قسم السؤالالاجتماع
كود المتابعة 6158
تاريخ التسجيل 1441/12/14
آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني

لماذا تمنعون الآخرين من بيان باطن كلامكم و مرادكم الواقعي، و تنكرون أن يكون لكلامكم ظاهرو باطن؟


بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة آية الله السيد محمد محسن السلام عليكم ورحمة الله
سمعنا منكم في المحاضرة الأخير للمخدرات (باللغة الفارسية) أنّكم نفيتم أن يكون لكلامكم باطن وظاهر وتأويل وما شابه ذلك، والحال أنّ كثيرا ما نسمع منكم أنّكم تقولون: أنا أقدر وأعرف شخص على الإطلاق في تفسير كلام الوالد المرحوم العلامة رحمه الله، والحال أن ظاهر كلام والدكم قدس سره واضح للجميع، إلا أنكم ومع كل ذلك تصرون على أنكم أقدر شخص في فهم معانيه والغوص بتضاعيف مضامينه، والحقيقة هي كذلك فما رأيناه منكم أنكم كنت بحق أقدر من الجميع في فهم وحل ألغاز كلامه وبيان مجمله وتأويله قدس سره.. فلماذا تنفون ذلك عن كلامكم؟ فمن الممكن أن يكون لكلامكم عدة مرادات خفية على الكثير من الأشخاص، إلا أنّ بعض المقربين منكم قد يلتفتوا إلى عمق ذلك دون غيرهم.. بل إنّي شخصيا قد سمعت منكم في كثير من الأحيان بأنّ من واجب فلان وفلان أن يوضحوا مراد كلامي، كما وكنتم تقولون في مواطن أخرى: في بعض الأحيان لا أقدر أن أبين بعض المسائل الحساسة سواء الاجتماعية أو .... وهو واجب عليكم أن تبينوا وتوضحوا..
بل أذكر في أحد الأيام أنّ أحد السائلين قد سألكم عن عمل معين فقد أجبتموه بالإيجاب وأعطيتموه إجازة في الانتساب إلى هذا العمل المعين، ولكن بسرعة قلتم لي عليك أن توضح لفلان حقيقة الأمر...
وعلى العموم، لماذا تسلبون عن كلامكم المعاني العميقة وتجعلون كلامكم ذا سطح وأفق واحد..
ومن ناحية ثانية، فحينما تقولون ليس لكلامي إلا محمل واحد فهذا يعني أنّ تأويلنا أو تعميقنا لكلامكم الكريم سوف يكون كاذبا وكذبا بنظر الناس، والحال أنّنا إنما نتكلم بإجازة منكم بل بأمركم في بعض الأحيان كما أنتم أعرف.. فنفي وجود باطن لكلامكم يعني أنّنا سوف نتهم بالكذب وسوف تسحق حجية كلامنا أجمع.. ولم يكن الأئمة عليهم السلام يتعاملون بهذا الشكل مع شيعتهم المقربين الذين يعلمون الكثير عن بواطن كلمات الإمام.. بل كانوا يؤيدون ذلك وكانوا يفرحون بتوجيه أصحابهم السائل إلى عمق وحقيقة الولاية.. بل قد تنسد فرصة التعمق والغوص في أعماق كلامكم، مما يجعله ككلام عوام الناس والعياذ بالله..
أرجو أن تبينوا حقيقة الأمر...
والسلام عليكم ورحمة الله
أحد المخلصين والمقصرين والمحبين...
هو العليم


المقصود من هذا المطلب عدم سوء الاستفادة لعدة من الأشخاص الذين لا يفهمون حقيقة الكلام وينسبون إلى المتكلم خلاف المراد . وإلاّ نحن لا ننكر وجود الخبير والبصير والفهيم بالنسبة إلى المطالب . ونحن إذا سمحنا لكلّ احد و أعطينا المجال وفتحنا الطريق فلا يبقى حجر على حجر . وأما الذي له بصيرة وخبرة بالمطالب والمعاني فيقدر أن يتكلّم ويوضّح ويبيّن رافعاً التضادّ والمباينة في كلمات المتكلم.