كيف يمكن الجمع بين انصراف الأولياء إلى الله واعتزال الناس، وبين خروج الإمام الحسين عليه السلام و ثورته على يزيد؟
سماحة السيد اية الله محمد محسن الطهراني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ان مشكلتي تكمن في انه اني لا أتمكن ادراك معنى ما تريدون ان تقوله في بعض محاضراتكم فبالتالي ربما افهم ما تقولوه بشكل غير صحيح . فمثلا قرأت في المحاضرة الثالثة من محاضرات(شرح دعاء ابي حمزة) ما نصه (( يقول الإمام السجاد: «إلهِي مَنْ ذَا الَّذِي ذَاقَ حَلاوَةَ مَحَبَّتِكَ، فَرامَ مِنْكَ بَدَلاً؟ وَمَنْ ذَا الَّذِي أَنِسَ بِقُرْبِكَ، فَابْتَغَى عَنْكَ حِوَلاً؟!» فما هو سرّ هذه الكلمات؟ [ولماذا كانت تصدر منهم عليهم السلام؟] كلّه من أجل الوصول إلى مقام العظمة؛ فمن يصل إلى هذا المقام، هل يمكن له أن يلتفت أو أن يفكّر ويأمل في غيرٍ من الأغيار؟!!
لقد وصل بنفسه إلى منبع العظمة! فهل يمكن أن نتصوّر بعد ذلك أن يميل إلى الأغيار؟! وهل أصلاً يمكن أن نقبل بذلك من الناحية العقلانيّة أن يكون هناك إنسانٌ قد وصل إلى مرتبة العظمة هذه ثمّ يميل إلى ما هو دون العظمة؟! ما معنى ذلك؟! هذا الأمر محال وغير ممكن.. أصلاً لا يمكن! وهنا نفهم لماذا لا يميل العرفاء إلى الدخول في المسائل الجزئية والخصوصيّات.
أمّا نحن فنجلس، ونبدأ: أيّها السيّد ما هي الأخبار؟ كيف هي الأوضاع؟ من أصبح رئيساً ومن أصبح مرؤوساً؟ من أصبح وزيراً ومن أصبح وكيلاً للوزارة؟ أينما نذهب يسألون عن آخر الأخبار؟)) السؤال :هل لو أن الأمام الحسين عليه السلام لو لم يطلب منه البيعة ليزيد لما التفت الى من هو في سدة الحكم ومن هو يتولى أمور المسلمين.
السؤال الثاني: كيف يجب ان يكون موقف السالك عندما يكون تحت ظل حكومة ظالمة او ان يرى حالات ظلم وتعدي وجور؟
هو العليم
مقصود الإمام عليه السلام من هذه الفقرات أنّ الذي ذاق حلاوة محبة الله تعالى لا يلتفت إلى غير الله أبداً مادام حياًّ إلا بحسب التكليف، فالتكليف له حساب آخر؛ مثل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإنّه لو لم ينزل جبرائيل عليه في الغار ويكلفه من الله تعالى بالبعثة والرسالة وإبلاغ الأمر إلى الناس، لما خرج إلى الناس أبداً. وأمّا إذا كلّف الله عبداً بأمرٍ فإنّ هذا العبد ينبعث إليه لأجل محبة الله واختياره وكذلك مسألة الإمام الحسين عليه السلام: لولا التكليف، لما خرج إلى يزيد و أمثاله.
الثاني – يجب عليه أن يقوم بتكليفه ولا يتجاوز عنه، فإذا كان التكليف هو القيام، فعليه أن يقوم، وإذا كان التكليف هو القعود، فعليه أن يقعد.