لماذا سمّي الإمام إمامًا؟

هل يمكن أن نصل إلى مقام الولاية؟

551
مشاهدة المتن

المؤلّفالهیئة العلمیة لموقع مدرسة الوحي

القسم الاخلاق والحکمة والعرفان


التوضيح

توضيح: كيف يمكن أن نفهم حقيقة إشراف الإمام عليه السلام علينا بمثال سهل وواضح؟ ولماذا سمّي الإمام إمامًا؟ وهل يمكن الوصول معه إلى مقامه؟ وإن كان ذلك ممكنًا فبماذا سيختلف المأموم عن الإمام حينها؟
وبأسلوب واضح خال من الاصطلاحات والقواعد العلميّة تجيب هذه المقالة عن تلك الأسئلة القيّمة.
المصدر: أهميّة الالتفات إلى حقيقة الإمام الباطنيّة - المرأة والأسرة ـ طهران - الجلسة الثانية ـ شرح دعاء أبي حمزة الثمالي - سنة ۱٤٢٩ هـ. ق - الجلسة الثانية. لسماحة آية الله الحاجّ السيّد محمّد محسن الحسينيّ الطهرانيّ رضوان الله عليه.

/٤
بي دي اف بي دي اف الجوال الوورد

لماذا سمّي الإمام إمامًا؟ - هل يمكن أن نصل إلى مقام الولاية؟

1
  •  

  • هو العليم 

  •  

  • لماذا سمّي الإمام إمامًا؟

  • هل يمكن أن نصل إلى مقام الولاية؟ 

  •  

  • بحث منتخب من آثار 

  • آية الله السيّد محمّد محسن الحسينيّ الطهراني

  • قدّس الله سرّه

  • إعداد: الفريق العلمي في موقع مدرسة الوحي

  •  

  •  

لماذا سمّي الإمام إمامًا؟ - هل يمكن أن نصل إلى مقام الولاية؟

2
  •  

  •  

  • أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

  • بسم الله الرحمن الرحيم

  • الحمد لله ربَّ العالمين

  • والصلاة والسلام على سيِّدنا ونَبيِّنا

  • وحبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا أبي القاسم محمّد

  • الّلهمّ صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّد

  • وعلى آله الطيبين الطاهرين

  • واللّعنة على أعدائِهم أجمعين

  •  

  •  

  • مثال يقرّب حقيقة مقام الإمام عليه السلام

  • سأل أحد الأصدقاء المرحوم العلاّمة يومًا فقال له: كيف هي علاقتكم بإمام الزمان عليه السلام؟ سأنقل لكم الآن ما أجاب به ذلك الرجل على سؤاله، غير أنَّ المسألة هي أرقى من ذلك. قال له: أترى كيف أنَّي أجلس في هذا المكان ـ وكان يجلس في الطابق العلوي من بيته ـ افرض أنّ الإمام يجلس في هذا الطابق العلوي، فكما أنّ لي إشرافًا وإحاطةً على الذين يجلسون في الطابق الأسفل من المسجد أو غيره، وهم يتكلمون ويلعبون مع بعضهم، ويتجولون، كما أنّ لي إحاطةً وإشرافًا عليهم وأراقبهم لئلّا يقوم أحدهم من مكانه، أو يرتفع صوته أو يتخطّى الآداب أو يعبث؛ فهكذا هو حال الإمام عليه السلام بالنسبة لي، فهو كأنَّما يجلس في الطابق العلويّ وأنا أتواجد في الطابق الأسفل منه، وهو يحيط بي. على أنَّ هذا الجواب الذي أعطاه كان يتناسب مع مستوى فهم ذلك الرجل وإدراكه، وإلّا فالأمر أرقى من هذا بكثير، نعم، إنَّه أعلى وأدقّ من ذلك بكثير.۱ 

  • ليس للإمام عليه السلام موتٌ أو حياةٌ، ولا فرق لديه بين الصغير والكبير، ولا يفرق الأمر بالنسبة إليه بين الغيبة و الظهور.

  • إنَّ نفس اجتماعكم هذا في هذا المكان وفي يوم الرابع عشر من شهر شعبان، وفي ليلة النصف منه وأنتم تريدون أن تقضوا دقائق من عمركم بالاستماع إليّ لقحطٍ في الرجال، أو من باب سوء الحظ؛ الأمر الذي جعلكم تقضون دقائق من عمركم في الاستماع لكلامي. إنَّ نيّتكم هذه هي التي جاءت بكم إلى هنا، كيف حصلت لكم هذه النيّة؟! لماذا لم تذهبوا إلى مكانٍ آخر؟ ولماذا لم تنشغلوا مثل غيركم من الناس بمسائل أخرى؟! ما الذي يقف وراء كلّ هذا؟ إنَّه الإمام عليه السلام. أليس كذلك؟!

  • إنَّ هذا هو ما يُسمّى بإحاطة مقام الولاية؛ فهو الذي جعلكم تأتون إلى هنا، وهو الذي يمنحكم التوفيق، ويُسيّركم في الطريق.٢

    1. أهميّة الالتفات إلى حقيقة الإمام الباطنيّة - المرأة والأسرة – طهران - الجلسة الثانية، ص ٩. 
    2. أهميّة الالتفات إلى حقيقة الإمام الباطنيّة - المرأة والأسرة – طهران - الجلسة الثانية، ص ۱۰.

لماذا سمّي الإمام إمامًا؟ - هل يمكن أن نصل إلى مقام الولاية؟

3
  • لماذا سمّي الإمام إمامًا؟ 

  • من العبارات العجيبة جدًّا للمرحوم العلاّمة قوله: أتدرون لماذا كان الإمام عليه السلام إمامًا؟ أتدرون؟! لكي يتمكّن من إيصالنا إلى حيث هو، ولو لم يتمكّن فما هو بإمام، سيكون إمامًا إلى هذه المرحلة ومنها فصاعدًا سيقول: أنا لست إمامًا. والحال أنّ الإمام هو إمام لنا أزلاً وأبدًا، أي في جميع الأحوال إلى يوم القيامة وبعد يوم القيامة، في جميع ذلك هو إمام. فأئمّتنا هم أئمّة لنا ليس فقط في الدنيا، بل هم أئمّة لنا في ذاك العالم أيضًا، فما معنى ذلك؟ معناه أنّا تحت ولايتهم في تلك المرتبة التي نملك لياقتها، فهم يجعلوننا فيها، أي في ذلك العالم أيضًا نحن أيضًا تحت ولاية إمام الزمان وليس فقط في هذه الدنيا، فلا تظنّوا أنّ الأمر ينتهي، وإذا جاء عزرائيل يغلق الملفّ، كلاّ فهذه الولاية ليست ولاية، بل الولاية متى تشرع؟ تشرع الولاية للتوّ ابتداء من القبر فما بعده، فهنا نحتاج واحدًا من المليار واحدًا من المليار، هذه الستون يومًا من أيّام الدنيا لا تحتاج إلى ولاية، وطبعًا لا أريد أنّها لا تحتاج إلى ولاية، بل أريد أنّها لا تستحقّ شيئًا بالقياس إلى سيطرة ولاية الإمام في ذاك العالم، فهناك هو المهمّ، وهذه مجرّد ستون سنة وخمسون سنة. كان المرحوم العلاّمة يقول إنّ الإمام عليه السلام إمامته في أن يأخذ الإنسان، كلّ من يريد، وأمّا من لا يريد فهو لا يريد في النهاية، فهذا تقصيره هو، فكلّ من يريد يأخذه إلى حيث هو. 

  • الفرق بين الإمام والمأموم 

  • وطبعًا سعة الإمام تختلف عن سعتنا، ولا شكّ في ذلك، فالإمام بحر ونحن حوض، لا بأس ولكن ماء الحوض هو عين ماء البحر، هذا هو الكلام. سعتنا التي هي سعة حوض لن تصبح يومًا ما بحرًا، والبحر لن يصبح محيطًا، فلكلّ حسابه، للبحر حسابه، وللبحيرة حسابها، وللنهر حسابه، وهكذا حتّى نصل إلى الحوض والكأس والصحن والكوب الصغير وأمثال ذلك، ولكنّ الكلام هو في أنّ تلك المادّة وذلك السائل وذلك الشكل وتلك الحقيقة التي لا بدّ أن يمتلكها الإنسان يوم القيامة هي عين ما يمتلكه الإمام عليه السلام، غاية الأمر أنّه بحسبه، فبعضهم يمتلك كوبًا، وبعضهم قدرًا كبيرًا، وبعضهم حوضًا وبعضهم نهرًا، والإمام عليه السلام هو في نفسه محيط، وكلّ إنسان بحسب مرتبته، فهذا ما يرتبط بالمؤمنين. 

لماذا سمّي الإمام إمامًا؟ - هل يمكن أن نصل إلى مقام الولاية؟

4
  • أمّا غير المؤمنين فلا، فهؤلاء لديهم مزيج من النور ومن حيثيّة النقصان تشكّل لهم وجودهم في تلك المرتبة، فإذا وصلوا إلى مقام الفناء واندكّوا في ولاية الإمام عليه السلام وذابوا فيها اختلف حسابهم. 

  • فالإمام إذن هو إمام لكي يأخذنا إلى تلك النقطة وتلك الحالة التي هو عليها، وهناك تصريحات في الروايات حول هذا الأمر، والروايات فيه كثيرة.۱ 

    1. شرح دعاء أبي حمزة الثمالي - سنة ۱٤٢٩ هـ. ق - الجلسة الثانية.