قسم السؤالالأخلاق والعرفان
كود المتابعة 5685
تاريخ التسجيل 1441/12/14
آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني
كيف لنا أن نحصل النية الصادقة في السير والسلوك؟
يذكر المرحوم العلامة رضوان الله عليه في كتاب الروح المجرد صفحة 335 الطبعة الأولى، ضمن كلام له عن سير وسلوك الأفراد من الأديان والمذاهب المختلفة، حيث يقول: (هناك قسم من الناس يمشون في هذا الطريق بنية صادقة لا يشوبها شيء آخر، فهؤلاء سوف يبلغون مرادهم، بينما هناك قسم آخر من الناس، لم تكن نيّتهم صادقة وصافية، فيغرقون أثناء سيرهم وسلوكهم بالدواعي النفسية والتعلقات والأغراض النفسية، وهذا القسم من الناس لا يتمكّنون من الوصول أبداً) انتهى.
ولا أشكّ بأنّي من القسم الثاني.. فماذا على الإنسان أن يفعل كي يكون من الفريق الأول؟ حيث أنّ الحقير يشعر بأنّ جميع مشاكلي النفسية ترجع إلى هذه النيّة، وأشعر بأني كلما أكون قد قصّرت في العمل على أساس إرشادات العلماء، مباشرة أشاهد أثر ذلك في نفسي، وأرى أنّ نصيبي قد قلّ، وأشعر أنّ ميولي وشوقي واندفاعي نحو العمل والمتابعة قد ضاع وتلاشى! يعني ما الذي ينبغي أن يقوم به الإنسان كي يقوم بتغيير نيّته؟
ولا أشكّ بأنّي من القسم الثاني.. فماذا على الإنسان أن يفعل كي يكون من الفريق الأول؟ حيث أنّ الحقير يشعر بأنّ جميع مشاكلي النفسية ترجع إلى هذه النيّة، وأشعر بأني كلما أكون قد قصّرت في العمل على أساس إرشادات العلماء، مباشرة أشاهد أثر ذلك في نفسي، وأرى أنّ نصيبي قد قلّ، وأشعر أنّ ميولي وشوقي واندفاعي نحو العمل والمتابعة قد ضاع وتلاشى! يعني ما الذي ينبغي أن يقوم به الإنسان كي يقوم بتغيير نيّته؟
«بر سر تربت ما چون گذری همّت خواه که زیارتگه رندان جهان خواهد شد»( ) فيمكن إدراك نهاية كلّ شيء بالهمة، وبدون ذلك يبقى ناقصاً ولا يمكن بلوغ ختامه ونهايته، تقول الآية الشريفة: (الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) فالكثير من الأفراد يشعرون بحلاوة الذكر والقيام بالبرامج السلوكية بشكل مستمر، فيشعرهم البرنامج السلوكي بالسرور والفرح، فيبقى القلب والنفس بحالة سرور والتذاذ روحاني جرّاء الاستمرار بهذا السير الشيّق. لكنّ البعض الآخر قد لا يكون لديه هذا الشوق والرغبة في البداية، فلا يحسّون بهذه الحلاوة، حينئذ يجب على الإنسان أن يمشي قدما ويتابع سيره بمجاهدة نفسه ويستمرّ بمحاربتها، وعليه أن يمشي ويستمر، ولا يوقع نفسه بالأمور المانعة والمكدّرة، ولا يضيّع سيره وسلوكه بالانشغال بالتجاذبات الحياتيّة، والانغماس بمشاكل الكسب والمعاش والعمل، وعليه أن ينهل من المطالب التي تكرّم بها الأولياء، التي تؤثّر في ازدياد الشوق والعشق والرغبة بهذا الطريق.