المؤلّفالهیئة العلمیة لموقع مدرسة الوحي
القسم أدبیات وأشعار
هو العليم
قصيدة حقيقة الولاية ـ غديريّة السيّد علي القاضي
القصيدة الغديريّة لسلطان العارفين آية الله العُظمى سيِّد العلماء الربانيين وفخر العرفاء الكاملين
سماحة الحاج السيِّد علي القاضي قدس الله نفسه الزكية،
وقد أنشأها وهو في الثالثة والسبعين من عمره الشريف سنة ۱٣٥٦ هـ.ق
إعداد: الهيئة العلمية في موقع مدرسة الوحي
أعوذ باللـه من الشيطان الرجيم
بسم اللـه الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين
والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم محمد
وعلى آله الطيبين الطاهرين
واللعنة على أعدائهم أجمعين
خُذْ يَا وَليُّ غَداةَ العِيدِ والطربِ | *** | قَصِيدةً هِيَ للَأعدْاءِ كَالشُهُبِ |
قصيدةً ما تَرى شِبْهاً لها أبداً | *** | في شِعْرِ قَوْمِي وإِنْ أمْعَنْتَ فيِ الطَّلبِ |
شَاهَتْ وُجُوه الأولى ما الفضلُ عِنْدَهُم | *** | إلاَّ تفاخُرُ دارِ اللهوِ واللعبِ |
وليسَ هذا بِأنِّي عَالِمٌ عَلَمٌ | *** | بَلْ لاندراسِ رُسُومِ العِلْمِ وَالأَدَبِ |
تَعَلّمُوهُ لَها تَعْسَاً لَهُم وأسىً | *** | وَالعِلْمُ فِي نَفْسِهِ المَطْلُوبُ للأرِب۱ |
وآخرين جهاليلاً لها قَمَشُوا٢ | *** | سَمّوهُ عِلماً وهذا أعظمُ النَكَبِ |
والعِلْمُ ُتَحْيَي قُلُوبُ العَارِفِينَ بِهِ | *** | وَليسَ يُسلبُ عَنْهُمُ سَاعَةَ السَّلْبِ |
والعِلمُ عِلمَانِ: عِلمٌ مِنْهُ مُكْتَسَبٌ | *** | وأفضلُ العِلمِ مَا قَدْ جَاءَ بِالوَهَبِ |
بَعْدَ التعشُّقِ بالعِشْقِ الجَذوبِ لهُ | *** | مع التهيُّؤِ أَزْمَاناً كمُرْتَقِبِ |
خُذْ يَا وَلِيُّ فِإنّي خائفٌ قَلِقٌ | *** | مِنِّي الكلامُ لأَهْلِ الشَّكِ وَالرِيَبِ |
إِنّ العَوَالِمَ للرَّحمنِ وحدتها | *** | لهَا اخْتلافٌ مُبين الفَرقِ في الرُتَبِ |
وكلُّ فَردٍ لهُ وَجْهٌ يَبِينُ بِهِ | *** | يَمْتَازُ عَنْ غَيْرِهِ كَالخَطِّ في الكُتُبِ |
وَهُوَ الكِتابُ الذي لا ريبَ فِيهِ كمَا | *** | لا ريبَ يَعرِضُ في قرآننا العَجَبِ |
هُمَا كِتَابانِ لا بَلْ وَاحدٌ أبداً | *** | لا نُكْرَ بَيْنَهُمَا فاقرأهما تُصِبِ |
يَهْدِي إِلى الرشدِ مِنْهَا كُلّما نزلت | *** | للأنبياءِ مَدى الأَعْصَارِ والحِقَبِ |
كصُحْفِ مُوسَى وَإبْرَاهيِمِ وَالولدِ الـ | *** | ـمخلوق رُوحاً على جِسمٍ بِغيرِ أبِ |
ما أوتيَ الأنبيا مِنْ رَبّهم وكذا | *** | ما جاء وَحياً ومَا يُدْرِيهِ كُلُّ نَبِي |
وَكلُّ عِلمٍ فَفِي القُرآنِ أجْمَعُهُ | *** | مُهَيْمِنُ الكُتبِ في تبيانِهِ العَجَبِ |
وكلّما فيه مَجْمُوعٌ بِجُمْلَتِهِ | *** | فِي سُورة الحمدِ سَبعٌ نُخبةُ النُّخَبِ |
وكلَّما قد حَوَتْهُ الحَمْدُ بَسْمَلَةٌ | *** | قَدْ احتَوَتْهُ كَأُمِّ الأُمِّ فِي النَّسَبِ |
والبا بها كلُّ ما فيها و نُقْطَتُها | *** | تحوي الجميع فَسَبِّح فيه واقتَرِبِ |
وَالبَا بِها ألف في الدرج إن سقطت | *** | تخصّ بالسِينِ فافْهَمْهَا وَلا تَرِبِ |
وَالألفُ إنْ قُورِنَتْ مِنْهَا النقِاَطُ تَرَى | *** | فاتَتْ عن العَدِّ إن تُحْسَبْ لدى الحَسِبِ |
فَهِيَ الوِلايَةُ فِيهم قائمٌ أَبَداً | *** | أكرِم بِقَاعِدِهِمْ فِيها ومُنْتَصِبِ |
يا صَاحِ دَعْ لرِمُوزٍ أنْتَ قَاصِدُهَا | *** | فالفَضْلُ فِي سَتْرِهَا مِنْ جَاهلٍ وغَبِي |
فَأَنْزَلَ اللهُ يَوْمَ الدَّوْحِ آيَتَهُ | *** | مَنْجَاةَ خَلْقٍ مِنَ الأَوْصَابِ وَالنَّصَبِ٣ |
أظْهِرْ مِنَ البَا لهذا الخَلْقِ نُقْطَتَها | *** | لِيَعْرِفُوهَا كَمَا هُمْ يَعْرِفُونَكَ بِي |
آياً بإيّاكِ أَعْني واسْمَعِي نَزَلَتْ | *** | فَلا تَخَيَّلْ لِخَيْرِ الخَلْقِ مِنْ عَتَبِ |
بلِّّغْ وَإلاَّ فَلَمْ | *** | تُبلِغْ رِسَالَتَهُواللهُ عَاصِمُهُ مِنْ شَرِّ ذِي النَّصَبِ |
فَهُيِّئَتْ لِرَسُولِ اللهِ مَرْقَبَةٌ | *** | مِنَ الحِجَارَةِ وَالأَحْدَاجِ وَالقَتَبِ۱ |
وَقَامَ سَيِّدُ مَنْ في الكَوْنِ يَخْطِبُهُم | *** | بِخُطْبَةٍ هِيَ حَقَّاً أَحْسَنُ الخُطَبِ |
فَقَالَ مَا قَالَ في هَذا وَأَسْمَعَهُم | *** | وَأَيُّ سَمْعٍ تَرَى للجَاهِلِ الوَغِبِ ؟!٢ |
أَلَسْتُ أَوْلَى بِكُمْ مِنْكُمْ لأَنْفُسِكُم | *** | قَالُوا: بَلَى, قَالَ: هَذَا السيِّدُ ابنُ أَبِي |
بَعْدِي وَلِيّكُمُ مَا فِيكُم أَحَدٌ | *** | كَمِثْلِهِ فِي العُلَى وَالفَضْلِ والنَّسَبِ |
مَنْ ذَا يُدَانِيهِ في عِزٍّ يُخَصُّ بِهِ | *** | فَضْلاً مِنَ اللهِ أَعْطَاهُ بِلا طَلَبِ |
نَفْسُ الرَّسُولِ أَبُو السِّبْطَيْنِ بِضْعَتُهُ الـ | *** | بَتُولُ صِنْوٌ لَهُ في الدِّينِ وَالحَسَبِ |
دَعْ يَا وَلِيُّ فَإِنَّ الأَمْرَ أَظْهَرُ مِنْ | *** | شَمْسٍ الظَهِيرَةِ لَكِنْ أَعْجَبُ العَجَبِ |
إِذْ قَامَ (شِينٌ) إلى (سِينٍ) فَبَخْبَخَهُ | *** | وَفي الحَشَا النَّارُ بَلْ فِيهِ أبُو لَهَبِ |
يَقُولُ هَذَا الذِّي كَانَ يَحْذَرُهُ | *** | يُحْبَى عَلِيٌّ عَلَيْهِمُ مِثْلُ ذَا اللقَبِ |
أَبِي أَبَى لِتُرَابٍ قَبْلَ سَجْدَتِهِ | *** | أَبَا تُرَابٍ كَذَا أَءْبَاهُ مِثْلَ أَبِي |
لكِنَّهُ قدْ سَهَى نورَ السُّهَا أتَُرَى | *** | مِنْهُ أَوْ النُّورُ مَوْهُوبٌ لَدَى الوَقِبِ٣ |
فَكُلُّ نُورٍ مِنَ الدُّنْيَا وَظُلْمَتِهَا | *** | قَدْ بَانَ بِالنُّور لَوْ يَدْرُونَ بِالرُّتَبِ |
فَانْظُرْ إِذَا طَلَعَتْ شَمْسُ الضُّحَى أَيُرَى | *** | نُورُ الكَوَاِكبِ في الآفَاقِ وَالشُّهُبِ؟! |
كَمْ ذَا يُطَاوِلُهُ وَالكُلّ مِنْهُ لَهُ | *** | بِهِ يَقُومُ إِذَا حَقَّقْتَ في الطَّلَبِ |
لَخِّصْ أَخَافُ لِقَوْمي اليَّوْمَ مِنْ مَلَلٍ | *** | وَقَلَّ قَلْبُ رَزينٍ لَيْسَ بِاللَّغِبِ٤ |
ولا يَسُؤْكَ الأُولَى في الدِّينِ قَدْ دَغَلُوا | *** | مِنْ بَعْدِ إيمَانِهم نكْصاً على عقِِبِ٥ |
بلْ لم يلِجْ قطُّ إيمانٌ قلوبَهُمُ | *** | وَإِنّ شَيْاطينُهُمْ مِنْهُمْ لَفي الثُقَبِ |
هُمُ لَنَا غُنْمٌ فَاغْنَمْ عَدَاوَتَهُم | *** | كَمَا غَنِمْتَ وَلاءَ الآلِ وَاحْتَسِبِ |
لَوْلا حَنَادِسُ هَذَا الليْلِ مَا اتّضَحَتْ | *** | نُورُ الدَّراري هُدَى المُظْلَمِّ في الشُّعَبِ |
أَهَلْ أَسِفْتَ لِقَوْمٍ خَابَ سَعْيُهُمُ | *** | مِنْ شَرِّ صَحْبٍ لِخَيْرِ الخَلْقِ مُصْطَحَبِ |
إنّ الليَالِي تُرِيكَ الشَّمْسَ ظَاهِرَةً | *** | وَكُنْتَ في الشَّكِ لَوْ قُمْتَ وَلَمْ تَغِبِ |
كَادُوا الوَّصِيَ فَرَدَّ اللهُ كَيْدَهُمُ | *** | عَلَى النُّحُورِ وَمَنْ كَادَ الهُدَى يَخِبِ |
إلاَّ قَليلٌ أووا للكَهْفِ حِينَ رَأَوا | *** | مَنْ يَفْتَرِي الشِّرْكَ للرَّحْمنِ بِالكَذِبِ |
هُمْ فِتْيَةٌ دُونَ أَهْلِ الكَّهْفِ عِدَّّتُهُمْ | *** | يَرَوْنَ كَهْفَهُمُ في الصَّلْبِ وَالسَّلْبِ |
جَازَاهُمُ اللهُ خَيْرَ الخَيْرِ إذْ نَصَرُوا | *** | دِينَ الإلَهِ وَإِنّ القَّوْم في النَّهَبِ |
وثُمَّ قَوْمٌ إلى نَهْجِ الهُدَى رَجَعُوا | *** | بَعْدَ ارْتِدَادٍ وَإنْ تَابُوا لَهُ يَتُبِ |
فَهُوَ الوَلِيُّ وَهَذَا يَوْمُهُ طَرَباً | *** | للمُؤْمِنِينَ وَعيدٌ غَيْرَ مُعْتَقَبِ |
مَنْ طَابَ مَوْلِدُهُ فَالعَيْشُ طَابَ له | *** | يَوْمَ الغَدِيرِ وَمَنْ يَخْبَثْ فَلَمْ يَطِبِ |
لكِنَّهُ أَيُّ عَيْشٍ للوَّصِيِّ وَقَدْ | *** | يَرَى الخِلافَةَ غَصْباً شَرَّ مُغْتَصَبِ |
وَأَيُّ عَيْشٍ لَنَا وَالطُّهْرُ في جَزَعٍ | *** | تَرْثِي أبَاهَا بِصَوْتٍ بُحَّ بِالنَحَبِ |
إنّا فَقَدْنَاكَ فَقْدَ الأَرْضِ وَابِلِهَا | *** | وارْتَدَّ قَوْمُكَ فاشْهَدْ عَلى نَكَبِ |
قَدْ كَانَ بَعْدَكَ أنْبَاءٌ وَهَنْبَثَةٌ | *** | لَوْ كُنْتَ شَاهِدَهَا لَمْ نُلقَ في الخَُطُبِ |
أو أَنْ يَقُومَ بِأَمْرِ اللهِ قَائِمُهُ | *** | يُطَهّرُ الأَرْضَ مِنْ شِرْكٍ وَمِنْ نَصَبِ |
يَا صَاحِبَ الدَّارِ أَنْتَ المُرْتَجَى أَبَداً | *** | وأَنتَ أَدْرَى بِمَا فِيهَا وَلَمْ تَغِبِ |
يَا صَاحِبَ الدَّارِ أَنجِحْ حَاجَ مُمْتَدِحٍ | *** | بِالعَجْزِ مُعْتَرِفٍ وَالجَهْلِ مُكْتَسِبِ |
بِالذلّ مُقْتَرِبٍ بِالقِلِّ مُنْتَسِبِ | *** | للفَضْلِ مُرْتَقِبٍ بِالبَابِ مُنْتَصِبِ |
فَالعِلْمُ وَالكَشْفُ وَالإيقَان قَدْ ظَهَرَتْ | *** | مِنَ المُنَبَّأ مِنْ أَنْبَائِهِ الحُجُبِ |
[قال سماحة العلاّمة الطهراني قدّس سرّه الشريف في هامش كتابه معرفة الإمام، ج۱۷، ص ۱۷٦، نظم سيّد الفقهاء و المجتهدين ركن العرفاء و الموحّدين آية الله المعظّم الميرزا السيّد علي القاضي أعلى الله درجته السامية غديريّة عصماء سنة ۱٣٥٦ هـ و مطلعها:
خُذْ يَا وَلِيّ غَدَاةَ العِيدِ وَ الطَّرَبِ | *** | قَصِيدَةً هِيَ لِلأعْدَاءِ كَالشُّهُبِ |
وشرحها نجله الأكبر سيّد الفضلاء العظام فخر السادات و العرفاء العظام السيّد محمّد حسن القاضي الطباطبائيّ. و ها هي قيد الطبع في جزءين: أحدهما في ترجمة الفقيد، و الآخر في ترجمة تلامذته و معاصريه و أقاربه. انتهى...
وقد أوردناها من الكتاب المذكور- المجلّد الأوّل دون الشرح]