قسم السؤالالأخلاق والعرفان
كود المتابعة 5681
تاريخ التسجيل 1441/12/14
آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني

كيف ينبغي أن ندعو الله كي يوصلنا إلى أعلى نقطة من التكامل؟


يسمع من أفواه العلماء وأهل المنبر و... وبشكل دائم، أنّ الأشخاص الذين توسّلوا بالأئمة أو طلبوا من أولياء الله بلوغ المقامات العالية، قد وصلوا إليها وأحرزوها، بل قد يفهم من كلمات العلماء العظام ـ وكذلك من رواية النبي الأكرم حيث ينقل عنه بالمعنى: ليت هذا الأعرابي يكون ذكيا فطنا مثل تلك العجوز من بني إسرائيل، فحينما قلت له ماذا تريد؟ فبدلا من أن يتمنى ويطلب خروفا.. ليته طلب أن يكون معي في الآخرة ـ كذلك ما يستفاد من الأدعية، حيث أنّ مضامينها تزرع الأمل في قلوب جميع الناس، وتشوقهم ليطلبوا هذه المقامات من الله وذلك حسب الطاقة والاستعداد الذي أعطاهم الله إياه.
والسؤال هو: كيف ينبغي أن يكون الدعاء وهذا الطلب بحيث يكون مقبولا ومستجابا؟ حيث أنّ جميع الناس يتمنون ذلك ويرغبون به، ويدعون ويطلبون وبشكل مستمر ودائم، إلا أنّه لا يستجاب لأحد، كما وأنّ ما حصل ما الأعرابي ليس متيسّرا للجميع، حيث ليس من السهل أن يتيسر لنا ما حصل لذاك الأعرابي، من حمل زنبيل رسول الله وإيصاله إلى المنزل، وبعد يقال لنا: اطلب ما تشاء، لنقوم بالدعاء والطلب، والرسول يقبل ويستجيب.. كل ذلك فضلا عن أنّنا لا يمتلك جميعنا هذه الجرأة على فعل ذلك.. بناء عليه كيف ينبغي أن يكون الطلب والدعاء، بحيث يقع موردا للقبول والاستجابة؟
{إنّما الأعمال بالنيات} وكما يقول الشاعر: فالدعاء يعني الطلب، وحينما لا يكون الطلب حقيقيا وواقعيا، فسوف لا يكون دعاء واقعا، لذلك ينبغي أن يكون للإنسان حال الدعاء وموقعية الطلب الحقيقية في نفسه، لذلك ينبغي للإنسان أن تكون نيته اتجاه ما يطلبه صافية وأكيدة وواضحة، ولا يكون في قلبه شيء من التشويش والغش والتلاعب، وينبغي أن يدعوا بشكل مجدّ وحثيث وأكيد، حينئذ سوف يستجيب الله له ويعطيه سؤله. وأخيرا هناك كتابان للمرحوم العلامة الطهراني رضوان الله عليه، فيما يتعلّق بالمسجد والدعاء قد انتشرا مؤخرا باسم "أنوار الملكوت" فمن الجيد أن تطالعوهما.