المؤلّفالهیئة العلمیة لموقع مدرسة الوحي
القسم التاريخ و الاجتماع
هو العليم
معيّة أصحاب سيّد الشهداء عليه السلام له
وقصّة جون العبد الحبشي
بحث منتخب من «معرفة المعاد»
إعداد: الهيئة العلمية في موقع مدرسة الوحي
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
و صلّى اللهُ على محمّد و آله الطَّاهرين
و لعنة الله على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين
و لا حول و لا قوّة إلاّ باللهِ العليّ العظيم
لقد حصلت لأصحاب سيّد الشهداء عليه السلام بأجمعهم المعيّة والمصاحبة له، حتّى ذلك الغلام الأسود، فقد كان لسيّد الشهداء عليه السّلام غلام اسمه جون كان مولى لأبي ذرّ الغفاريّ فوهبه للإمام، وكان له مهارة في إصلاح الأسلحة.
وفي ليلة عاشوراء كان الإمام جالساً في خيمته يترنّم بهذه الأبيات:
يَا دَهْرُ أفٍّ لَكَ مِنْ خَلِيلِ | *** | كَمْ لَكَ بِالإشْرَاقِ والأصِيلِ |
مِنْ صَاحِبٍ وطَالِبٍ قَتِيـــلِ. | *** | والدَّهْـرُ لَا يَقْنَـعُ بِالْبَدِيلِ |
وإنَّــمَــا الأمْــرُ إلـى الْجَلِيـل | *** | وكُـلُّ حَـيّ سَــالِـكٌ سَبِــيـــلِ۱ |
وكان هذا الغلام مشغولاً بإصلاح سلاح الإمام، فبشّر الإمام أصحابه جميعاً أنّهم سيكونون معه في العوالِم الأخرى. ولم يصدّق الغلام الأسود أنّ الله سبحانه سيحشره مع الإمام الحسين يوم القيامة. فقد كان عبداً يلفّه السواد من قمّة رأسه إلى أخمص قدميه، وكان في لسانه لكنة، وكان ينتمي إلى بلد آخر، ولم يكن له قوام متناسب، وكانت شفتاه غليظتين كبيرتين وشعر رأسه كان مجعّداً خشناً. إلاّ إنّ هذه الأمور ستُزال جميعاً، فهناك في عالم المعنى اتّحاد للأرواح، هناك حيث يُزال عنه السواد، فيُلبس لباساً أبيض، ويصبح بدنه أبيض برّاقاً كاللُّجَيْنِ.
وبعد واقعة كربلاء مرّ جمعٌ على المعركة، فرأوا بجانب القتلى جسداً صريعاً وكانت الرائحة العطرة تتصاعد، رائحةٌ لم تُصافح أنفاسهم أيّ رائحة تشبهها، كان ذلك الجسد لذلك الغلام الأسود، فقد كان أسودَاً فصار أبيضاً، وصارت رائحته زكيّةً عطرة، وقد أُلحق بمولاه المـُطاع سيّد الشهداء عليه السلام٢.
[ملاحظة: انتخب هذا البحث من معرفة المعاد، ج٢، ص ٦۸، تأليف المرحوم العلاّمة آية اللـه الحاج السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ رضوان اللـه عليه، وقد تمّ توثيقه ومقارنته مع المصدر الفارسي من قبل الهيئة العلميّة في لجنة الترجمة والتحقيق، و تجدر الإشارة إلى أنّ العبارات و الهوامش التي وقعت بين معقوفتين هي من الهيئة العلميّة]
... | *** | مَا أقْرَبَ الْوَعْدَ مِنَ الرَّحِيلِ. |