قسم السؤالالاجتماع
كود المتابعة 6286
تاريخ التسجيل 1441/12/14
آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني

كم هي حاجتنا إلى الثقافة الإسلامية الأصيلة لمواجهة التغرب؟


السلام عليكم و رحمة الله، نسأل الله أن يمنّ على جميع من يتعلّم ويتلقّى و يعمل على بيان العلوم و المعارف الإلهيّة و الإسلاميّة بأعلى درجات المعرفة والعرفان سواء في جوانبها الباطنيّة أو الظاهريّة.
للأسف مع التهاجم الثقافي الغربي و الصهيوني ضدّ العلوم و المعارف الإلهيّة و الإسلاميّة، فإنّ مجتمعنا يتّجه نحو البدع وترك الدين إلى درجة صار الدين معها يعدّ لوناً من ألوان التخلّف، حتّى أنّ ذلك صار يشاع عبر الراديو والتلفزيون، وأنا أعلم أنّكم أكثر معرفة بذلك منّا. ومن هنا فإنّ الغزو الثقافيّ يسعى إلى تقليل عمر مجتمعنا وسائر المجتمعات الأخرى باستثناء حكّام الغرب والصهيونيّة، فصار متوسّط أعمارنا 60 سنة، في حين كانت أعمار آبائنا وأجدادنا في القرن الماضي تصل إلى 180 سنة أو أكثر، وأذكر هنا بعض نماذج الثقافة غير الإسلاميّة التي غزتنا: فالنفخ في الطعام مكروه في ثقافتنا، غير أنّهم دسّوا ثاني أوكسيد الكاربون الذي يخرج عادة عند تنفسنا في المشروبات، مشحوناً بالكثير من الأضرار. وفيما سبق كانت الأواني المتداولة في المنازل مصنوعة من النحاس، وقد أثبت العلم أنّ أجسامنا تنتج النحاس للطاقة، غير أنّهم هزئوا بنا وبدّلوا أوانينا تلك بالألمينيوم والتيفال، وقد ثبت الآن أنّ الألمينيوم يؤدّي إلى فقر الدم وكثير من الأمراض الأخرى، وأنّ التيفال يسبّب السرطان، والبندورة المضعّفة التي تعدّ في أميركا نبتة خطيرة قد صارت جزءاً من أغذيتنا، ونبتة "الكانولا" والتي تعدّ في الطبّ الإسلاميّ من الأعشاب الصناعية، حتّى ذكروا فيه أنّ البقر الأهليّ إذا ما أكل منها صار وحشياً... المصابيح الكهربائيّة القليلة المصروف والتي دخلت أخيراً إلى حياتنا هي في غاية الخطر، وقد أثبتت دراسات قام بها بعض العلماء الإنكليز أنّها تسبّب سرطان الجلد وآلاماً في الرأس وتثير الأعصاب، وما شابه ذلك من أمراض، وقد أدّى استخدامها في مزارع الدواجن إلى أن يؤذي بعضها بعضاً، نسأل الله أن يمنّ على مجتمعنا بالتوجّه نحو الثقافة الإسلاميّة وبيان النظام الغذائي الأمثل بفضل بيان هذه الأمور على أيديكم أنتم ككبار، فيدركوا أنّ المتخلّف هو من لا يعمل بالمعارف الإلهيّة والإسلاميّة. ولكم منا الشكر ونسألكم الدعاء، وجعل الله سماحة السيّد محمّد محسن الطهراني وسائر العلماء الكبار تحت ظلّ ألطافه موفّقين مؤيدين.
أشكر لكم جهودكم واهتمامكم، وأنا أؤيّد ما تفضّلتم به، وكم هو جميل أن يحظى الناس بهذه الثقافة عبر وسائل الإعلام العامّة، فاليوم يتّجه الناس حتّى في الغرب نحو استعمال الوسائل القديمة، كالأواني النحاسيّة، ويتناولون الأغذية والفواكه والخضار غير الملوّثة بالمواد الكيميائيّة، ففي مدينة باريس متاجر كبيرة عديدة لبيع الأواني النحاسيّة بأغلى الأثمان، وكذلك في سائر مدن أوروبا هناك إقبال على هذه الوسائل، وإن شاء الله سيقوم الحقير بالإشارة إلى هذا الموضوع في جلسات عنوان البصريّ القادمة. ودمتم موفّقين إن شاء الله.