7

الغاية من بعثة النبيّ الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله)

البعثة النبويّة ومكارم الأخلاق

299
مشاهدة المتن

المؤلّفآية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني

القسمالمرأة والأسرة

المجموعةالمرأة والأسرة - طهران

التاريخ 1421/07/27

جلسات المجموعة(7 جلسة)

التوضيح

ماذا تمثّل زيارة الإمام الرضا عليه السلام للمؤمن؟ وماذا ينبغي للمؤمن أن يطلب من الإمام أثناء زيارته؟ وما هو الأفضل عند التزاحم زيارة الحسين عليه السلام أو الرضا عليه السلام؟ وكذلك كيف ينبغي أن تكون أمّة رسول الله عليه السلام؟ وما هي الغاية من بعثة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله؟ وهل الخطاب القرآنيّ شامل لكلّ المؤمنين فردًا فردًا إلى يوم القيامة؟
سعت هذه المحاضرة للإجابة على هذه الأسئلة من خلال شرح الحديث الشريف :إنّما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق .

/٦
بي دي اف بي دي اف الجوال الوورد

الغاية من بعثة النبيّ الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله) - البعثة النبويّة ومكارم الأخلاق

1
  •  

  • هو العليم

  •  

  • الغاية من بعثة النبيّ الأكرم محمّد (صلّى الله عليه وآله)

  • البعثة النبويّة ومكارم الأخلاق

  •  

  • المرأة والأسرة - طهران - الجلسة السابعة

  •  

  • محاضرة القاها

  • آية الله الحاج السيّد محمّد محسن الحسينيّ الطهراني

  • قدس الله سرّه

  •  

  •  

الغاية من بعثة النبيّ الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله) - البعثة النبويّة ومكارم الأخلاق

2
  •  

  •  

  • أعوذ باللَه من الشيطان الرجيم‌

  • بسم اللَه الرحمن الرحيم‌

  •  

  •  

  • أهمّيّة زيارة الإمام الرضا عليه السلام 

  • أريد أن أتكلّم مع الأصدقاء بعدّة كلمات تتعلّق بخصائص المناسبة التي مرّت علينا بالأمس، ألا وهي مناسبة بعثة النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم، وبما أنَّ الله قد وفّقنا لزيارة ابنه الإمام عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام، فوفقًا للرواية المسلّمة الصدور، فلزيارة عليّ بن موسى الرضا ثواب ألف حجّة وألف عمرة، بل وأكثر من ذلك وفقًا لتفاوت درجات معرفة الإنسان بالإمام الرضا عليه السلام.

  • ماذا ينبغي للزائر أن يطلب من الإمام عليه السلام؟

  • قال لي أحد الأصدقاء والذي كان يرافقني يوم أمس عندما تشرّفنا عصرًا بزيارة حرم الإمام، قال: ما دمنا قد وفّقنا لزيارة الإمام الرضا عليه السلام فما الذي سنطلبه من الإمام؟ 

  • قلت له: هل تعرف أحدًا هو أعلى مقامًا من الإمام الرضا في الدنيا والآخرة، فإن كان هنالك شيء أعظم منه، فلنطلبه؟ ومهما فكّر بالأمر، لم يجد ما هو أعلى، فقال: لا، لا يوجد، فالإمام يمثّل كلّ دنيانا وآخرتنا، فلا يوجد لدينا ما هو أعلى من الإمام الرضا. 

  • فقلت له: فاطلب الإمام الرضا نفسه إذن؛ فما دام الإمام يجلس على حافّة هذا البحر الذي لا نهاية له، وهو يُعطي، فلماذا يطلب الإنسان الشيء القليل؟! فلو اكتفى أحد بطلب الشيء القليل، فهذا يدلّ على جهله.

  • أيّهما أفضل زيارة الإمام الرضا أم زيارة الإمام الحسين عليهما السلام؟

  • إنَّ هذه المناسبة مرتبطةٌ بالنبيّ الأكرم، والعجيب أنَّ التعبير الوارد عنه فيما يتعلّق بزيارة الإمام الرضا عليه السلام، لم يعبّربمثله حتّى عن زيارة سيّد الشهداء عليه السلام، وهذا ممّا يجعلنا نقف حيارى في معرفة سببه! فقد وردت روايات كثيرة حول ثواب زيارة الإمام الحسين عليه السلام في ليلة الجمعة، ومن وُفّق لزيارة الإمام الحسين عليه السلام، فنسأل الله أن يقسم له الزيارة مرّة أخرى، ومن لم يُوفّقْ، فنسأل الله أن يمنّ على كافة الشيعة بزيارة الإمام الحسين عليه السلام من دون فرق بين أن يكون ذلك ليلاً أونهاراً أو في أيّ يوم من أيّام الأسبوع ، غير أنَّ ما ورد حول فضل زيارة سيّد الشهداء (عليه السلام) في ليلة الجمعة يأتي بالناس من كلّ أنحاء العراق ومن الأماكن الأخرى من أجل زيارته عليه السلام في تلك الليلة، وذلك لما جاء في الرواية الواردة عن النبيّ الأكرم من أنَّ الملائكة تنثر رقاعاً على زائري سيّد الشهداء في ليلة الجمعة مكتوب عليها: براءة من النار وبشارة بدخول الجنّة لزائري الإمام الحسين عليه السلام في تلك الليلة۱. ولهذا السبب يأتي جمع غفير لزيارة سيّد الشهداء (عليه السلام) في ليلة الجمعة، بحيث لا يبقى مكان خال بمقدار الإبرة تلك الليلة. سبق وأن قلت إنَّه لا فرق بين أوقات الزيارة فالزيارة هي زيارة وإن كان لليلة الجمعة ميزةٌ خاصّة بها.

    1. راجع: بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٥ - الصفحة ٤٠٢؛ ج ٥٣ - الصفحة ٣١٥

الغاية من بعثة النبيّ الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله) - البعثة النبويّة ومكارم الأخلاق

3
  • وقد كان بعض الفقهاء الكبار في الزمن السابق يوجب زيارة سيّد الشهداء للمستطيع مرّة كلّ أربع سنوات، رغم أنّ الحجّ لا يجب إلّا مرّة واحدة في العمر فقط، وهذا ما يدلّ على أن أمر الزيارة يحوز أهمّيّة عظيمة بحيث تحملهم على الإفتاء بالوجوب، على أنَّ لمثل هذا الأمر ما يمكن أن يبرّره، ولا يوجد أيّ إشكال فيه، فتلك هي فتوى هذا الرجل. غير أنَّ الملفت هو أنَّ ما جاء في التعبير الصادر على لسان النبيّ والأئمة يجعل الإنسان يستنبط أرجحيّة زيارة عليّ بن موسى الرضا على زيارة سيّد الشهداء، الأمر الذي يجعلنا نقف حيارى في معرفة السبب الكامن وراء ذلك. وعلى أيّة حال فقد كان المرحوم العلاّمة يقول: إنَّ عليّ بن موسى الرضا لسالكي طريق الله هو شيء آخر، وهذا سرّ قد أفشيته، وبما أنّه قد وفّقنا للزيارة فعلينا أن نعرف أهمّيّة ما حصلنا عليه.

  • شرح حديث مكارم الأخلاق

  • على أية حال فسأقرأ عليكم رواية عن النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم قال فيها: «بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ»‌۱، أي من أجل الوصول إلى أعلى مرتبة من مراتب القِيم وأعلى مرتبة من الحقائق التوحيديّة السامية، وأعلى نقطة في طريق التكامل ومن أجل تبديل الاستعداد إلى الفعليّة؛فلمّا كان يجب أن يصل هذا الاستعداد إلى الفعليّة، فقد بُعثت من أجل تحقيق هذا الهدف. 

  • كيف ينبغي أن تكون أمّة النبيّ صلى الله عليه وآله؟

  • نحن نُسمّى أمّة النبيّ والأمّة تعني المكان والمكانة٢، ولماذا تُسمّى المرأة في اللغة العربية أمًّا؟ لكون الأمّ مكانًا، ولا يكون الرجل أمًّا. إنَّ المرأة هي المكان الذي يُرعى في داخله الطفل، ثمّ يُولد منها؛ فينمو الجنين حتى يصبح طفلًا؛ فتربّيه المرأة في رحمها وتكبّره وتوصله إلى درجة الكمال. ولهذا السبب تُسمّى أمّاً٣. يُقال لنا أمّة والأمّة تعني المكان والمكانة، فما هي مكانتنا؟ إنَّ أمّة النبي تعني أولئك الناس الذين يربّون النبيّ الآن في داخلهم ويرعونه. فهل نحن هكذا في واقع الأمر؟! إنَّ أمّة النبي تعني أنَّه إن جاء أحد من خارجها وأراد أن يعرف النبيّ، فهو ينظر إليها ويعرف من خلالها النبيّ. فهل عرفتم الآن أيّ لفظ هذا وأيّ معنىً يحمل؟! وكم نحن بعيدون عن معنى هذا اللفظ؟ إنَّني أقصد نفسي بهذا الكلام، فهنالك واقعًا بُعد بيني وبين هذا المعنى!

    1. جاء في كتاب بحار الانوار، ج ٦٨، ص ٣٨٢: ... ويعضده ما روي عنه (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: «إنَّما بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ»‌.
    2. في مفردات الراغب الْأُمَّةُ: كل جماعة يجمعهم أمر ما إمّا دين واحد، أو زمان واحد، أو مكان واحد سواء كان ذلك الأمر الجامع تسخيرا أو اختيارا.
    3. ورد في مفردات الراغب الأصفهاني (المفردات ص ۸٥) يقال لكل ما كان أصلا لوجود شي‌ء أو تربيته أو إصلاحه أو مبدئه‌ أُمٌ. وقال الخليل (العين ج۸ ص ٤٢٦): كلّ شي‌ء يضمّ اليه ما سواه ممّا يليه فانّ العرب تسمّى ذلك الشي‌ء أمّا، و من ذلك امّ الرأس و هو الدماغ، و أمّ القرى مكّة، و كلّ مدينة هي أمّ ما حولها من القرى‌

الغاية من بعثة النبيّ الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله) - البعثة النبويّة ومكارم الأخلاق

4
  • إنَّ أمّة عيسى تعني الأفراد الذين یربّون النبيّ عيسى في باطنهم ، فإن أردنا أن نعرف من هو النبيّ عيسى؟ وأية حالات له وأية كمالات لديه؟ فعلينا أن ننظر إلى هؤلاء الرهبان وإلى المسيحيّين. على أنَّني أقصد الأتباع الحقيقيين لا هؤلاء الأفراد، وإلّا فقد تبدّل الآن كلّ شيء. وهكذا هو الأمر مع أمّة النبيّ موسى.

  • إنّ أمّة النبي تعني أولئك الأفراد المتّصفين بصفات تجعل من يراهم من غير المسلمين يشهد بالتوحيد وبرسالة النبي، لا أن يقول: إن كان الإسلام هكذا، فلا حاجة لي به. فهل لاحظتم؟! فعندما يرى أحدهم المجتمع الإسلامي الذي يُسمّى بأمّة النبي، فبأيّ وضع سيراهم! وكيف هي علاقاتهم وتعاملهم مع بعضهم؟ وما الذي يقومون به من عمل على صعيد الداخل والخارج؟! نحن يُقال عنَّا أمّةالنبيّ صلّى الله عليه وآله، أليس كذلك؟!

  • هدف رسالة النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله

  • فالآن وقد عرفنا معنى كلمة أمّة، يتّضح لنا معنى كلام رسول الله عندما قال: «بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ»‌؛ فهو يعني أنَّ رسالة النبيّ هي رسالة تكميليّة، ورسالة إكمال، أي هي الرسالة التي من شأنها أن تُوصل الناس إلى الكمال. 

  • فدعونا نتكلّم الآن مع رسول الله ونقول له: هل ما طرحته علينا من مسائل والتي قد دوّنت في الكتب على أنَّها سنّتك، وهي تحمل عنوان سيرتك والهيئة التي يجب أن يكون عليها عمل الإنسان وكيفيّة تعامله مع أفراد عائلته ومع المجتمع وكيف يجب أن تكون أخلاقه الشخصيّة وتصرّفاته العامة، وكلّ ما كنت قد أمرت به، فهل كان كلّ ذلك مزاحاً أم أمراً جَّدّيًا؟! إن قال أحد بأنَّ ذلك الكلام كان بغرض المزاح، فالساحة المقدّسة للنبيّ بريئة ومنزّهة عن مثل هذا الشيء، وإن كان الأمر جدّيّاً، فمن يعمل وفقًا لسيرة النبي، فسوف يصل إلى مكارم الأخلاق تلك. نعم، هكذا هو الأمر. فعندما نرى رسول الله قد قال: عليكم أن تكونوا كذا وكذا؛ فعلى المرأة أن تكون بهذا الشكل، والرجل بذاك الشكل؛ وهكذا يجب أن تكون واجبات المرأة، وهكذا هي واجبات الرجل، وهكذا يجب أن تكون طبيعة العبادة التي يقومون بها، وهكذا ينبغي أن تكون طريقة تعاملهم مع بعضهم؛ فتلك هي الأمور التي أكّد عليها النبي والتي قال عنها: «بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ»‌، فإن عملنا بكلّ ذلك ولم يوصلنا إلى مكارم الأخلاق، بل كنّا بحاجة إلى أمور أخرى ليست متوفّرة لدينا الآن، فلماذا كان النبيّ قد قال هذا الكلام؟! وما الذي سنستفيده من مثل هذا الكلام؟ بل سيكون هذا الكلام شبيهاً بأن يأتي النبيُّ فيقول لنا: إنَّ الله قد منحني العقل الأول والأخير، فما هي علاقتي أنا بذلك؟! فالله قد منحك أيّها النبي العقل الأوّل والآخِر، ولكن بماذا سأنتفع أنا من ذلك؟! أو أن يقول النبي: لقد أعطاني الله من القدرة بحيث إنَّني أستطيع أن أزلزل الجبال من مكانها، فما هي علاقتي أنا بهذا الأمر؟! فالله قد أعطاك أنت مثل هكذا قدرة. أو أن يقول: لقد أعطاني الله القابليّة للتحدّث مع الملائكة، وأن يكون العرش وما دونه تحت سلطتي وفي إحاطتي وضمن ولايتي. فنقول: إن كان ذلك لك، فماذا عنَّي أنا فهو ليس لي؟! ثمّ ما معنى أن يتمّ طرح مثل هذه الأشياء؟ وما هي الفائدة المرجوّة منها؟ وما هو الأثر الذي يترتّب عليها ؟

الغاية من بعثة النبيّ الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله) - البعثة النبويّة ومكارم الأخلاق

5
  • إنَّ النبي وفي تعامله مع الناس، ينبغي له أن يتكلّم معهم بطريقة يترتّب أثرها على المخاطبين فيما يطرحه عليهم من مواضيع، وكذلك على من سيأتي بعدهم في المستقبل وهو يريد أن يُنتفع من كلامه! 

  • عموم الخطاب القرآني لكلّ إنسان 

  • وهكذا هو القرآن الذي تركه لنا النبيُّ صلّى الله عليه وآله . إنَّ القرآن وبخلاف ما يعتقد به بعض الجهلة غير العارفين بما جاء فيه من مضامين، نازل لكل فرد من الأفراد إلى يوم القيامة. إنَّ القرآن لم ينزل على النبيّ وحده لكي يمكننا أن نقول: نحن مكلّفون بقراءته فقط، فنحن لسنا من المشافهين بالخطاب به، بل نحن نقرأه بهدف التبرّك، فهو كلام الوحي، وهو أفضل من الجريدة أو كتب القصص من قبيل قصة [ألف ليلة وليلة] كلّا، بل القرآن هو الكتاب الذي نزل عليّ شخصيّاً، ونزل على كلّ واحد منكم أنتم الذين تستمعون إليّ بدون استثناء؛ فهو نازلٌ عليكم بالذات؛ وذلك لكون القرآن هو الكتاب الذي يربط العبد بعالم الوجود، وهو يُوجِد ارتباطاً بين الإنسان وبين مدارج الصعود التي يجب عليه أن يرتقيها.

  • يقول البعض: هناك في القرآن آيات تخصّ النبيّ بالذات ولا علاقة لنا بها. بالطبع فإنَّ بعض الآيات تخصّ الظروف الخاصّة التي كان يعيشها النبيّ، ويخصّ البعض منها المسائل الشرعيّة وبعض القضايا الخاصّة، غير أنَّ هذا لا يعني بأنَّها لا تعنينا، بل هي تتضمّن أثرًا أو نصيحة أو معنًى خفيّاً وسريّاً يخصّنا نحن، فلو كانت تلك الأمور تخصّ النبيّ بالذات، فلماذا كتبها النبيُّ وأبلغها لعامّة الناس؟! كان عليه أن يكتبها في ورقة فيضعها في صندوق ويحتفظ بها لنفسه، فلماذا جعلها ضمن القرآن الذي يكون في متناول الجميع؟ إنَّ مثل هذا الكلام الذي يُطرح هو كلام غير صحيح.

  • إنَّ القرآن هو ذلك الكتاب الذي يُبيّن كيفيّة ارتباط الإنسان بعالم الوجود؛ وهو يقول للإنسان: إنَّك لست بذلك البدن الذي يرتبط مع ما حوله ارتباطًا فيزيائيّاً فحسب، بل أنت مرتبط بكافة مراتب الظاهر والصورة والمعنى والمثال وما هو أعلى من ذلك من الحقيقة والسّر الذي يكون أعلى حتّى من المعنى، فأنت مرتبط بعالم الوجود. ولقد جاء القرآن من أجل توضيح سلسلة المراتب هذه؛ لذا فإنّ القرآن قد جاء من أجلنا واحدًا واحدًا، وكلّنا نستطيع أن نستفيد من آياته، وينبغي علينا أن نعرض أنفسنا عليه ونعمل به، وأن نستمدّ منه من أجل الترقّي إلى المراتب الأعلى. فهذا هو معنى مكارم الأخلاق.

الغاية من بعثة النبيّ الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله) - البعثة النبويّة ومكارم الأخلاق

6
  • العمل ببرنامج النبيّ كفيل بإيصال الإنسان إلى مكارم الأخلاق

  • إذن فالنبيّ عندما جاءنا وقال: «بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ»، فمعنى كلامه هو: أنَّ من يعمل بالبرنامج الذي أعطيته، ويعمل بما طرحته من مسائل، سوف يصل إلى ما بُعثت من أجله، ألا وهو: الوصول إلى أعلى درجة من درجات مكارم الأخلاق. لذا علينا أن لا نتساهل في هذا الأمر، بل علينا أن نأخذه بكلّ جديّة، وإن شاء الله وبحوله وقوّته وبالتوسّل بمقام الولاية لحضرة بقيّة الله أرواحنا فداه، والتمسّك بحبل الإمام عليّ بن موسى الرضا، تلك النعمة التي منَّ الله بها علينا نحن الإيرانيّين فجعلنا نتمتّع بهذه النعمة الظاهريّة، كما نحن متمتّعون بنعمة الوجود الباطني والولائي للأئمّة عليه السلام، إذ إنَّ الإمام الحيّ موجود، فعلينا أن نسعى لكي نتصّل بهم عن طريق الظاهر أيضاً.

  • إنَّ الإمام عليّ بن موسى الرضا موجود هنا وهو مدفون في هذه الأرض، فعلينا أن نطلب منه ونلتمس منه وبشكل حثيث أن يمنحنا الهمّة العالية والسعي الكافي الذي من شأنه أن يوصلنا إلى هذه المسائل ثمّ نطلب منه أن يزيل من طريقنا الموانع وأن يحفظنا في جميع الأحوال، وأن يعفو بكرمه وعلوّ شأنه عن الأخطاء التي نرتكبها. نسأل الله التوفيق للجميع وأن يعيد الجميع إلى أوطانهم وقد قضيت حوائجهم، وأن لا ينسونا من الدعاء.

  •  

  • الّلهمّ صلِّ على محمّد وآلِ محمّد.