قسم السؤالالاجتماع
كود المتابعة 5771
تاريخ التسجيل 1441/12/14
آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني
هل تغني مطالعة كتب العلامة الطهراني عن تبعية الأستاذ؟
إلی أي حدّ تؤثر كتب المرحوم العلامة الطهراني على سلوك الإنسان في طریق الله؟ وأساساً، هل ترقى مطالعةُ کتبه إلى مستوى رفع حاجةَ الإنسان للأستاذ أو لا ؟
یُشکّل ما جمعه المرحوم العلامة الطهراني رضوان الله علیه في کتبه مجموعةً من الحقائق و الآداب و العقائد الخالصة و الغیر المشوهة لمدرسة أهل البیت علیهم السلام، و التي یمکنها أن تکون ـ لیس فقط من ناحية الجانب العلمي و الفني، بل حتی بمقتضی الشهود و الإدراک القلبي ـ مرجعاً و مستنداً للفکر الشیعي، ومعيارا لانطباق الأعمال والتصرفات على المباني الشيعية، حیث لم یصلنا في هذا المجال إلی الآن أي مؤلف نظير دورة المعارف هذه، و لهذا ليست مطالعة هذه الكتب والتدبر فيها مقتصرة على إفادة آفاق جدیدة من المفاهیم و المعاني، وإظهار حقائق عالم الوجود و عالم التشریع، و التربیة و التزکیة بالنسبة للناس العادیین فحسب، بل تعتبر أیضا بالنسبة للعلماء و الفضلاء من أهم و أوجب الوظائف و التکالیف العلمیة و الاجتماعیة. فما سُعي لإثباته و تحقیقه في هذه الکتب، هو فتح مرحلة جدیدة من مراحل السیر و السلوک، و حرکة الإنسان اتجاه مبدإ الوجود، و في النتیجة فتح باب الشهود، و الوصول إلی أعلی مرتبة من مراتب المعرفة و عرفان الحق تعالی، المنحصر ـ بلا أدنی شک ـ في معرفة و ولایة المعصومین علیهم السلام، و اتباع أوامرهم، والسير قدما في جادة التزکیة و التهذیب لن یکون میسراً إلا تحت إرشاد الأستاذ الكامل والسالك الواصل ومساعدته، حیث تتربص بالسالکین في طریق الحق ـ في کلّ لحظة ـ خواطر النفس الأمارة، و وساوس جنود إبلیس، و بناءً علی أمر الإمام السجاد علیه السلام يحث يقول: ضل من لیس له حکیم یرشده؛ یجب أن یتحقق السیر في عالم المعنی تحت إشراف و هدایة هذا الأستاذ.