/۷
بي دي اف بي دي اف الجوال الوورد

مقدمة كتاب سبيل الفلاح - بقلم آية الله السيد محمد محسن الطهراني

1
  •  

  •  

  • هو العليم

  •  

  • مقدمة كتاب سبيل الفلاح

  • سبيل الفلاح – المقدمة

  •  

  • محاضرات ألقاها

  • سماحة العلّامة آية الله الحاجّ السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ

  • قدس الله سره

  •  

  •  

مقدمة كتاب سبيل الفلاح - بقلم آية الله السيد محمد محسن الطهراني

2
  •  

  •  

  • بِسْمِ اللـهِ الرَحْمَنِ الرَحِيم

  •  

  •  

  • حمدًا وشكرًا مختصًّا بذات الحيّ الودود، الذي جعل كمال معرفة ذاته، غايةَ التكوين الآدمي، وشرّع المباني والأحكام على أساس تكوّن هذه الغاية، وصلاةً دائمةً أزليّةً على محمّدٍ المصطفى صلّى الله عليه وآله، وأهل بيته الطاهرين حاملي لواء هذا المذهب والمنهج والقادة نحو وادي التجرّد المقدّس وطور سيناءِ المعرفة، وعلى أوليائه وخواصِّ عتباته الذين كانوا على الدوام مشعلًا لمعرفة الحقّ والعرفان الإلهيّ من خلال استمرارهم في العمل بتعاليم الوحي المنيرة وإبرازهم لها وثباتهم عليها، والذين وضعوا على عاتقهم الأخذ بأيدي عباد الله وإرشادهم في عرصات الجهل والظلمة، وتحمّلوا أعباء رسالة التوحيد في مواجهة المنكرين والمعاندين وشياطين الإنس والجنّ، طلبًا لرضى المعبود.

  • حركة الإنسان من التعلّقات إلى عالم النور لا تتيسّر إلّا بوجود المُربّي

  • لمّا كانت حركة الإنسان مِن عالم التعلّقات ووساوس النفس وغلبة الأوهام والتخيّلات نحو عالم النور والبهاء والوحدة غير ميسّـرةٍ إلّا بتربية النفس وتهذيب الباطن والقلب؛ أرسل الله تعالى الرُسل وأنزل الكُتب على بني آدم، وإلّا فكيف يُمكن للإنسان المنغمس في الشهوات والكثرات المنطمس في الظلمة والجهالة والحيرة أن ينقل مقرّه من هذا المنزل إلى قصر النور والبهاء الذي يقع في النقطة المقابلة لحاله 

مقدمة كتاب سبيل الفلاح - بقلم آية الله السيد محمد محسن الطهراني

3
  • وهواه؛ وكيف يمكنه أن يسحب نفسه مِن مخالب الظلمات والأوهام بيده هو، فيجعلها تتحرّك نحو عالم التوحيد بفكره المضطرب وعقله الناقص وقلبه المريض؟! هيهات!

  • ومع الالتفات لذلك، یحکم العقل بأنّ إطاعتهم ومتابعة أوامرهم ودساتيرهم، ليست فقط لا تجعلنا تحت سلطتهم وحكومتهم [بالإجبار والقهر]، بل لن يكون هناك أيّ تنافٍ أو تعارضٍ في ذلك مع الاختيار والحريّة أبدًا، ولا مع اختيار البشر لمسيرهم، وإذا ما أخذ الإنسان بعين الاعتبار موقعيّته ومستقبله الذي سيُقبِل عليه، وضعفه في المعرفة وفي تشخيص الواقع، وفي تحديد مصالحه، فإنّه سيبادر للقيام بهذا الأمر الخطير والحياتي الذي تتوقّف سعادة الإنسان وخسرانه الأبديان على الإقدام عليه أو الإحجام عنه.

  • منهج العرفان لا يتنافى مع الحريّة

  • وبالنظر إلى ما سبق، نقول بضرسٍ قاطعٍ: إنّ منهج العرفان ومعرفة حضرة الحقّ، لا أنّه يحفظ حقّ الاختيار وحَسْب لمَن يتّبع هذا المنهج ويلتزم به، في جميع عرصات الحياة ومراتب السير، بل هو أكثر مدرسةٍ ومنهجٍ يبعث على الطمأنينة، ويمنح السكينة والبهجة والسـرور، من بين المناهج التي يمكن تصوّرها في التعالي والارتقاء الروحي للبشر.

  • صفات منهج العرفان

  • إنّه المنهج الذي يخلو من السبّ والشتم، والتوهين والتهمة، والتضييق والضغط، والنفاق والازدواجيّة في التعامل، ووضع الأستار والأعذار، والتجسّس والتفحّص، وأخذ الناس بالحياء وإثقال كاهلهم، والكدورة والظلمة، والمعارضة للعقل والمنطق والعُرْف، ويخلو من سلب الاختيار وسلب الحريّة، والتعب والكسل، ويخلو من الندم والملامة، وهو طريقٌ يخلو من الضعف والإهمال، فجميع السالكين والتابعين فيه، يستمرّون في سيرهم وحركتهم بطيب الخاطر، وراحة الضمير، وطمأنينة القلب.

مقدمة كتاب سبيل الفلاح - بقلم آية الله السيد محمد محسن الطهراني

4
  • جهود العرفاء في وضع الخطّة والمنهج الحسن

  • من خلال طرح العرفاء الإلهيّين الخطّة والمنهج الحسن، ومن خلال بيانهم وتوضيحهم في أحاديثهم وكُتبهم للسُنَن المجرّبة التي وجدوها، ومن خلال ما تعرّضوا له من بيان لوازم هذه الحركة وضروريّاتها، فقد بيّنوا الفرق بين الطريق والحفرة، وبين المسير الصحيح والتيهان،‌ وبين النور والظلمة،‌ وبين وضوح الرؤية والجهالة،‌ وبين الحقّ والباطل، بيّنوا كلّ ذلك وميّزوه لمن يبحث عنه، وذكروا في كُتبهم ومقالاتهم ورسائلهم النقاط الدقيقة الحياتيّة، والمواطن التي ينبغي على سالكي طريق الله أن يتّبعوها باهتمامٍ بليغٍ، ويمكن للإنسان أن يصل من طيّات المواضيع والآثار التي وصلت إلينا من الأولياء الإلهيّين ومربّي النفوس، إلى ضروريّات السير والسلوك إلى الله، وما يَحتاج إليه في هذا الطريق، كما ويمكن له أن يستفيد منها في المواطن الحسّاسة والحياتيّة والتي تمثّل مفتاحًا للأمور، وحلّاً في مواطن الحيرة والشكّ.

  • تتلمذ العلّامة الطهراني على يد عددٍ من العرفاء الشامخين في عصره

  • إنّ المرحوم العلّامة آية الله العظمى العارف الكامل والسالك الواصل الحاجّ السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني ـ رضوان الله عليه ـ من نوادر الأولياء الإلهيّين وعباده الصالحين، وقد طوى [أوّلًا] مراتب السلوك في محضر الأستاذ الأعظم والعارف الواصل سماحة العلّامة الطباطبائي ـ قدّس الله سرّه الشريف ـ‌ ومن بعده في محضر المرحوم العارف بالله وبأمر الله الحاجّ الشيخ محمّد جواد الأنصاري الهمداني ـ قدّس الله سرّه ـ ثمّ حطّ في آخر الأمر برحل إقامته واعتكافه عند العتبة المقدّسة والملكوتيّة لإنسان العين وعين الإنسان حضرة الحاجّ السيّد هاشم الحدّاد ـ روحي فداه ـ فوصل إلى المنزل المقصود، ووفد إلى حريم المعبود.

  • لقد قال المرحوم العلّامة الطهراني مِرارًا:

  • «حينما وصلتُ إلى محضر السيّد الحدّاد، عثرتُ على نفسي التائهة، ووجدتُ عنده جميع مطالبي ومراماتي وأمنياتي».

مقدمة كتاب سبيل الفلاح - بقلم آية الله السيد محمد محسن الطهراني

5
  • خصائص العلّامة الطهراني رضوان الله عليه

  • مع وجود الخصوصيّات المختصّة بالمرحوم العلّامة الطهراني من قبيل وُفورِه وثرائه العلميّ في الفنون المختلفة كالفقه والتفسير والفلسفة والعرفان النظري وغيرها، يمكن لنا أن نثبت أعلميّته على جميع أقرانه في المرجعيّة والفتوى، ولهذا السبب باعتقاد الحقير لم يُوجد في زمانه شخصٌ مماثلٌ له؛ وأمّا من جهة الحركة في السير للقرب من الحقّ والسلوك إلى الله، فقد كان السالك الوحيد والتلميذ الفريد لأساتذته، فهو مصداقٌ لما سمعتُه من المرحوم الحداد ـ رضوان الله عليه ـ عندما قال: «لقد أعطيتُ والدك السيّد محمّد الحسين كلّ ما لديّ».

  • جهود العلامة الطهراني في التبليغ

  • لقد هاجر المرحوم العلّامة الطهراني بدستورٍ من أستاذه المرحوم الحداد من «النجف» إلى «طهران»، وبذل همته في «مسجد القائم» في التبليغ والترويج والتبيين لمباني الشريعة الغراء والطريقة البيضاء، فاشتغل بإلقاء الخطب ومجالس الوعظ، وبالإرشاد، وبتنوير الأفكار والقلوب.

  • وبعد تحوّل النظام السياسي إلى النظام الجمهوري، غيّر المرحوم العلّامة الطهراني مكان إقامته بأمرٍ من أستاذه، فرحلَ إلى الأرض المقدّسة وعتبة الإمام ثامن الحجج عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام، وتوطّن هناك إلى آخر عمره، ولا يعرف إلّا الله ما حصّله هناك وعاد عليه من بركات أنوار الروضة المنوّرة.

  • قصّة محاضرات سبيل الفلاح

  • وبقي هناك إلى أن صار يتردّد على طهران بسبب تمزّق شبكيّة العين لديه،‌ فصار يراجع طبيب العيون الحاذق رفيقنا الشفيق وأخونا العزيز جناب الدكتور السيّد حميد سجّادي وفّقه الله.

مقدمة كتاب سبيل الفلاح - بقلم آية الله السيد محمد محسن الطهراني

6
  • وقد أُسِر الدكتور سجّادي في لقائه الأوّل بأخلاق العلّامة الطهراني وسلوكه،‌ وبعد أن أنجز عمليّة العين، طلب الاستمرار بالتواصل والارتباط مع هذا الرجل الإلهي،‌ وفُتح له بابُ الملاقاة في مشهد وطهران، ‌وكان المرحوم الوالد يذهب بين الحين والآخر إلى منزله في طهران، ويُلقي عليه المسائل الأخلاقيّة والمباني العرفانيّة والسلوكيّة، إلى أن تمّ الاتفاق في نهاية المطاف على أن يلقي سماحته على الدكتور سجّادي دورةً من المسائل والنقاط الضروريّة التي ينبغي مراعاتها في السلوك إلى الله ضمن عددٍ من الجلسات، وقد تمّ إلقاء هذه المحاضرات المهمّة وبيانها وتفسيرها ضمن خمس جلساتٍ.۱

  • قيمة هذه المجموعة من الناحية السلوكيّة

  • وينبغي على الحقير أن يعترف بأنّه تمّت الإشارة في هذه الجلسات التي ألقاها المرحوم الوالد ـ رضوان الله عليه ـ إلى مجموعةٍ من النقاط الدقيقة التي أدّت إلى انبهار نفس الحقير وإعجابه، والحقّ أنّه ينبغي أن نأخذ هذه الجلسات بعنوانها دستورًا وسبيلًا للسلوك والفلاح، وعلينا أن ننظر جميعًا بتمعّنٍ ودقّةٍ وأن نبذل كلّ عنايتنا وتوجّهنا في فهم النقاط والشواخص والعلامات والمؤشّرات الواردة في هذه المباحث، وأن نجعل هذه المسائل والمواضيع التي طرحت فيها أساسًا وأصلًا لبرنامج حياتنا وسلوكنا إلى الله.

  • يمثّل الكتاب الموضوع أمام القارئ المحترم كلام وليٍّ من أولياء الله وإفاضاته، وعارفٍ كاملٍ، ومجتهدٍ أعلم، وفيلسوفٍ صاحب رأيٍ ونظرٍ، ومفسّرٍ قديرٍ، وناقدٍ بصيرٍ. 

    1. من الجدير ذكره أنّ المرحوم العلاّمة ـ رضوان الله عليه ـ‌ ألقى في أواخر عمره الشريف،‌ في يوم الثالث من شوال سنة ۱٤۱۱ هـ بحثًا قيّماً حول مباني السير والسلوك إلى الله على مسامع أخلّائه الروحانيّين وأصدقائه الإيمانيّين، وهذا البحث يرتبط ارتباطًا وثيقًا بهذه المجموعة من الجلسات، ولذا من أجل تتميم الفائدة، فقد أوردناها بعد انتهاء الجلسات الخمس التي ألقيت سنة ۱٤۰۷ هـ. (م)

مقدمة كتاب سبيل الفلاح - بقلم آية الله السيد محمد محسن الطهراني

7
  • ويرى هذا العبد أنّ العنوان الأفضل والأنسب لتسمية هذا الكتاب هو «سبيل الفلاح»، وهو العنوان الذي اخترناه له.

  • نسأل الله عزّ وجلّ أن يمنح علوّ الدرجات لروح ذلك الفقيد السعيد المليئة بالفتوحات؛ وأن يمنح القرّاء الأعزّاء التوفيق والصلاح والسداد.

  •  

  • مشهد المقدّسة، الأول من ربيع الثاني ۱٤٣٢ هـ

  • السيّد محمّد محسن الحسيني الطهراني