المؤلّفالهیئة العلمیة لموقع مدرسة الوحي
القسم العقائد
التوضيح
قصّة السيّد جواد الكربلائيّ والشيخ السنّيّ المستضعف
هو العليم
هل غير الشيعة إلى النار؟
مفهوم المستضعف في السنّة
بحث منتخب من آثار الأعاظم
إعداد: الهيئة العلمية في موقع مدرسة الوحي
بسم الله الرّحمن الرّحيم
وصلّى االله على محمّد وآله الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجْمَعِينَ من الآن إلى قيام يوم الدين
ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم
الحمد لله ربّ العالمين
بارئ الخلائق أجمعين
وصلّى الله على من بعث رحمة للعالمين
سيّدنا ونبيّنا وحبيب قلوبنا
وطبيب نفوسنا أبي القاسم محمّد
وعلى آله الطاهرين المنتجبين،
واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
وردت في [المستضعف] روايات من الأئمّة المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، نذكر بعضها هنا كأمثلة:
۱. يروي المرحوم الكلينيّ في كتاب «الكافي» ... عن زرارة، عن الإمام أبي جعفر محمّد الباقر أنه سأل الإمام عن معنى المستضعف فقال عليهالسلام:
«هُوَ الذي لَا يَسْتَطِيعُ حِيلَةً إلَى الْكُفْرِ فَيَكْفُرُ ولَا يَهْتَدِي سَبِيلًا إلَى الإيمَانِ، لَا يَسْتَطِيعُ أ نْ يُؤْمِنَ ولَا يَسْتَطِيعُ أ نْ يَكْفُرَ فَهُمُ الصِّبْيَانُ ومَنْ كَانَ مِنَ الرِّجَالِ والنِّسَاءِ عَلَى مِثْلِ عُقُولِ الصِّبْيَانِ مَرْفُوعٌ عَنْهُمُ الْقَلَمُ.» ۱
٢. ويروي الصدوق في «معاني الأخبار» بسنده المتّصل؛ والعيّاشيّ في تفسيره، كلاهما عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال: سَألْتُهُ عن المستضعفين فقال [عليهالسلام]:
«الْبَلْهَاءُ في خِدْرِهَا والْخَادِمُ تَقُولُ لَهَا: صَلِّى فَتُصَلِّي، لَا تَدْرِي إِلَّا مَا قُلْتَ لَهَا، والْجَلِيبُ الذي لَا يَدْرِي إِلَّا مَا قُلْتَ لَهُ، والْكَبِيرُ الْفَانِي والصَّبِيُّ الصَّغِيرُ، هَؤُلَاءِ الْمُسْتَضْعَفُونَ.
فَأمَّا رَجُلٌ شَدِيدُ الْعُنُقِ جَدِلٌ خَصِمٌ يَتَوَلَّى الشِّرَى والْبَيْعَ لَا تَسْتَطِيعُ أ نْ تَغْبُنَهُ في شَيءٍ، تَقُولُ: هَذَا مُسْتَضْعَفٌ؟ لَا وَلَا كَرَامَةٌ.»٢
٣. يروي في «الكافي» بسلسلة سنده المتّصل عن عليّ بن سويد، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام قَالَ: سَألْتُهُ عَنِ الضُّعَفَاءِ، فَكَتَبَ إلَيَّ: «الضَّعِيفُ مَنْ لَمْ تُرْفَعْ إِلَيْهِ حُجَّةٌ ولَمْ يَعْرِف الاخْتِلَافَ، فَإذَا عَرَفَ الاخْتِلَافَ فَلَيْسَ بِمُسْتَضْعَفٍ.»٣
٤. يروي الصدوق في «معاني الأخبار» بسنده المتّصل؛ والعيّاشيّ في تفسيره مرفوعاً، كلاهما عن سليمان بن خالد قال: سَألْتُ أبَا عَبْدِاللهِ عَلَيْهِالسَّلَامُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ {إِلَّا الْمُسْتَضْعِفينَ مِنَ الرِّجَالِ والنِّسَآءِ والْوِلْدَانِ}.
قَالَ: «يَا سُلَيْمَانُ في هَؤلاءِ الْمُسْتَضْعَفينَ مَنْ هُوَ أثْخَنُ رَقَبَةً مِنْكَ (أي ليس المراد بالمستضعف من كان ضعيفاً في بُنيته عليلًا في مزاجه) الْمُسْتَضْعَفُونَ قَوْمٌ يصُومُونَ ويصَلُّونَ تَعِفُّ بُطُونُهُمْ وفُرُوجُهُمْ لَا يَرَوْنَ أنّ الْحَقَّ في غَيْرِنَا (أي ليسوا مثل النواصب أو المقصّرين الذين يخالفوننا عناداً أو جحوداً وإنكاراً؛ بل أنّ اعتقادهم بغيرنا ساذج غير عميق) آخِذِينَ بِأغْصَانِ الشَّجَرَةِ؛ فَأولئك عَسَى اللهُ أ نْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ إِ ذَا كَانُوا آخِذِينَ بِالأغْصَانِ وإ نْ لَمْ يَعْرِفُوا فَإن عَفَا عَنْهُمْ فَبِرَحْمَتِهِ وإ نْ عَذَّبَهُمْ فَبِضَلَالَتِهِمْ».٤
٥. ويروي في «معاني الأخبار» بسنده المتّصل عن عبد الغفّار الجازيّ عَنْ أبِي عَبْدِاللهِ عَلَيْهِالسَّلَامُ، أنّهُ ذَكَرَ «أنَّ الْمُسْتَضْعَفينَ ضُرُوبٌ يُخَالِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضَاً، ومَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أهْلِ الْقِبْلَةِ نَاصِباً فَهُوَ مُسْتَضْعَفٌ».۱
٦. ويروي الشيخ الصدوق في «الخصال» بسنده المتّصل عن محمّد بن فضيل الرزقيّ، عن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام، عن أبيه عن جدّه أمير المؤمنين عليه السلام، قال:
«إِنَّ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةَ أبْوَابٍ: بَابٌ يَدْخُلُ مِنْهُ النَّبِيُّونَ والصِّدِّيقُونَ، وبَابٌ يَدْخُلُ مِنْهُ الشُّهَدَاءُ والصَّالِحُونَ، وخَمْسَةُ أبْوَابٍ يَدْخُلُ مِنْهَا شِيعَتُنَا ومُحِبِّينَا... إلَى أنْ قَالَ عَلَيْهِالسَّلأمُ:
وَ بَابٌ يَدْخُلُ مِنْهُ سَائِرُ الْمُسْلِمِينَ مِمَّنْ يَشْهَدُ أ نْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ، ولَمْ يَكُنْ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ بُغْضِنَا أهْلِ الْبَيْتِ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ».٢
و هو شاهد على أنّ الخلود في جهنّم مختصّ بمعاندي أهل البيت عليهم السلام، وأمّا سائر الأصناف من العامّة والكفّار الذين ليس في قلوبهم عداء للحقّ والحقيقة، والذين ليسوا جاحدين أو مستكبرين أو متمرّدين مقابل الله وأوليائه، بل أنّ نزعتهم إلى مدرسة العامّة أو إلى نهج الكفر مبنيّة على عدم طلوع الحقّ وعدم انكشاف الحقيقة لهم.٣
۷. فهناك رواية مفصّلة يرويها سُليم بن قيس الهلاليّ في كتابه، عن أمير المؤمنين عليهالسلام يقسّم فيها الإمام الفرق إلى ثلاث وسبعين فرقة، واحدة منها في الجنّة والفرق الاثنتان والسبعون الباقية في النار. ومن بين هذه الفرق الثلاث والسبعين هناك ثلاث عشرة فرقة تنتحل محبّة أهل البيت، منها فرقة واحدة فقط ناجية والفرق الاثنتا عشرة الباقية من أهل النار....٤ قال [سُليم بن قيس]: قيل يا أمير المؤمنين! أرأيت من قد وقف فلم يأثم بكم ولم يعادكم ولم ينصب لكم ولم يتولّكم ولم يتبرّأ من عدوّكم وقال «لا أدري» وهو صادق.قال: «ليس أولئك من الثلاث والسبعين فرقة، إنّما عنى رسول الله صلّى الله عليه وآله بالثلاث والسبعين فرقة الباغين الناصبين الذين شهروا أنفسهم ودعوا إلى دينهم، ففرقة واحدة منها تدين بدين الرحمن واثنتان وسبعون تدين بدين الشيطان وتتولّى على قبولها وتتبرّأ ممّن خالفها.»
«فأمّا من وحدّ الله وآمن برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولم يعرف ولم يتناول ضلالة عدوّنا ولم ينصب شيئاً ولم يحلّل ولم يحرّم وأخذ بجميع ما ليس فيه خلاف بين المختلفين من الامّة وكفّ عمّا فيه خلاف بين المختلفين من الامّة لأنَّ الله أمر به أو نهي عنه، فلم ينصب شيئاً ولم يحلّل ولم يحرّم ولا يعلم وردّ علم ما أشكل عليه إلى الله، فهذا ناجٍ وهذه الطبقة بين المؤمنين وبين المشركين هم أكثر الناس وأجلّهم وهم أصحاب الحساب والموازين والأعراف والجهنّميّون الذين يشفع لهم الأنبياء والملائكة والمؤمنون ويخرجون من النار فيسمّون الجهنّميّون ...» (الخبر)٥
۸. وفي النهج، قال (ع): «ولا يقع اسم الاستضعاف على من بلغته الحجة، فسمعتها أذنه، ووعاها قلبه».۱
[قال العلامة الطباطبائي قدّس سرّه بعد جملة من هذه الروايات]: أقول: وهاهنا روايات أخر غير ما أوردناه لكن ما مرّ منها حاوٍ لمجامع ما فيها من المقاصد، والروايات وإن كانت بحسب بادئ النظر مختلفة لكنّها مع قطع النظر عن خصوصيّات بياناتها بحسب خصوصيّات مراتب الاستضعاف تتّفق في مدلول واحد هو مقتضى إطلاق الآية على ما قدّمناه٢، وهو أنّ الاستضعاف عدم الاهتداء إلى الحق من غير تقصير.٣
قصّة السيّد جواد الكربلائيّ والشيخ السنّيّ المستضعف
و هناك قصّة نقلها سيّدنا الأعظم وأستاذنا الأكرم العلّامة الطباطبائيّ تستحقّ التأمّل والملاحظة. قال سماحته:«كان هناك في كربلاء واعظ اسمه السيّد جواد، وكان يُلقّب بالكربلائيّ باعتباره من أهل تلك المدينة؛ وكان يقطن كربلاء، إلّا أنه كان قد اعتاد الذهاب أيّام المحرّم إلى النواحي والقصبات والقرى النائية لتبليغ الأحكام، فيصلّي بأهلها صلاة الجماعة ويبيّن لهم المسائل ثمّ يقفل راجعاً إلى كربلاء.و صادف مرّة أن عرّج على إحدى القصبات التي كان جميع سكّانها من العامّة، فالتقى هناك بشيخ عجوز ذي شيبة نورانيّة. ولأنه رآه سنّيّاً فقد فتح معه باب الحديث والمذاكرة، فشاهد أنه لا يمكنه إفهامه أمر التشيّع فوراً، فقد كان قلب ذلك الرجل الساذج الطيّب قد طفح بحبّ غاصبي مقام الخلافة بحيث لم يكن لديه استعداد لذلك، بل ربّما أدّى بيان الأمر له إلى عكس المتوخّى؛ ثمّ حصل أنه كان يتحدّث معه يوماً فسأله: مَن هو شيخكم؟
و كان السيّد جواد يرمي من سؤاله هذا إلى فتح باب المذاكرة مع ذلك الشيخ ليجد الإيمان سبيله إلى قلبه تدريجياً، فيجعله شيعيّاً.
أجاب الشيخ: شيخنا رجل مقتدر له عدّة مضائف ، وله من الإبل والضأن الشيء الوفير، وله أربعة آلاف نفر من الرماة، أمّا عشيرته وقبيلته فما أكثرهم!
فقال السيّد جواد: أنعِم بشيخكم، ما أكثر قدرته وتمكّنه!
ثمّ التفت الشيخ العجوز بعد هذه المذاكرات إلى السيّد جواد فقال:
و من هو شيخكم؟
قال: شيخنا سيّدٌ يُغيث كلّ محتاجٍ وملهوف، فلو كنتَ في شرق العالَم وكانَ في غربه، أو كنتَ في غرب العالم وكانَ في شرقه، وانتابك غمّ أو محنة، فما عليك إلّا أن تندبه وتهتف باسمه فإنه يأتيك على الفور فيغيثك ويحلّ لك ما أشكل عليك.
فقال الشيخ العجوز: عجباً! ما أحسنه من شيخ! أكْرِم بالشيخ أن يكون هكذا؛ فما اسمه؟
قال السيّد جواد: الشيخ عليّ!
ثمّ انقطع الحديث إلى هذا الحدّ، وانفرط عقد المجلس وافترق الاثنان عن بعضهما فعاد السيّد جواد إلى كربلاء، لكنّ الإعجاب بالشيخ عليّ كان قد غمر ذلك الرجل العجوز فكان لا يبرح مخيّلته.
و بعد مدّة عاد السيّد جواد إلى تلك القرية بشوق ولهفة ليُنهي المذاكرة ويجعل الشيخ شيعيّاً، وكان يردّد في نفسه: لقد وضعنا الحجر الأساس ذلك اليوم، وعلينا اليوم أن نُكمل البناء. لقد تحدّثنا ذلك اليوم عن الشيخ عليّ، وسنعرّفه به اليوم فنهدي الرجل العجوز ذا القلب المشرق إلى المقام المقدّس لأمير المؤمنين عليهالسلام.
ثمّ دخل القرية وسأل عن ذلك الرجل العجوز فقيل له: لقد رحل عن دار الدنيا!
فتأثّر السيّد لذلك غاية التأثّر، وقال في نفسه: عجباً له من رجل عجوز! لقد كنّا وطّنّا النفس على تعريفه بالولاية، لكنّه ويا للأسف رحل عن الدنيا بدونها. لقد أردنا أن نعمل شيئاً فنعين الرجل العجوز، فقد استبان بجلاء أنه لم يكن من أهل العناد والنصب، وأنّ الإعلام السيّئ والإلقاءات والتلقين قد حرم الرجل العجوز من النزوع إلى الولاية.
و لقد أثّر موت العجوز في كثيراً (و الكلام للسيّد جواد الكربلائيّ)، فحزنتُ له حزناً جمّاً، ثمّ ذهبت لرؤية أولاده وعزّيتهم وسألتهم أن يأخذوني إلى قبره، فقادني أولاده إليه، فقلتُ: يا إلهي! لقد كان لنا أملٌ في هذا الشيخ العجوز، فَلِمَ أخذتَه من عالم الدنيا؟ لقد كان على مشارف أعتاب الولاية، فوا أسفاً على رحيله من الدنيا ناقصاً محروماً!! ثمّ عدتُ من قبر الشيخ العجوز ورافقتُ أبنائه إلى داره فبتُّ هناك ليلتي تلك، فرأيتُ في عالم النوم أني دخلت من باب فشاهدت ممرّاً طويلًا وضع على جانب منه مصطبة عالية جلس عليها شخصان، والرجل العجوز واقف أمامهما.
فدخلتُ وسلّمتُ وسألتُه عن حاله، ثمّ رأيت أنّ هناك في نهاية الممرّ باباً زجاجيّة تُشاهد منها روضة كبيرة. فسألتُ الرجل العجوز: أين هذا المكان؟
قال: هذا عالم قبري وعالم برزخي، وهذه الروضة في نهاية الممرّ خاصّة بي وبقيامتي.
قلتُ: فلِمَ لَمْ تذهب إليها؟
ر دّ قائلًا: لم يحن الوقتُ بعدُ. يجب عَلَيَّ اجتياز هذا الممرّ أوّلًا، ثمّ الذهاب إلى تلك الروضة.
قلتُ: فلم لا تجتاز وتذهب؟
قال: هذان الشخصان معلّماي، وهما ملكان سماويّان جاءا لتعليمي الولاية، وسأذهب حين تكمل ولايتي. أيها السيّد جواد، لقد قلتَ ولم تقلْ (أي أنك قلتَ أنّ شيخنا الذي لو نودي من شرق العالم أو غربه لأجابَ وأغاثَ اسمه الشيخ عليّ، لكنّك لم تقل أنّ شيخ عليّ هذا هو عليّ بن أبي طالب). اقسم بالله، ما إن هتفتُ: يا شيخ عليّ أغثني! إلّا وحضر على الفور؟
قلتُ: ما القصّة؟
أجاب: حين رحلتُ عن الدنيا جيء بي إلى القبر فوضعوني فيه، ثمّ جاءني منكر ونكير وسألاني: مَن ربّك ومن نبيّك ومن إمامك؟
فاضطربتُ وغمرني الخوف الشديد، ومهما حاولتُ الإجابة تلجلج لساني، ومع أنني كنت مع أهل الإسلام فإنّني مهما حاولت أن أقول من هو ربّي ومن هو نبيّي، تلجلج لساني فلم ينطق.
ثمّ أنّ منكراً ونكيراً تحرّكا ليمسكا بتلابيبي ويخضعاني لسيطرتهما وعذابهما، فصرتُ بائساً بكلّ ما للكلمة من معنى، ورأيتُ أن ليس لي من محيص. لقد صرتُ ممّتحناً أسيراً مضطرباً!
ثمّ خطر في ذهني فجأة أنك قلتَ لي: أنّ لدينا شيخاً لو ناداه مضطرّ وندبه في شرق العالم أو غربه لحضر لديه فوراً وأغاثه وكشف كُربته. فهتفتُ: يا عليّ أغثني!
فحضر عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليهالسلام على الفور إلى هذا المكان وقال لمنكر ونكير: دعا الرجل فإنّه ليس معانداً ولا من أعدائنا فقد رُبِّي هكذا. أنّ عقائده غير كاملة لأنه لم يمتلك سعةً لذلك.
هكذا ردّ الإمام ذينك الملكين، وأمر ملكين آخرين بالمجيء ليكملا عقائدي، فهذان الشخصان الجالسان على المصطبة هما الملكان اللذان جاءا بأمر الإمام ليعلّماني العقائد. وحين ستصبح عقائدي صحيحة فسأكون مجازاً بعبور هذا الممرّ والدخول إلى تلك الروضة.
إنّ هذه الرؤيا التي توضّح جهات من إعانة المستضعفين والعفو عنهم والتكامل البرزخيّ وجهات كثيرة أخرى، لها دلالة أيضاً على السؤال عن العقائد في عالم القبر.و هذه الرؤيا ـ نظير أحلام أخرى نبيّنها في هذه الأبحاث ـ من الوقائع المسلّمة الوقوع في عصرنا هذا».۱
[ملاحظة: تمّ إعداد هذا البحث من قبل الهيئة العلميّة في مدرسة الوحي بالاعتماد على نصّ كلمات العلمين الكبيرين: آية الله الحاج السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني وآية الله الحاج السيّد محمد حسين الطباطبائي رضوان الله عليهما، وقد بيّنت المصادر في الهوامش، وجعلت الإضافات والإيضاحات بين معكوفتين، كما قوبلت النصوص المترجمة مع أصولها الفارسيّة]