فخاخ الشيطان في طريق السالكين

خطورة الاعتماد على المكاشفات والمنامات البرزخية

1050
مشاهدة المتن

المؤلّفالهیئة العلمیة لموقع مدرسة الوحي

القسم الاخلاق والحکمة والعرفان


التوضيح

في هذا المقال المستخرج من كتاب أسرار الملكوت، نستكشف الفخاخ الخفية التي ينصبها الشيطان للسالكين عبر المكاشفات والمنامات البرزخية، وكيف يمكن لهذه التجارب المضللة أن تدفع بالبعض إلى الضلال، وتزييف الحقائق. كما أنه ينقل بعض القصص الحقيقية كنماذج لخداع الشيطان ومكره من خلال هذه الأمور، ويوضح لنا الموقف الصحيح منها.

/٦
بي دي اف بي دي اف الجوال الوورد

فخاخ الشيطان في طريق السالكين - خطورة الاعتماد على المكاشفات والمنامات البرزخية

1
  •  

  • هوالعليم

  •  

  • فخاخ الشيطان في طريق السالكين

  • خطورة الاعتماد على المكاشفات والمنامات البرزخية

  •  

  • إعداد: الفريق العلمي في موقع مدرسة الوحي

  •  

  •  

فخاخ الشيطان في طريق السالكين - خطورة الاعتماد على المكاشفات والمنامات البرزخية

2
  •  

  •  

  • بسْمِ اللهِ الرَحْمَنِ الرَحِيْم‌

  • الحَمْدُ للّه رَبِّ العَالَمِيْن‌

  • والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى خَيرِ المُرسَلينَ مُحمّدٍ وَآله الطَاهِرين‌

  • وَلَعْنَةُ الله عَلى أَعْدَائِهِم أَجْمَعِيْن‌

  •  

  •  

  • إنّ ظهور المكاشفات الشيطانيّة والمنامات الكاذبة من أهم آفات هذا الطريق وأشدّها خطرًا وأكثرها جدّيةً، وهي بمثابة المصايد المنتشرة في طريق السالكين إلى الله.

  • هزار دام به هر گام اين بيابان است‌***كه از هزار هزاران يكي از آن نرهد
  • [يقول: ألف فخٍ تحت كلّ خطوةٍ في هذه الصحراء، ومِن بين ألف ألف شخصٍ لم يتمكّن واحدٌ من اجتيازها].

  • صعوبة تشخيص صحة المكاشفات و المنامات

  • كما أنّ تشخيص صحيحها من سقيمها ليس عملًا سهلًا، وليس ذلك في مقدور كلّ أحدٍ؛ إذ كثيرًا ما يصنع الشيطان في أوّل الأمر منزلًا له في قلب الإنسان من خلال رسم بعض الصور الحقيقيّة والإخبار عن المغيّبات، ثمّ بعد أن يستقرّ ويتمكّن منه يبدأ بتزوير الحقائق وخداع صاحبه، فبعد أن يُظهر له بعض القضايا الحقيقيّة فيُحصّل بها ثقته ويكتسب اطمئنان هذا الشخص به، يشرع بالوسوسة له وحثّه على القيام بعملٍ خاطئٍ، والشيطان ماهرٌ في عمله متقنٌ له خبيرٌ في إنجاز مهمّته؛ بحيث لا يمكن لأيّ فردٍ أن يشخّص الحقّ من الباطل فيه، ويستمرّ الأمر إلى أن يضرب الشيطان ضربته القاضية ويجعل ذلك الشخص كليّاً تحت نفوذ كيده ومكره واستغفاله: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا ، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً﴾۱.

  • قصة الملّا آقا جان الزنجاني نموذجا

  • ومن جملة الأشخاص الذين كانت تظهر لديهم مكاشفات غير روحانيّة لمدّةٍ طويلةٍ نتيجة تسخير الشياطين ونفوذهم؛ المرحوم الحاج الملّا آقا جان الزنجاني، فقد كان طريقه مخالفًا لطريق العرفان وأهل التوحيد، ووصل به الأمر أن ادّعى البابيّة والارتباط بوليّ العصر أرواحنا فداه بسبب وسوسة الشيطان، وكان يتصوّر أنّه مأمور من قبل الإمام أن يطوف القرى والمدن، ويخبر الناس ويبشّرهم بأنّ ظهور الإمام صار قريبًا، ويبعث فيهم الأمل والنشاط.

  • لذا فقد شرع في مهمّته بتحريك الناس مبتدئًا بالقرى المحيطة بزنجان، وبدأ بنوعٍ من النشاط الملفت وإلقاء الخطب الحماسيّة، وكان من القوّة بحيث أنّه لو أراد أحدٌ الوقوف بوجهه ومخالفته، كان يواجهه بشدّةٍ وحسمٍ، غافلًا عن أنّ جميع هذه الأمور الحماسيّة والعواطف والأجواء إنّما كانت تنشأ من ناحية الشيطان وتأتي من جهة إبليس.

    1. سورة الكهف (۱۸)، الآيتين ۱۰٣ و ۱۰٤.

فخاخ الشيطان في طريق السالكين - خطورة الاعتماد على المكاشفات والمنامات البرزخية

3
  • ومضى على هذا الوضع أشهرٌ وهو لا يزال يتحرّك كالآلة في يد الشيطان ويذهب هنا وهناك لدعوة الناس وتحريكهم لاستقبال الظهور، وكان يعلن لهم قائلًا: لقد أُمرت من قبل إمام الزمان عجل الله فرجه الشريف أن أعلمكم بهذا الأمر، واعلموا أنّ الإمام سوف يظهر في القريب العاجل.

  • وظلّ على هذا المنوال إلى أن أتاه في أحد الأيّام ذلك النداء الباطني الذي كان يأتيه، حيث أمره إمام الزمان المزعوم بأن يقتل أحد الأشخاص، وكان هذا الشخص بريئًا لم يصدر منه أيّ فعلٍ مخالفٍ، لكنّ المرحوم الحاج ملا آقا جان تلكّأ في إجراء هذا الأمر وتباطأ فيه، و حصل له شكٌّ وتردّد في إجراء هذه المسألة، وفي بعض الأيّام وعندما كان جالساً قرب عين ماء في أطراف زنجان، إذا بالشيطان قد ظهر له و تمثّل أمام عينيه، وقال له:

  • «إنّ الذي كان يأمرك طوال هذه المدّة بأن تدعو الناس للقيام والحركة هو أنا، ولكنّك بسبب توسّلك الدائم بسيّد الشهداء عليه السلام فقد نجوت من مكري وخديعتي»

  • موقف مدرسة العرفان من المنامات و المكاشفات البرزخية

  • من هنا تتضّح العلّة التي من أجلها كان عظماء الطريق والعرفاء الإلهيّون يحذّرون دائماً من اعتماد الإنسان على المنامات والمكاشفات مهما كانت، وعليه بدلًا من الاهتمام بالمنامات والصور البرزخيّة أن يهتمّ بالموازين والمباني السلوكيّة المتقنة والمقرّرة!

  • في مدرسة العرفاء الإلهيّين، لا ازدهار لسوق المكاشفة والمنامات والأمور غير العاديّة، إذ لا مشتري لهذا المتاع في هذه المدرسة؛ فالمعيار في هذه المدرسة إنّما هو الملاكات المتقنة للعرفان والتوحيد، فكلّ ما كان متوافقًا مع هذا المعيار المستقيم، فهو مقبولٌ، وكلّ ما كان مخالفًا له، فهو مردودٌ.

  • و قد التفت هذا الكاتب من خلال تتبّعه وتفحّصه -والذي لم يكن تفحّصًا بسيطًا ومجملًا- إلى أنّ: التأكيد على هذه المسألة في المدرسة التربويّة للمرحوم الوالد -رضوان الله عليه- قد بلغ حدًا لم يكن معهودًا فيما سبق، حيث لا يوجد أحدٌ من العلماء قد حذّر السالكين من الاشتغال بالصور البرزخيّة (الأعمّ من المنامات والمكاشفات) والاعتماد عليها والوثوق بها بالمقدار الذي حذّر به هو تلاميذه منها، وكان يعتبر أنّ معيار قرب السالك وبعده عن مبدأ الوجود هو في استقامة الفكر وإتقان الطريق وإحكام المباني وعدمها، و هذه المسألة [أي الاعتماد على المنامات والمكاشفات‌] هي المسألة التي أضحت بعد ارتحاله العامل الأخطر في انحراف المنتسبين إلى مدرسته عن جادّة الصواب، وهي التي أخرجتهم من دائرة إتقان ساحة التوحيد ورصانتها لتُلقي بهم في مصيدة التخيّلات ووساوس الشيطان والنفس الأمّارة.۱

    1. أسرار الملكوت ج٢ ص ٢٩۷

فخاخ الشيطان في طريق السالكين - خطورة الاعتماد على المكاشفات والمنامات البرزخية

4
  • نموذج آخر على خطورة الاعتماد الأعمى على المكاشفات و المنامات

  • نستعرض هنا قضيّة كشاهد لما ذكرنا لتكون بمثابة تنبيهٍ وتذكيرٍ لسالكي طريق الله؛ وذلك حتى يراعوا الدّقة والتدبّر الكافي في الأمور وعدم المرور عليها دون مبالاة... .

  • بعد وفاة المرحوم الوالد -قدّس سرّه- وعلى إثر ارتباط أحد رفقائنا وأعزّائنا -والذي كان ملازمًا للمرحوم الوالد لسنوات عديدة- ببعض الأشخاص وظهور بعض الحالات والتصرّفات الخارقة للعادة لديه، أصبح وبشكل عام معتقدًا بصحّة مدركاته، وأخذ هذا الاعتقاد يترسّخ في نفسه تدريجيًّا، إلى حدٍّ صار معه يتخيّل حقّانيّة ما يشاهده من ظهورات وتجلّيات نفسه وينظر إليها بقدسيّة واحترام، بل وأصبح واقعًا تحت تأثير هذه الإلقاءات والتجلّيات خصوصًا وأنَّ ظهور وتمثّل الأولياء الإلهيّين له، وبالخصوص أهل الكساء الخمسة، كان مشهودًا وملموسًا له في هذه القضيّة، وهذا ممّا زاد في شدّة اعتقاده وعطشه وتعلّقه بالأمر. والغريب هو دعوته للآخرين لتصديق وتقبّل مدركاته، وكان يمتعض ويتكدّر ويتذمّر من عدم تقبّل بعض أصدقائه لها.

  • ولمّا اطّلع الحقير على هذه المسألة، رأيت بأنَّ هذه المدركات لا تنسجم مع ما بين أيدينا من القواعد والأمور ولا يمكن الاعتماد عليها، ولكن بما أنّ هذا الرفيق كان‌ يشاهد ويلمس بنفسه بعض تلك النتائج، فكان يصعب عليه تقبّل نصائح وتحذيرات الحقير، ويمكن أن يقال بأنّه كان يتلقّى تلك النصائح والتحذيرات بشيءٍ من الشكّ والتردّد، ومع أنّه كان يراعي الاحترام في التعامل معي إلّا أنّه لم يكن يُرتّب أثرًا. وهكذا استمرّت هذه اللقاءات والمحادثات بيننا، حتّى قال لي في إحدى اللّيالي:

  • عندما وفقّت أخيرًا للتشرّف بلقاء أمير المؤمنين عليه السّلام قال لي: «من الآن فصاعدًا لا تُلقّبني بلقب أمير المؤمنين، ويكفي أن تقول لي عليّ بن أبي طالب» وقد قال لي ذلك الحكم والتكليف بكلّ صرامة.

  • ما إن سمع الحقير منه ذلك حتّى قلت له: يا فلان، لو فرضنا أنّني لم أكن حتّى هذه اللّحظة جازمًا ببطلان هذه المشاهدات والمدركات، إلّا أنّني الآن لم يبقَ لديّ أيّ شك في أنَّ ذلك تمثّلٌ للشيطان، ولا علاقة له بالأئمة عليهم السّلام؛ إذ إنَّ لقب أمير المؤمنين منزّل عليه من الله ولا يستطيع عليه السّلام نفيه عن نفسه.

فخاخ الشيطان في طريق السالكين - خطورة الاعتماد على المكاشفات والمنامات البرزخية

5
  • فقال لي ذلك الرفيق: «قد يكون ذلك من باب التواضع وكسر النفس».

  • فقال الحقير: لا سبيل للتواضع في الأحكام والتكاليف الإلهيّة؛ لأنَّ هذا الإعطاء لم يكُن بطلبٍ وتمنّ من أمير المؤمنين حتّى يستطيع نفيه عن نفسه تواضعًا؛ وإنَّ هذا اللقب محرَّمٌ حتّى على سائر الأئمة عليهم السّلام، فما بالك بعامّة الناس؟! وعليك أن تأخذ هذا الأمر بجديّة وتعلم أنَّ هذه الأرواح التي تظهر لك بصورة الخمسة أهل الكساء، وتُلقي إليك التعليمات والأوامر والنواهي هي كلّها من الشياطين والأبالسة ليس إلّا، وإنَّه لم يحصل لحدّ هذه اللحظة أيّ خطر، ولكنّني قلق من احتمال حصول أمرٍ ما مستقبلًا!

  • لم يمضِ على هذه المحاورة مزيد من الوقت، حتّى تلقّى هذا الرفيق أمرًا من الشيطان بفسخ عقد زواجٍ بين شخصين، وإجراء الطلاق قبل الزفاف، ووجوب تزويج الفتاة من شخص آخر، ولمّا كان لتلك الفتاة ثقة عالية بذلك الرفيق، فقد طرحت الموضوع على زوجها مُظهرةً الأسف والتأثّر الشديد، وأخبرته بتصميمها الجادّ على الابتعاد عنه؛ فانفعل ذلك الشابّ -الذي لم يكن على علمٍ بشيء من ذلك، والذي لم يمض‌ زمان على عقده- وفقَد توازنه، ولولا أن منّ الله عليه وألقى السكينة في قلبه، لتسبّب بإلحاق الأذى بذلك الرفيق ولحصلت فتنة غريبة.

  • ولكنّ اللّطف والعناية الإلهية تدخّلت وغيّرت المسألة، فأرسل الحقير إلى تلك الفتاة أنّك زوجة لذلك الشاب من الناحية الشرعية والقانونيّة، ولا سند ولا صحّة لهذا الأمر الذي جاءكم، وبذلك تمّ فضّ النزاع.

  • ههنا تنبّه ذلك الرفيق وعلِمَ أنَّ كلّ تلك المشاهدات والزيارات والأوامر والنواهي لم تكن إلا استعراضاً من قبل الشيطان قام بها لخديعته وإغوائه.

  • تأثير المكاشفات الشيطانية في إيجاد الفتنة بعد ارتحال العلامة الطهراني

  • لقد حصلت لبعض الناس بعد ارتحال الوالد -رضوان الله عليه- نفس هذه القضايا والمكاشفات الشيطانيّة، ولكن بظاهر مبرَّر ومغرٍ. وقد تفطّن الحقير إلى أنَّ الشيطان قد أقدم مرّة أخرى على الانتقام، فاستغلَّ فقدان المرحوم الوالد ووجد الفرصة مناسبة للإغواء والإفساد وإهلاك النفوس. ولكنّه وبناءً على ما رفدَنَا به الأولياء الإلهيّون من القواعد والملاكات السلوكيّة والعرفانيّة، فقد كان واضحًا لدينا بأنَّ كلّ هذه المسرحيّات والألعاب السحريّة لم تكن سوى مكر وإغواء شيطاني، ولا بُدَّ من التصدّي لها.

فخاخ الشيطان في طريق السالكين - خطورة الاعتماد على المكاشفات والمنامات البرزخية

6
  • الاطلاع على القواعد السلوكية ومطالعة كتب الأولياء يحمي السالك

  • بناءً على هذا، فقد تبيّن بأنَّ اطِّلاع السالك على القواعد السلوكيّة له أثرٌ لا ريب فيه في مواجهة ومحاربة شيطنة الشياطين والمشككّين والغاوين، وهذا أمر لا يجب إغفاله؛ لأنَّ الإمام والوليّ لا يكونان مع الإنسان دائمًا ليتسنّى الرجوع إليهما عند حصول كلّ شبهة، وقد يحصل أن تكون -في هذه الفترة ولحين استيضاح الأمر- سهام الشيطان المسمومة قد فعلت فعلها وقضت على السالك.

  • وقد كان المرحوم الوالد -رضوان الله عليه- يوصي مؤكّدًا بضرورة ولزوم مطالعة مؤلّفاته للاطّلاع على أهداف وغايات السير والسلوك إلى الله واستحصال البصيرة في هذا الطريق والتعرّف على معوّقاته وزواجره. ولا ينبغي للسالك توريط نفسه بوضع قدمه في هذا الطريق بهدف الوصول إلى المقصد الأعلى وآفاق المعرفة دون الاطلاع على ما جاء في هذه المؤلّفات. كما أنَّه يعتبر الاستعجال في طيِّ هذا الطريق بدون المعرفة الكافية بأصول ومعتقدات مذهب التشيّع المذكورة في مؤلّفاته من الأمور الضارّة للسالك، وكان يقول:

  • ليس من الضروري أبدًا الاستعجال في الشروع بالسير والسلوك؛ إذ إنَّ الأمر الأهمّ هو الفهم.

  • ومن المعلوم أنَّه لم يأتِ في هذا العصر عارفٌ كامل كالمرحوم الوالد -قدّس سرّه- كشف المستور عن حقائق مدرسة الحقّ ببيان بسيط وقابل لفهم عامّة الناس، ومهّد السبيل لسالكي طريق الله؛ إذ إنَّه بإلقائه للمواعظ والخطب وتأليفه للكتب وبيانه لأسرار ودقائق السير والسلوك؛ لم يترك صغيرةً وكبيرةً إلّا وتناولها، ويمكن الادّعاء وبكلّ تأكيد بأنَّ مطالعة آثاره تفتح الطريق للسائرين إلى الله وتعرّفهم على معوّقات السلوك.۱ و ٢

    1. أسرار الملكوت، ج٣ ص٢٣٥.
    2. [ملاحظة: تمّ انتخاب هذا البحث من كتاب أسرار الملكوت ج٢ وج٣ لسماحة آية الله الحاج السيّد محمّد محسن الحسينيّ الطهراني قدّس الله نفسه الزكيّة، وقد تمّت مقابلة النصوص مع النسخة الفارسيّة من قبل الهيئة العلميّة في لجنة الترجمة والتحقيق]