قسم السؤالالتربية
كود المتابعة 5650
تاريخ التسجيل 1441/12/14
آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني

في كثير من الأحيان أغضب وأصرخ على أولادي..؟


بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم، عمري 22سنة، ولديّ ولدان أحدهما عمره سنتان، و الآخر سبعة أشهر، وفي كثير من الأحيان ابتلى بالغضب وأصرخ في وجههم، وفي بعض الأحيان أقوم بضربهم، وأنا منزعج جداً من هذا الأمر، ولا أحبّ أن تسري أخلاقي هذه إلى أولادي، ساعدوني من لطفكم..
وفي المحيط الأسري، يجب أن تُعمَل كلا هاتين الصفتين في مكانها المناسب؛ فالرأفة والعطف الزائدان عن الحدّ، يوجبان انحراف أفراد الأسرة، وانغماسهم في الميول النفسية، ممّا يؤدّي إلى جموح النفس الأمارة وتمرد الأطفال عن الأوامر الضرورية بالنسبة لهم، وتضييع مصالحهم الواقعية، وهو ما يؤدّي إلى الإضرار والخسران بالأسرة.
وفي مقابل هذا الأسلوب السيّئ، نجد أنّ الاعتماد المفرط والزائد عن الحدّ للقوة الغضبية، يؤدي أيضاً إلى سيطرة جوّ من البرودة والفتور في العواطف، والانكسار في القلوب، واليأس والخمود بين أعضاء الأسرة. لذلك فإنّ كلا الأسلوبين خاطئ، والصحيح هو إعمال كلّ من هاتين القوتين في مكانها وظروفها المناسبة. فإنّ تربية الطفل تتفاوت بتفاوت ظروف حياته المختلفة، ولا تنتهي المسألة بالتذرّع بكون ولدي طفل صغير.. فأترك له المجال ليفعل ما يشاء بلا أيّ رادع أو مانع، فهذا عين الظلم والإهمال اتجاهه، وهو تضييع لمستقبله. بل يجب أن يشعر الطفل أنّ حال والديه لن يكون واحداً أمام تصرفاته المختلفة، وأنّه لا يمكنه أن يفعل كلّ ما يحلو له من تلقاء نفسه. ولا يخفى أنّ جانب التأديب يجب أن يكون أقوى في شخصية الأب، ويكون جانب الرأفة هو الغالب في شخصيّة الأم (از شير حملة خوش بود از غزال رم) يقول الشاعر: يحلو من الأسد هجومه ومن الغزال فراره.