2

شعور تمام الوجودات

الولاية التكوينية - الجلسة الثانية

1116
مشاهدة المتن

المؤلّفآية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني

القسممباني الإسلام

المجموعةالولاية التكوينية و التشريعية

التاريخ 1413/01/05

جلسات المجموعة(2 جلسة)

التوضيح

هل لدى الحيوانات حياة وشعور؟ وهل لدى الجمادات شعور؟ وهل للحيوانات حشر وحساب يوم القيامة؟ ماذا يدرك الإنسان من حقائق الأمور؟ ما معنى المعجزة؟ وهل هي الإتيان بالخوارق أم هي عبارة عن كشف الواقع للإنسان؟ ما السرّ في توبة الحر بن يزيد الرياحي ورجوعه إلى الإمام عليه السلام؟ أسئلة أجاب عنها سماحة آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني رضوان الله عليه في هذه المحاضرة في الثاني من محرم سنة 1413 هجري، بالإضافة إلى تناوله مواضيع أخرى مرتبطة.

/۱۵
بي دي اف بي دي اف الجوال الوورد

شعور تمام الوجودات - الولاية التكوينية - الجلسة الثانية

1
  •  

  • هو العليم

  •  

  • شعور تمام الوجودات

  • الولاية التكوينية - الجلسة الثانية 

  •  

  • محاضرة القاها

  • آية الله الحاج السيّد محمّد محسن الحسيني الطهراني

  • قدّس الله سرّه

  •  

  •  

شعور تمام الوجودات - الولاية التكوينية - الجلسة الثانية

2
  •  

  •  

  • أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

  • بسم الله الرحمن الرحیم

  • الحمد لله رب العالمين بارئ الخلائق أجمعين

  • ثم الصلاة والسلام على سيدنا ونبينا 

  • وحبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا أبي القاسم المصطفى محمد

  • اللهم صل على محمد وآل محمد

  • وعلى أهل بيته الطاهرين المعصومين 

  • واللعنة على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

  •  

  •  

  • ﴿وَ إِذْ قالَ رَبُّك لِلْمَلائِكةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ، فَإِذا سَوَّيتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ ، فَسَجَدَ الْمَلائِكةُ كلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ، إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى‌ أَنْ يكونَ مَعَ السَّاجِدِينَ﴾ ۱

  • لقد ذكرنا في المطالب التي تقدّمت بالأمس أنّ الأوامر الإلهيّة على قسمين؛ القسم الأول الأوامر التكوينيّة والثاني الأوامر التشريعيّة، والأوامر التكوينيّة عبارة عن إنشاء وإيجاد الباري تعالى للأحداث والأعيان الخارجية؛ كلٌّ بما تقتضيه الحكمة البالغة والخصوصيّات التي تكون فيه. ﴿إِنَّا كلَّ شَي‌ءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾٢. فهذه الآية تفيد بأنّ كلّ شيء؛ أعمّ من الإنسان والحيوان وأعمّ من النبات والجماد وأعمّ من المجرّدات والمادّيات.. جميع هذه الأمور خلقها الله تعالى ضمن ضابطة معيّنة وعلى أساس خاصّ. وانطباق هذا الشيء مع سائر الأمور الخارجية يكون على أساس قانون النظام الأحسن، وهو أصل لا يمكن تخلّفه في شيء أبداً، وهو أنّ الله تعالى قد خلق جميع الأشياء على أساس خاصّ وحساب خاصّ، وكلّ شيء له شاكلته الخاصّة به؛ فالحجر خصوصيّته الصلابة والماء خصوصيتها النعومة والليونة والسيلان، وكل شيء يتوقّع منه ما يكون على شاكلته.

  • فالله تعالى خلق الجهاز الهضمي عندنا بما يتناسب مع الأشياء الخاصّة التي ينبغي أن يهضمها؛ فلو أدخلت في جوفك الحجر مكان الماء فسوف تموت، ولو أكلت من الطعام الذي خلقه الله لنا وجعله باختيارنا أكثر من الحدّ المطلوب فسوف تموت. والحال أنّ جميع هذه الأمور مرتبطة بالمسائل الماديّة، فما بالك بالمسائل المعنويّة التي لا نعرف عنها شيئاً! فكلّ شيء في هذا العالم له حساب وكتاب خاصّ به.

  • وقد ورد في آية أخرى عندما سأل فرعون موسى على نبينا وآله وعليه السلام: ﴿قالَ فَمَنْ رَبُّكما يا مُوسى﴾٣، من هو ربّكما وما خصوصيّاته؟ أجابه موسى: ﴿قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى‌ كلَّ شَي‌ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى‌﴾٤، يعني كلّ شيء له خلق خاصّ به وعلى أساس تلك الخصوصيّة يهديه ويرشده؛ فقد خلق الحيوان بشكل خاصّ، بل نفس الحيوانات مختلفة فيما بينها، فالحيوانات لها أوصاف متفاوتة؛ فبعضها لديه صفة اللين والهدوء والسكون، وبعضها الآخر له صفة الخشونة والقسوة والافتراس، وبعض الحيوانات مظهر لقهّارية الباري تعالى وجبّاريته، وبعضها الآخر يشتمل على صفة المتانة والوقار، لذا وبناء على هذه الخصوصيّات فقد حرّم الله علينا بعض الحيوانات وحلّل علينا بعضاً آخر، وهذا الأمر لا ارتباط به بالخصوصيّات المادّية للحيوان، بل هو بسبب وجود ارتباط وثيق بين الباطن والظاهر، والظاهر يُبقي ذاك الباطن محفوظاً فيه، فإذا أراد الإنسان أن يأكل ممّا حرّمه الله عليه فسوف تنتقل تلك الخصوصيّات الباطنية لهذا الحرام إلى الإنسان، ولأجل ذلك جعله الله حراماً.

    1. سورة الحجر، الآيات ٢۸ إلى ٣١.
    2. سورة القمر، لآية ٤٩.
    3. سورة طه، الآية ٤٩.
    4. سورة طه، الآية ٥٠.

شعور تمام الوجودات - الولاية التكوينية - الجلسة الثانية

3
  • من هنا ينبغي أن نضع تلك المسائل الماديّة والتخرّصات التي تدور حولها؛ وما يقال من أنّ الأمر كان لأجل ذلك أو أنّ النهي كان لهذا السبب.. ﴿وَ ما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾۱. فكل ما تريد أن تجعله ضمن دائرة علمك وتبحث عنه في هذه الدائرة لن يتجاوز حدود فكرك، والحال أنّ الخالق والصانع الذي خلق جميع الأشياء علمه أكبر من علمنا وأعظم، لكن بأيّ شيء هو أكبر منا وما هي مقدار عظمته؟ ما بين اللانهاية في السلب واللانهاية في الإيجاب، الفرق في هذا فقط.

  • بناء على ذلك، نحن لا خيار لدينا غير الخضوع أمام دستورات الأولياء والتسليم وعدم إظهار الرأي، وقد رأيتم عاقبة كلّ من لم يخضع لهم وأين وصل بهم الحال. لقد وقف الجميع مقابل الأنبياء وكلّ من كان لديه كلام أو أمر أو مسألة فقد ألقاه، وكلّ من كان لديه وجود أو علم أو ثروة وحياة وقدرة وإرادة ومشيئة وتكبّر وتفرعن وأمثال ذلك من حيثيّات الدنيا وشؤونها فقد قدّمه وعرضه، ولكن في النهاية ذهبوا كلّهم.. «دولة الباطل جولة ودولة الحق إلى قيام القيامة». وبناء عليه فكل ما جعله الله وخصّه بنفسه فهو مختصّ به.

  • من الجيّد الالتفات إلى هذا المطلب ـ وإن شاء الله سوف نبحثه في بحث التشريع ـ حتى لا يخطر على بال أحدنا إشكال، وهو أنّ كل خصوصيّة اختصّ الله تعالى بها أحد موجوداته فهي مختصّة به ولا تقبل السراية منه إلى غيره، وهذا الأمر موجود في الحيوانات أيضاً فضلاً عن أفراد الإنسان. فالخصوصيّات التي لديّ والصفات والغرائز التي أحملها والقدرة على التحمّل والطاقة التي لديّ تختلف عن الطاقة والتحمّل والاستعدادات والغرائز والبصيرة الموجودة عند كلّ فرد منكم، فالاستعداد الذي لديكم والتحمّل والبصيرة والغرائز التي جعلها الله فيكم تختلف قطعاً عمّا هو موجود عندي. نترك الكلام في هذا المطلب الآن، وسوف نبيّنه اليوم إذا وفّقنا لذلك، وإلا ففي الجلسات القادمة، ولدينا كلام حوله في مسألة التشريع.

  • بناء على ما ذكرنا، فقد خلق الله تعالى جميع الموجودات على أساس خصوصيّة معيّنة مختصّة به، وجعل جميع المخلوقات على هذا الأساس وهذه الشاكلة، وهذا من العجائب!

    1. سورة الإسراء، الآية ٨٥.

شعور تمام الوجودات - الولاية التكوينية - الجلسة الثانية

4
  • كل موجود يتّصف بالحياة والعلم والقدرة

  • جميع ذرّات العالم وكلّ ما يطلق عليه اسم موجود وله تحقّق في الخارج يتّصف بثلاث صفات: العلم والحياة والقدرة، فالحياة عبارة عن البقاء، هذه الأشياء باقية ولا تقبل الفناء ولا تقبل العدم، هذا معنى الحياة. وأما أنّ هذه الموجودات قادرة فبمعنى أنها لديها القدرة على حفظ نفسها وبقائها فيما يرتبط بنفسها، غاية الأمر أنّنا لا نشعر بذلك. هذه الحديدة الموجودة أمامي لها علم وحياة وقدرة، فإذا لم يكن لها حياة لكانت معدومة، وإذا لم يكن لها قدرة فينبغي أن لا تبقى بهذه الكيفية ولكانت تغيّرت صورتها وتبدّلت ماهيّتها. والصفة الثالثة وهي الأهم أنّ لديها علماً أي لديها شعور، فالعلم يعني الفهم والإدراك. نحن نظنّ بأنّنا رأس هذا العالم والحال أنّنا لا نعلم شيئاً ولا نستطيع أن نردّ شيئاً في هذا العالم، بل نقيس كلّ ما يجري في هذا العالم على أساس نظرنا ومقدار فكرنا، والحال أنّنا لا نعلم شيئاً مما يجري حولنا؛ مثل الطائر الذي يضع رأسه في التراب هرباً من الصيّاد حيث يعتقد أنّه لا وجود للصيّاد ولا وجود للفخّ والخطر، لكن ما إن يرفع رأسه من تحت التراب ويفتح عينيه يرى جميع ما يجري حوله ويشعر به.

  • ما دمنا قد وضعنا أنفسنا في دائرة الحواس الظاهرية فمن الطبيعي أن نفكّر كذلك، أما إذا رفعنا حجاب المادّة فسوف نرى المسائل بشكل آخر مختلف عمّا كنا نراها.

  • جميع الموجودات في حالة تسبيح لله تعالى

  • إذن جميع موجودات لديها علم وشعور، وقد ورد في الآية الشريفة: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَ الْأَرْضُ وَ مَنْ فِيهِنَّ وَ إِنْ مِنْ شَي‌ءٍ إِلَّا يسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لكنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً﴾۱، يعني كلّ ما يوجد في السماوات السبعة يعني عالم الدنيا وعالم المجرّدات بكافّة أنواعها؛ التي كلّما اقتربت من مرحلة الذات الربوبية كلّما صار تجرّدها أشدّ وأتمّ، وكلّما تنزّلت إلى المراحل الأدنى كلّما فقدت شيئاً من تجرّدها، حتى تفقد جميع تجرّدها.. جميع هذه الموجودات تسبّح الله تعالى. فالقرآن لا يمزح معنا أو يستهزئ بنا القرآن يقول: ﴿وَ إِنْ مِنْ شَي‌ءٍ إِلَّا يسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾، يعني جميع هذه الموجودات تسبّح، ﴿وَ لكنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ أنتم لا تفهمون تسبيحهم ولا تشعرون بقولهم سبّوح قدّوس. نحن لدينا حواس وآلات نستطيع أن ندرك بها ما يمكن أن تدركه هذه الحواس والآلات. فالآن أنا أتكلّم، هذا الكلام الذي يصدر منّي عبارة عن طاقة الالكترونية غير قابلة للسمع؛ لأنّ الجهاز السمعي الذي وضعه الله تعالى فيّ ينبغي أن يكون طاقة غير الكترونية، وبعبارة أخرى ينبغي أن تكون تلك الطاقة أمواجاً يمكن للأذن أن تتعرّف عليها، ولكن عندما يحصل هذا التغيير الآن ويتبدّل إلى إلكترون وكهرباء، فحتى يمكنني أن أسمع هذا الكلام يجب أن نمرّر هذه الطاقة الالكترونية والكهربائية مرّة أخرى عبر آلة تعيدها إلى أمواج كي تتمكّن الأذن والجهاز السمعي من سماعها والإحساس بها، فما دمنا في هذه المحدودية فلن تتمكّن الآلات والأجهزة التي منحنا الله إياها أن تفعل شيئاً، لأنّها لا يمكنها أن تدرك الصوت الذي لا يكون ضمن حدود الأمواج الصوتية المعهودة، فحتى يمكننا سماع ذاك الصوت نحتاج إلى آلة أخرى غير هذه الأذن، لذا يقول الله ﴿وَ لكنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾. وبناء عليه فما وصلنا من الأخبار ومشاهدات الأولياء وآيات القرآن وروايات الأئمّة عليهم السلام أمر مسلّم لا شك فيه، وهو أنّ جميع الموجودات لها شعور وإدراك. 

    1. سورة الإسراء، الآية ٤٤.

شعور تمام الوجودات - الولاية التكوينية - الجلسة الثانية

5
  • مثلاً ما ورد من شهادة الحصى للنبي بالرسالة۱، تفيد بأنّ الحصى لها إدراك وإحساس للرسالة، وذاك الحيوان٢ الذي أتى به الأعرابي وأخرجه من جيبه ووضعه أمام النبي الأكرم وقال يا محمد إن كنت رسولاً فامر هذا الحيوان أن يشهد لك بذلك، فشهد الحيوان للنبي بالرسالة، فهذا الحيوان له إحساس وشعور.

  • عندما ادعى محمد بن الحنفية الإمامة والخلافة بعد سيّد الشهداء عليه السلام٣، واعتبر أنّه هو الذي ينبغي أن يكون إماماً وخليفة، والحال أنّه لم يكن يدرك حقيقة الإمامة ولم يصل إليها، بل كان يتخيّل بأنّ الإمامة أمر عادي يمكن لأيّ شخص يشتمل على شيء من العلم أن يصل إليها، وأنّ الإمامة يمكن لأيّ شخص يحمل صفاتاً معيّنة أن يحصل عليها، فقام بعد استشهاد الإمام سيد الشهداء عليه السلام بادعاء الخلافة باعتبار أنّه الأكبر سنّاً من جميع بني هاشم، فجمع حوله بعض الأشخاص بهذا العنوان، وأتى نفس محمد بن الحنفية هذا الذي كان عمّ الإمام السجاد عليه السلام إلى الإمام وقال له يا ابن أخي أنت تدّعي الإمامة والحال أنّي أكبر ولد أبي سنّاً، وسبقي في الإسلام والجهاد مشهود للجميع.

  • فقال له الإمام لا تدّعي مقاماً لا تليق له، والحاصل أنّ الأمر انتهى إلى استشهاد الحجر الأسود في الكعبة والقبول بما يشهد به، فذهبوا إليه ودعا الإمام عليه السلام وشهد الحجر الأسود للإمام السجاد عليه السلام بالإمامة. هنا نرى أنّ الحجر الأسود لديه إحساس ويدرك إمامة الإمام السجّاد بقلبه وروحه ما لا ندركه نحن كذلك. 

  • لقد ألقوا علينا بعض الأمور وعلّمونا بعض المسائل، لذا لم نصل بعد إلى مرحلة حقّ اليقين، أما الحجر الأسود فهو يعلم؛ لأنّ الله تعالى قد أودع في ذاته وسرّه هذه الحقيقة.

  • حقيقة المعجزة

  • تلك المعاجز التي كان الأنبياء يقومون بها ليست بمعنى أنّهم كانوا يقومون بأمر غير عاديّ ويتصرّفون به، لم يكونوا يتصرّفون بإعجاز، فالمعجزة لا توجد الأمر غير العادي، والمعجزة لا تقدّم غير الواقع على أنّه واقع، بل تكشف عن الواقع المخفي علينا؛ مثلاً هذا الحجر وهذه الموجودات التي نرى أنّها بدون شعور ولا إدراك يأتي الإمام ويعطيها جرعة من شعور فتصير ذات شعور، أو أن يظهر لنا أنّها ذات شعور دون أن يكون الأمر كذلك، لا ليست المعجزة كذلك، فهذا الأمر ليس شأناً ذا بال، بل هذا إظهار غير الواقع على أنّه أمر واقعي وحقيقي، وإظهار المطلب غير الحقيقي على أنّه حقيقي، وهذا من المجاز والشعوذة والسحر وهو لا واقعية له أبداً.

    1. ابن عباس قال: قدم ملوك حضر موت على النبي صلى الله عليه وآله فقالوا: كيف نعلم أنك رسول الله؟ فأخذ كفاً من حصى فقال: «هذا يشهد أنّي رسول، فسبح الحصا في يده وشهد أنّه رسول الله». (مناقب آل أبي طالب، ابن شهراشوب، ج ۱، ص ۸۰)
    2. روى الدارقطني والبيهقي والحاكم وابن عدي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان في محفل من الصحابة إذ جاء أعرابي من بني سليم قد صاد ضبا وجعله في كمّه... وأخرج الضبّ من كمّه فطرحه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إن آمن بك أمنت بك، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: يا ضب فكلمه الضب بلسان طلق فصيح عربي مبين يفهمه القوم جميعا، لبيك وسعديك يا رسول رب العالمين، فقال صلى الله عليه وآله: من تعبد: قال الذي في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه وفي البحر سبيله وفي الجنة رحمته وفي النار عذابه، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: فمن أنا يا ضب؟ قال: أنت رسول الله وخاتم النبيين قد أفلح من صدقك وقد خاب من كذبك، فقال الاعرابي: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله حقا... (بحار الأنوار، ج ٦٢ ص ٢٣٤)
    3. روي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: «لما قتل الحسين بن علي عليه السلام أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين عليه السلام فخلا به ثم قال: يا بن أخي قد علمت أن رسول الله كان جعل الوصية والإمامة من بعده لعلي ابن أبي طالب عليه السلام، ثم إلى الحسن، ثم الحسين، وقد قتل أبوك رضي الله عنه وصلى عليه ولم يوص، وأنا عمك وصنو أبيك، وأنا في سني وقدمتي أحق بها منك في حداثتك، فلا تنازعني الوصية والإمامة، ولا تخالفني.
      فقال له علي بن الحسين عليه السلام: إتق الله ولا تدع ما ليس لك بحق، إني أعظك أن تكون من الجاهلين، يا عم! إن أبي صلوات الله عليه أوصى إلي قبل أن يتوجه إلى العراق، وعهد إلي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة، وهذا سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله عندي، فلا تعرض لهذا فإني أخاف عليك بنقص العمر، وتشتت الحال وأن الله تبارك وتعالى أبى إلا أن يجعل الوصية والإمامة إلا في عقب الحسين، فإن أردت أن تعلم فانطلق بنا إلى الحجر الأسود حتى نتحكم إليه ونسأله عن ذلك.
      قال الباقر عليه السلام: وكان الكلام بينهما وهما يومئذ بمكة، فانطلقا حتى أتيا الحجر الأسود فقال علي بن الحسين عليه السلام لمحمد: ابتدء فابتهل إلى الله واسأله أن ينطق لك الحجر ثم سله. فابتهل محمد في الدعاء وسأل الله ثم دعا الحجر فلم يجبه، فقال علي بن الحسين عليه السلام: أما أنك يا عم لو كنت وصيا وإماما لأجابك!
      فقال له محمد: فادع أنت يا بن أخي! فدعا الله علي بن الحسين عليه السلام بما أراد ثم قال: (أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء وميثاق الأوصياء وميثاق الناس أجمعين، لما أخبرتنا بلسان عربي مبين من الوصي والإمام بعد الحسين بن علي! فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه، ثم أنطقه الله بلسان عربي مبين فقال: اللهم إن الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي بن أبي طالب إلى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، فانصرف محمد وهو يتولى علي بن الحسين عليه السلام». (الاحتجاج، ج ٢، ص ٤٦ و٤۷)

شعور تمام الوجودات - الولاية التكوينية - الجلسة الثانية

6
  • إذن تمام هذه الموجودات لديها شعور وإدراك وفهم، والفعل الذي قام به الإمام عليه السلام هو إظهار لهذا الشعور، وإعمال لتلك الآلات التي جعلها الله تعالى فينا للسمع ضمن تلك الخصوصيات الخاصّة، لكنّنا بسبب جهلنا بتلك الخصوصيات لم ندع تلك الخصوصيات تعمل. فالمعجزة هي تفعيل تلك الأجهزة والخصوصيّات التي لا تزال مجهولة لدينا ونعتقد بأنّ كل ما في الوجود هو هذه الوسائل والآلات التي ندركها ظاهراً فقط.

  • قول الحكمة أمام أهلها فقط

  • وبناء على قول المرحوم السبزواري: 

  • موسئی نیست که دعویی انا الحق شنود***ورنه این زمزمه اندر شجری نیست که نیست
  • (يعني لا يوجد موسى كي يسمع صوت الشجرة التي تقول أنا الحق، أما إذا وجد موسى فسوف يسمع جميع الشجر تقول أنا الحق) 

  • وسيسمع جميع الذرّات تقول ذلك. ولن يكون ذلك العبد المسكين حسين بن منصور الحلاج الوحيد الذي يقول أنا الحق.

  • يقول حافظ: 

  • گفت آن یار کزو گشت سر دار بلند***جرمش این بود که اسرار هویدا می‌کرد
  • (يعني لقد قال لنا الشيخ بأنّ ذاك الذي علّق على حبل المشنقة [الحسين بن المنصور الحلاج] لم يكن ذنبه سوى إفشاء الأسرار)

  • لم يقتصر هذا القول عليه فقط، بل قال أنا الحق أمام الآخرين الذين لم يستطيعوا تحمّل سماع هذا القول منه فقاموا بقتله وحرق جثمانه وإلقاء رماده في نهر دجلة. لكن يا عزيزي تعال وقل أنا الحق أمام أهله، لا تقل ذلك أمام هؤلاء الناس الأشقياء الذين لا يعلمون شيئاً حتى يكفّروك ويقتلوك، وإلا فما قلته أنا الحق هو نفسه الذي صدر من الشجرة ولم يكفر موسى ولا كفّر الشجرة.

  • ينقل عن أبي يزيد البسطامي أعلى الله مقامه بأنّه قال يوماً أمام أصدقائه ومريديه: لا إله إلا أنا هو. وبعد أن سمعوا منه ذلك شرعوا بالأخذ والردّ والاعتراض عليه ماذا تقول ما معنى لا إله إلا أنا، وأنا هو؟ وعندما ذهبت تلك الحالة منه وعاد إلى ما كان عليه، أتى تلامذته ومريدوه وقالوا له لقد سمعنا اليوم منك أمراً عظيماً! لقد قلت أنا هو! فقال لهم إذا سمعتموني بعد ذلك أقول هذا فاضربوا عنقي بالسيف، إذا سمعتموني أتكلّم بهذه الأسرار التي لا ينبغي أن تفشى. وقد حصل بعد ذلك أن حصل لديه حال مشابه وصدر منه مثل هذا الكلام، فلما رأى تلامذته منه ذلك قاموا بتنفيذ وصية أستاذهم وأخذوا يضربونه بالسيف، ولكن مهما ضربوه لم يكن السيف ليؤثّر فيه شيئاً، وكانوا يضبونه بتمام قوّتهم ولكن دون جدوى.. يا عزيزي هذا السيف لا يعمل في هذا المورد، فهو يعلم أين يجب أن يؤثّر وأين يجب أن لا يؤثّر.. دع هذا الأمر إلى وقته.

شعور تمام الوجودات - الولاية التكوينية - الجلسة الثانية

7
  • والحاصل، عندما انقضى ذلك الحال وانتهى ذلك المجلس أتوا إليه وقالوا له لقد صدر منك ذاك الكلام مرّة أخرى، وقمنا بضربك بالسيف، لكن مهما ضربنا لم يكن يؤثّر ضربنا فيك شيئاً، فقال لهم إذا كان السيف لا يعمل فيّ، فلا بد أنّي لم أكن أنا، فهل يمكن للسيف أن يضرب الله تعالى؟ وهل يمكن للرمح والسهم أن يصيب الله؟! لقد كان في تلك الحالة يقول نفس القول الذي قالته الشجرة لموسى.

  • عندما قالت الشجرة لموسى أنا الحق، لم يقل الله ذلك بلسان الشجر، ولم يتصرّف الله تعالى في الشجرة، بل إنّ ذكر تلك الشجرة كان دائماً أنا الحق، والذكر الدائم للشجرة لا إله إلا هو، وذكر ذرّات نفسنا الناطقة وجسمنا بل جميع ذرّات وجودنا لا إله إلا هو، غاية الأمر أنّ حقيقة الأمر قد ينكشف أحياناً ويظهر لنا، وفي موارد أخرى لا تنكشف لنا ولا تظهر، لذا تصير المسألة في المقام أكثر دقّة وأصعب.

  • چون ما در پس پرده‌ی غیبتیم***با ما به غیبت صحبت می‌کنند
  • (بما أنّنا في حجاب البعد والغيبة، فهم يتكلّمون معنا بضمير الغائب)

  • أما لو كنّا حاضرين في حضرته تعالى فبدلاً من خطابهم إيّانا بـ ﴿قل هو الله أحد﴾ لكان الخطاب بطور مختلف، وبما أنّنا لا نزال في حجاب الغيبة قيل لنا ﴿هُوَ اللَه الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ﴾۱، أما لو كنّا في محضر حضرة الباري لكان الخطاب بشكل آخر لن أذكره، وما ذكرته في المقام قد تجاوزت فيه الحدّ، لذا أكتفي به.

  • والحاصل أنّه بحسب ما منّ به الله تعالى على جميع الأشياء فجميع هذه لديها علم وشعور وإدراك، وبهذا المقدار سوف يحاسبها الله تعالى. 

  • المعجزة هي التصرّف في النفس لا في الخارج

  • وبناء عليه فالمعجزة التي قام بها الأنبياء هي عبارة عن التصرّف في القوى الموجودة لدينا، لا أنّها عبارة عن التصرّف في الأشياء الخارجية، طبعاً في هذه المسألة مسألة الشهادة وأمثال ذلك، فالمعجزة لا تعني أن يأتي النبي ويعطي لساناً لتلك الحصى التي نعتبر أنّها لا شعور لها ولا إدراك وأنّها مجرّد جسمٍ مهمل جامد.. ويجعلها تتكلّم وتوصل كلامها لمسامعنا وندرك ما تقوله، فهذا ليس معجزة هذا سحر وشعوذة وهو مجاز لا واقعية له، بل يأتي النبي ويتصرّف فينا نحن ويقول لنا أنت أيّها الإنسان الذي يمشي على رجلين لا تعرف قيمة نفسك إلى الحدّ الذي جعلك تفقد قابلية فهم هذا الصوت الذي يخرج من الحصى.. أنا سوف أرفع لك هذا الحجاب عن عينك حتى تسمع هذا الصوت الواقعي الذي يصدر منها، وترى الواقع في الخارج كما هو بعد أن أرفع الحجاب عن سمعك، هذا هو الذي يفعله الأنبياء.

    1. سورة الحشر، الآية ٢٢.

شعور تمام الوجودات - الولاية التكوينية - الجلسة الثانية

8
  • وبناء عليه جميع الموجودات لها عقل وإدارك ولها علم وشعور، طبعاً مسألة العقل تختلف بعض الشيء، لكن لديها إدراك وشعور، كلّ من هذه الموجودات بحسب حاله وخصوصياته.

  • شواهد روائيّة على إدراك الحيوان وشعوره

  • مثلاً ورد في رواية عن الإمام الباقر عليه السلام۱ عندما كان في سفر العودة من مكّة إلى المدينة مع أصحابه، وعندما وصلوا قرب جبل هناك رأوا ذئباً يركض نحوهم وهو متّجه إلى الإمام الباقر عليه السلام، فخاف أحد أصحاب الإمام عليه من أن يفترسه الذئب فأخفى نفسه خلف الإمام حذراً من هجوم الذئب عليه، فأتى الذئب رويداً رويداً نحو فرس الإمام أو البغل الذي كان يمتطيه ورفع رأسه ووقف على رجليه ويداه على البغل والبغل واقف بهدوء وأدنى الذئب فمه من أذن الإمام الباقر عليه السلام وقال له أمراً وقد سمعت منه صوتاً وهمهمة، ثم قال له الإمام حسناً إن شاء الله أفعل، وتكلّم الإمام بكلام آخر لم أفهمه، لعله تكلّم بلغته لم أفهم منه شيئاً، فقد تكلّم بلغته التي لا أفهمها.

  • چون كه با كودك سر و كارت فتاد***پس زبان كودكي بايد گشاد
  • (إذا ما تكلّمت مع الطفل فلتكن لغتك لغة أطفال)

  • أتى شخص من أهل مشهد إلى الإمام الرضا عليه السلام في المدينة، وكان يعلم شيئاً من اللغة العربية، وكان يتكلّم بشكل مكسّر غير مفهوم، فقال له الإمام أنت لا تعرف اللغة العربية فلا تزاحم نفسك وتتعب نفسك، بل تكلّم معي بلغتك المشهدية الخاصّة فأنا أفهم عليك (ضحك).

  • فالإمام عندما يريد أن يتحدّث مع ذاك الذئب لا يتحدّث معه بلغتنا نحن، بل يتحدّث بلغته التي يفهمها هو.. 

  • أما منطق الطير فله كلام آخر، فكلّ من هذه الطيور لها منطق خاص بها وكلام مختصّ به..

  • والحاصل بعدما كلّمه الإمام رفع الذئب رأسه إلى السماء وتكلّم بكلام وودّع الإمام وعاد إلى الجبل، وعندئذٍ ذهب الخوف من الراوي وأتى إلى الإمام وسأله عمّا جرى في هذه القضية، فهو لم ير قبل ذلك شيئاً من هذا القبيل، قال له الإمام لهذا الذئب زوجة وهي في حالة ولادة وقد أخذها ألم المخاض وطلب منّي أن أدعو لها بسهولة الولادة، فسألت الله تعالى أن يسهّل ولادة عياله المكرّمة والمجلّلة دون أي عقبات (ضحك). وعندما فرغت من الدعاء رفع رأسه نحو السماء وسأل الله أن يحرّم بدن ذرّية فاطمة عليها السلام على أولاده وذرّيته.. فهل نقول بعد ذلك بأنّهم لا شعور لهم؟ ولا يفهمون؟

    1. عن محمد بن مسلم قال: كنت مع أبي جعفر - عليه السلام - بين مكة والمدينة نسير، وأنا على حمار (لي) وهو على بغلة (له)، إذ أقبل ذئب من رأس الجبل حتى انتهى إلى أبي جعفر - عليه السلام - فحبس له البغلة حتى دنا منه، فوضع يده على قربوس السرج ومد عنقه إليه فأدنى أبو جعفر - عليه السلام - أذنه منه ساعة، ثم قال له: امض فقد فعلت، فرجع مهرولا.
      فقلت: جعلت فداك (ما هذا) لقد رأيت عجبا؟ فقال - عليه السلا: - «(هل تدري ما قال؟ فقلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم) فقال: هذا الذئب ذكر لي أنّ زوجته في هذا الجبل، وقد عسر (عليها) ولادتها، فادع الله عز وجل أن يخلّصها، وأن لا يسلّط نسلي على شيء من شيعتكم أهل البيت. فقلت: قد فعلت». (مدينة المعاجز، السيد هاشم البحراني، ج ٥، ص ۱٥)

شعور تمام الوجودات - الولاية التكوينية - الجلسة الثانية

9
  • الآن خطر ببالي هذه الرواية ظاهراً عن ابن عباس أنّه قال كنا يوماً عند أمير المؤمنين عليه السلام أيام خلافته، فأتاه قوم من العجم وقالوا هل أنت خليفة رسول الله؟ قال نعم! فقالوا له لدينا أسئلة نريد أن نطرحها عليك، فقال لهم الإمام اسألوا سؤال متفقّه لا سؤال ممتحن، يعني اسألوا حتى تتعلّموا وتستفيدوا لا أن تسألوا هكذا.. فقالوا حسناً، وذكروا اسم ستّة من الحيوانات أحدها الفرس والحمار والضفدعة وطائر الدراج والديك وقالوا ماذا تقول هذه الحيوانات يا علي؟ ماذا يقول الحصان في صهيله وما الذي يريده عندما يصهل؟۱ 

  • فقال لهم الإمام: أما صهيل الحصان إذا التقى الفريقان في الجهاد في سبيل الله فيقول: سبحان الملك القدّوس. هذا معنى صهيل الفرس، غاية الأمر أنّ عبارة سبحان الملك القدّوس مختلفة، كما هو الحال في الاختلاف فيما بيننا نحن البشر، فإذا أردنا أن نقولها باللغة الفارسية يكون نفس هذا المعنى بعبارة أخرى، وإذا أراد شخص آخر أن يقولها بلغة أخرى فسوف يترجمها بعبارة أخرى، وهكذا في كل لغة. وبناء عليه فالمعنى لجميع هذه الترجمات واحد. وما الضير في أن يكون الفرس عندما يصهل يقول سبحان الملك القدّوس، غاية الأمر أنّها تكون بتلك الصورة؟! فكما يكون قول الحصان سبحان الملك القدّوس بهذا الصوت مضحكاً لنا كذلك هم يضحكون علينا بكلامنا هذا، فيقولون انظروا كيف يسبّحون الله بهذه العبارات! وواقعاً هذا الأمر مضحك لهم! وكذا العبادات التي نقوم بها والأذكار التي نذكرها مضحكة للحيوانات.. ولدينا العديد من الروايات التي تفيد بأنّ الحيوانات تضحك علينا..

  • وأما الحمار فهو يقول في نهيقه اللهم العن العشّارين، والمراد بالعشّارين هم الذين يجمعون الضرائب، والظاهر أنّ الحمار يعرف كم كانت أوضاع الناس المالية منهارة بسبب هذه الضرائب التي يجمعها العشّارون (ضحك)، فالناس يشقون في عملهم وتحصيل رزقهم ثم تأتي الدولة وترفع الضرائب وتأخذها منهم.. طبعاً هذا الكلام خاصّ بالحكّام الظلمة، ولا بدّ أن نضع كلّ شيء في موضعه.. فالحمار يقول اللهم العن العشّارين. 

  • وأما الديك فيقول في السَحَر: اذكروا الله أيها الغافلون، أي قوموا وانهضوا من نومكم أيها الغافلون، هذا ما يقوله الديك.

    1. قال ابن عباس شهدنا مجلس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فإذا نحن بعدة من العجم، فسلموا عليه فقالوا: جئناك لنسألك عن ست خصال فإن أنت أخبرتنا آمنا وصدقنا وإلا كذبنا وجحدنا، فقال علي عليه السلام: «سلوا متفقهين ولا تسألوا متعنتين، قالوا: أخبرنا ما يقول الفرس في صهيله، والحمار في نهيقه، والدراج في صياحه، والقنبرة في صفيرها، والديك في نعيقه، والضفدع في نقيقه؟ فقال علي عليه السلام: إذا التقى الجمعان ومشى الرجال إلى الرجال بالسيوف يرفع الفرس رأسه فيقول: "سبحان الملك القدوس" ويقول الحمار في نهيقه: "اللهم العن العشارين". ويقول الديك في نعيقه بالأسحار: اذكروا الله يا غافلين" ويقول الضفدع في نقيقه: "سبحان المعبود في لجج البحار". ويقول الدراج في صياحه: "الرحمن على العرش استوى". وتقول القنبرة في صفيرها: "اللهم العن مبغضي آل محمد"».
      قال: فقالوا: آمنا وصدقنا وما على وجه الأرض من هو أعلم منك، فقال عليه السلام: «ألا أفيدكم؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين، فقال: إنّ للفرس في كل يوم ثلاث دعوات مستجابات تقول في أول نهاره " اللهم وسع على سيدي الرزق " وتقول في وسط النهار " اللهم اجعلني أحب إلى سيدي من أهله وماله " ويقول في آخر نهاره: " اللهم ارزق سيدي على ظهري الشهادة"» (الاختصاص، الشيخ المفيد، ص ۱٣٦).

شعور تمام الوجودات - الولاية التكوينية - الجلسة الثانية

10
  • وأما الضفدعة فتقول سبحان الله المعبود في لُجج البحار، نعم هذه الضفدعة التي تصدر هذه الأصوات المزعجة ولا تدعنا ننام وتؤذينا من صوتها تذكر الله بهذا الذكر، وعلينا أن نعرف ماذا تقول.. هكذا يخبرنا الإمام عن قولها.

  • وأما الثور فذكره الرحمن على العرش استوى.

  • وأما الدرّاج فذكره اللهم العن مبغضي آل محمد. 

  • والظاهر أنّ هؤلاء الأشخاص كانوا يعرفون حقيقة الأمر، لذا قالوا بعد ذلك يا علي أنت أعلم جميع أهل الأرض، فقال لهم الإمام دعوني أضيف على ما لا تعلمونه شيئاً آخر، وهو أنّ الفرس الذي قلت لكم بأنّ ذكره سبحان الملك القدّوس.. هذا الفرس عند صهيله في الصباح يقول: اللهم ارزق سيدي، وعند صهيله في الظهر يقول اللهم اجعلني أحبّ من أهله وماله، وعند المغرب يقول ـ وهو الأهم ـ اللهم ارزق سيدي الشهادة على ظهري عند حرب المسلمين مع المشركين.. هذه الإدراكات التي لدى الحيوانات، جميع هذه الحيوانات لديها شعور، بل حتى النباتات لديها شعور كذلك.

  • الجماد لديه شعور وإدراك

  • ورد لدينا أنّه يوجد في مسجد الرسول أسطوانة باسم أسطوانة الحنّانة۱، كان النبي الأكرم يتّكيء عليها عند خطبته في المسجد، وبعد ذلك نصبوا له منبراً فلم يعد يتّكئ عليها، فعلى صوت الاسطوانة بالبكاء والنحيب وكان المسلمون يسمعون صوتها.. إذا رزقنا الله بالتشرّف بالحج وذهبنا إلى المدينة يوجد مكان مكتوب عليه اسطوانة الحنّانة، وقد رأيته بنفسي، وهو المكان الذي كان النبي يتّكيء عليه للتحدّث إلى أصحابه، وعندما بنوا له منبراً علا صوت هذا العمود بالنحيب بحيث كان يسمعه جميع الأشخاص في المسجد.. أليس هذا إحساساً؟! ألا يعني أنّ هذا العمود يفهم وجود النبي ويشعر به؟!

  • من هنا فإنّ جميع الآثار التي جعلها الله تعالى في هذه الأشياء قائمة على أساس شعورها وإدراكها. عندما تريد أن تتناول دواءً ويكون مفيداً لك إنّما يكون كذلك بما له من الإدراك والشعور، فلو لم يكن هذا الدواء مأموراً بالتأثير فلو تناولت إناء من الأقراص بدلاً من قرص واحد فلن يكون مفيداً لك، وتلك الجراثيم التي من المفترض أن تؤذينا وتقضي علينا إنّما كانت على أساس الأمر الإلهي الذي جعله الله فيها، فلو لم يكن هذا الأمر الإلهي فلو بقيت مائة سنة فلن تؤثّر فينا شيئاً، عندما يأتي الأمر يحصل الأثر.

    1. وَ أَمَّا حَنِينُ اَلْعُودِ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، فَإِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَانَ يَخْطُبُ بِالْمَدِينَةِ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ فِي صَحْنِ مَسْجِدِهَا، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ إِنَّ اَلنَّاسَ قَدْ كَثُرُوا، وَ إِنَّهُمْ يُحِبُّونَ اَلنَّظَرَ إِلَيْكَ إِذَا خَطَبْتَ، فَلَوْ أَذِنْتَ [فِي] أَنْ نَعْمَلَ لَكَ مِنْبَراً لَهُ مَرَاقٍ تَرْقَاهَا فَيَرَاكَ اَلنَّاسُ إِذَا خَطَبْتَ. فَأَذِنَ فِي ذَلِكَ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ اَلْجُمُعَةِ مَرَّ بِالْجِذْعِ، فَتَجَاوَزَهُ إِلَى اَلْمِنْبَرِ فَصَعِدَهُ، فَلَمَّا اِسْتَوَى عَلَيْهِ حَنَّ إِلَيْهِ ذَلِكَ اَلْجِذْعُ حَنِينَ اَلثَّكْلَى، وَ أَنَّ أَنِينَ اَلْحُبْلَى... (تفسير الإمام العسكري، ص ۱۸۸).

شعور تمام الوجودات - الولاية التكوينية - الجلسة الثانية

11
  • وأيضاً ذاك الحديد [السكّين] الذي تحمله في يدك وتجرح به إنّما يجرح بسبب وجود أمر، وإلا فلن يكون له أثر. لماذا لم تؤثّر هذه الحديدة في يد النبي إبراهيم عليه السلام عندما أُمر بذبح ابنه اسماعيل؟ فقد قال ﴿إِنِّي أَرى‌ فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُك﴾۱، ولكنّه عندما قرّب السكين من عنق اسماعيل رأي أنّها لا تؤثّر شيئاً، لماذا لا تؤثر السكّين؟ لأنّها غير مأمورة، وبعد ذلك غضب النبي وطرح السكّين أرضاً فقالت له السكّين: الخليل يأمرني والجليل ينهاني. تمام ما يجري في هذا العالم إنّما يجري على أساس الإدراك والشعور.

  • فذاك الريح الذي أرسله الله إلى قوم عاد لماذا لم ينزل أثناء سيره بمدينة أخرى؟ لأنّ الأمر الذي أتاه إنّما هو أن يقضي على هذه المدينة أولاً: 

  • فرشته ها كه وكيل است بر خزائن باد***چه غم خورد که بمیرد چراغ پیرزنی!
  • (الملاك مجرّد وكيل موكّل بخزائن الريح، فما ضرّه إذا ما انطفأ بسببه مصباح امرأة عجوز!)

  • هنا نقول بأنّ مراد الخواجة الشيرازي من هذا الكلام إذا كان بمعنى أنّ الملاك مجرّد موجود موكّل بالريح وعليه أن يقوم بوظيفته المطلوبة منه، ولا ربط له بما يجري حوله من الأمور، فهذا المعنى صحيح، لكن إذا كان مراده أنّ الملاك الموكّل بخزائن الريح وأُمر بأن يقضي على قوم عاد مثلاً، وكان هناك مصباح لامرأة عجوز سينطفئ بهذا الريح ولا علاقة لملك الريح بذلك، فهذا الكلام خطأ محض؛ لأنّ الريح إذا كان مأموراً بالقضاء على قوم عاد فقط دون إطفاء مصباح المرأة، فينبغي أن لا يصيب مصباح المرأة بشيء أبداً. ولدينا شواهد كثيرة على هذا الأمر من خوارق العادات وغيرها.. فإنّ جميع ما يجري في هذا العالم إنّما هو على أساس النظم والانضباط، وهو قائم على أساس الشعور، بمعنى أنّ نفس هذا الريح يفهم ماذا يفعل لا أنّه آلة فقط.

  • عندما يحوّل المتوكّل العباسي النهر ليجري على حرم سيد الشهداء عليه السلام ويذهب به.. هذا الماء لديه شعور حيث يسيل على القبور، لكنّه عندما يصل إلى القبر المطهّر يضرب دائرة حوله دون أن يصيبه بسوء. وتلك البقرة التي أرادوا أن يحرثوا بها القبور، قامت بحرث قبور الشهداء، لكنّها عندما وصلت إلى القبر الشريف توقّفت ولم تتحرّك أبداً! هذه البقرة تفهم من هو المدفون في هذا المكان!

    1. سورة الصافات، الآية ١٠٢.

شعور تمام الوجودات - الولاية التكوينية - الجلسة الثانية

12
  • وأيضاً البحر الذي انفلق للنبي موسى وأصحابه وبني إسرائيل، لماذا عندما أتى فرعون لم يبق منفلقاً، بل عاد كما كان وأهلك فرعون وأصحابه؟ 

  • لا تتصوّروا بأنّ المراتب العلوية وعالم الملكوت هو الذي يتصرّف في هذا الماء وأنّ هذا الماء لا إدراك له ولا شعور، لا ليس الأمر كذلك، بل كلا الأمرين ثابتان، فيأتي عالم الملكوت ويعطي هذا الماء إدراكاً، وعندما يعطيه إدراكاً يعمل على أساس هذا الإدراك ويقف هو جانباً.. هذا الريح يأتيه الشعور من عالم الملكوت، ويأتيه الأوامر: اقض على هذا المكان، لا تقض على ذاك المكان. 

  • جميع ما يجري في هذا العالم إنّما يجري على أساس الإدراك والشعور والعلم، لكنّنا عندما لا نفهم ذلك الإدراك والشعور نقول بأنّه لا شيء هناك.

  • قدرة الإنسان محدودة

  • نحن نعتقد بأنّنا نحن الوحيدون الذين لديهم القدرة.. أين هي قدرتنا؟ مثلاً عندما يقع الطفل من الدرج وأنا أنظر إليه وأعلم بأنّه يتأذى حين سقوطه لكن لا قدرة لديّ لإنقاذه، فيسقط وينكسر رأسه.. فهل هذا إدراك وقدرة! يقول مولانا:

  • چون قضا آید طبیب ابله شود (عندما ينزل القضاء يصبح الطبيب أبلهاً)، كتاب مثنوي لمولانا كتاب عجيب، حيث إنّك تجد فيه كل ما تريده..

  • أحياناً قد يرى الإنسان كوباً في يد الطفل يمكنه أن يقول له لا تطرحه، أو يمكنه أن يأخذه منه مباشرة، لكنّه يبقى هكذا متحيّراً فيقوم الطفل برميه وكسره.. هذا يعني أنّ هذا الكوب ينبغي أن ينكسر! ألم يحصل معنا ذلك؟ لقد حصل معنا مثل هذا الأمر إلى ما شاء الله. ومن جهة أخرى نرى أنّه في كل آن من الآنات يحيط بالطفل ألف خطر دون أن يصيبه شيء منها أصلاً، فنقول لقد رحمه الله ومنّ عليه! يعني أنّ الله تعالى ينزل رحمته عليه في كل آن.. ﴿لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَينِ يدَيهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ يحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَه﴾۱. جميع هذه الأمور إنّما كانت على أساس حساب خاص بها، لذا نرى في بعض الأحيان أنّ هذا الدواء مؤثّر في هذا المورد وفي مورد آخر غير مؤثّر، في مورد يكون سبباً وفي مورد آخر لا يكون سبباً.

    1. سورة الرعد، الآية ١١.

شعور تمام الوجودات - الولاية التكوينية - الجلسة الثانية

13
  • از سبب سوزیش من، سودایی ام***وز سبب سوزيش سوفسطایی ام
  • (يقول: لقد صرت بسبب أمر من أمور الله تعالى عالماً ومدركاً، وبسبب أمر آخر صرت مثل السوفسطائي الذي لا يدرك شيئاً)

  • يأتي أحياناً سبب وأمر يقول افعل كذا! فإذا فعلت كذا صار معك كذا، وفي مكان آخر تفعل نفس هذا الفعل لكن دون أي أثر!

  • از قضا سركنگبين صفرا شود (يعني: قد يتبدّل السكنجيبن الذي هو دواء الصفراء إلى أن يكون داءً للصفراء)

  • از سبب سازيش من سودايى ام***وز سبب سوزيش سوفسطائي ام
  • در سبب ساقى من حيران شدم***وز سبب سوزيش هم سرگردان شدم 
  • دیده‌ای خواهم، سبب سوراخ کن***تا حجب را بَرکَنَد از بیخ و بن
  • (يقول: لقد أدركت من خلال معرفتي بالسبب وهو الله تعالى كل شيء، ومن جهة أخرى صرت مثل السوفسطائي الذي لا يرى أي سبب وعلة [لغير الله].

  • فإذا نظرت إلى الساقي أخذتني الحيرة [لأنّه السبب في شربي]، ولكن مع ذلك لا أعتني به وهذا ما يجعلني في دوّار.

  • أنا أريد البصيرة ولا أريد الأسباب الظاهرية، أريد البصيرة حتى أرفع بها الحجب من أساسها)

  • وبناء عليه فالتكوين عبارة عن توقّع صدور الفعل الذي يمكن أن يصدر من ذاك الموجود؛ فالحيوان يتوقّع منه شيء، والإنسان يتوقّع منه شيء آخر، بل نفس الإنسان يتوقّع منه أمور مختلفة. 

  • حساب الحيوانات يوم القيامة

  • وقد ورد في القرآن ﴿وَإذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ﴾، وكذا ورد في الروايات أنّه إذا اعتدى ديك على دجاجة وأخذ حبّة قمح من فمها فسوف يقف بهذا المقدار للحساب يوم القيامة حتى يجيب على مخالفته تلك، عليه أن يحاسب على أساس فهمه وشعوره. قد يقال بأنّ هذا ديك لديه فهم غاية الأمر أنّ فهمه يختلف تماماً عن فهمنا نحن، وهذا لا إشكال فيه.. لكن الواقع أنّ لديه شعوراً وإدراكاً، وهذا أمر عجيب حيث ورد لدينا بأنّ جميع الموجودات تعرف ولاية الإمام عليه السلام؛ وذاك الحيوان يقول اللهم العن مبغضي آل محمد. أما نحن البشر فقد أغلق الله أعيننا ﴿خَتَمَ اللَه عَلى‌ قُلُوبِهِمْ وَ عَلى‌ سَمْعِهِمْ وَ عَلى‌ أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ﴾۱، عندما يكون هناك حجاب لا يمكن للإنسان أن يرى الواقع، لا يمكنه أن يعلم إمامه، بل يصل به الأمر إلى أن يشارك بقتل إمامه. (يتقرّبون إلى الله بدمه)، يهرقون دماء سيد الشهداء ويتقرّبون بذلك إلى الله، هذا هو العجيب! انظروا إلى أين قد تصل الأمور؟

    1. سورة البقرة، الآية ٧.

شعور تمام الوجودات - الولاية التكوينية - الجلسة الثانية

14
  • السرّ في انقلاب الحرّ الرياحي إلى عسكر الحسين عليه السلام

  • أما الحرّ بن يزيد الرياحي الذي سدّ المنافذ أمام سيّد الشهداء عليه السلام، عندما خرج من الكوفة لمنع سيّد الشهداء عليه السلام سمع صوتاً يهتف ويقول له أبشر بالجنّة يا حرّ، فقال في نفسه أنا ذاهب للوقوف في وجه ابن النبي ومع ذلك تأتيني البشرى بالجنّة؟! ما هذه القضية؟ لكنّه ليس لديه خبر عن المستقبل وماذا سيحصل معه؟ كان في حالة تغيير من هذه الحالة إلى حالة أخرى ومن هذه الكيفية إلى تلك الكيفية. صحيح أنّه وقف في وجه الإمام لكنّه كان مؤدّباً معه، والحاصل أنّه ألزم الإمام عليه السلام باختيار مسير لا يؤدّي به إلى اليمن ولا يدخله الكوفة، وألزمه باختيار مسير ثالث وسايره إلى أن أوصله إلى كربلاء. عندما وصل إلى كربلاء توقف. ولدينا في الأخبار أنّه عندما وصل الإمام إلى كربلاء سأل أصحابه ما اسم هذه الأرض؟ قال بعضهم نينوى وغيرها وقال بعضهم كربلاء، فقال الإمام اللهم إنّي أعوذ بك من الكرب والبلاء! ثم قال الإمام بأنّ أم سلمة قالت لي كنت يوماً عند النبي الأكرم وكنت أنت تبكي، وكان النبي منشغلاً بجبرائيل، فقال لي النبي آتيني بولدي إنّه يبكي، وعندما حمله قال له جبرائيل أتحبّ ولدك هذا؟ فقال له النبي نعم، قال جبرائيل ستقلته أمّتك بعدك! هل تريد أن أريك مكان قتله؟ قالت أم سلمة بعد ذلك أراه جبرائيل المكان الذي أقتلُ فيه، وهذا هو نفس ذلك المكان الذي رآه النبي. ثم أخذ الإمام قبضة من التراب وشمّها وقال: «والله إنّها الأرض التي أخبرني جدّي بأنّي سوف استشهد عليها. اللهم إنّي أعوذ بك من الكرب والبلاء، هذا موضع كرب وبلاء. ها هنا والله مناخ ركابنا، ها هنا تسفك دماؤنا..»

  • ورد في رواية أنّ الإمام جمع أهل بيته ونظر إليهم فبكى.. لا بد أنّه نظر إلى ما سيحلّ بهم من الأمور فبكى ودعا الله تعالى: اللهم إنّا عترة نبيّك وقد أخذنا وطردنا وأبعدنا من حرم جدّنا محمّد، ثم قال: اللهم خذ لنا حقّنا وانصرنا على القوم الظالمين.

شعور تمام الوجودات - الولاية التكوينية - الجلسة الثانية

15
  • السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته. السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وأولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.

  • ثم خاطب أصحابه قائلاً: لقد وصلنا إلى الأرض التي وعدنا الله بها، فلن نتحرّك من هذا المكان، لقد تنجّز علينا وعدُ ربنا. 

  • بار بگشایید، خوش‌منزل‌گهی است***تا به جنّت زین مکان، اندک‌ رهی است
  • بار بگشایید کاین‌جا از عتاب***می‌شود لب‌ها کبود از قحط آب
  • بار بگشایید کاین‌جا بی‌درنگ***بر گلوی اصغرم آید خدنگ
  • (حطّوا الرحال فهذا خير منزل ومحلّ، عمّا قليل نرتقي من هنا إلى جنّات عدن

  • حطّوا الرحال فهنا سوف تتشقّق شفاهنا من العطش

  • حطّوا الرحال فهنا سوف يصاب الرضيع بسهم في نحره) 

  • السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة

  • اللهم إنّا نسألك باسمك وندعوك ونقسم عليك ونرجوك بحقّ محمّد وأهل بيته الأطهار يا الله يا الله يا الله...

  • اللهم اعف عنّا واغفر لنا، لا تخرجنا من هذه الدنيا حتى ترضى عنّا وترحمنا، امرر قلم عفوك على جميع جرائمنا وذنوبنا، اللهم ارزقنا ما فيه رضاك، ولا تفرّق بيننا وبين محمد وآل محمد طرفة عين أبداً، ولا تحرمنا في الدنيا من زياتهم وفي الآخرة من شفاعتهم، اللهم انصر الإسلام والمسلمين واخذل الكفّار والمنافقين، اللهم وفّق قادة الإسلام للعمل على حفظ مباني الإسلام، واشف مرضى المسلمين وارحم موتاهم وعجّل في فرج مولانا صاحب الزمان واجعلنا له من المنتظرين الواقعيين والأنصار الحقيقيين، بالنبي وآله وعجل اللهم في فرج مولانا... .