قسم السؤالالحكمة و الفلسفة
كود المتابعة 6374
تاريخ التسجيل 1441/12/14
آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني
كيف يمكن الجمع بين نظرية العلامة الطهراني في المعاد الجسماني و الآيات الدالة على بعث الجسد؟
سيدنا الغالي، السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
لقد قرأت كتاب العلامة الطهراني (معرفة المعاد) مراراً، ، و استفدت منه كثيرا ، بل يمكن القول أن هذا الكتاب منعدم النظير. و لكن هناك مسألة لم تتضح لي بعد، فأرجو المساعدة و التوضيح.
لقد بيّن السيد العلامة حقيقة المعاد الجسماني دافعاً كل الإشكالات الواردة عليه، فقد قدم سبع مقدّمات مهمة ثم ذكر الخلاصة التالية لحقيقة المعاد الجسماني: "إنّ الإنسان سيصل إلى مقام البقاء بعد أن يصل إلى مقام الفناء، و أدنى درجات ذلك أن تحصل له الإحاطة العلميّة و الوجوديّة بكثراته. أي أنّه سيحصل على السيطرة على عالمي الزمان و المكان، و سيقف على نفسه منذ زمن ولادته إلى موته، و ذلك بهذا البدن العنصريّ و مع جميع الأفعال التي عملها، و سيحصل على السيطرة الوجوديّة على جميع سيرته من الأعمال الصالحة و الطالحة. أي أنّه سيدرك بدنه المادّيّ العنصريّ وجداناً، ليس للحظة واحدة، بل لجميع مدّة عمره مع جميع الآثار و الخصائص و المستلزمات. و كما تحيط روحنا ببدننا في هذه اللحظة، فإنّ روح الإنسان ستجد الإحاطة الوجوديّة ببدنه في جميع مدّة عمره و مع جميع خصوصيّاته و مقارناته، و ستهيمن عليه بتمام معنى الكلمة، و سيكون للروح علم حضوريّ ببدنها و سيرته..."
إن هذا بيان رائع يوافق الآيات القرآنية و المطالب الفلسفية، و لكن بقيت في ذهن الحقير مشكلة واحدة، و هي أن طائفة من الآيات و الروايات لا تنسجم مع هذا البيان و هي الآيات و الروايات التي تتحدث عن إحياء الجسد من جديد، أي أنها لا تقول لنا أننا سنشرف على أجسادنا و نرى أعمالنا بل هي تتحدث عن إحياء جديد و جمع للأشلاء و بعث الروح في الجسد. من هذه الآيات قوله تعالى : { مِنْها خَلَقْناكُمْ وَ فيها نُعيدُكُمْ وَ مِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى} و من الروايات ما ورد عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، قال: (إذَا أرَادَ اللَهُ أنْ يَبْعَثَ الخَلْقَ أمْطَرَ السَّمَاء عَلَى الأرْضِ أ رْبَعِينَ صَبَاحَاً فَاجْتَمَعتِ الأوْصَالُ وَ نَبَتَتِ اللُّحُوم)
خلاصة السؤال: كيف نجمع بين الفكرتين: فكرة أن المعاد الجسماني هو إحاطة الإنسان إحاطة علميّة و وجوديّة بكثراته بما فيها بدنه العنصري التي ليس فيها إحياء جديد و جمع للذرات و اللحم و العظم بل إشراف علّي على عالم الزمان و المكان، و بين ما تتحدث عنه الآيات الأخرى التي تصور البعث كأنه إحياء جديد للبدن كما حصل مع ذلك النبي و حماره الذي أماته الله مائة عام ثم أحياه؟ أرجو أن تتكرموا بتوضيح ذلك مع الشكر الجزيل.
لقد قرأت كتاب العلامة الطهراني (معرفة المعاد) مراراً، ، و استفدت منه كثيرا ، بل يمكن القول أن هذا الكتاب منعدم النظير. و لكن هناك مسألة لم تتضح لي بعد، فأرجو المساعدة و التوضيح.
لقد بيّن السيد العلامة حقيقة المعاد الجسماني دافعاً كل الإشكالات الواردة عليه، فقد قدم سبع مقدّمات مهمة ثم ذكر الخلاصة التالية لحقيقة المعاد الجسماني: "إنّ الإنسان سيصل إلى مقام البقاء بعد أن يصل إلى مقام الفناء، و أدنى درجات ذلك أن تحصل له الإحاطة العلميّة و الوجوديّة بكثراته. أي أنّه سيحصل على السيطرة على عالمي الزمان و المكان، و سيقف على نفسه منذ زمن ولادته إلى موته، و ذلك بهذا البدن العنصريّ و مع جميع الأفعال التي عملها، و سيحصل على السيطرة الوجوديّة على جميع سيرته من الأعمال الصالحة و الطالحة. أي أنّه سيدرك بدنه المادّيّ العنصريّ وجداناً، ليس للحظة واحدة، بل لجميع مدّة عمره مع جميع الآثار و الخصائص و المستلزمات. و كما تحيط روحنا ببدننا في هذه اللحظة، فإنّ روح الإنسان ستجد الإحاطة الوجوديّة ببدنه في جميع مدّة عمره و مع جميع خصوصيّاته و مقارناته، و ستهيمن عليه بتمام معنى الكلمة، و سيكون للروح علم حضوريّ ببدنها و سيرته..."
إن هذا بيان رائع يوافق الآيات القرآنية و المطالب الفلسفية، و لكن بقيت في ذهن الحقير مشكلة واحدة، و هي أن طائفة من الآيات و الروايات لا تنسجم مع هذا البيان و هي الآيات و الروايات التي تتحدث عن إحياء الجسد من جديد، أي أنها لا تقول لنا أننا سنشرف على أجسادنا و نرى أعمالنا بل هي تتحدث عن إحياء جديد و جمع للأشلاء و بعث الروح في الجسد. من هذه الآيات قوله تعالى : { مِنْها خَلَقْناكُمْ وَ فيها نُعيدُكُمْ وَ مِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى} و من الروايات ما ورد عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، قال: (إذَا أرَادَ اللَهُ أنْ يَبْعَثَ الخَلْقَ أمْطَرَ السَّمَاء عَلَى الأرْضِ أ رْبَعِينَ صَبَاحَاً فَاجْتَمَعتِ الأوْصَالُ وَ نَبَتَتِ اللُّحُوم)
خلاصة السؤال: كيف نجمع بين الفكرتين: فكرة أن المعاد الجسماني هو إحاطة الإنسان إحاطة علميّة و وجوديّة بكثراته بما فيها بدنه العنصري التي ليس فيها إحياء جديد و جمع للذرات و اللحم و العظم بل إشراف علّي على عالم الزمان و المكان، و بين ما تتحدث عنه الآيات الأخرى التي تصور البعث كأنه إحياء جديد للبدن كما حصل مع ذلك النبي و حماره الذي أماته الله مائة عام ثم أحياه؟ أرجو أن تتكرموا بتوضيح ذلك مع الشكر الجزيل.
هو العليم
الجواب أنّ الإحاطة العلميّة بل العينيّة بالأعمال لا دخل لها بكيفيّة تعلّق النفس والروح بالبدن بل الدخيل لهذه المسألة هو التجرّد الحاصل للإنسان في عالم القيامة فحسب.
الجواب أنّ الإحاطة العلميّة بل العينيّة بالأعمال لا دخل لها بكيفيّة تعلّق النفس والروح بالبدن بل الدخيل لهذه المسألة هو التجرّد الحاصل للإنسان في عالم القيامة فحسب.