قسم السؤالالاجتماع
كود المتابعة 5988
تاريخ التسجيل 1441/12/14
آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني
أنا مبتلى بذنوب عدّة وألجأ إلى سماع الموسيقى فماذا عليّ أن أعمل
سماحة السيد الطهراني السلام عليكم. للأسف لقد ابتليت منذ فترة المراهقة بارتكاب ذنوب كبيرة من مشاهدة الأفلام والصور المبتذلة والاستمناء، ورغم زواجي لم أتخلّ عن ذلك الذنب الكبير، بل أصبحت معتاداً عليه. وبعد أن تعرّفت على مدرسة العلامة الطهراني تعرّضت لضغط نفسي ووجداني كبير بسبب الإتيان بهذا الذنب، ومع ذلك لم أقدر على التخلّص منه. كما أنّه عندما أطالع كتب المرحوم العلامة تحصل لدي حالات عجيبة؛ أذكر بعنوان المثال: أفكر في نفسي دائماً ـ حتى لو كنت أستمع الموسيقى ـ بأنّ الله تعالى قد خلق هذه الأصوات الساحرة، وأن الله تعالى هو الذي يصدر هذه الأصوات، وعند ذلك أشرع بالبكاء وتحصل لدي حالات عجيبة. ولكي أحصل على هذه الحالات ألجأ في أكثر الأوقات إلى استماع الموسيقى، وأفكّر في هذه الأمور عند إصغائي لها ودائما أبكي نتيجة ذلك. كما أني أشعر في وقت الصلاة بأن الله تعالى مقابلي وأنّه يراني وعند تفكيري بذلك أشرع بالبكاء وتحصل عندي حالة عجيبة أيضاً. وسؤالي هو: أنه مع الالتفات إلى اعتيادي على الذنوب، هل يمكن أن تكون هذه الحالات التي تحصل حالات حقيقيّة أم لا؟ وهل هذه الحالات هي جذبة إلهيّة أم لا؟
يفهم ممّا ذكرتم بأنكم على استعداد للارتقاء واكتساب الفضائل، وعليكم أن تتعاملوا بجديّة مع هذا اللطف الإلهي، واعلموا بأنّكم ما لم تتحمّلوا المشقات فلن تتمكنوا من الوصول إلى الكنز. كما عليكم أن تلتفتوا دائماً إلى أنّ الإنسان بفعله للذنب سيخسر مرتبة من مراتب تكامله وارتقائه لن تعود إليه أبداً. ومن كان له زوجة فلا مبرر لأن يشغل باله وذهنه في أماكن أخرى، وعند حصول مثل هذه الأمور عليه أن يبادر فوراً إلى القيام بفعل معيّن كالمطالعة أو تنظيم أمور المنزل، وإن كان خارج المنزل فعليه أن ينظر إلى ما يحيط به ويذكر الله كي تتجاوز النفس هذه المرحلة. ثم فيما يتعلق بالموسيقى فإنكم وإن أشرتم في كلامكم إلى بعض الأمور، ولكن اعلموا أن الطريق الذي نهى عنه الشارع ولم يرتضه هو طريق غير قابل لأن يسلك، فالموسيقى حرام، ولا يستطيع الإنسان أن يصل من خلالها إلى التجرّد، وللوصول إلى تلك المراتب من الجيد أن تستفيدوا من استماع الأصوات الحسنة والجذابة. وفقكم الله.