المؤلّفالعلامة آیة الله السيد محمد الحسين الحسيني الطهراني
القسم السير الذاتية والتراجم
التوضيح
تعريف إجمالي بالشيخ العارف و الفقيه الصوفيّ الكامل بالمعنى الحقيقيّ، فخر الإسلام و سند الشيعة و ذخر الملّة، العالِم بالله و بأمر الله السيّد حيدر الآمليّ. وهو بحث مقتبس من كتاب معرفة الله ج3 للعلامة الطهراني رضوان الله عليه
هو العليم
تعريف إجمالي بالشيخ العارف و الفقيه الصوفيّ الكامل بالمعنى الحقيقيّ،
فخر الإسلام و سند الشيعة و ذخر الملّة،
العالِم بالله و بأمر الله
السيّد حيدر الآمليّ
بحث مقتبس من كتاب معرفة الله للعلامة الطهراني
رضوان الله عليه
أعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
وَ صلى اللهُ عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ
وَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى أعْدَائِهِمْ أجْمَعينَ مِنَ الآنَ إلى قِيامِ يَوْمِ الدِّينِ
وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ العَليّ العَظِيمِ
[يقول العلامة الطهراني رضوان الله عليه في حاشية كتاب معرفة الله ج٣ ص ٢۰]
ذكر سماحة المحقّق المحترم السيّد محسن الموسويّ التبريزيّ و الذي قام بتحقيق كتاب تفسير «المحيط الأعظم و البحر الخِضَمّ، في تأويل كتاب الله العزيز المحكَم» - من تأليف السيّد حيدر الآمليّ، في مقدّمة الجزء الأوّل، ص ۱٥ إلى ۱۷ ما يلي:
«وصف النسخة المخطوطة و تفسير «المحيط الأعظم» من قِبَل بعض العلماء الأعلام:
تعريف السيد المرعشي النجفي بالسيد حيدر الآملي
كتب العلّامة الحجّة المرعشيّ النجفيّ بظهر النسخة الخطّيّة من تفسير «المحيط الأعظم» و المكتوبة بخطّ المؤلّف السيّد حيدر الآمليّ و الموجودة و المحفوظة في مكتبة السيّد المرعشيّ العامّة في بلدة قم، واصفاً تلك النسخة و مؤلِّفها بما يلي:
كتاب «المحيط الأعظم» في تفسير القرآن الكريم، من تأليف العلّامة الفقيه و المحدّث الحكيم و المتألّه المتكلِّم و العارف الأديب السيّد أبي محمّد ركن الدين حيدر بن تاج الدين عليّ پادشاه... ابن حمزة بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن الإمام سيّد الساجدين عليه السلام. وُلِدَ في (مدينة) آمُل و خرج متجوّلًا من هناك نحو بلاد خراسان و جُرجان و أصفهان و مكث في الأخيرة سنوات عديدة مستفيضاً من علمائها، ثمّ عاد إلى آمُل و اتّصل بفخر الدولة بن الشاه كيخسرو و أضحى من خواصّه، و فخر الدولة هذا هو من أولاد پادشاه أردشير بن حسن بن تاج الدولة و هو الذي مدحه الشاعر المعروف ظهير الدين الفاريابيّ.
فدخل السيّد حيدر بذلك زمرة العرفاء، و طفق راجعاً إلى أصفهان و اجتمع بالشيخ العارف نصير الدين الطهرانيّ (نزيل محلّة «در دشت» و المعروفة ب- «باب شيراز» و هي من محلّات أصفهان)، فوضع يده بيده و شرع في تعلُّم الذِّكر منه، ثمّ هاجر بعد ذلك إلى العراق حيث زار المراقد الشريفة للأئمّة هناك و حطّ رَحْلَه في النجف الأشرف، ثمّ حجّ من هناك و رجع إلى النجف ثانية.
عبارات فخر المحققين في مدح السيد حيدر الآملي
و قد تلقّى العلوم الرسميّة و المقدّمات من أبيه و علماء آمُل، فأخذ العرفان عن الشيخ عبد الرحمن القدسيّ و الفقه عن فخر المحقّقين ابن العلّامة الذي كان يخاطبه باسم «زين العابدين» و قد روى السيّد حيدر عنه بإجازة منه، و توجد صورة تلك الإجازة في الكتاب المذكور، و قد عبّر عنه الشيخ في إجازته له بالعبارات التالية:
السيّدُ الأعظم، الإمامُ المُعظّم، أفضلُ العلماءِ في العالَم، أعلمُ فُضلاءِ بني آدَم، مُرشدُ السالكين، غِياثُ نفوسِ العارفين، مُحيي مَراسمِ أجدادِه الطاهرين، الجامعُ بَين المعقولِ و المنقول، و الفروعِ و الاصول، ذو النفسِ القُدسيّة، و الأخلاقِ النبويّة، شَرفُ آلِ رسولِ ربِّ العالَمين، أفضلُ الحاجّ و المعتمِرين، المَخصوصُ بعنايةِ ربِّ العالمين، ركنُ الملّة و الدين- إلى آخره...
و قد كُتبت هذه الإجازة في ظهر صفحة «جوامع الجامع» للطبرسيّ و الذي قرأه السيّد على فخر الدولة و كان تأريخ الإجازة سنة ۷٦۱ في الحلّة.
و قد قرأ السيّد كتابَي «الفصوص» و «منازل السائرين» على الشيخ عبد الرحمن بن أحمد القدسيّ، فمنحه الإجازة و تأريخها هو ۷٣٥.
آثار السيد حيدر الآملي و مصنفاته
و قد صنّف السيّد حيدر أربعاً و عشرين كتاباً و من جملة تلك المصنّفات كتاب «المحيط الأعظم» في عدّة مجلّدات، و هذا المجلّد هو واحد من المجلّدات المذكورة، و قد كُتبت جميع صفحات هذه المخطوطة بخطّ يده، و توجد هذه المخطوطة في خزانة كتب حجّة الإسلام و المسلمين الحاجّ الآقا حسن الحسينيّ القمّيّ المشهور ب- «سيّدي» في جملة كتب جدّه العلّامة الحاجّ ميرزا أبو طالب القمّيّ الداماد المحقّق صاحب «القوانين»، و قد تفضّل علينا بإدراج هذه النسخة الوحيدة في العالم لتكون ضمن كتب مكتبتي العامّة و الموقوفة التي أسّستها في مدينة قم، و يوجد المجلّد الآخر بخطّ المؤلّف في مكتبة الإمام عليّ عليه السلام.
و للمؤلِّف المذكور كتب أخرى من جملتها «الكشكول فيما جرى على آل الرسول» و كتاب آخر في العرفان و الذي طبع في طهران بإشراف المستشرق الفاضل «مسيو كربن» مدرّس مادّة الإلهيّات في جامعة باريس.
و للسيّد حيدر مؤلَّفات أخرى كذلك في علوم مختلفة و فنون متنوّعة، و توجد ترجمة المؤلِّف في معاجم التراجم مثل «أعيان الشيعة» و «رياض العلماء» و «الروضات» و «ريحانة الأدب» و يلزم مراجعتها، و للسيّد حيدر ذرّيّة في مازندران.
حرَّره الداعي الكَئيب شهاب الدين الحسينيّ المرعشيّ النجفيّ، ببلدةِ قم المشرَّفة حرمِ الأئمّة عليهم السلام، في صَبيحةِ الخميس، ۱۱ مِن ذي القعدةِ سنةَ ۱٣٩۱ القمريّ، حامداً مصلِّياً مسلِّماً مستغفِراً؛ و الحمدُ للّه على نِعَمه و آلائه –
انتهى تعليق آية الله المرعشيّ بظهر كتاب تفسير «المحيط الأعظم».
و يلزم هنا التنبيه إلى أمرين ضروريّين:
الأوّل: أنّ الحقير اقتبس ترجمة السيّد حيدر من مقدّمة تفسير «البحر الأعظم»، لكونها احتوت اموراً كثيرة و هي مختصرة جدّاً و موجزة، إلّا أنّنا لم نجد مقدّمة جامعة تحوي هذه الامور في كتاب «جامع الأسرار» و الذي طُبع مع ملحق رسالة «نقد النقود في معرفة الوجود» بإشراف هنري كربن، في حين احتوى كتاب «المحيط الأعظم»، و الذي طُبع مؤخراً بحمد الله، على مقدّمة مفصّلة و شيّقة، لذا آثرنا الاقتباس منها.
التنبيه الثاني: يقول السيّد حيدر في خاتمة كتاب «المقدّمات من كتاب نصّ النصوص» و الذي بيّن فيه كيفيّة أحواله و سلوكه في ص ٥٣٥:
أحوال السيد حيدر الآملي و سيره و سلوكه بقلمه
«لمّا كان الله قد أمرني أن أترك ما سواه و وجّه انتباهي إليه على أكمل وجه فقد ألهمني البحث عن مكان أقيم فيه و أشتغل بطاعته و عبادته بحسب ما أمرني و أشار به عليّ، فتوجّهتُ صوب مكّة شرّفها الله تعالى؛ و ذلك بعد أن هجرت الوزارة و الرئاسة و المال و الجاه و الأب و الامّ و جميع الأقارب و الإخوان و الأقران، فلبست لباساً رثّاً لا قيمة له، و خرجت من بلدتي (آمُل) من نواحي طبرستان من نواحي خراسان، و كنتُ وزيراً لملك تلك البلدة و هو من أعاظم ملوك فارس، لأنّه كان من أعظم أحفاد كسرى و اسمه الملك السعيد فخر الدولة بن الشاه المرحوم (شاه كيخسرو) طيّب الله ثراهما و جعل الجنّة مثواهما- و كان عمري آنئذٍ ثلاثين سنة...».
و يقول في ص ٥٣٦ و ٥٣۷: «حتى وصلتُ مكّة و أدّيتُ مراسم الحجّ الواجب، و كان ذلك سنة (۷٥۱)... ثمّ رجعتُ بعد ذلك إلى النجف الأشرف سالماً و سكنتُ هناك، و أقمتُ مراتب الرياضة و الخلوة و الطاعة و العبادة كأكمل ما يكون، و أحسن ما يُتصوّر، ثمّ أفاض على قلبي- غير ما ذكرت- من «تأويل القرآن» و «شرح الفصوص» من المعاني و المعارف و الحقائق و الدقائق ممّا لا يمكن تفصيله و شرحه بأيّ وجه من الوجوه، لأنّها من كلمات الله التي لا تُعدّ و لا تُحصى و التي لا انتهاء و لا انقطاع لها.
ثمّ أمرني الحقّ تعالى أن أبيّن بعضاً منها لخواصّ عباده، فشرعتُ في تصنيف كتاب في التوحيد و أسراره كما يستحقّ، و أتممتُ كتابته في أقصر مدّة و سمّيته «جامع الأسرار و منبع الأنوار»، ثمّ واصلتُ بعد ذلك تأليف «رسالة الوجود في معرفة المعبود» ثمّ «رسالة المعاد في رجوع العباد» ثمّ ألّفتُ بعدهما رسائل و كتب أخرى، حتى بلغت مؤلّفاتي الأربعين بين رسالة و كتاب بالعربيّة و الفارسيّة.
ثمّ أمرني الحقّ تعالى بتأويل القرآن الكريم فدوّنته بعد كلّ الكتب و الرسائل التي ذكرتها حتى اكتمل في سبع مجلّدات، و أسميتهُ «المحيط الأعظم و الطود الأشمّ، في تأويل كتاب الله العزيز المُحكم» فخرج الكتاب المذكور في أبهى صورة و غاية الكمال، و منتهى البلاغة و الفصاحة بعناية الملك ذي العزّة و الجلال؛ بحيث لم يسبقني إلى هذا أحد من قبل لا من جهة الترتيب و لا من جهة التحقيق أو التلفيق، و قد مرّ بيان ذلك أيضاً في الفهرست.
و بعد هذا أمرني الحقّ تعالى بشرح «فصوص الحكم» و المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلّم؛ و الذي أوحاه في عالم الرؤيا إلى الشيخ الأعظم محيي الدين بن عربي آمراً إيّاه و قال: أوْصِلْهُ إلى عِبَادِ اللهِ المُسْتَحِقِّينَ المُسْتَعِدِّينَ»، كما أوضحنا ذلك كذلك في الفهرست، فشرعتُ بكتابة هذا الشرح بحسب التقرير الذي مرّ بيانه و التحقيق الآنف الذكر.
و كان ابتداء شروعي بتأليف «شرح الفصوص» في سنة (۷۸۱) للهجرة، و انتهائي منه في سنة (۷۸٢) اي أن هذا الشرح انتهى و اكتمل خلال سنة واحدة فقط أو أقلّ، و كان عمري يومئذٍ ٦٣ عاماً، رزقنا الله الوصول و البلوغ إلى الغاية، و هو ما قرّره الله في اللوح المحفوظ، و وفّقنا لإتمام مثله كثيراً؛ بفضله و كرمه، و ما ذلك على الله بعزيز».
هذا و قد وضع السيّد حيدر هذا المجلّد من الكتاب بأكمله في مقدّمات كتاب «نصّ النصوص» في شرح «الفصوص»، ثمّ شرع بعد ذلك في الكتاب نفسه و الذي يقع في مجلّدات أخرى.
و نستنتج ممّا ذُكر في ملحق التواريخ أعلاه أن ولادته كانت سنة (۷٢۰) و قد صرّح بذلك في مقدّمة كتاب «جامع الأسرار».
[ملاحظة: انتخب هذا البحث من معرفة الله ج٣ ص ٢۰، تأليف المرحوم العلاّمة آية اللـه الحاج السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ رضوان اللـه عليه، وقد تمّ توثيقه ومقارنته مع المصدر الفارسي من قبل الهيئة العلميّة في لجنة الترجمة والتحقيق، و تجدر الإشارة إلى أنّ العبارات و الهوامش التي وقعت بين معقوفتين هي من الهيئة العلميّة]