آداب مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام

وتوصيات الأعاظم بشأن شهري محرّم وصفر

452
مشاهدة المتن

المؤلّفالهیئة العلمیة لموقع مدرسة الوحي

القسم العقائد


التوضيح

تتضمّن هذه المقالة:
أهميّة إحياء الشعائر الحسينيّة
توجيهات عامّة حول شهري محرّم وصفر
وتوجيهات خاصّة حول كيفيّة إقامة مجالس العزاء والحضور فيها.
وتوجيهات للخطباء وقرّاء العزاء واللطميّات.

/۱۲
بي دي اف بي دي اف الجوال الوورد

آداب مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام - وتوصيات الأعاظم بشأن شهري محرّم وصفر

1
  •  

  • هو العليم

  •  

  • آداب مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام

  • وتوصيات الأعاظم بشأن شهري محرّم وصفر

  •  

  • المصدر: محاضرات المرحوم العلاّمة الطهراني ونجله سماحة آية الله السيّد محمّد محسن الحسينيّ الطهرانيّ رضوان الله عليهما

  •  

  •  

آداب مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام - وتوصيات الأعاظم بشأن شهري محرّم وصفر

2
  •  

  • أعوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ

  • بِسمِ اللَهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ

  • وصَلَّى اللهُ عَلَىٰ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ

  • ولَعنَةُ اللهِ عَلىٰ أعدائِهِم أجمَعينَ مِنَ الآنَ إلىٰ قِيامِ يَومِ الدّينِ

  • ولا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلّا بِاللهِ العَليِّ العَظيمِ

  •  

  • مقدّمة: أهميّة إحياء أمر الولاية وتعظيم الشعائر وسيرة الأئمّة في إحياء عاشوراء

  • يقول الله تعالى: ﴿وَمَن يُعَظِّم شَعَـٰٓئِرَ ٱللَهِ فَإِنَّهَا مِن تَقوَى ٱلقُلُوبِ﴾۱ 

  • إنّ أصل وأساس جميع الأصول والمباني الشيعيّة وركيزتها هو محبّة أولياء الدين الحنيف وتولّيهم، أي الأئمّة المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين٢

  • من الواجب على كلّ شيعي أن يُظهر شعار التشيّع ويوضّح المميّزات النفيسة والحيويّة لهذا المذهب بالشكل الأتمّ والأكمل. مثلاً... إقامة مجالس مواليد الأئمّة المعصومين عليهم السلام واستشهادهم فيبذل الجهد الجهيد ويستفيد من أيّة فرصة لإحياء ذكر أولئك العظام، وتبليغ مرامهم وتجديد ذكرهم وذكراهم.٣

  • كان من دأب وديدن الإمام الصادق والإمام الباقر والإمام الرضا والإمام موسى بن جعفر وبقيّة الأئمّة عليهم السلام أن يحوّلوا بيوتهم في أيّام محرّم (الأيّام العشرة منه) إلى محلّ لإظهار الحزن واللوعة على مصيبة كربلاء، وكانوا يدعون الناس للمجيء، وقراءة العزاء، وذكر المصائب؛ وخلاصة القول أنّهم كانوا يسعون للإبقاء على ذكر واقعة سيّد الشهداء عليه السلام، حيث رُوي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:

  • «رَحِمَ اللهُ امْرَءًا أحيَى أمرَنا»٤

  • فالمراد من «إحياء الأمر»: إحياء ذكر الإمام عليه السلام، وذكرياته؛ وبشكل عامّ، إحياء حقيقة الولاية في ضمن الحديث عن الأمور الظاهريّة التي تحكي عن تلك المسألة... لكي يُبرز الشيعيُّ هذا الشعار أمام الناس، ويكون مصداقًا للحديث الشريف الذي يقول:

  • «شيعَتُنا خُلِقوا مِن فاضِل طينَتِنا، يفرحونَ لِفَرَحِنا وَيحزَنونَ لِحُزنِنا»٥؛

  • أي: إنّ تلك الحقيقة النورانيّة التي خلق الله تعالى منها وجودنا خلق من فاضلها وممّا زاد منها شيعتنا.٦

  • وصيّة السيّد علي القاضي رضوان الله عليه بإقامة المجالس 

  • يقول آية الحق والعرفان السيّد علي القاضي رضوان الله عليه في وصيّته:

  • «وفي المستحبّات، لا تتسامحوا في ترك إقامة العزاء وزيارة حضرة سيّد الشهداء. ومجلس العزاء الأسبوعيّ، ولو كان لشخصين أو ثلاثة، فهو سبب لانفراج الأمور. ولو قضيتم العمر من أوله إلى آخره في خدمة ذلك العظيم، من عزاء وزيارة وغيرهما، فلن تؤدّوا حقّه أبدًا. وإن لم يكن المجلس الأسبوعي ممكنًا، فلا يُترك في العشرة الأولى من محرم.»۷

    1. سورة الحج (٢٢) الآية ٣٢.
    2.  الأربعین في التراث الشيعيّ ص ٥٩.
    3.  المصدر السابق، ص ٢٥.
    4.  دعائم الإسلام، ج ‌۱، ص ٦٣؛ بحار الانوار، ج ۱۰٥، ص ۱٥؛ مستدرك الوسائل، ج ۸، ص ٣٢٥.
    5.  الأمالی، شیخ طوسی، ص ٢٩٩؛ بشارة المصطفى، ص ۱٩٦ باختلاف يسير.
    6.  شرح حديث عنوان البصري جلسة ٣٢. 
    7.  مهر تابناك (فارسي)، ص ٣٣٩.

آداب مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام - وتوصيات الأعاظم بشأن شهري محرّم وصفر

3
  • أوّلاً: وصايا العرفاء لاستثمار شهري محرّم وصفر

  • ۱. المشاركة في المجالس والتوسّل بالإمام الحسين

  • أكّد الأعاظم بشدة على المشاركة في مجالس عزاء أهل البيت عليهم السلام. وكان العلامة الطهراني رضوان الله عليه يقول: «لن يصل السالك إلى مقصده دون التوسّل بسيّد الشهداء!» وهذه المسألة أصل، وكلّ الذين فُتح لهم الباب كان عن طريق التوسّل بسيّد الشهداء.۱

  • ٢. قراءة زيارة عاشوراء

  • قراءة زيارة عاشوراء في أيّام محرّم أمرٌ أكّد عليه الأئمّة والأعاظم بشدّة، وإذا قرأها مع مئة لعن ومئة سلام فهو أفضل؛ ولكن إن لم يكن هناك وقت، فليكتفِ باللعن والسلام الواحد المذكور فيها. وعلى الإنسان أن يعلم أن قراءة زيارة عاشوراء له تأثير عميق في أعماق وجوده. وجميع زيارات حضرة سيد الشهداء، وخاصّة زيارة وارث، فهي زيارات مهمّة، ولكنّ زيارة عاشوراء هذه زيارة خاصّة!

  • ٣. نصب السواد في البيت ومكان العمل

  • في أيام محرّم وصفر، يجب أن تظهر آثار العزاء ومصيبة أهل البيت في المنزل ومكان العمل. ويجب نصب السواد والرايات، بالطبع ليس بالقدر الذي يسبّب الكآبة؛ لأنّ ذلك يقلل من الاستعداد الذي تمتلكه النفس والقلب لإدراك هذه الروحانيّة.

  • ٤. ارتداء اللباس الداكن

  • لبس السواد مكروه، ولكنّه مستثنى في خصوص سيّد الشهداء ورُفعت هذه الكراهة؛ ولا يعني هذا أنّه مستحب! ولكن يمكن للإنسان أن يرتدي لباسًا داكن اللون. نحن خلال الفترة التي كنا فيها في خدمة الأعاظم وشاهدنا سيرتهم ومنهجهم عن قرب، لم نرهم يرتدون السواد حتّى في هذه الأيام. بل كانوا يرتدون ملابس داكنة اللون، وحتّى أنهم كانوا يمنعون من ارتداء الملابس الفاتحة، وكانوا يقولون: «لكلّ مقام مقال.» أمّا العلّامة الطهراني رحمه الله فكان يمنع من لبس السواد تحديدًا، وحتّى بالنسبة للسيّدات والمخدرات كان يقول: «لا يكن اللباس أسود؛ وليكن داكنًا حتى يتميّز عن اللباس العادي.»

  • ٥. عدم إقامة مظاهر الفرح

  • في أيّام محرّم وصفر، لا ينبغي للإنسان أن يُظهر الفرح والسرور؛ لأنّ هذين الشهرين هما شهرا حزن وتألّم لأهل البيت عليهم السلام. أمّا إقامة مراسم عقد الزواج في شهر محرم فهو أمر جيّد جدًّا ومستحسن للغاية، ويجب بالتأكيد القيام به، ويمكن أن يتمّ حتى في ليلة عاشوراء؛ [لكن] إحضار الحلوى والضحك والتصفيق خطأ. فالفرح [في هذه الأيام] خطأ؛ اتركوا ذلك لغير شهري محرّم وصفر؛ أما مجلس العقد نفسه ومجلس الزفاف فلا إشكال فيهما أبدًا.

    1.  شرح حديث عنوان البصري الجلسة ۱٤٩.

آداب مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام - وتوصيات الأعاظم بشأن شهري محرّم وصفر

4
  • ٦. عدم إحضار الحلوى إلى المنزل

  • من بداية شهر محرم إلى نهاية شهر صفر، لا ينبغي إحضار الحلويات أو المكسرات أو حلوى "الگز" أو ما شابه ذلك إلى المنزل.

  • ثانيًا: وصايا في كيفيّة إقامة المجالس وحضورها

  • ۱. مرافقة الإمام الحسين عليه السلام في المجلس والنيّة الخالصة 

  • في مجالس العزاء، يجب أن نتصوّر أنفسنا إلى جانب الإمام عليه السلام، وأن نستحضر في وجودنا الشعور الذي انتابه وأصحابه في تلك الواقعة. فعندما يأتي هذا الشعور، فإنّ الإنسان، شاء أم أبى، ستجري دموعه.۱ كانت نظرة العرفاء الإلهيّين إلى مسألة سيّد الشهداء في أيّام محرّم وصفر نظرة اغتنام؛ أي كما أنّ الله قد بسط مائدة ودعا الناس في شهري رجب ورمضان، فإن قضيّة سيّد الشهداء هي أيضًا مسألة يجب على الناس أن يأتوا إليها ويغتنموها ويتزوّدوا منها، ويُحدثوا ذلك التحوّل والتغيير الذي لا يحصل للإنسان في الأوقات العادية. إنّه أمر عجيب جدًّا! إنّ قضية سيّد الشهداء ليست مسألة عاديّة، ولا ينبغي للإنسان أن ينظر إليها كعمل روتيني أو عادة أو [مجرّد] إحياء للشعائر؛ بل يجب أن يُلقي بنفسه ويضعها في خضم قضية عاشوراء هذه. يجب أن يبذل فيها ما يستطيع، بقدر ما يصل إليه فكره، وبقدر ما يستطيع من الناحيّة الباطنيّة. فلا نذهب بنيّة «أن أشارك في رثاء سيد الشهداء لأنال الثواب!» [ففي هذه الحالة] سيعطوننا ثوابًا، ولكن قليلًا. ولا نذهب بنيّة «أن تُحفظ هذه الشعائر في نهاية المطاف!» هذا جيّد، ولكنّه للعوام. ولا نذهب بعنوان «أنّ حال الإنسان يتغيّر في مجلس الإمام الحسين هذا وتختلف الأجواء فيه!» بل نذهب بهذا العنوان: إنّنا في هذا المجلس نريد أن نضع أنفسنا إلى جانب سيد الشهداء. أصلًا، نريد أن نكون من أولئك الذين بقوا تحت الخيمة ليلة عاشوراء! فلنذهب بهذه النية!٢

  • إنّ سيّد الشهداء عليه السلام يحضر في المجلس الذي يُقام بإخلاص؛ ذلك المجلس الذي يُقام لسيّد الشهداء، لا للرياء والتظاهر.٣

  • ٢. الالتفات إلى دروس كربلاء

  • في قضيّة عاشوراء، انتبهوا إلى تلك الحقائق والأمور الكامنة فيها، فكلّ خطوة في واقعة كربلاء هي درس؛ وهناك برنامج سلوكي كامل في قصّة عاشوراء، ولو أنّ الإنسان درس بعمق برنامج الإمام الحسين وسلوكه ومنهجه، لكان ذلك كافيًا ولا يحتاج إلى شيء آخر!٤

    1. مستفاد من شرح حدیث عنوان بصری، ج ۱٤٩ و ۱۸٤.
    2.  شرح حدیث عنوان بصری، ج ۱٦٣.
    3.  شرح حديث عنوان البصري، ج ۱٦٣.
    4.  شرح حدیث عنوان بصری، جلسات ٢۰٣ و ٢٢٤.

آداب مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام - وتوصيات الأعاظم بشأن شهري محرّم وصفر

5
  • ٣. الهدوء وروحانيّة المجلس

  • يجب أن تكون هذه المجالس خالية من الضجيج والدعايات ونصب الإعلانات والملصقات وما شابه ذلك.

  • ٤. كون المجلس بين الطلوعين

  • أفضل وقت لمجالس العزاء هو بين الطلوعين، والفيوضات التي تحصل للإنسان في هذا الوقت لا توجد في غيره من الأوقات. كان العلّامة الطهراني رضوان الله عليه يقول: «لمجلس الصباح خاصيّة لا يمتلكها مجلس ما بعد الظهر أو الليل.»۱ ولا يعني ذلك أنّ تلك المجالس ليس لها خاصيّة أو فائدة؛ ولكنّ مجلس الصباح على وجه الخصوص له ميّزة فريدة.

  • ٥. الطهارة الظاهريّة والباطنيّة

  • يجب على من يدخل مجلس عزاء الإمام الحسين عليه السلام أن يكون على وضوء. ويجب أن يرتدي أفضل ثيابه وأن يدخل بملابس نظيفة؛ لا بملابس تسبّب الاشمئزاز والأذى للآخرين.

  • ٦. السواد المعتدل 

  • في أوقات العزاء والمصيبة، يجب أن تكون علامات الحزن واضحة في أجواء المجلس؛ وبالطبع، فإنّ الإفراط في تغطية المكان بالسواد ليس صحيحًا أيضًا، وكلّ شيء يجب أن يكون في حدّ الاعتدال.

  • ۷. الاستفادة من المنبر 

  • إن كان المجلس يُقام في المنزل، فمن المناسب إعداد منبر بثلاث درجات لذلك المكان. يجب استخدام المنبر للخطيب بدلًا من الكرسي والأريكة. والمنصّة هي من مبتكرات الغرب، وهي مذمومة ولا ينبغي استخدامها في محافل الذكر ومجالس العزاء.

  • ۸. تعليق كلمات الإمام الحسين عليه السلام في المجلس 

  • قال العلّامة الطهراني رضوان الله عليه في كتاب "لمعات الحسين عليه السلام": « وكم هو جميل أن تُكتب كلماته عليه السلام الحاوية لعالمٍ من العزّة والشرف والشموخ والاستقلال والإيمان والإيقان والصبر والثبات والفتوّة في اللوحات واللافتات وتُنصب في مجالس العزاء كما يُفعل بأشعار المحتشم (القاسانيّ)٢، ليفيد الواردون إلى تلك المجالس والمشاركون فيها استفادة بصريّة مقترنة بالاستفادة السمعيّة من الخطباء والمتكلّمين ذوي الصدق والاستقامة، فيحفظوا نصوص تلك الكلمات ويجعلوها أُنموذج حياتهم وعملهم.»٣

  • ٩. الانضباط والوقار 

  • يجب أن يكون مجلس الإمام عليه السلام وقورًا ومنضبطًا. ولا يوجد أيّ رجحان لخلع الملابس عند اللطم. ويجب تجنّب الصراخ المصطنع والزعقات المروّعة وإطالة مدّة العزاء. ويجب أن يكون العزاء على نحو لا يخرج عن صورته الطبيعيّة، أمّا إذا فقد شخص صوابه وصرخ أو رفع صوته، فلا إشكال في ذلك. يقول الإمام الصادق عليه السلام: «وَارْحَم تِلكَ الصَّرخَةَ!»٤ أي: «اللهم ارحم هذه الصرخة والنحيب الذي يرتفع في عزاء أهل البيت!» لكن هل كان الأئمّة أنفسهم يصرخون في كل مجالسهم؟ لا، بل كانوا يبكون بشكل طبيعي. أحيانًا كان يُسمع صوتهم ولكن بشكل متعارف. أمّا أن يصرخ الإنسان، فذلك ليس صحيحًا.

    1.  شرح حديث عنوان البصري، ج ٢۰٣.
    2. من الشائع أن تعلّق أشعار هذا الشاعر في أماكن العزاء في إيران (م). 
    3.  لمعات الحسين، ص ٦. 
    4.  كامل الزيارات، ص ۱۱۷.

آداب مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام - وتوصيات الأعاظم بشأن شهري محرّم وصفر

6
  • ۱۰. تقدّم الرثاء على المحاضرة

  • من الأمور التي يجب الانتباه إليها في المجالس، تقديم وتأخير المحاضر وقارئ العزاء. ففي مجالس الوعظ ومحافل أهل البيت عليهم السلام، يجب أن يقرأ قارئ العزاء المصيبة أولًا، ثم يلقي الخطيب خطبته وموعظته وإرشاده، ففي هذه الحالة يكون تأثير الكلام والموعظة أفضل وأكبر.

  • ۱۱. عدم تقسيم الحاضرين إلى طبقات

  • يجب أن تتميّز مجالس العزاء بعدم التمييز؛ فإذا كان من المقرّر أن يجلس الجميع، فيجب أن يجلس الجميع [على الأرض]، لا أن يجلس البعض على الكراسي أو المنصّات والبقيّة على الأرض! وإذا كان من المقرّر أن يلطم الجميع، فيجب أن يلطم الجميع! إنّ تقسيم مجالس الإمام الحسين عليه السلام إلى قسمين هو أمر خاطئ.

  • ۱٢. جودة طعام المعزّين

  • يجب أن تكون جودة الإطعام في مجالس أهل البيت مماثلة للجودة التي تُراعى في المناسبات الأخرى.

  • ۱٣. عدم إزعاج الجيران

  • يجب ألا يخرج صوت القارئ والخطيب خارج مكان إقامة المجلس فيسبب أذى للجيران. وعلى مواكب اللطم أن تعود إلى أماكنها قبل وقت راحة الناس، ولا ينبغي لها أن تقرع الطبول في الشوارع حتّى وقت متأخّر وتُقلق راحة الناس والمجتمع. فيجب الانتباه إلى وجود مرضى وأطفال رضّع في هذه المنازل. فلقد جاء الإمام الحسين عليه السلام ليُحيي القيم؛ ولم يأتِ ليعطّل شؤون البلاد كلّها.

  • ۱٤. عدم استعمال الطبول والآلات الموسيقيّة

  • يجب الامتناع عن استخدام الطبول والأبواق والناي والآلات الموسيقيّة. الأَعلام التي تُحمل في عزاء سيّد الشهداء هي علامة الصليب۱، وكلّ هذا حرام.

  • ۱٥. الاعتدال في عقد المجالس

  • يجب أن تؤدّي مجالس أهل البيت إلى النشاط والانبساط ورغبة النفس؛ فالتكرار المفرط في عقد مثل هذه المجالس يؤدّي إلى الاعتياد والفتور وعدم الرغبة؛ فيجب الاكتفاء بالحدّ المتعارف عليه في إقامة هذه المجالس، وعدم الإصرار على تكرارها واستمرارها بدعاوى مختلفة مثل النذر والعادة والتظاهر بين الناس.

  • ۱٦. احترام الخطيب

  • يجب على الذين يدعون الخطيب أن يحترموه، وطبعًا لا من باب أنه كأيّ إنسان يجب احترامه! بل من باب أنّه مُبلِّغ للدين ويأتي لأداء الواجب والتكليف! يجب أن يُنظر إليه من هذه الزاوية! يجب أن يرسلوا له سيّارة ويحضروه. ويجب دعوته بكمال الاحترام واللياقة! لا أن يقولوا له: «يا سيد، انهض وتعال!»٢

    1. من المتعارف في إيران أنّ بعض المواكب تحمل أعلامًا ورايات على أشكال مختلفة كالصليب. (م)
    2. مستفاد من شرح حدیث عنوان البصري، الجلسات ۱٤٩، ۱۸٤، ۱٦٣و ٢۰٣. سلسلة مباني الأخلاق في الآيات والروايات، المحاضرة ۷ تعليقة: رأي المرحوم العلامة الطهراني رضوان الله عليه فيما يرتبط بإقامة المحافل والمجالس.

آداب مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام - وتوصيات الأعاظم بشأن شهري محرّم وصفر

7
  • ثالثًا: وصايا لخطيب المنبر الحسيني

  • ۱. أن يكون ظهره إلى القبلة

  • يجب على الخطيب أن يستخدم المنبر لإلقاء خطبته، لا المنصّة؛ لأنّ المنصّة أتت من الثقافة الغربية، والتأثير الذي يحصل للمستمعين من المنبر لن يتحقق أبدًا بواسطة المنصّة والطاولة. ويجب أن يكون المنبر وظهره للقبلة، حتى يجلس المستمعون متّجهين نحو القبلة ويستمعوا إلى كلام الخطيب.

  • ٢. أن يراعي مستوى المستمعين

  • يجب على الخطيب أن يأخذ بعين الاعتبار مستوى معرفة واستيعاب المستمعين، وأن يختار الموضوع بما يتناسب مع سعتهم المعرفية، ويعمل على تنميتهم، وألّا يتحدث بما يفوق مستوى فهمهم. والقول الذي يقوله البعض: «نحن نقول كلامنا، وعلى المخاطبين أنفسهم أن يرفعوا أفق فهمهم وإدراكهم» هو قول خاطئ؛ وذلك:

  • أوّلًا: لأنّ واجب الارتقاء بالمعرفة والبصيرة يقع على عاتق الخطيب؛ وإلا لما كان للكلام معنى أو مفهوم!

  • ثانيًا: إن المخاطب بسبب عدم فهمه الصحيح لكلام الخطيب، يصاب بالفتور والملل، ولا يبقى له مجال للنمو والارتقاء.

  • ٣. أن يلمّ بالموضوع ويحضّر له

  • يجب على الخطيب أن يكون مُلمًّا بجوانب الموضوع تمامًا قبل الخطابة، وأن يخصص ساعات للمطالعة في المصادر والمراجع لتحقيق هذا الغرض. وإذا استشهد بآية أو رواية، سواء قرأها من نصّ مكتوب أو عن ظهر قلب، فيجب أن تُقرأ بدقة وبدون أخطاء. [كذلك] يجب ألا يتحدّث عن مواضيع لم يصل هو نفسه إلى عمقها وفهمها الكافي، لكي لا يوقع الناس في الخطأ والغموض، أو الانحراف لا سمح الله. والمواضيع التي يمكن الحديث عنها كثيرة؛ فلا داعي لأن يتطرق الإنسان إلى تلك المواضيع ويستعرض قدراته! يجب أن يترك الخوض في مثل هذه المباحث لأهل الاختصاص والخبرة.

  • ٤. ألا يطيل كلامه

  • لا ينبغي للخطيب أن يطيل في كلامه ويسبّب الملل والكآبة للحاضرين؛ لأنّ إطالة الخطبة تزيل آثارها المرجوّة، فيجب ألا تتجاوز الخطبة مدّة خمس وأربعين دقيقة.

  • ٥. أن يستقي كلامه من الآيات والأحاديث وكلام أهل المعرفة 

  • الموضوع الذي يختاره للعرض، يجب أن يكون مُستقى من آيات الوحي والأحاديث الموثّقة عن حضرات المعصومين عليهم السلام وكلام أهل المعرفة، وعليه أن يتجنّب طرح المواضيع اليوميّة التي يعلمها الجميع. وليعلم أنّ طرح المفاهيم والمباني المعرفيّة النورانيّة يؤدّي إلى تغيير وتحويل أجواء المجلس ونزول البركات؛ وفي المقابل، فإنّ المواضيع الواهية والعاديّة تسلب تلك النورانيّة والروحانيّة من فضاء المجلس؛ فإنّ الناس متعطّشون لمعارف أهل البيت وقد سئموا من تكرار المكرّرات؛ فبعد الاستماع إلى كلام الخطيب، يجب أن يشعر الناس بأنهم قد وصلوا إلى فهم أفضل وانكشاف حقائق أكبر.

آداب مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام - وتوصيات الأعاظم بشأن شهري محرّم وصفر

8
  • ٦. أن يتحدّث عن تاريخ الإسلام وسيرة الأئمة عليهم السلام

  • يجب على الخطيب أن يكون لديه إلمام واطلاع كافٍ بتاريخ الإسلام وأئمّة الهدى عليهم السلام، وأن يتحدّث في كلّ خطبة عن وقائع وأحداث ومواضيع عصر المعصومين عليهم السلام، ويُطلع الناس على تاريخ الإسلام.

  • ۷. أن يستفيد من كلمات الإمام الحسين عليه السلام وأحداث المقتل

  • المواضيع التي تُطرح في مجلس عزاء سيد الشهداء عليه السلام يجب أن تكون مستقاة من الفقرات التي وصلتنا عن ذلك الإمام. يجب قراءة المقتل، وبيان التفاصيل الدقيقة التي وردت في التاريخ حول حركة سيد الشهداء وأصحابه، حتى نفهم في نهاية المطاف ما الذي يجب علينا فعله، ومن خلال هذه التعاليم نرسم منهجنا. في النهاية، يجب أن نتعلّم من مكان ما! لا بد أن يكون لدينا معلّم ومربٍّ. وأيّ معلّم لنا أفضل من واقعة كربلاء؟! وأيّ مربٍّ أفضل من كلمات ذلك الإمام عليه السلام وأصحابه؟!

  • ۸. أن يقرأ شعر العرفاء بصوت جميل

  • إذا كان الخطيب يتمتّع بصوت جميل، فليقرأ بصوته الجميل أثناء الخطبة بضعة أبيات من الأشعار العذبة لحضرة مولانا جلال الدين الرومي، أو حافظ الشيرازي، أو غيرهم من عظماء أهل المعرفة؛ فإنّ هذا الأمر يسبّب نزول الرحمة واستجلاب الفيض.

  • ٩. أن يذكر قصص العرفاء وكلماتهم

  • [كذلك، بالاستفادة] من أحوال العظماء والعرفاء الإلهيين، وحكاياتهم وكلماتهم الثمينة، فليُضفِ على خطبته وكلامه لونًا ورونقًا، وليبعث في تلك المواضيع الروح والحياة. وبعبارة أخرى، فليُلقِ على المخاطبين النموذج والمصداق الخارجيّ للمباني والمعارف الإلهيّة من خلال بيان حكايات العرفاء بالله وتاريخهم. وفي هذا المجال، يمكن أن تكون مطالعة كتب من قبيل "تذكرة الأولياء" للشيخ العطار، و"طرائق الحقائق" للشيرواني، و"حلية الأولياء" لأبي نعيم الأصفهاني وغيرها مفيدة.

  • ۱۰ أن يصحّح المفاهيم الخاطئة ويبيّن السنن

  • في هذه المجالس، يجب على الخطيب أن يذكر السنن المشروعة والآداب الواردة في الشرع المقدّس، ويوجّه الناس نحو اتّباع سنّة الإسلام والتشيّع، وأن يوضّح الاعوجاج والانحراف الذي طرأ على هذه السنّة عبر الزمن. فمثلًا، فيما يتعلق بإقامة مجالس العزاء والتأبين، يجب أن يقول إنّها لثلاثة أيّام فقط، وإن مراسم مثل "السابع" و"الأربعين" و" الذكرى السنويّة" لم ترد في الشرع؛ وخصوصًا الأربعين، الذي يختصّ بسيّد الشهداء عليه السلام فقط، ولم يكن معمولاً به لأيّ من المعصومين الآخرين.

آداب مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام - وتوصيات الأعاظم بشأن شهري محرّم وصفر

9
  • ۱۱. أن يكون مسؤولاً أمام الله والنبيّ والأئمّة وحدهم 

  • يجب على الخطيب أن يعلم أنه بمجرد وقوفه على المنبر، فإنه يقف في مقام رسول الله صلّى الله عليه وآله وأئمة الهدى سلام الله عليهم، ويجب أن يفكر فيهم فقط، وألا يضع في اعتباره أي فرد أو شخصيّة أخرى. [ويجب] أن يعلم أنه سيكون مسؤولًا يوم القيامة أمام صاحب الشريعة ووليّ الأمر، حضرة الحجة بن الحسن أرواحنا فداه. فالحذر الحذر من أن يُدخل أيّ شخصيّة أخرى -أيًّا كانت- في هذا الموقف، أو أن ينطق بكلمة في سبيل الترويج والدعاية لها! لا ينبغي للخطيب في كلامه أن يراعي المصالح الدنيويّة والشؤون الماديّة، بل يجب أن يبيّن ما يراه خيرًا وصلاحًا للمخاطبين دون أيّ مراعاة.

  • ۱٢. ألا يمدح مؤسّس المجلس والحاضرين

  • في هذه المجالس، يجب الاقتصار على بيان معارف وأهداف الإمام عليه السلام والمواضيع التي تتمحور حوله، والامتناع عن ذكر مؤسّس المجلس ومدحه والثناء عليه، ولا ينبغي ذكر أسماء الذين يحضرون المجلس، أو الصلاة على النبي وآله عند دخولهم. وإذا كان الخطيب يتحدّث في مجلس فاتحة، فعليه أن يقتصر على بيان ما يناسب هذا الموضوع، وينبّه الناس ويوجّههم نحو عالم الآخرة والعقبات التي تنتظرهم، وأن يتجنّب ذكر أوصاف وحالات المتوفّى الدنيويّة وشخصيّته، إلا إذا كان ذلك في سياق الحركة والسير إلى عالم الآخرة، وكان تذكّره سببًا للتنبيه والالتفات. كذلك، يجب على الوعّاظ أن يعلموا أن الطرف الذي يتعاملون معه هو الإمام الحسين عليه السلام! فلا ينبغي لهم أن يذكروا اسم أحد. فمثلًا، يقولون: «السيّد فلان حاضر أيضًا في مجلسنا.» حسنًا، وإن كان حاضرًا! فما معنى أن تذكر اسمه؟! فصاحب مجلس الإمام الحسين عليه السلام هو إمام الزمان، وليس ذلك الذي أقام المجلس في بيته! وليس ذلك المتكفّل بالتكاليف! وليس ذلك الذي نصب الراية! فهؤلاء ليسوا أصحاب المجلس. هؤلاء أفراد عاديّون، وهم وسيلة وواسطة لإقامة [المجالس]؛ من هو صاحب المجلس؟! صاحب المجلس واحد فقط، وهو إمام الزمان أرواحنا فداه، ولا أحد غيره! وعليه، لا سبب لكي يحدّد الإنسان مصاديق ويذكر أسماء [و] يقول مثلًا: «اللهم افعل كذا للمؤسّس وزد في عزّته واحترامه وأدم اللهمّ ظله!»

آداب مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام - وتوصيات الأعاظم بشأن شهري محرّم وصفر

10
  • ۱٣.أن يفكّر بالهديّة الماديّة للمجلس

  • يجب على الخطيب أن يتحدّث لرضا الله، وألا يفكّر أبدًا في هديّة أو مكافأة ماديّة، ولا ينبغي له أن يتحدّث مع صاحب المجلس عن المبلغ، وحتّى بعد استلامه، لا ينبغي أن يعدّه أو يعرف كميّته. فإذا التفت صدفة إلى مقداره ورآه قليلًا، فإياه أن يُظهر ذلك لذلك الذي قدّمه أو يعيّره به، ففي هذه الحالة تذهب كلّ جهوده وأتعابه سدى، ولن ينال شيئًا، وسيغرق في مستنقع أهواء النفس والتعلّقات الشهوانيّة. يجب على الخطيب أن يعلم أن الطرف الذي يتعامل معه هو إمام الزمان، والكلام الذي يقوله لا ينبغي أن يكون من أجل عوض أو هدية تُعطى له، وإذا تسلّم عوضًا [أو مكافأة]، فليعلم أنّ هذا العوض قد أتى من جانب الإمام عليه السلام! فحينها لا ينبغي أن يعدّه! فهل يعدّ أحد هديّة الإمام ليرى إن كانت ألف تومان أم تسعمئة تومان؟!

  • ۱٤. ألا يخلط بين مجالس الفرح والعزاء

  • من الأمور التي اتّخذها كثير من الخطباء، وخاصة قرّاء العزاء، سنّة ومنهجًا لهم بشكل خاطئ، هي مسألة ذكر مصائب أهل البيت عليهم السلام في مجالس الفرح والسرور ومواليدهم. فلمجلس الفرح خصوصياته، ولا ينبغي أن يُمزج بالحزن والغمّ؛ وإلا فإنه يفقد آثاره. فذكر المصيبة والرثاء والحزن والبكاء في مجالس عزاء أهل البيت له مقامه، والاحتفال والسرور والفرح والانبساط في محافل ومجالس الفرح له مقام آخر؛ وآثار وبركات كلّ من هذين المجلسين ضروريّة لتغيير الحال ونورانيّة النفس، وهي لا تقتصر فقط على الحزن والبكاء على مصائبهم.

  • ۱٥. أن يعتمد على المقاتل المعتبرة وأمانة النقل

  • يجب على الخطيب أيضًا في قراءة العزاء أن يرجع إلى المقاتل المعتبرة والموثّقة، وأن يمتنع عن نقل المواضيع التي هي رائجة بين الناس فقط وتفتقر إلى سند معتبر.

  • ۱٦. أن يدقّق في الدعاء بعد المجلس

  • الأدعية التي تُقرأ بعد المجلس يجب أن تكون عميقة ومدروسة وذات محتوى غنيّ، وأن تُقال عن قصد وإنشاء ونيّة، لا عن عادة.

  • ۱۷. أن يفي بالعهد 

  • إذا وعد [بالخطابة] في مكان ما، فلا يذهب إلى مكان آخر، ويلتزم بعهده. وجدير بالذكر أنّ ما ذُكر بشأن الخطباء وأهل المنبر يسري ويجري أيضًا على قرّاء العزاء والرثاء واللطم.

آداب مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام - وتوصيات الأعاظم بشأن شهري محرّم وصفر

11
  • ۱۸. أن يختار الشعر العميق ويحذر من الغلو والكفر

  • يجب على المادح أن يشرع في ذكر المصيبة قبل الخطيب، وأن يمتنع عن إنشاء الأشعار السطحيّة والمهينة و[التي تحتوي على] الإفراط والغلو. فتعابير مثل «تأليه الحسين» ... كلّها هذا كفر!

  • وكم هو أفضل أن يستفيد من أشعار أهل المعرفة، مثل جناب حافظ الشيرازي، وسنائي، ومولانا جلال الدين الرومي، وعطار النيسابوري، وعظماء مثل الحاج ميرزا حبيب الله الخراساني، والمرحوم الكمباني، وحجة الإسلام النيّر التبريزي، وفؤاد الكرماني، والفيض الكاشاني وغيرهم.

  • ويجب أن تكون الأشعار، وخصوصًا في النعي واللطميّة، ذات محتوى ومفاهيم مفعمة بالحياة وملهمة، لا أن يقتصر الاهتمام فيها على جانب الحزن والمصيبة فقط. وعلى وجه الخصوص، يجب على مواكب العزاء أن تختار أشعارًا توصل رسالة عاشوراء. والقول: «إذا لم نلطم بهذه الطريقة، فإنّ الشباب لن يأتوا» [كلام غير صحيح]. حسنًا، دعهم لا يأتون! هل أنتم تحطّون من منزلة الإمام من أجل أن يأتي شابّان؟! وإذا تحدثتم بشكل صحيح، وأقمتم العزاء بشكل صحيح، ونظّمتم الرثاء بشكل صحيح، فإن هذين الشابّين سيأتيان.

  • أتذكّر في الماضي، في أيام عاشوراء، كانت تخرج مواكب للّطم من مسجد القائم، وفي بعض تلك السنوات، كانت القصيدة التي تُقرأ قصيدة مفعمة بالحياة؛ قصيدة حيّة ذات روح تهزّ الكيان. وكان المرحوم العلامة [الطهراني] يُعجب بها. وكان يقول: «اليوم قرأ فلان قصيدة رثاء جيّدة!» وأتذكر أنّه قرأ هذه القصيدة:

  • هذا هو منطق الحسين، وهذه موعظته الثمينة *** أيها النيام استيقظوا! من نوم المذلّة! هيهات، هيهات!

  • في ذلك اليوم، أُعجب المرحوم العلامة [الطهراني] بها كثيرًا. فقال لي: «يا سيّد محسن! كانت قصيدة اليوم جيّدة جدًّا!» وفي سنة أخرى، كانت هناك قصيدة مختلفة، لا أعرف [ما كانت بالضبط]، أتذكر أنها كانت شيئًا كهذا:

  • زينبُه أمامه *** أصبحت في عزائه

  • واحسيناه، واحسيناه *** أصبحت في عزائه.

  • فكان يقول: «أي قصيدة هذه؟!» يجب أن تكون للقصيدة روح! أن تهزّ الكيان! سيد الشهداء عندما يقول: «أيها النيام استيقظوا، من نوم المذلّة! هيهات، هيهات!»، فإنه يوجّه قوله «هيهات، هيهات» هذا إلينا! يجب أن نقول للنفس «هيهات، هيهات!» الإمام يقول: لقد ضحّيتُ بعليّ الأكبر، وبعليّ الأصغر، لقد قُدّموا قِطعًا، وأنت لا تضحّي بطفل واحد لك لترشده إلى الطريق المستقيم؟! من أجل ألف مصلحة، تراعي المصالح لماذا؟! لكيلا يتفكّك شمل الأسرة! لكيلا تنهار العلاقة بين الزوج والزوجة! إنّ الإمام الحسين عليه السلام يوجّه قوله «هيهات هيهات» إلينا! ۱

    1. . مستفاد من: شرح حديث عنوان البصري، جلسات ۱٤٩ و ۱۸٤ و ۱٦٣ و ٢۰٣. سلسلة مباني الأخلاق في الآيات والروايات، المحاضرة ۷ تعليقة: رأي المرحوم العلامة الطهراني رضوان الله عليه فيما يرتبط بإقامة المحافل والمجالس.

آداب مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام - وتوصيات الأعاظم بشأن شهري محرّم وصفر

12
  • [ملاحظة: تمّ انتخاب مضمون هذه المقالة من محاضرات المرحوم العلاّمة الطهرانيّ ونجله آية الله السيّد محمّد محسن الحسينيّ الطهرانيّ رضوان الله عليهما وتمّت مقابلة النصوص مع الأصل الفارسيّ]