نص حديث العنوان البصريّ

البرنامج السلوكيّ الأهمّ لدى السيّد القاضي

113
مشاهدة المتن

المؤلّفالهیئة العلمیة لموقع مدرسة الوحي

القسم القرآن والحديث والدعاء


التوضيح

كان عارف القرن المرحوم القاضيّ قد أصدر تعليماته لتلامذته و مريديه في السير و السلوك إلى الله، أن يكتبوا رواية عنوان البصريّ و يعملوا بها من أجل تخطّى النفس الأمّارة و الرغبات المادّيّة
إنّ العمل وفق مضمون هذه الرواية كان أمراً أساسيّاً و مهمّاً. و كان يقول: ينبغي أن تحتفظوا بها في جيوبكم و تطالعوها مرّة أو مرّتين كلّ أسبوع. فهذه الرواية تحظى بالأهمّيّة الكبيرة وتحوي مطالب شاملة و جامعة في بيان كيفيّة المعاشرة و الخلوة، و كيفيّة و مقدار تناول الغذاء، و كيفيّة تحصيل العلم، و كيفيّة الحلم و مقدار الصبر و الاستقامة و تحمّل الشدائد أمام أقوال الطاعنين؛ و أخيراً مقام العبوديّة و التسليم و الرضا و الوصول إلى أعلى ذروة العرفان وقِمّة التوحيد.

/۵
بي دي اف بي دي اف الجوال الوورد

نص حديث العنوان البصريّ - البرنامج السلوكيّ الأهمّ لدى السيّد القاضي

1
  •  

  • هو العليم 

  •  

  • نص حديث العنوان البصريّ

  • البرنامج السلوكيّ الأهمّ لدى السيّد القاضي قدّس الله سرّه

  •  

  • إعداد: الفريق العلمي في موقع مدرسة الوحي

  •  

  • المصدر: «الروح المجرّد»، لآية الله الحاج السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ

  • رضوان الله عليه

  •  

نص حديث العنوان البصريّ - البرنامج السلوكيّ الأهمّ لدى السيّد القاضي

2
  •  

  •  

  • بسم الله الرحمن الرحيم‌

  • و صلّى الله على محمّد و آله الطاهرين‌

  • و لعنة الله على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين‌

  • و لا حول و لا قوّة إلا بالله العليّ العظيم‌

  • حسبنا الله و نعم الوكيل، نعم المولى و نعم النصير

  •  

  •  

  • العمل برواية عنوان البصريّ كان أمراً أساسيّاً من أوامر المرحوم القاضيّ‌

  • لقد كان المرحوم الاستاذ الكبير، عارف القرن الذي لا نظير له، بل هو حسب تعبير استاذنا سماحة الحاجّ السيّد هاشم: «لم يأت منذ صدر الإسلام حتّى الآن في مثل شمول و جامعيّة المرحوم القاضيّ»، كان قد أصدر تعليماته لتلامذته و مريديه في السير و السلوك إلى الله، أن يكتبوا رواية عنوان البصريّ و يعملوا بها من أجل تخطّى النفس الأمّارة و الرغبات المادّيّة و الطبعيّة و الشهويّة و الغضبيّة التي تنشأ غالباً من الحقد و الحرص و الشهوة و الغضب و الإفراط في الملذّات.

  • أي إ نّ العمل وفق مضمون هذه الرواية كان أمراً أساسيّاً و مهمّاً. و كان يقول مضافاً إلى ذلك: ينبغي أن تحتفظوا بها في جيوبكم و تطالعونها مرّة أو مرّتين كلّ اسبوع. فهذه الرواية تحظى بالاهمّيّة الكبيرة و تحوي مطالب شاملة و جامعة في بيان كيفيّة المعاشرة و الخلوة، و كيفيّة و مقدار تناول الغذاء، و كيفيّة تحصيل العلم، و كيفيّة الحلم و مقدار الصبر و الاستقامة و تحمّل الشدائد أمام أقوال الطاعنين؛ و أخيراً مقام العبوديّة و التسليم و الرضا و الوصول إلى أعلى ذروة العرفان وقِمّة التوحيد.

  • لذا، فلم يكن المرحوم القاضي ليقبل تلميذاً لا يلتزم بمضمون هذه الرواية. و هذه الرواية منقولة عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، و قد ذكرها المجلسيّ في كتاب «بحار الأنوار».

  • النصّ الكامل لرواية عنوان البصريّ‌

  • و لمّا كانت تمثّل برنامجاً عمليّاً شاملًا نُقِلَ عن ذلك الإمام الهمام، لذا نوردها بألفاظها و عباراتها بلا تصرّف ليستفيد منها مُحبّو و عشّاق السلوك إلى الله تعالى:

  • أقُوُلُ: وَجَدْتُ بِخَطِّ شَيْخِنَا البَهَائِيّ قَدَّسَ اللهُ رُوحَهُ مَا هَذَا لَفْظُهُ:

  • قَالَ الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيّ: نَقَلْتُ مِنْ خَطِّ الشَّيْخِ أحْمَدَ الفَرَاهَانِيّ رَحِمَهُ اللهُ، عَنْ عِنْوَانِ۱ البَصْرِيّ- وكَانَ شَيْخاً كَبِيراً قَدْ أتَى عَلَيهِ٢ أرْبَعٌ وَ تِسْعُونَ سَنَةً- قَالَ: كُنْتُ أخْتَلِفُ إلى مَالِكِ بْنِ أنَسٍ سِنِينَ، فَلَمَّا قَدِمَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ عَلَيهِ السَّلَامُ المَدينَةَ اخْتَلَفْتُ إلَيْهِ، وَ أحْبَبْتُ أنْ آخُذَ عَنْهُ كَمَا أخَذْتُ عَنْ مَالِكٍ.

    1. يقول في «أقرب الموارد»: عَنْوَنَ الكِتَابَ عَنْوَنَةً: كَتَبَ عُنْوَانَهُ؛ وَ يُقَالُ: عَنْوَنَهُ وعَنَّهُ وعَنَّنَهُ وعَنَّاهُ. وَ الاسْمُ: العُنْوَانُ؛ عُنْوَانُ الكِتَابِ وَ عِنْوَانُهُ وَ عُنْيَانُهُ وَ عِنْيَانُهُ: سِمَتُهُ وَ دِيبَاجَتُهُ؛ سُمِّيَ بِهِ لأنَّهُ يَعِنُّ لَهُ مِنْ نَاحِيَتِهِ. وَ أصْلُهُ عُنَّانُ كَرُمَّانِ. وُ كُلُّ مَا اسْتَدْلَلْتَ بِشَي‌ءٍ يُظْهِرُكَ عَلَي غَيْرِهِ فَعُنوَانٌ لَهُ؛ يُقَالُ: «الظَّاهِرُ عُنْوَانُ البَاطِن».
    2. يقول في «أقرب الموارد»: أتَا- ض- أتْياً وَ إتْيَاناً و إتْيَانَةً؛ وَ مأتَاةً وَ اتِيَّاً (وَ يُكْسَرُ) عَلَي الشَّي‌ءِ: أنْفَدَهُ وَ بَلَغَ آخِرَهُ وَ مَرَّ بِهِ؛ وَ- عَلَيهِ الدَّهْرُ: أهْلَكَهُ.

نص حديث العنوان البصريّ - البرنامج السلوكيّ الأهمّ لدى السيّد القاضي

3
  • فَقَالَ لِي يَوْماً: 

  • «إنِّي رَجُلٌ مَطْلُوبٌ وَ مَعَ ذَلِكَ لِي أ وْرَادٌ في كُلِّ سَاعَةٍ مِنْ آنَاءِ اللَيْلِ وَ النَّهَارِ، فَلَا تَشْغَلْنِي عَنْ وِرْدِي؛ وَ خُذْ عَنْ مَالِكٍ وَ اخْتَلِفْ إلَيْهِ كَمَا كُنْتَ تَخْتَلِفُ إلَيْهِ»

  • فَاغْتَمَمْتُ مِنْ ذَلِكَ، وَ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَ قُلْتُ في نَفْسِي: لَوْ تَفَرَّسَ في خَيْراً لَمَا زَجَرَنِي عَنِ الاخْتِلَافِ إلَيْهِ وَ الأخْذِ عَنْهُ.

  • فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ الرَّسُولِ صلّى اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْتُ عَلَيهِ ثُمَّ رَجَعْتُ مِنَ الغَدِ إلى الرَّوْضَةِ ۱ وَ صلّيتُ فِيهَا رَكْعَتَيْنِ وَ قُلْتُ: أسْألُكَ يَا اللهُ يَا اللهُ! أ نْ تَعْطِفَ عَلَيّ قَلْبَ جَعْفَرٍ وَ تَرْزُقَنِي مِنْ عِلْمِهِ مَا أهْتَدِي بِهِ إلى صِرَاطِكَ المُسْتَقِيمِ!

  • وَ رَجَعْتُ إلى دَارِي مُغْتَمَّاً وَ لَمْ أخْتَلِفْ إلى مَالِكِ بْنِ أنَسٍ لِمَا اشْرِبَ قَلْبِي مِنْ حُبِّ جَعْفَرٍ. فَمَا خَرَجْتُ مِنْ دَارِي إلَّا إلى الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ حتّى عِيلَ صَبْرِي.

  • فَلَمَّا ضَاقَ صَدْرِي تَنَعَّلْتُ وَ تَرَدَّيْتُ وَ قَصَدْتُ جَعْفَراً وَ كَانَ بَعْدَ مَا صلّى تُ العَصْرَ. فَلَمَّا حَضَرْتُ بَابَ دَارِهِ اسْتَأذَنْتُ عَلَيهِ فَخَرَجَ خَادِمٌ لَهُ فَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ؟! فَقُلْتُ: السَّلَامُ على الشَّرِيفِ!

  • فَقَالَ: هُوَ قَائِمٌ في مُصَلَّاهُ. فَجَلَسْتُ بِحِذاءِ بَابِهِ، فَمَا لَبِثْتُ إلَّا يَسِيراً. إ ذْ خَرَجَ خَادِمٌ فَقَالَ: ا دْخُلْ على بَرَكَةِ اللهِ. فَدَخَلْتُ وَ سَلَّمْتُ عَلَيهِ. فَرَدَّ السَّلَامَ وَ قَالَ: 

  • «اجْلِسْ غَفَرَ اللهُ لَكَ»!

  • فَجَلَسْتُ. فَأطْرَقَ مَلِيَّاً، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وَ قَالَ: «أبُو مَنْ»؟!

  • قُلْتُ: أبُو عَبْدِ اللهِ!

  • قَالَ: «ثَبَّتَ اللهُ كُنْيَتَكَ وَ وَفَّقَكَ؛ يَا أبَا عَبْدِ اللهِ! مَا مَسْألَتُكَ»؟!

  • فَقُلْتُ في نَفْسِي: لَوْ لَمْ يَكُنْ لِي مِنْ زِيَارَتِهِ وَ التَّسْلِيمِ غَيْرُ هَذَا الدُّعَاءِ لَكَانَ كَثِيراً. ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ ثُمَّ قَالَ: مَا مَسْألَتُكَ؟!

  • فَقُلْتُ: سَألْتُ اللهَ أ نْ يَعْطِفَ قَلْبَكَ عَلَيّ وَ يَرْزُقَنِي مِنْ عِلْمِكَ؛ وَ أ رْجُو أ نَّ اللهَ تعالى أجَابَنِي في الشَّرِيفِ مَا سَألْتُهُ.

  • فَقَالَ: «يَا أبَا عَبْدِ اللهِ! لَيْسَ العِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، إنَّمَا هُوَ نُورٌ يَقَعُ في قَلْبِ مَنْ يُرِيدُ اللهُ تَبَارَكَ وَ تعالى أ نْ يَهْدِيَهُ؛ فَإنْ أرَدْتَ العِلْمَ فَاطْلُبْ أوَّلًا في نَفْسِكَ حَقِيقَةَ العُبُودِيَّةِ، وَ اطْلُبِ العِلْمَ بِاسْتِعْمَالِهِ، وَ اسْتَفْهِمِ اللهَ يُفْهِمْكَ»!

    1. المقصود بالروضة: الموضع الواقع بين القبر المطهّر للرسول الأكرم صلّى الله عليه و آله و منبره. روى الكلينيّ في «فروع الكافي»، ج ٤، ص ٥٥٣ و ٥٥٤، كتاب الحجّ، باب المنبر و الروضة و مقام النبيّ، طبعة دار الكتب الإسلاميّة، طهران، سنة ۱٣٩۱: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَ مِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ». و قد أورد هذه الرواية المحقّق الفيض الكاشانيّ في «المحجّة البيضاء» ج ٢، ص ۱۸۷، طبعة مكتبة الصدوق، من كتاب «أسرار الحجّ» بلفظ: «مَا بَيْنَ قَبْرِي وَ مِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الجَنَّةِ».

نص حديث العنوان البصريّ - البرنامج السلوكيّ الأهمّ لدى السيّد القاضي

4
  • قُلْتُ: يَا شَرِيفُ! فَقَالَ: «قُلْ: يَا أبَا عَبْدِ اللهِ»!

  • قُلْتُ: يَا أبَا عَبْدِ اللهِ! مَا حَقِيقَةُ العُبُودِيَّةِ؟!

  • قَالَ: «ثَلَاثَةُ أشْيَاءَ: أ نْ لَا يَرَى العَبْدُ لِنَفْسِهِ فِيمَا خَوَّلَهُ اللهُ مِلْكاً، لأنَّ العَبِيدَ لَا يَكُونُ لهم مِلْكٌ؛ يَرَوْنَ المَالَ مَالَ اللهِ يَضَعُونَهُ حَيْثُ أمَرَهُمُ اللهُ بِهِ. وَ لَا يُدَبِّرَ العَبْدُ لِنَفْسِهِ تَدْبِيراً. وَ جُمْلَةُ اشْتِغَالِهِ فِيمَا أمَرَهُ تعالى بِهِ وَ نَهَاهُ عَنْهُ.

  • فَإذَا لَمْ يَرَ العَبْدُ لِنَفْسِهِ فِيمَا خَوَّلَهُ اللهُ تعالى مِلْكاً، هَانَ عَلَيهِ الإنْفَاقُ فِيمَا أمَرَهُ اللهُ تعالى أ نْ يُنْفِقَ فِيهِ. وَ إذَا فَوَّضَ العَبْدُ تَدْبِيرَ نَفْسِهِ على مُدَبِّرِهِ، هَانَ عَلَيهِ مَصَائِبُ الدُّنْيَا. وَ إذَا اشْتَغَلَ العَبْدُ بِمَا أمَرَهُ اللهُ تعالى وَ نَهَاهُ، لَا يَتَفَرَّغُ مِنْهُمَا إلى المِرَاءِ وَ المُبَاهَاةِ مَعَ النَّاسِ.

  • فَإذَا أكْرَمَ اللهُ العَبْدَ بِهَذِهِ الثَّلَاثَةِ هَانَ عَلَيهِ الدُّنْيَا، وَ إبْلِيسُ، وَ الخَلْقُ. وَ لَا يَطْلُبُ الدُّنْيَا تَكَاثُراً وَ تَفَاخُراً، وَ لَا يَطْلُبُ مَا عِنْدَ النَّاسِ عِزَّاً وَ عُلُوَّاً، وَ لَا يَدَعُ أيَّامَهُ بَاطِلًا.

  • فَهَذَا أوَّلُ دَرَجَةِ التُّقَى؛ قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَ تعالى:

  •  {تِلْكَ الدَّارُ الأخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا في الأرْضِ‌ وَ لَا فَسَادًا وَ الْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.۱

  • قُلْتُ: يَا أبَا عَبْدِ اللهِ! أ وْصِنِي!

  • قَالَ: «اوصِيكَ بِتِسْعَةِ أشْيَاءَ، فَإنَّهَا وَصِيَّتِي لِمُرِيدِي الطَّرِيقِ إلى اللهِ تعالى؛ وَ اللهَ أسْألُ أ نْ يُوَفِّقَكَ لِاسْتِعْمَالِهِ.

  • ثَلَاثَةٌ مِنْهَا في رِيَاضَةِ النَّفْسِ، وَ ثَلَاثَةٌ مِنْهَا في الحِلْمِ، وَ ثَلَاثَةٌ مِنْهَا في العِلْمِ. فَاحْفَظْهَا؛ وَ إيَّاكَ وَ التَّهَاوُنَ بِهَا»!

  • قَالَ عِنْوَانٌ: فَفَرَّغْتُ قَلْبِي لَهُ.

  • فَقَالَ: «أمَّا اللَوَاتِي في الرِّيَاضَةِ:

  • فَإيَّاكَ أ نْ تَأكُلَ مَا لَا تَشْتَهِيهِ، فَإنَّهُ يُورِثُ الحَمَاقَةَ وَ البَلَهَ. وَ لَا تَأكُلْ إلَّا عِنْدَ الجُوعِ. وَ إذَا أكَلْتَ فَكُلْ حَلَالًا وَ سَمِّ اللهَ، وَ اذْكُرْ حَدِيثَ الرَّسُولِ صلّى اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ: مَا مَلأ آدَمِيّ وِعَاءً شَرَّاً مِنْ بَطْنِهِ. فَإنْ كَانَ وَ لابُدَّ فَثُلْثٌ لِطَعَامِهِ وَ ثُلْثٌ لِشَرَابِهِ وَ ثُلْثٌ لِنَفَسِهِ.٢

  • وَ أمَّا اللَوَاتِي في الحِلْمِ:

  • فَمَنْ قَالَ لَكَ: إ نْ قُلْتَ وَاحِدَةً سَمِعْتَ عَشْراً، فَقُلْ: إ نْ قُلْتَ عَشْراً لَمْ تَسْمَعْ وَاحِدَةً. وَ مَنْ شَتَمَكَ فَقُلْ لَهُ: إ نْ كُنْتَ صَادِقاً فِيمَا تَقُولُ فَأسْألُ اللهَ أ نْ يَغْفِرَ لِي؛ وَ إ نْ كُنْتَ كَاذِباً فِيمَا تَقُولُ فَاللهَ أسْألُ أ نْ يَغْفِرَ لَكَ.

    1. الآية ۸٣، من السورة ٢۸: القصص.
    2. كان من ضمن كلام السيّد الحدّاد قوله: أنت تأكل ما يلزمك من الغذاء، أمّا ما زاد عليه فإنّ الغذاء يأكلك.

نص حديث العنوان البصريّ - البرنامج السلوكيّ الأهمّ لدى السيّد القاضي

5
  • وَ مَنْ وَعَدَكَ بِالخَنَى فَعِدْهُ بِالنَّصِيحَةِ وَ الرَّعَاءِ.

  • وَ أمَّا اللَوَاتِي في العِلْمِ:

  • فَاسْألِ العُلَمَاءَ مَا جَهِلْتَ؛ وَ إيَّاكَ أ نْ تَسْألَهُمْ تَعَنُّتاً ۱ وَ تَجْرِبَةً. وَ إيَّاكَ‌ أنْ تَعْمَلَ بِرَأيِكَ شَيْئاً؛ وَ خُذْ بِالاحْتِيَاطِ في جَمِيعِ مَا تَجِدُ إلَيْهِ سَبِيلًا. وَا هْرَبْ مِنَ الفُتْيَا هَرْبَكَ مِنَ الأسَدِ؛ وَ لَا تَجْعَلْ رَقَبَتَكَ لِلنَّاسِ جِسْراً!

  • قُمْ عَنِّي يَا أبَا عَبْدِ اللهِ! فَقَدْ نَصَحْتُ لَكَ، وَ لَا تُفْسِدْ عَلَيّ وِرْدِي؛ فَإنِّي امْرُءٌ ضَنِينٌ بِنَفْسِي {وَ السَّلَامُ على مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَي} ».٢ و٣

    1. يقول في «أقرب الموارد»: تَعَنَّتَهُ: أ دْخَلَ عَلَيهِ الأذَي وَ طَلَبَ زَلَّتَهُ وَ مشَقَّتَهُ. يُقَالُ: جَاءَهُ مُتَعَنِّتاً، أ يْ طَالِباً زَلَّتَهُ. وَ- في السُّؤَالِ: سَألَهُ عَلَي جِهَةِ التَّلْبِيسِ عَلَيهِ. وَ رُبَّمَا عُدِّيَ بِـ «عَلَى».
    2. «بحار الأنوار» ج ۱، ص ٢٢٤ إلي ٢٢٦، كتاب العلم، الباب ۷: باب آداب طلب العلم و أحكامه، الحديث ۱۷، الطبعة الحروفيّة، المطبعة الحيدريّة.
    3.  الروح المجرد، ص: ۱٩٢ ـ ۱٩٦.