شؤون الناس! ما علاقتك بأنّ هذا الشخص فعل كذا أو ذاك الشخص فعل كذا؟! كان المرحوم السيّد الحداد يغضب، وكنتُ شاهدًا بنفسي على تورّم عروق رقبته وهو يقول: «ما شأنك حتّى تتدخّل؟! من أعطاك هذه المسؤوليّة؟!».

  • إنّ الشخص الذي يفعل هذا، إنّما يفعله لأنّه ينسى نفسه، وينسى آلامه، وينسى بؤسه وشقاءه! يا سيّد، ذلك الشخص له إله أيضًا، وله طريق! أنت الآن اهتمّ بنفسك، وتعال واستفد من هذه المائدة الممدودة الآن وتناول طعامك! لكنّه يجلس على المائدة ويقول: «لماذا لا يأتي هو إلى المائدة، ويجلس جانبًا؟!». ما علاقتك أنت؟! اجلس وتناول طعامك واشبع؛ وعندما تشبع، اذهب إلى البقيّة! لم تأخذ اللقمة الأولى بعدُ، وتفكّر في البقيّة؟! عندئذ، سيقولون: «انتهى الوقت ويجب أن تُرفع المائدة!». حينها، سيقول: «أنا لم آكل شيئًا!»، فيقولون له: «كان عليك أن تأكل! أعطيناك ساعة لتجلس على هذه المائدة وتأكل طعامك وتذهب، وأنت كنتَ تنظر باستمرار إلى هنا وهناك. لقد انتهى الوقت الآن!». والآن، ذلك الشخص يلطم رأسه باستمرار!

  • لماذا يتباطأ الإنسان في إجابة نداء ربّه؟

  • «الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَدْعُوهُ فَيُجِيبُنِي وإِنْ كُنْتُ بَطِيئًا حِينَ يَدْعُونِي»٢ أي: عندما يأتي دورنا، لا نتقدّم. يقولون: «يا سيّد، تقدّم، الوقت يمرّ والفرصة تضيع!»، لكنّنا بطيئون ولا نأتي. يجب علاج هذه الآفة! حينئذ، يجلد الله المتعال الإنسان في بعض الأحيان بالسياط، وهي سياط تأديب، وهي جيّدة جدًا. يقول حافظ الشيرازيّ:

  • به تیغم گر زند دستش نگیرم***وگر تیرم زند منّت پذیرم
  • کمان ابروی ما را گو مزن تیر***که پیش دست و بازویت بمیرم 
  • يقول:

  • إِنْ ضَرَبَنِي بِسَيْفِهِ لَا أُمْسِكُ يَدَهُ *** وَإِنْ رَمَانِي بِسَهْمِهِ أستقبلُه بكلِّ فَرحٍ وسرورٍ.

  • قُلْ لِحَاجِبِ حَبِيبِنَا: لَا تَرْمِ السَّهْمَ *** فَأَمُوتُ بين ذراعيك.

    1. مثنویّات شاه نعمة الله وليّ، رقم ٥٦.
    2. مصباح المتهجّد، ص ٥۸٢.

تباطؤ الإنسان في إجابة دعوة ربّه - قصص صادمة من مجالس العرفاء: عندما يطلب المريد من الوليّ أمورًا سخيفة!

10
  • السيف الذي يضربه، هو سيف الجلال وسوطه. وسيف وسوط الجلال هو سوط تأديب وتنبيه! يُجلد السكران بضعة سياط حتّى ينتبه ويخرج من سُكره! الدنيا وتعلّقاتها تجلب السُّكْر للإنسان، ويجب على الإنسان أن يحذر من أن يسكر، ويجب أن يُعرّض نفسه لهذه السياط الجلاليّة والتأديبات. يقدّر الله أحيانًا حالة التنبّه والتوجّه، وكلّ هذا خيرٌ للسالك. كلّ هذا الإعراض، وكلّ هذه المسائل التي هي خلاف التوقّع، هي خيرٌ للسالك، وهذا الأسلوب موجود دائمًا؛ إذ لو لم يكن، لكان الإنسان مبتلى دائمًا بسُكْر الجهل، من دون أن يخرج منه، بل سيتوغّل فيه، ويُضيّع رأسمال العمر، وتنتهي الفرصة، ولا يحصل له ذلك الهدف المنشود!

  • لهذا، ورد في الرواية: «إِنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْرًا ابْتَلَاهُ بِالْبَلَاءِ»۱. وبالطبع، الابتلاءات مختلفة؛ إمّا مرض، أو ضيق، أو خلافات، أو بقيّة المصائب.

  • الشعور بالاستغناء: السبب الجذريّ لتباطؤ الإنسان

  • «وَإِنْ كُنْتُ بَطِيئًا حِينَ يَدْعُونِي» لهذا السبب. «إِنْ كُنْتُ بَطِيئًا» تعني أنّ لازم وجود الإنسان هو الغفلة والنقص، وهذا النقص والضَّعف هو ذاتيٌّ للإنسان: خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ ضَعْفٍ! الإنسان الذي لم يصل إلى مرتبة الكمال، فإنّ جانب تعلّقه بالأهواء والمسائل الدنيويّة ـ الذي هو عبارة عن ابتعاده هو ـ مسألة ذاتيّة له.

  • ﴿وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا﴾٢، ﴿وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا﴾٣ فعندما يصل الخير إلى الإنسان، يُصبح منوعًا، فيمنع، ويُغلق الباب، وينسبه إلى نفسه! وفي آيات أخرى، يقول: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى﴾٤ الطغيان يعني التعلّق بالمادّة، والتعلّق بالأهواء. ما إن يرى الإنسان نفسه مُستغنيًا ولا يحتاج، حتّى يترك؛ ولكن عندما يحتاج، يذهب! ويا ليت الإنسان يُبقي دائمًا ذلك الاحتياج إلى المبدأ، وذلك الجهل والشعور به والحاجة إلى رفعه حيًّا في نفسه، وألاّ تتسبّب الحوادث في انصرافه وانحرافه!

  • لماذا «بَطِيئًا حِينَ يَدْعُونِي»؟ لأنّه: ﴿أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى﴾! لو لم يشعر بالاستغناء، لما كان بطيئًا! عندما يقولون: «إذا لم تُجرَ عمليّة لقلب هذا المريض حتّى الغد، فسيموت»، فهل سيبقى بطيئًا؟! أ لن يراجع الطبيب؟! هل يجلس هكذا ويقول: «الله كبير!»؟ لماذا لا يقول هكذا؟ لأنّه لا يرى نفسه مستغنيًا؛ الآن، لا يرى نفسه مستغنيًا، بل يرى نفسه محتاجًا فقيرًا ذا علّة وشدّة!

    1. الكلينيّ، محمد بن يعقوب، الكافي. ج٢، ص ٢٥٣:
      عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ وَعِنْدَهُ سَدِيرٌ: «إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا غَتَّهُ بِالْبَلَاءِ غَتًّا؛ وَإِنَّا وَإِيَّاكُمْ يَا سَدِيرُ لَنُصْبِحُ بِهِ وَنُمْسِي».
    2. سورة الإسراء، الآية ۸٣.
    3. سورة المعارج، الآية ٢۱.
    4. سورة العلق، الآيتان ٦ و۷.

تباطؤ الإنسان في إجابة دعوة ربّه - قصص صادمة من مجالس العرفاء: عندما يطلب المريد من الوليّ أمورًا سخيفة!

11
  • لو التقطوا له صورة بهذه الأجهزة الجديدة وقالوا له: «ليس من الضروريّ جدًّا أن تُجري العمليّة الآن، ولو أجريتها بعد بضع سنوات فلا مشكلة، وليست مسألة مهمّة جدًّا؛ لأنّ هذه الشرايين التاجيّة لم تَضِق كثيرًا لتحتاج إلى عمليّة، ومن الممكن أن تظهر لاحقًا آلات وأدوات وحبوب وأدوية تُذيب اللويحات حول الشرايين.۱ ففي هذه الحالة، لن يستعجل؛ لأنّه يرى نفسه مستغنيًا! فما إن يُخبروه بهذا الخبر حتّى تتبدّل حالة العجلة والمراجعة إلى بطء. يقولون له: «لماذا لا تجري العمليّة؟»، فيقول: «الآن ليس مهمًّا؛ لأنّ الجهاز يُظهر حاليًّا أنّه ليس ضروريًّا جدًّا». حتّى الآن، كان يظنّ أنّها ضروريّة؛ ولكن، بمجرّد أن أدرك أنّها ليست ضروريّة، يُصبح بطيئًا. 

  • تمامًا مثل الآيات القرآنيّة التي جاء فيها: ﴿فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ﴾٢ و ٣ عندما يجلسون في السفينة، يقولون: «إذا أنجيتنا إلى اليابسة والشاطئ، سنصبح أناسًا صالحين ونُطيعك!»؛ ولكن، عندما نوصلهم إلى الشاطئ، يعودون إلى عملهم الأوّل مرّة أخرى! ما إن تقع أعينهم على الشاطئ، حتّى ينتهي كلّ شيء! فطالما هم في البحر، يشعرون بالفقر والاحتياج؛ ولكن، عندما يصلون إلى الشاطئ، يشعرون بالاستغناء! هاتان حالتان متغيّرتان.

  • كيف نحافظ على الأحوال الروحيّة؟

  • جاء شخصٌ إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال: 

  • يا رسول الله، كيف أنّه عندما نكون في محضرك، تتغيّر أحوالنا، ونتحوّل، ونشعر وكأنّنا لسنا على الأرض بتاتًا، وكلماتك وأحاديثك تُبدّل أحوالنا بالكامل، ونشعر وكأنّنا في عالَمٍ آخر، ويقلّ فينا التعلّق بالدنيا، ويقوى فينا التوجّه إلى الآخرة؛ ولكن، عندما نخرج من هنا إلى الشوارع ومنازلنا، تزول تلك الحال شيئًا فشيئًا؟!

  • فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم [ما معناه]: 

  • لَوْ بَقِيتُمْ عَلَى هَذِهِ الْحَالَةِ، لَرأيتم مَا أَرَى، ولَسمعتم مَا أَسْمَعُ.٤ 

  • أي إنّ الانغماس في المسائل الأخرى يُسبّب انصرافكم. لذلك، كان المرحوم العلاّمة رضوان الله عليه عندما يُراجعه بعض الأفراد ويقولون: «لقد حدثت لي الحال الفلانيّ»، يقول: «حافظ على هذه الحال واحذر أن تفقدها!»؛ أي: زد من المراقبة، ولا تُشارك في مجالس الغيبة، ولا تتكلّم بكلامٍ غير لائق، ولا تتصوّر وتتخيّل أمورًا غير لائقة، ولا تُقدم على ما ليس ضروريًّا لك! إذا لم تفعل هذه الأمور، تقوى هذه الحال؛ أمّا إذا فعلتها، فستزول تلك الحال!

    1. يُقال إنّه من المقرّر أن تظهر مثل هذه الأدوية؛ وهم الآن في مرحلة تجربتها واختبارها.
    2. سورة العنكبوت، الآية ٦٥.
    3. أفق وحي (فارسي)، ص ٢٦:
      هؤلاء الناس شأنهم أنّهم كلّما ركبوا السفينة (وانطلقوا في لُجج البحار)، دعوا الله بكلّ كيانهم وبإخلاصٍ تامّ (واستمدّوا منه العون للوصول إلى مقصدهم)، ولكن عندما نجّاهم وأوصلهم إلى البرّ بسلام (ضربوا بكلّ تلك الدعوات والحالات والتوجّهات عرض الحائط)، وأشركوا بالله مباشرة (وكأنّه لم يكن هناك إله، ولا قدرة أزليّة، ولا حقيقة غيبيّة بتاتًا).
    4. لعلّ في ذلك إشارة إلى الرواية المرويّة في الجزء الثاني من كتاب الكافي ص ٤٢٣ في باب تنقّل أحوال القلب، حيث ورد عن عَلِيّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ إلى سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِيرِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام، فَدَخَلَ عَلَيْهِ حُمْرَانُ بْنُ أَعْيَنَ، وسَأَلَهُ عَنْ أَشْيَاءَ. فَلَمَّا هَمَّ حُمْرَانُ بِالْقِيَامِ، قَالَ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام: أُخْبِرُكَ أَطَالَ اللَّهُ بَقَاءَكَ لَنَا وأَمْتَعَنَا بِكَ أَنَّا نَأْتِيكَ، فَمَا نَخْرُجُ مِنْ عِنْدِكَ، حَتَّى تَرِقَّ قُلُوبُنَا، وتَسْلُوَ أَنْفُسُنَا عَنِ الدُّنْيَا، ويَهُونَ عَلَيْنَا مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ مِنْ هَذِهِ الْأَمْوَالِ. ثُمَّ نَخْرُجُ مِنْ عِنْدِكَ؛ فَإِذَا صِرْنَا مَعَ النَّاسِ والتُّجَّارِ، أَحْبَبْنَا الدُّنْيَا. قَالَ: فَقَالَ: أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام: «إِنَّمَا هِيَ الْقُلُوبُ مَرَّةً تَصْعُبُ ومَرَّةً تَسْهُلُ». ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام: «أَمَا إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَخَافُ عَلَيْنَا النِّفَاقَ. قَالَ: فَقَالَ: ولِمَ تَخَافُونَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ فَذَكَّرْتَنَا ورَغَّبْتَنَا وَجِلْنَا ونَسِينَا الدُّنْيَا وزَهِدْنَا حَتَّى كَأَنَّا نُعَايِنُ الْآخِرَةَ والْجَنَّةَ والنَّارَ ونَحْنُ عِنْدَكَ؛ فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ ودَخَلْنَا هَذِهِ الْبُيُوتَ وشَمِمْنَا الْأَوْلَادَ ورَأَيْنَا الْعِيَالَ والْأَهْلَ يَكَادُ أَنْ نُحَوَّلَ عَنِ الْحَالِ الَّتِي كُنَّا عَلَيْهَا عِنْدَكَ، وحَتَّى كَأَنَّا لَمْ نَكُنْ عَلَى شيءٍ. أَ فَتَخَافُ عَلَيْنَا أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ نِفَاقًا؟ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: كَلَّا! إِنَّ هَذِهِ خُطُوَاتُ الشَّيْطَانِ فَيُرَغِّبُكُمْ فِي الدُّنْيَا. واللَّهِ، لَوْ تَدُومُونَ عَلَى الْحَالَةِ الَّتِي وَصَفْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِهَا، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ، ومَشَيْتُمْ عَلَى الْمَاءِ. ولَولَا أَنَّكُمْ تُذْنِبُونَ فَتَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ، لَخَلَقَ اللَّهُ خَلْقًا حَتَّى يُذْنِبُوا ثُمَّ يَسْتَغْفِرُوا اللَّهَ فَيَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ. إِنَّ الْمُؤْمِنَ مُفَتَّنٌ تَوَّابٌ. أَما سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ويُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ وقَالَ: ﴿اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ﴾؟». (المترجم).

تباطؤ الإنسان في إجابة دعوة ربّه - قصص صادمة من مجالس العرفاء: عندما يطلب المريد من الوليّ أمورًا سخيفة!

12
  • ما هي حقيقة وسوسة الشيطان وكيف نصدّها؟

  • «وَإِنْ كُنْتُ بَطِيئًا حِينَ يَدْعُونِي» معناها أنّه يدعونا دائمًا؛ لا أنّه يدعونا في بعض الأوقات فقط! بالطبع، في وقت الصلاة وعندما يُؤمَر بالصلاة، تأتي الدعوة الإلهيّة؛ عندما يبدأ شهر رمضان، تأتي الدعوة الإلهيّة؛ عندما يحين وقت الحجّ، تأتي الدعوة الإلهيّة! ولكنّ الملائكة المبشّرة تدعو باستمرار من قِبَل الله إلى التقرّب. منذ الصباح الباكر عندما تستيقظ من النوم، هذه الدعوة موجودة حتّى تضع رأسك على الفراش ليلاً، ينادون: تعالوا ولا تغفلوا! 

  • كم لدينا من الروايات التي تقول إنّ مَلَكًا ينادي كلّ صباح من السماء ويقول: «ماذا فعلتم بالأمس وماذا تريدون أن تفعلوا ليومكم هذا؟».۱ هذا ليس مزاحًا! أي إنّ هذا المَلَك موجودٌ الآن وينادي، ومن وظيفته أن يقول ذلك باستمرار. هل لاحظتم هذه النقطة: أنّه يخطر للإنسان أحيانًا أن يفعل عملاً معيّنًا أو لا يفعله؟! هنا، ذلك المَلَك هو من يُلقي هذا الخاطر في ذهنك! مثلاً، تريد أن تذهب إلى مكان ولا تعلم هل المجلس مجلس معصية أم لا! فتقول مع نفسك: أ أذهب أم لا أذهب؟ قولك «أ أذهب أم لا أذهب» يُلقيه المَلَك في الذهن. هو يلقيه في رأسك ويُلقيه في نفسك. تلك هي الدعوة! ترى أنّك لو ذهبتَ إلى هناك ستتكّدر؛ لذا، تضع قدمًا للأمام وقدمًا للخلف! ذلك المَلَك هو المسؤول عن هذا الأمر، وإلاّ لما فعلتَ أنت هذا، ولذهبتَ إلى ذلك المجلس! هو مكلّفٌ بأن يقول ذلك، ويُلقيه في روع٢ الإنسان ونفسه.

  • يقول شخصٌ كلامًا فتشعر أنّ هذا الكلام خاطئ ولا ينبغي أن تسمعه. قولك: «أ أسمع أم لا أسمع؟» يقوله لك ذلك المَلَك. الآن، إذا أصغينا إلى المَلَك، فهي إجابة، وإذا لم نُصغ إليه، وقلنا: «لنرَ ما سيحدث»، فسنكون مصداقًا لـ «بَطِيئًا حِينَ يَدْعُونِي». ذلك المَلَك يقول: «لا تذهب!»، لكنّنا نتساهل ونُجامل، ونقول: «لنرَ ما سيحدث، لنسمع هذا الخبر أيضًا!». هو يقول: «لا تسمع! لماذا تريد أن تسمع عيب أخيك المؤمن؟!». بالطبع، الشيطان من الجانب الآخر لا يترك الأمر؛ هو يقول، وهذا يقول! هو يقول: «لا تذهب!»، والشيطان يقول: «اذهب واسمع وانظر ما الخبر، اذهب وانظر كيف الأوضاع، اذهب فربّما ينفعك في مكانٍ ما وتحصل على حجّة ونقطة ضعف، وتُدوّنها!». حينها، نذهب، فيضحك الشيطان، ويقول: «أنعم به وأكرم، لقد انتصرتُ!». وذلك المَلَك يحزن ويقول: «أيّها المسكين، كم قلتُ لك: لا تذهب، كم قلتُ لك: لا تسمع، كم قلتُ لك: لا تفعل هذا العمل! فلماذا استسلمت للوسوسة؟!». يجب أن يقال: «وإِنْ كُنْتُ بَطِيئًا...».

    1. راجع: بحار الأنوار، ج ٣، ص ٣۱٤.
    2. تاج العروس: الروع بالضمّ القلب.

تباطؤ الإنسان في إجابة دعوة ربّه - قصص صادمة من مجالس العرفاء: عندما يطلب المريد من الوليّ أمورًا سخيفة!

13
  • كان المرحوم السيّد الحداد يقول: 

  • يجب على السالك أن يمسك خنجرًا ويقف بجانب قلبه، وعندما يأتي الشيطان يضربه به! 

  • على أيّ حال، هي خطّة جيّدة جدًّا، ولكن من يفعلها؟! عندما تكون نفسُ الإنسان تدعمه أيضًا، يتقدّم الإنسان. 

  • كان في الأساس هو هذا حاله، حيث قال ذات مرّة: 

  • أساسًا، ما قيمة الشيطان حتّى يُفكّر فيه الإنسان؟! ماذا يعني هذا أصلاً؟! من يكون هو حتّى تفكّر فيه؟!

  • هذا الأفق، أفقٌ عالٍ جدًا! من يكون الشيطان في الأساس حتّى تسعى للتفكير به؟!

  • تقول الآية الشريفة: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا...﴾۱؛ أي: بمجرّد أن يأتي الشيطان، ويُريد أن يطوف، فإنّ الجرس يدقّ فورًا. 

  • ﴿طَائِفٌ﴾ يعني: عندما يُلامسك بجناحه ويُصيبك هواءُ جناحِه؛ لا أن يلتصق بك. فتارةً، يأتي، ويُعانق الإنسان تمامًا ويقول: «فديتك بروحي، أين كنت؟! تعال، فقد انتظرتك طويلاً»؛ فهذا بحثٌ آخر. ولكن تارة أخرى، قبل أن يدخل، يستعرض نفسه من بعيد!

  • فقضيّة الشيطان هي أنّه يأتي أوّلاً، ويدور حول المنزل؛ وعندما يرى أنّه لا يوجد مانع، يدخل إليه. يأتي مرّة أخرى ويدور، فإذا لم يكن هناك مانع، يدخل إلى الغرفة. وهكذا يُضيّق الدائرة شيئًا فشيئًا حتّى يصيب الإنسانَ هواءُ جناحه ونسيمه ونفحاته. تقول هذه الآية: ما إن تأتي النفحات لكي تصيب الإنسان، ﴿تَذَكَّرُوا﴾؛ أي: لا يدعونها تأتي لكي تضمّهم.

  • وصيّة السيد المسيح عليه السلام: لماذا يجب ألاّ نفكّر في الخطيئة أصلاً؟

  • قال عيسى عليه السلام: 

  • أمر موسى أصحابَه ألاّ يَزْنوا، ولكنّي آمر أصحابي ألاّ يُفكّروا في الزنا أيضًا؛ لأنّ التفكير بالزنا، وإن كان لا يُحرق الإنسان، إلاّ أنّه كالدخان الذي يُؤذيه ويضرّه من وراء جدار! ٢

  • عندما تُشعل نارًا بجانب جدار؛ وإن كانت النار لا تحرق، إلاّ أنّ دخانها يأتي. هنا أيضًا، بما أنّ تلك الفكرة هي فكرة الزنا، فسواء أردنا أم لم نُرد، فإنّ فكرة الزنا تُغيّر الذهن وتخرّبه.

  • بمجرّد أن يجلب الإنسان خيالاً إلى ذهنه، يكون قد أصابه نسيمٌ ونفحة من ناحية الشيطان. ثمّ إذا أزال ذلك الخيال تمامًا من ذهنه، يرى الشيطان أنّه لا طريق له هنا، فيذهب ويقول: «لا خير لنا هنا، لنذهب إلى مكانٍ آخر، ولا نضيّع وقتنا عبثًا». ﴿تَذَكَّرُوا﴾: لقد أغلقوا الباب! ولكن، إذا فكّر فكرة، ثمّ فكرة أخرى، وقال: «لنرَ ما هي القضيّة»، يرى الشيطان أنّ الطريق مفتوح، فيقول: «الحمد لله، لقد أُزيلت الموانع، لنتقدّم قليلاً، ثمّ نتقدّم أكثر»، وهكذا يتقدّم شيئًا فشيئًا!

    1. سورة الاعراف، الآية ٢۰۱.
    2.  الكافي، ج ٥، ص ٥٤٢:
      عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْكُوفِيِّ جَمِيعًا عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه ‌السلام قَالَ: «اجْتَمَعَ الْحَوَارِيُّونَ إِلَى عِيسَى عليه‌ السلام فَقَالُوا لَهُ: "يَا مُعَلِّمَ الْخَيْرِ أَرْشِدْنَا"، فَقَالَ لَهُمْ" "إِنَّ مُوسَى كَلِيمَ اللَّهِ عليه ‌السلام أَمَرَكُمْ أَنْ لَا تَحْلِفُوا بِاللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى كَاذِبِينَ، وَأَنَا آمُرُكُمْ أَنْ لَا تَحْلِفُوا بِاللَّهِ كَاذِبِينَ وَلَا صَادِقِينَ". قَالُوا: "يَا رُوحَ اللَّهِ زِدْنَا"، فَقَالَ: "إِنَّ مُوسَى نَبِيَّ اللَّهِ عليه ‌السلام أَمَرَكُمْ أَنْ لَا تَزْنُوا، وَأَنَا آمُرُكُمْ أَنْ لَا تُحَدِّثُوا أَنْفُسَكُمْ بِالزِّنَا فَضْلًا عَنْ أَنْ تَزْنُوا، فَإِنَّ مَنْ حَدَّثَ نَفْسَهُ بِالزِّنَا كَانَ كَمَنْ أَوْقَدَ فِي بَيْتٍ مُزَوَّقٍ، فَأَفْسَدَ التَّزَاوِيقَ الدُّخَانُ وَإِنْ لَمْ يَحْتَرِقِ الْبَيْت‌"»

تباطؤ الإنسان في إجابة دعوة ربّه - قصص صادمة من مجالس العرفاء: عندما يطلب المريد من الوليّ أمورًا سخيفة!

14
  • لهذا، يقول الإمام السجّاد عليه السلام: هذا من نقصنا، أنّنا عندما نسمع دعوتك، وعندما تأتي هذه الملائكة وتدعونا، نُقصّر ونتكاسل ونتردّد ولا ننهض ونتباطأ.. هذا هو معنى «بَطِيئًا حِينَ يَدْعُونِي».

  • نحن لا نعلم شيئًا خارج هذا النطاق، وليست لدينا همّة. ومن جانب آخر، نعلم أنّ الإمام السجّاد عليه السلام قد قال هذه الأدعية من أجلنا. الآن، نحن نقول للإمام عليه السلام: بما أنّك قلت هذه الأدعية من أجلنا، فأعطنا همّتها أيضًا! نحن نقبل بأنّنا بطيئون، بخلاء، مماطلون؛ فماذا يجب أن تفعلوا أنتم؟! يجب أن تفعلوا شيئًا وتدعمونا بنَفَسٍ منكم. إذا أقررنا واعترفنا، فهم كرماء أيضًا ويقولون: حسنًا، لا بأس!

  • نأمل أن يأخذ الله تعالى بأيدينا ببركات أنفاس الإمام السجّاد وسائر الأئمّة عليهم السلام والعظماء، وأن يُنعّمنا بذلك الشراب المختوم الذي هو من نصيب عظمائه وأوليائه.

  •  

  • اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ