هل تعني وحدة الوجود أن كل شيء هو الله؟

بيان الشبهة و جوابها

995
مشاهدة المتن

المؤلّفالهیئة العلمیة لموقع مدرسة الوحي

القسم الاخلاق والحکمة والعرفان


التوضيح

التوضيحات: يتصور البعض أن معنى وحدة الوجود هو أن جميع الأشياء هي الله (تعالى الله عن ذلك)، وبسبب هذا الفهم الخاطئ فقد وجّه هؤلاء سهام الإشكال للعرفاء القائلين بوحدة الوجود واتهموهم بالكفر وإنكار بديهيّات الدين. و لكن الحقّ أنّ هذه الشبهات ناتجة من سوء الفهم لهذه النظرية الراقية، وهذه المقالة تستفيد من كلمات العلامة الطهراني رضوان الله عليه في بيان حقيقة وحدة الوجود بشكل صحيح، لتندفع بذلك هذه الشبهة.

/۷
بي دي اف بي دي اف الجوال الوورد

هل تعني وحدة الوجود أن كل شيء هو الله؟ - بيان الشبهة و جوابها

1
  •  

  • هو العليم 

  •  

  • هل تعني وحدة الوجود أن كل شيء هو الله؟

  • بيان الشبهة و جوابها

  •  

  • بحث منتخب من محاضرات 

  • سماحة العلاّمة آية الله السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ 

  • قدّس الله نفسه الزكيّة

  •  

  • إعداد: الفريق العلمي في موقع مدرسة الوحي

  • المصدر: كتاب الروح المجرد للعلامة الطهراني قدس سره

  •  

  •  

هل تعني وحدة الوجود أن كل شيء هو الله؟ - بيان الشبهة و جوابها

2
  •  

  •  

  • أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

  • بسم الله الرحمن الرحيم

  • و الحمد لله ربّ العالمين و لا حول و لا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم‌

  • و صلّى الله على محمد و آله الطاهرين‌

  • و لعنة الله على أعدائهم أجمعين من الآن إلى يوم الدين‌

  •  

  •  

  • مقدمة اللجنة العلمية

  • [إنّ وحدة الوجود تمثل أعلى وأدقّ معاني التوحيد؛ إذ تعني التوحيد في الذات، وتنفي الاستقلال في الوجود عن أيٍّ من المخلوقات، وتحصره حصراً مطلقاً في الذات الأحديّة للحقّ تعالى وتقدّس. ورغم أن العرفاء الشامخين و الحكماء الإلهيين قد بذلوا جهدا كبيرا في توضيح هذه النظرية، ودفع الإشكالات عنها، إلا أنّ البعض قد وقع في سوء الفهم لها، مما جعله يصوّب سهام الإشكالات والشبهات نحوها.

  • ومن الفهم الخاطئ لوحدة الوجود الظنّ بأنّ القائلين بها يعتقدون أنّ جميع الأشياء هي الله تعالى، مما يؤدي – في زعم هؤلاء – إلى القول بالشرك، حيث يرون أنّ معنى ذلك هو أن الإله متعدد، أو أنه يلزم منه التجسيم، حيث يجعلون الأجسام هي الله، أو يلزم منه أن الأمور القبيحة – والعياذ بالله – هي الله، وغير ذلك من المحاذير.

  • ولكن هذا التصوّر بعيد كل البعد عن الصواب، وليس هو المراد من مفهوم وحدة الوجود كما يفهمه أهل التحقيق. وفيما يلي ننقل نصّ كلام العلامة الطهراني رضوان الله عليه، في بيانه لهذه الحقيقة الراقية وجوابه عن هذه الشبهة: ]

  • بيان العلامة الطهراني لمعنى وحدة الوجود وجواب الشبهة

  • يقول العلامة الطهراني رضوان الله عليه في كتابه القيم "الروح المجرد" :

  • الوحدة، تعني استقلال ذات الحقّ تعالى شأنه في الوجود، فليس هناك مع وجود هذا الاستقلال والعزّة قدرةٌ على الاستقلال لأيّ موجود آخر؛ بل سيكون وجوده وجوداً ظلّيّاً وتبعيّاً كظلّ الشاخص الذي يتبعه.

  • كما أنّ وجود جميع الموجودات من الحقّ تعالى، فهي جميعاً آيةٌ وممثّلٌ له، لذا فإنّها بأجمعها ظهوراته وتجلّيات ذاته القدسيّة. لكنّ الظاهر ليس منفصلًا عن المظهِر، والمتجلّي لا يمكن أن ينفكّ عن المتجلّى فيه، وإلّا لما كان ظهوراً وتجلّياً، بل لصار ذلك وجوداً منفصلًا، وهذا وجود منفصل، وسيزول عنوان المخلوق والربط والرابطة في هذه الحال، فتصبح جميع الكائنات مولودة للّه، في حين أنّه‌ ﴿لَمْ يَلِدْ﴾۱ تعالى شأنه.

    1. صدر الآية ٣، من السورة ۱۱٢: التوحيد.

هل تعني وحدة الوجود أن كل شيء هو الله؟ - بيان الشبهة و جوابها

3
  • وحدة الوجود لا تعني أن الأشياء هي الله

  • إنّ عينيّة الحقّ مع الأشياء ليست عينيّة الذات البسيطة -أي ما لا اسم له ولا رسم- مع الأشياء، لأنّ تلك ممّا لا يوصف وهذه الأشياء قابلة للوصف، وتلك لا تعيّن لها ولا حدّ، بينما هذه محدودة بأجمعها ومتعيّنة. بل إنّ العينيّة، بمعنى عينيّة العلّة للمعلول والخالق للفعل والظاهر للظهور، بمعنى أنّه لو فُرض ارتفاع الحدود والتعيّنات فلن يبقى شيء، ولا يمكن أن يبقى هناك شيء غير الوجود البحت البسيط المجرّد.

  • ووحدة الوجود بمعنى التعلّق والارتباط الحقيقيّ - لا الاعتباريّ والوهميّ والخياليّ - لجميع الموجودات مع خالقها، ومن ثمّ فإنّ فرض وجود صدأ الاستقلال في الموجودات سيكون أمراً لا معنى له، فالجميع مرتبط بالله سبحانه، بل إنّهم ليسوا إلّا الارتباط المحض والعلاقة المحضة.

  • معية الله مع الأشياء معية حقيقية والقرآن يدل على ذلك

  • كما أنّ الخالق المتعال الذي هو حقيقة الوجود وأصل الجود والوجود له معيّة مع جميع الأشياء، لا معيّة ۱+۱ التي تمثّل فرضاً مخطئاً هو عين الشرك، بل هي في المثل كمعيّة النفس الناطقة للبدن، ومعيّة العقل والإرادة للأفعال الصادرة من الإنسان، فهي -على وجه التحقيق- ليست واحدة في المفهوم والمفاد والمعنى، لكنّها لا تنفكّ ولا تتميّز عن بعضها.

  • أفلم نقرأ ـ أيّها العزيز ـ آيات القرآن القائلة: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾۱؟

  • أفهذه المعيّة حقيقيّة أم اعتباريّة ومجازيّة؟ لو قلتَ إنّها اعتباريّة، فلن تكون عند ذلك علاقة بيننا وبينه بأيّ وجه من الوجوه، وستصبح كلّ ذرّة من ذرّات العالم وكلّ موجود من الملك إلى الملكوت بأجمعها موجودات مستقلّة، وعلينا أن نقول بأنّ هناك قديماً وأزلًيا ودائماً بعددها جميعاً؛ وسيصدق بشأننا آنذاك قول النبيّ المحترم يوسف -على نبيّنا وآله وعليه السلام- لرفيقَيهِ وصاحبَيهِ في السجن: ﴿يا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَ أَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ﴾٢.

  • ذلك الله الذي لم يدع بعزّته واستقلاله في الوجود وباسم قهّاريّته -الذي هو من لوازم وحدته- مجالًا لربّ أو أرباب آخرين مستقلّين ومنفصلين، بل إنّ وحدة ذاته القدسيّة قد أحرقت جميع الوحدات الاعتباريّة والمجازيّة وأزالت هذا الهشيم عن الدرب.

    1. مقطع من الآية ٤، من السورة ٥۷: الحديد.
    2. الآية ٣٩، من السورة ۱٢: يوسف.

هل تعني وحدة الوجود أن كل شيء هو الله؟ - بيان الشبهة و جوابها

4
  • أو هل تأمّلنا في هذه الآية القرآنيّة المباركة: ﴿ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى‌ ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى‌ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا﴾۱؟

  • فكيف ترى نتصوّر معيّة الله لنا إن نحن اعتبرناه منفصلًا عنّا وعددنا أنفسنا منفصلين عنه، كمثل رفيقين يسافران معاً أو كشخصَين لهما معيّة العمل في شركة معيّنة؟ إذ لن تكون المعيّة في هذه الحال معيّةً واقعيّةً وحقيقيّة، بل ستكون معيّة اعتباريّة ومجازيّة وكاذبة.

  • إنّ للّه سبحانه معنا معيّة حقيقيّة، أي معيّة وجوديّة، لكنّه كمثل الشمس ونحن كمثل الشعاع، أو حسب التعبير القرآنيّ الأفضل كمثل الظلّ. فهو الاستقلال ونحن التبعيّة، وهو العزيز ونحن الأذلّاء، وهو الحقيقة ونحن الآية والمرآة.

  • أقسم بالله عليكم! أ يمكن تصوّر أن يقوم القرآن ببيان وإيضاح معنى المعيّة وإيضاحه أفضل ممّا فعل؟! أوَهل فكرنا في هذه الآية الكريمة الشريفة: ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ عَلِيمٌ‌﴾٢؟!

  • الشبهات على القول بوحدة الوجود ناتجة عن سوء الفهم

  • لكنّ إدراك هذا المعنى بالمشاهدة والوجدان والعيان ليس ميسوراً لكلّ أحد، فهذا هو مقام التوحيد العالي؛ حيث ينبغي أن يصل المسلم حقيقة إلى درجة يرى الله سبحانه فيها -قلباً وسرّاً- إلهاً واحداً، ويدرك أن جميع الموجودات ليست إلّا موجودات فانية مضمحلّة ومندكّة ومعدومة، بلا قدرة ولا حياة أمام ذلك الوجود العزيز المستقلّ والقادر والحيّ.

  • هنا يصمت أهل التوحيد فلا ينبسون بكلمة، فلو تكلّموا وقالوا: إنّ هناك في عالم الوجود وجوداً واحداً مستقلًّا مختاراً مريداً، وأنّه ليس هناك إلّا وجودٌ عليم سميع قدير بصير حيّ قيّوم، وأنّ جميع الموجودات هي فَناء محض أمام ذلك الوجود؛ لعدّهم الناس زنادقة وكفّاراً. 

  • ولاستنكروا عليهم بقولهم: كيف تقولون عن هذه القدرات ومراكز العظمة والحياة والعلم في الدنيا إنّها بلا أثر وإنّها ليست إلّا فَناءً محضاً؟! وكيف تعتبرون أمثال فرعون ونمرود والشيطان مقهورين مسخّرين لأمر الحقّ؟! ليس هذا منكم إلّا عين الكفر ونسبة القبح إلى الله تعالى.٣

  • بيان آخر للعلامة الطهراني في الجواب عن الشبهة

    1. مقطع من الآية ۷، من السورة ٥۸: المجادلة.
    2. الآية ٣، من السورة ٥۷: الحديد.
    3.  الروح المجرد ص ٣٦۸ – ٣۷۱.

هل تعني وحدة الوجود أن كل شيء هو الله؟ - بيان الشبهة و جوابها

5
  • [وكذلك يقول العلامة الطهراني رضوان الله عليه في كتاب ولاية الفقيه في حكومة الإسلام:]

  • وحدة الوجود من أعظم وأعلى وأصعب وأدقّ مسائل الحكمة المتعالية، وفهمها ليس يسيراً هيّناً، فعلى الإنسان أن يجدّ ويكدّ طوال عمره علماً وعملاً؛ وهل سيفهمه الله أصل وحقيقة وحدة الوجود أو لا؟! فهذا من الأسرار التي لا يمكن البوح بها لأيٍّ كان.

  • الفهم الخاطئ لوحدة الوجود: جميع الأشياء هي الله

  • لو قال إنسان لآخر: "الوجود واحد"؛ فماذا يفهم من هذا الكلام؟ سيقول: إنَّ معنى هذا الكلام هو أنّ هناك وجوداً واحداً متحقّقاً لا غير، وهو وجود الذات الإلهيّة المقدّسة، أي أنَّ جميع الأشياء هي الله، ولذا يتوهّمون بأنَّ الإنسان هو الله والخنزير هو الله والكلب هو الله والقاذورات هي الله والزاني هو الله والمزنيّ به هو الله!

  • إنّ هذا كفر وشرك؛ والقائل بوحدة الوجود لا يقول: إنَّ الزاني والمزنيّ به هو الله، وإنَّ الكلب والخنزير هو الله؛ وهو لا يقول: إنَّ الإنسان هو الله، ولا يقول: إنَّ من هو أرقى من الإنسان (الملائكة) هو الله، ولا يقول: إنَّ الملائكة المقرّبين والروح هم الله، ولا يقول: إنَّ جبرئيل والروح الأمين وروح القدس هم الله!

  • بل إنَّه يقول: إنَّ هؤلاء جميعاً موجودات متعيّنة ومتقيّدة ومحدودة ومشخّصة، والله تعالى لا حدّ له، وحتّى النبيّ مع جميع تلك اللامحدوديّة التي يمتلكها بالنسبة لجميع الموجودات، لكنّه بالنسبة إلى الله محدود وممكن. فهو لا يقول: إنَّ الرسول هو الله؛ بل القائل بوحدة الوجود يقول بأنَّه ليس هناك شيء غير الله.

  • لا بد من التفريق بين (جميع الأشياء هي الله) وبين (لا وجود مستقل لغير الله)

  • هناك فرق بين أن نقول إنَّ جميع الأشياء هي الله (كُلُّ شَيْءٍ هُوَ الله) وبين أن نقول: لا شيء موجود غير الله۱؛ فالقائل بوحدة الوجود يقول: لا وجود في العالم لغير الذات المقدّسة لواجب الوجود على الإطلاق، فالوجود الاستقلاليّ واحد فقط، وهو قد غمر جميع الموجودات وَلا تَشُذُّ عَنْ حيطَةِ وُجودِهِ ذَرَّة! وكلّ وجود تحسبونه وجوداً مستقلًّا فاستقلاله هذا ناشئ عن عدم إبصاركم وعدم إدراككم. الوجود المستقلّ هو وجوده وحده فقط، ووجود جميع الموجودات ظلّيّ وتبعيّ واندكاكيّ وآليّ لأصل الوجود، ووجود الجميع قائم بتلك الذات المقدّسة للحيّ القيّوم.

    1. نلفت نظر القارئ الكريم إلى دقة المسألة، فلا بد من التدقيق و التأمل فيها، و عدم الاستعجال والمسامحة، كما نلفت نظره الكريم إلى وجود عدة مقالات في الموقع حول وحدة الوجود، فقراءة جميع المقالات مفيدة جدًّا في فهم النظرية بأبعادها، وفي دفع الشبهات المختلفة.
      ولتوضيح ما أفاده العلامة الطهراني في المتن أعلاه بشكل أكبر نقول: إن معنى (كل شيء هو الله) هو معنى باطل لأن الأشياء محدودة والله تعالى مطلق لا حد له، فلا يمكن أن تكون الأشياء هي الله، وهذا القول الباطل لا يقول به أصحاب نظرية وحدة الوجود.
      وأما قولهم (ليس هناك موجود سوى الله) فهو حقٌ وصحيح؛ لأن المراد منه نفي أي وجود استقلالي عن الأشياء، فالأشياء لها واقعية ووجود ولكن وجودها في طول وجود الله وليس في مقابله و ليس "سوى الله".
      ويمكن أن نقرب الفكرة بمثالٍ، فنقول: لو كان هناك بحر، وكان لهذا البحر أمواج، فهنا لا يصح أن نقول: إن الأمواج هي البحر؛ لأن البحر واسع و الأمواج محدودة، وفي نفس الوقت يصح أن نقول: لا يوجد شيء سوى البحر، لأن الأمواج ليست خارجة عن البحر وغيرًا له، بل وجودها ظهور لوجود البحر، فوجود الأمواج واقعي ولكنه في نفس الوقت ليس مستقلا عن وجود البحر، فليس لها وجود آخر غير وجوده وفي عرض وجوده وفي مقابله.

هل تعني وحدة الوجود أن كل شيء هو الله؟ - بيان الشبهة و جوابها

6
  • القائل بوحدة الوجود يقول: ليس هناك ذات مستقلّة يمكن إطلاق الوجود عليها غير الذات الإلهيّة، وجميع عالم الإمكان مِنَ الذَّرَّةِ إلى الدُّرَّة، فانٍ ومندكّ في وجوده، وليس هناك وجود يمتلك الاستقلال، أو يستطيع أن يظهر نفسه في مقابل وجوده، فالجميع ظلال لوجوده.

  • لا أنّه يقول: كُلُّ شَيْ‌ءٍ هُوَ الله، فإنّ لفظ «الشَّي‌ء» يُشير إلى الحدود الماهويّة، والحدود كلّها نواقص وعدم وفقر واحتياج، فأيّ مناسبة لها مع الله؟! وهذا من المسلّم كونه شركاً.

  • لكنَّ هذا المطلب الذي يجب أن يثبت بعد السنين المتمادية بالبرهان القاطع، أو يدرك بالقلب بواسطة السير والسلوك إلى الله، إذا وضعه الإنسان بين يدي الناس حتّى أولئك الذين هم من أهل العلم (لكنّهم لا يمتلكون قدماً ثابتة في المعارف الإلهيّة)، فماذا يفهمون منه؟ سيقولون: إنَّ فلاناً من أهل وحدة الوجود، ووحدة الوجود شرك وكفر وما شابه..

  • وحدة الوجود من أرقى أسرار آل محمّد عليهم السلام‌

  • إنّك لا تفهم معنى وحدة الوجود أصلاً! ولا تستوعبه! إنَّ وحدة الوجود سرّ آل محمّد، وحدة الوجود حقيقة الولاية، وحدة الوجود حقيقة النبوّة، وحدة الوجود هي حقيقة كلّ شيء من جهة ارتباطه الخاصّ بالذات الإلهيّة المقدّسة، وحدة الوجود هي ذلك المقام التوحيديّ الذي جاء به النبيّ، وسُفكت كلّ هذه الدماء لكي يقولوا لَا إلَهَ إلَّا اللهُ.

  • لا فرق بين وحدة الوجود وتوحيد الوجود، فالتوحيد يعني جعله واحداً، والوحدة تعني كونه واحداً، فما الفرق بين هذا وذاك؟! فذاك من باب التفعيل، ثلاثيّ مزيد، وهذا من باب المجرّد، فاحذفوا لفظ التوحيد في الوجود الذي يقوم الإسلام عليه وضعوا مكانه لفظ الوحدة، فيكون لفظ الوحدة مكان التوحيد.

  • أنتم لا تستوحشون من التوحيد، فَلِمَ تخافون من الوحدة؟! هذه أسرار غامضة، لو أراد سلمان أن يبرزها لمن هو دونه لما تحمّلوها ولقالوا هذا شرك.

  • هذه أسرار حقيقة القرآن ونهاية سير البشر، وعلى الجميع أن يطووا هذا الطريق إلى أن يصلوا إلى هناك، وقد جاء النبيّ لأجل إيصال هذا المعنى، فلا يمكن تربية الإنسان دون أن يصل إلى ذلك المعنى، وإلّا كان العالم عبثاً، كما أنَّه ومن جهة أخرى، لا يستطيع بيان هذا المعنى للجميع، لأنَّه غير قابل للإدراك للجميع؛ ولذا، فهو يذكره لبعض خواصّه فقط الذين يمتلكون قابليّة ذلك ويستوعبونه، فيكون بهذا جزءاً من الأسرار۱و ٢

    1. ولاية الفقيه في حكومة الإسلام – ج٣ – ص ٥٤ – ٥٦.
    2. [ملاحظة: تمّ انتخاب هذا البحث من كتاب الروح المجرد، وكتاب ولاية الفقيه في حكومة الإسلام، لسماحة العلامة آية الله الحاج السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهراني قدّس الله نفسه الزكيّة، وقد تمّت مقابلة النصوص مع النسخة الفارسيّة من قبل الهيئة العلميّة في لجنة الترجمة والتحقيق]

هل تعني وحدة الوجود أن كل شيء هو الله؟ - بيان الشبهة و جوابها

7
  •  

  • اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد