أعمال ليلة القدر

أعمال ليلة القدر

أهمّ الأعمال والأدعية ووصايا العرفاء لليالي القدر

بِسْمِ اللَـهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 

مقدّمة

[تُعتبر ليالي القدر أفضل ليالي شهر رمضان المبارك، وفيها تقدّر للإنسان تقديرات السنة كلّها، فهي فرصةٌ ذهبيّةٌ لعباد الله كي ينالوا من رحمته ومغفرته الخاصّة من خلال المراقبة والاهتمام الشديدين. ولذلك، فقد بيّن لنا أولياء الله والأعاظم من العلماء أعمالاً وعباداتٍ مختلفةً للاستفادة القصوى من هذه الليالي المباركة ونيل فيوضاتها، ، وقد جمعنا في النص التالي أهمّ الأعمال العامّة والخاصّة بهذه الليالي المباركة.]

أوّلًا: الأعمال المشتركة لجميع ليالي القدر

۱- المراقبة التامة: إنّ أساس وأصل الطريق إلى الله هو المراقبة^۱، والمراقبة بشكلٍ عامٍّ هي أن يلتفت الإنسان، ولا يعلّق قلبه بغير الله، ولا يعصي، ولا يلتفت إلى غير الله^٢. ولقد ورد النهي بشدّة عن الغفلة في هذه الليلة! لأنّه يُحتمل في اللحظة التي تحصل فيها الغفلة، أن يكون هناك أحد الملائكة يحمل للإنسان تقديرًا ما يرتبط بجانب من جوانبه الوجوديّة، فيواجه قلبًا غافلًا، لا قلبًا يقظًا مستيقظًا، ولذا فإنّ لحظةً واحدةً من الغفلة قد تجعل كيفيّة النزول عُرضةً للاضطراب والتشويش»^٣.

٢- غسل ليلة القدر : ويستحب أن يأتي به أول الليل إذا غربت الشمس.

٣- قراءة دعاء ليلة القدر: وهو هذا الدعاء:

«اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِيمَا تَقْضِي وَ تُقَدِّرُ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ، وَ فِيمَا تَفْرُقُ مِنَ الْأَمْرِ الْحَكِيمِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ فِي الْقَضَاءِ الَّذِي لَا يُرَدُّ وَ لَا يُبَدَّلُ، أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرَامِ الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمُ الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئَاتُهُمْ، وَ اجْعَلْ فِيمَا تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمُرِي وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ فِي رِزْقِي وَ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَ كَذَا».

٤- بعد ذلك، يُصلّي ركعتين (صلاة ليلة القدر)، حيث يقرأ في كلّ ركعةٍ بعد الحمد سورة التوحيد سبع مرات، وبعد السلام يقول ۷۰ مرة: «أستغفر الله وأتوب إليه». [ملاحظة: يجب أن تُصلّى صلاة ليلة القدر بعد دعاء ليلة القدر].

٥- أن يقول: ۱۰۰ مرّة: «أستغفر الله ربي وأتوب إليه».

٦- أن يقول: ۱۰۰ مرّة: «اللهم العن قتلة أمير المؤمنين»، [ملاحظة: هذا الذكر خاصّ بليلتي: ۱٩ و ٢۱ فقط].

۷- قراءة مناجاة أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد الكوفة. ^۱ 

۸- قراءة زيارة سيّد الشهداء عليه السلام في يوم عاشوراء، وبعد الانتهاء منها، يُصلّي ركعتي زيارة سيّد الشهداء عليه السلام. ^٢ [ملاحظة: يجب أن تُقرأ زيارة عاشوراء بعد مناجاة أمير المؤمنين]. 

٩- الصلاة والدعاء والتوبة من الذنوب: ينبغي للعبد أن يتوب قبل أذان الصبح من ليلة القدر، وأن يَغسل صحيفة أعماله من المعاصي، حتّى تُحدّد مقدّراته فقط بناءً على أعماله الصالحة.^٣ 

إنّ ليلة القدر ليلةٌ بالغة الأهمية! وإذا كان الإنسان في حالة دعاء وتوبة، فإنّ ذلك يؤثّر طوال العامّ المقبل؛ أي: إنّ هناك بعض التقديرات التي تُحدّد للإنسان في هذه الليلة، وتؤثّر طوال هذا العام الذي يمتدّ حتّى ليلة القدر التالية كأن يكمل إيمان الإنسان، ويحصل على الروحانيّة، وينال الصفاء، ويزداد علمه ويقينه، ويتجنّب المعصية، ويلتزم بالطاعة، ويشرح الله صدره، ويزيد يقينه، ويمنحه الصحّة وسلامة المزاج، وسلامة الفكر، والبركة في العمر والمال والعِرض والدين؛ هذه أمورٌ بالغةُ الأهميّة يمكن للإنسان أن يؤمّنها لنفسه في هذا العام من خلال الدعاء!^٤ 

في ليلة الثالث والعشرين، يجب أن نطلب من الله معرفة الله، وأن نطلب التوحيد، وولاية الإمام عليه السلام؛ لأنّ ليلة القدر هي ليلة الإمام عليه السلام.^٥

۱۰- التوسل بالإمام المهدي عليه السلام: إنّ التوسل بالإمام المهدي عليه السلام في ليلة القدر هو أنجع من كلّ شيء. فكلّ الأمور التي يجب أن تحدث في العالم تحدث من خلال نفس الإمام المهدي.^٦ 

۱۱- الإحياء وقراءة دعاء رفع المصاحف: وذلك بأن يفتح القرآن الكريم ويوضع أمام الداعي ويقول: 

«اللّهُمَّ إِنِي أَسْأَلُكَ بِكِتابِكَ الْمُنْزَلِ وَمَا فِيهِ، وَفِيهِ اسْمُكَ الْأَكْبَرُ، وَأَسْماؤُكَ الْحُسْنى، وَمَا يُخافُ وَيُرْجى أَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ عُتَقائِكَ مِنَ النّارِ». 

ثمّ يطلب كلّ ما لديه من حاجات.  ثم يضع القرآن الكريم على رأسه ويقول: 

«اللّهُمَّ بِحَقِّ هذَا الْقُرْآنِ وَبِحَقِّ مَنْ أَرْسَلْتَهُ بِهِ وَبِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَدَحْتَهُ فِيهِ وَبِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ فَلَا أَحَدَ أَعْرَفُ بِحَقِّكَ مِنْكَ». 

ثمّ يقول عشر مرّات «بِكَ يَا اللهُ» وعشر مرّات «إلهي بِمُحَمَّدٍ» وعشر مرّات «إلهي بِعَلِيٍّ» وعشر مرّات «إلهي بِفَاطِمَةَ» وعشر مرّات «إلهي بِالْحَسَنِ» وعشر مرّات «إلهي ِبالْحُسَيْنِ» وعشر مرّات «إلهي بِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ» وعشر مرّات «إلهي بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ» وعشر مرّات «إلهي بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ» وعشر مرّات «إلهي بِمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ» وعشر مرّات «إلهي بِعَلِيِّ بْنِ مُوسَى» وعشر مرّات «إلهي بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ» وعشر مرّات «إلهي بِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ» وعشر مرّات «إلهي بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيّ» وعشر مرّات «إلهي بِالْحُجَّةِ». 

ثمّ يطلب من الله كلّ ما لديه من حاجات.

۱٢- قراءة دعاء: إلهي عظم البلاء: وهو هذا الدعاء:

«إِلهي عَظُمَ الْبَلاءُ، وَبَرِحَ الْخَفاءُ، وانْكَشَفَ الْغِطاءُ، وَانْقَطَعَ الرَّجاءُ، وَضاقَتِ الْأَرْضُ، وَمُنِعَتِ السَّماءُ، وَأَنْتَ الْمُسْتَعانُ، وَ إِلَيْكَ الْمُشْتَكى، وَعَلَيْكَ الْمُعَوَّلُ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أُولِى الْأَمْرِ الَّذِينَ فَرَضْتَ عَلَيْنا طاعَتَهُمْ، وَعَرَّفْتَنا بِذَلِكَ مَنْزِلَتَهُمْ، فَفَرِّجْ عَنّا بِحَقِّهِمْ فَرَجاً عاجِلاً قَرِيباً كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ، يَا مُحَمَّدُ يَا عَلِىُّ، يَا عَلِىُّ يَا مُحَمَّدُ اكْفِياني فَإِنَّكُما كافِيانِ، وَانْصُراني فَإِنَّكُما ناصِرانِ، يَا مَوْلانا يَا صاحِبَ الزَّمانِ، الْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ، أَدْرِكْني أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي، السَّاعَةَ السَّاعَةَ السّاعَةَ، الْعَجَلَ الْعَجَلَ الْعَجَلَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ».

۱٣- الاستيقاظ بين الطلوعين: لقد ورد النهي بشدّة عن النوم في هذه الليلة حتّى طلوع الشمس! وكان المرحوم الوالد [العلامة الحاج سيد محمد حسين الحسيني الطهراني] -رضوان الله عليه- يقول:

لقد نقل لنا المرحوم آية الله الشيخ عباس القوچاني، تلميذ المرحوم العارف بالله السيّد علي القاضي ووصيه -رضوان الله عليهما- ما يلي: «في ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك، وصلنا إلى خدمة المرحوم القاضي، فأكّد علينا تأكيدًا بليغًا أن نبقى مستيقظين حتّى الصباح، أي طلوع الشمس».

قال المرحوم القوچاني: «لكي لا يغلبني النوم بين الطلوعين، قلتُ: لأذهب إلى الصحن المطهر لأمير المؤمنين عليه السلام وأجلس هناك في زاويةٍ حتّى تطلع الشمس.

ذهبتُ إلى الصحن المطهّر وكنت أتجوّل فيه، ولكن لأنّني كنت متعبًا، جلست في زاوية وبدأت بالتفكير والتأمل، ولكنّي غفوت بسبب التعب الناجم عن السهر ونمتُ. واستيقظت فجأةً ورأيتُ أنّ الشمس قد طلعت ومضى بعض الوقت. ندمتُ كثيرًا ووبّختُ نفسي على هذا الإهمال والتقصير، وعدت إلى البيت». 

عندما وصلت إلى خدمة المرحوم القاضي كالعادّة، وبمجرّد أن وقعت عيناه عليّ قال: «ألم أقل لك أن تحذر من أن يغلبك النوم! لقد حُرمت من فيضٍ عظيمٍ بسبب هذه الغفلة»^۱.

الأعمال المختصّة بليلة ٢٣

۱- قراءة السور التالية: العنكبوت، الروم، الدخان، وسورة القدر.^٢

٢- قراءة دعاء مسجد زيد ، حيث يُقرأ بعد قراءة مناجاة أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد الكوفة.

٣- قراءة دعاء الفرج: 

«اللّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آبائِهِ فِي هذه السَّاعَةِ وَفي كُلِّ ساعَةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَلِيلاً وَعَيْناً حَتَّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فِيها طَوِيلاً»^۱.

٤- غسل آخَر يؤتى به في آخر الليل.