قسم السؤالالاجتماع
كود المتابعة 5760
تاريخ التسجيل 1441/12/14
آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني

حينما أتذكر ذنوبي أشعر بالإحباط والضيق فماذا عليّ أن أعمل؟


لقد ارتكبت فيما مضى الكثير من الذنوب، ولكنّني هجرتها وتبت، ومع ذلك أشعر غالباً بعذاب في أعماق وجداني، وأؤنب نفسي عندما أتذكرها، ولذلك أيضاً أصاب بالإحباط والضيق لأنّ فكري مشغول بهذه المسألة، أرشدوني من فضلكم
ما دام الإنسان لم يتجاوز مرحلة الحجب والأمراض النفسيّة بواسطة الرياضات الشرعية والسلوك إلى الله، فسوف يظلّ عرضة لوسوسة الشيطان وتسلّط النفس الأمارة، لذلك فتح الله باب التوبة على الدوام، ودعا الجميع للرجوع والإنابة عن الماضي، فمفهوم التوبة والإنابة إنّما يتفرّع عن الابتلاء بالخطأ والذنب. فقد ورد في الروايات أنّ أكبر الذنوب هو اليأس من رحمة الله، والله يقول: أنا عند حسن ظنّ عبدي بي. فإذا رأى العبد واعتقد بأنّ الله رؤوف ورحيم وغفور فسيعامله الله على هذا الأساس، وأما من يعتقد بأنّ الله عاجز، ولا يقدر على تغمّده بالرحمة والمغفرة فلن يكون لله أي اعتناء به. وبناء على ذلك يجب أن لا نقلق لما سلف من الذنوب، ويجب أن نفكّر بنحو أفضل في أعمالنا وتصرفاتنا المستقبليّة ونتفرغ ونمعن النظر في ذلك، فالتوقّف في الماضي والتركيز عليه يثبّط الإنسان عن التحرك نحو التقرب إلى الله، ويضعف روحية المرء ويميت قدرته عن العبور من الحجب النفسية. لذلك عليكم أن تسدلوا ستار النسيان على الماضي بعزم متين، وهمّة عالية على إصلاح الذات، وبالتوكل على رحمة الله ولطفه، اللذين لا حدّ لهما، ولا تفكروا في الماضي أبداً، واعلموا أنّ نفس ذلك الإحساس بالخجل والندم على الأعمال السابقة هو توبة وهو قبول من حضرة الحق.