قسم السؤالالأخلاق والعرفان
كود المتابعة 6241
تاريخ التسجيل 1441/12/14
آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني
أرجو أن توضحوا المراد من عبارة السيد مهدي بحر العلوم (حين يغدو سيره في عالَم الخلوص، وليس حين يكتسب الإخلاص في هذه المنازل)؟
السلام عليكم. أرجو منكم أن توضّحوا هذه العبارة من رسالة السير والسلوك (المنسوبة إلى السيد بحر العلوم) ص 39 : "ويصل المسافر في هذه المنازل إلى غايته حين يغدو سيره في عالَم الخلوص، وليس حين يكتسب الإخلاص في هذه المنازل". وشكراً
السير والسلوك إلى الله بمعنى العبور وقطع عوالم النفس الأمّارة وتعلّقها بما سوى الله. ومن الطبيعي أنّ الإنسان في هذا السير ـ بردعه للنفس واجتنابه الأمور المنهي عنها ـ يكون قد حصل على إخلاص العمل والنيّة، وجعلها مطابقة لرضا الله تعالى، وبعد طيّ هذه المراحل تبدأ نفس الإنسان بشكل تلقائي بالابتعاد عن الشهوات وترك الغفلة، فلا يوجد في نفسه هدف سوى رضا الله، ولا يخطر في نفسه أي نيّة سوى الارتباط بذات الباري. وتسمّى هذه المرحلة بعالم الخلوص، وفي هذه المرتبة لا يحصل للسالك أصلاً أيّ فكر في الذنب حتّى يعمل على رفعه. كما لا يصدر منه أيّ عمل مخالف لرضا الله، لكن ينبغي الالتفات إلى أن هذه المرتبة ليست هي نهاية الطريق، إذ لم تفن نفسه كلّياً بعد حتّى وإنْ صارت نيّته خالصة وهدفه إلهيّاً. وهذه المرتبة هي المراد من كلام الوالد قدس سره.