قسم السؤالالأخلاق والعرفان
كود المتابعة 5814
تاريخ التسجيل 1441/12/14
آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني

أشعر بالرغبة من كلّ قلبي في الاتصال بالله فكيف هو الطريق؟


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم.. لكم كامل الأدب والاحترام منّي..
ما هو أقرب طريق مفتوح للوصول إلى الله؟ إذا كان الدعاء، فأيّ دعاء؟ إذا كانت التوبة، فأيّة توبة؟ أريد أن أتكلّم مع الله، وأريد أن أسأله حاجاتي الماديّة و المعنويّة، و أرجوه و أطلب منه، فهل سيعطيني ويستجيب لي، عطاء مبارك غير محدود؟
لقد تاق قلبي إلى الله، إلى النبي ، إلى الإمام المعصوم، لقد اشتاق قلبي للقاء الله وأوليائه. وسلامي إلى أرواح أولياء الله. فهل سيجيبون سلامي حتّى أحلّق نحو القدس المطلق؟
إنّ المحصّل من مضامين الآثار، ومن البراهين العقليّة المدوّنة هو أنّ النفوس المقدّسة للمعصومين ـ عليهم السلام ـ هي باب الله وحبل الله وصراط الله. وكي يكتسب الإنسان التجرّد والتقرّب والتجاوز عن المهالك النفسانيّة والحجب الغيبيّة ينبغي عليه أن يطلب العون والمدد من تلك النفوس المقدّسة. وللأسف، ففي هذا الزمن أصبحت هذه النقطة الحيويّة ملتبسة ومعمّاة بين المجتمعات الإسلامية، وكذا الأمر بالنسبة للشيعة، حيث وبحجّة الاتصال المباشر مع الله عزّ وجلّ دفنوا هذا الأمر في غياهب النسيان. فالتوجّه والتوسّل بحضرة بقية الله أرواحنا فداه والذي هو حبل الله الممدود بين الخالق و المخلوق، يمثّل الإكسير الذي يحوّل وجودنا النحاسي إلى ذهب. فيجعلنا مستقرّين وساعين في ركبه ونهجه. إنّ التوجّه نحو هذا الإمام العظيم، يعني مطابقة جميع برامج الحياة وفقاً لإرادته و رضاه وهذا الأمر هو الذي يحرّر الإنسان من قيود عالم النفس، ويصله بعالم التجرّد. وأمّا مسألة الدعاء و التوبة، فينبغي على الإنسان أن يعتبر نفسه تائباً من أعماله دائماً وفي جميع الأحوال، وأن يطلب العون والمدد منه سبحانه وتعالى بأن يوفّقه للقيام بالأعمال التي ترضي الله.