قسم السؤالالاجتماع
كود المتابعة 5761
تاريخ التسجيل 1441/12/14
آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني
أنا مبتلى بذنوب تخيفني وتؤرقني فماذا أفعل؟
السلام عليكم أستاذي العزيز، أنا في زمن الشباب، حيث لم أكن أعلم ما هي المعصية، تعرفت على الاستمناء وكنت أمارسه، وكنت أشاهد الصور والأفلام وغيرها (الظروف سيئة جداً)، وكنت أذهب إلى صلاة الجماعة، والمجالس، واستمرت معي هذه الحالة. وبعد عدة سنوات، تعرّفت في الجامعة على فتاة، ولأجل الوصول إليها رجعت إلى نفسي شيئاً فشيئاً ، ولأجل ترك المعصية، بدأت بصلاة الليل، وقراءة سورة يس، والنبأ، والعصر، والواقعة، والملك، بعد أداء الصلوات، وقراءة سورة التوحيد وآية الكرسي إحدى عشرة مرة، وسورة القدر والصلاة على محمد وآل محمد وغيرها عند النوم، ولكن رغم ذلك لم أتخلص من المعصية، وعلى كل حال، فإني أتوجه كثيراً في الصلوات، وجميع الأشياء أراها على أنّها الله و من نعمه، حتى في بعض الأوقات كنت أذكر اسم الله عند فعل المعصية، وفي شهر رمضان الفائت، تذكرت الموت في عدة ليالٍ وکأني کدت أموت، ومرّة تذكرت الله والموت في أثناء المعصية، ولكني مع ذلك ارتكبتها، إلى أن داهمني خوف لعدّة أيّام، ومنعني من الحياة، وعن تناول الطعام، حتّى مرضت. يقول البعض: إنّ الأذكار كانت هي السّبب، وأنا خائف، وباستمرار أدعو الله: إلهي! إذا أردت أن تميتني فلا تدفنّي تحت التراب وتنقلني إلى تلك الدنيا وأنا على هذا الحال، وأتساءل في نفسي وأفكر فيما سيحدث في القبر. وقد شعرت أيضاً في السابق مرتين أثناء النوم بعد صلاة الصبح، بأنّ روحي تطير، وكنت خائفاً كثيراً. أمّا الآن، ماذا أفعل لرفع الخوف والرّجوع إلى الحالة الطبيعية؟ ثم إنّ عائلتنا كانت من قبل في معرض السِّحر أيضاً، أرجو أن تجيبوا بسرعة لأن حالتي سيّئة جداً.
يوجد في هذا المطلب عدّة نكات متداخلة مع بعضها، مسألة الاعتياد على المعصية، والخوف من الموت، وبعض الحالات الرّوحية. قبل الجواب على الأسئلة المطروحة، ينبغي التّوجه إلى هذه النّكتة، وهي أنّ العلّة الأصلية والمؤثّرة في التربية، والتزكية، وترك المعصية، هي علم الإنسان وشعوره بوضعه وموقعه. وإذا لم تتضح هذه المسألة للإنسان، سيبقى عرضة للتغيير، والتحول، والوقوع في الزلات والعثرات، بسبب الظروف والمحيط. ولأجل الوصول إلى هذا الهدف، من المفيد جدا مطالعة كتب المرحوم الوالد قدس الله نفسه. ويجب أن تلتفتوا إلى هذه النّكتة، أنه إذا علمنا حجم البركات التي سنفقدها، بسبب ارتكاب فعل محرم واحد، فلن يخطر ببالنا حتّى التفكير بالمعصية. كما ويجب في المرحلة الأولى، أن يبعد الإنسان عن نفسه الأسباب المؤدية إلى الوقوع في المحرم، والمقدمات المحركة، والموجدة للتصورات والتخيلات عن نفسه، ثم عليه أن يصون النفس عن مظنّة الدخول في عالم الخيال، وذلك بتنظيم البرنامج الغذائي، والاشتغال بالمطالعة، وصرف الوقت في الأمور الصحيحة، ويتحلّى بكسوة الصلاح. وأمّا بالنّسبة إلى الخوف من الموت والقبر، فيجب أن تعلم أنّ الذي يوضع في القبر هو أبداننا لا أنفسنا، وأنّ الإنسان سينتقل أثناء قبض الروح إلى عالم البرزخ الواقع فوق هذا العالم، وهذا البدن فاقد للاعتبار والقيمة مطلقاً، فآثار الأعمال الحسنة والسيئة إنّما تترتب على روح الإنسان ونفسه دون البدن الذي سيذهب إلى داخل الأرض، وممّا يؤيّد هذه المسألة، هو ظهور تلك الحالات التي تحدث لكم في بعض الأوقات.