المؤلّفالهیئة العلمیة لموقع مدرسة الوحي
القسم السير الذاتية والتراجم
هو العليم
الموت في نظر سيّد الشهداء عليه السلام
بحث منتخب من «معرفة المعاد»
إعداد: الهيئة العلمية في موقع مدرسة الوحي
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
عن علي ابن الحسين عليهما السلام:
لَمَّا اشتَدَّ الأمْرُ بِالحُسَيْنِ بنِ عَلِيّ بنِ أبِي طَالِبٍ عليه السلامُ نَظَرَ إلَيْهِ مَنْ كَانَ مَعَهُ، فَإذَا هُوَ بِخِلافِهِمْ؛ لأنَّهُمْ كُلَّمَا اشتَدَّ الأمْرُ تَغَيّرَتْ ألْوَانُهُمْ، وَارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُمْ، وَ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ، وَ كَانَ الْحُسَيْنُ عليه السلامُ وَ بَعْضُ مَنْ مَعَهُ مِنْ خَصَائِصِهِ تَشْرَقُ ألْوَانُهُمْ، وَ تَهْدَأ جَوَارِحُهُمْ، وَ تَسْكُنُ نُفُوسُهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:
انْظُرُوا لا يُبَالِي بِالْمَوتِ!
فَقَالَ لَهُم الْحُسَينُ عَلَيْهِ السَّلامُ: صَبْراً بَنِي الْكِرَامِ! فَمَا الْمَوتُ إلاَّ قَنْطَرَةٌ تَعْبُر بِكُمْ عَنِ الْبُؤسِ وَ الضَّرّاءِ إلى الْجِنَانِ الْوَاسِعَةِ وَالنَّعِيمِ الدَّائِمَةِ. فَأيّكُمْ يَكْرَهُ أن يَنْتَقِلَ مِنْ سِجْنٍ إلى قَصْرٍ؟
وَ مَا هُوَ لأعْدَائِكُمْ إلاَّ كَمَنْ يَنْتَقِلُ مِنْ قَصْرٍ إلى سِجْنٍ وَ عَذَابٍ. إنّ أبِي حَدَّثَنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إنَّ الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤمِنِ وَ جَنَّةُ الْكَافِرِ وَ الْمَوتُ جِسْرُ هَؤُلاءِ إلى جَنَّاتِهِمْ، وَ جِسْرُ هُؤلاءِ إلى جَحِيمِهِمْ، ما كَذِبْتُ وَ لا كُذِبْتُ.۱
[ملاحظة: انتخب هذا البحث من معرفة المعاد، ج۱، ص: ۸٩، تأليف المرحوم العلاّمة آية اللـه الحاج السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ رضوان اللـه عليه، وقد تمّ توثيقه ومقارنته مع المصدر الفارسي من قبل الهيئة العلميّة في لجنة الترجمة والتحقيق، و تجدر الإشارة إلى أنّ العبارات و الهوامش التي وقعت بين معقوفتين هي من الهيئة العلميّة]