كيف تفسرون أنّ بعض الناس من أصحاب المذاهب الخاطئة يتوسلون بأمور باطلة فتقضي حوائجهم؟

هو العليم
ههنا مسألتان: الأولى ، استجابة الدعاء في هذه الأحوال والثانية استكشاف حقّانية هذه المذاهب والمدارس من هذه المواقف. إذا تبين ذلك فنقول: إنّه لا علاقة بين المسألتين بتاتاً ؛ فالمسألة الأولى مرجعها إلى جريان مشيئة الله تعالى على قضاء الحوائج التي صدرت من النية الصافية الصادقة، فمن كان يمشي على صفاء نيته وصدق معتقده فالله تعالى يأخذ بيده وفي بعض الأحيان يقضي حاجاته فهؤلاء من المستضعفين، كما أنّ مشيئة الله تعالى جارية في شفاء المرضى بالأدوية المعتادة سواءً كان المريض مؤمناً أو كان كافراً. وأما المسألة الثانية فهي أنّه: هل هذه الحالة تكشف عن صدق المذهب وحقّانية الطريق؟ فنقول: كلا، لا تكشف؛ لأن حقانية المذهب يحتاج إلى الأدلة العقلية والفطرية والشرعية، ولهذا قال الأولياء في كلماتهم وكتبهم : لا تنظروا إلى تصرفات الأفراد وكيفية أفعالهم غير المعتادة إذ هذه الأفعال تصدر من كلّ أحد المؤمن والكافر بحسب قدرتهم النفسانية، بل انظروا إلى مدى انطباق مرامهم ومنهجهم على الحق.