المؤلّفالهیئة العلمیة لموقع مدرسة الوحي
القسم السير الذاتية والتراجم
هو العليم
حديث المعراج وكيفيّة عذاب النساء العاصيات
بحث منتخب من «معرفة المعاد»
إعداد: الهيئة العلمية في موقع مدرسة الوحي
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
عن محمّد بن عليّ، عن أبيه الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين، قال:
دخلتُ أنا وفاطمة على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فوجدته يبكي بكاءً شديداً. فقلتُ: بأبي أنتَ وأُمّي يا رسول الله، ما الذي أبكاك؟ قال: يا عليّ؛ ليلة أُسري بي إلى السماء رأيتُ نساءً من أُمّتي في عذابٍ شديد، فأنكرتُ شأنهنّ فبكيتُ لما رأيتُ من شدّة عذابهن. ورأيتُ امرأةً معلّقةً بشعرها. يغلي دماغ رأسها؛ و رأيتُ امرأةً معلّقة بلسانها والحميم يُصبّ في حلقها؛ ورأيتُ امرأةً معلّقة بثديها؛ ورأيت امرأة تأكل لحم جسدها والنار تُوقد من تحتها؛ و رأيتُ امرأةً قد شُدّ رجلاها إلى يديها و قد سُلّط عليها الحيّات والعقارب؛ و رأيتُ امرأةً صمّاء عمياء خرساء في تابوتٍ من نار يخرج دماغ رأسها من منخرها، وبدنها متقطّع من الجذام والبرص؛ و رأيتُ امرأةً معلّقة برجليها في تنّور من نار؛ ورأيت امرأةً تقطّع لحم جسدها من مقدّمها ومؤخّرها بمقاريض من نار؛ و رأيتُ امرأةً يُحرق وجهها ويداها و هي تأكل أمعاءها؛ ورأيتُ امرأةً رأسُها رأس خنزير، و بدنها بدن الحمار، و عليها ألف ألف لونٍ من العذاب؛ و رأيتُ امرأةً على صورة الكلب، والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها، و الملائكة يضربون رأسها وبدنها بمقامع من نار.
فقالت فاطمة عليها السلام: حبيبي وقُرّة عيني؟ أخبرني ما كان عملهنّ وسيرتهنّ، حتّى وضع الله عليهنّ هذا العذاب؟
فقال: يا بنتي! أمّا المعلّقة بلسانها، فإنّها كانت تُؤذي زوجها؛ وأمّا المعلّقة بثديها، فإنّها كانت تمتنع من فراش زوجها؛ وأمّا المعلّقة برجليها، فإنّها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها؛ وأمّا التي كانت تأكل لحم جسدها، فإنّها كانت تزيّن بدنها للناس؛ وأمّا التي شُدّت يداها إلى رجلاها و سُلِّط عليها الحيّات والعقارب، فإنّها كانت قذرة الوضوء قذرة الثياب، وكانت لا تغتسل من الجنابة و الحيض ولا تتنظّف، و كانت تستهين بالصلاة؛ وأمّا العمياء الصمّاء الخرساء، فإنّها كانت تلد من الزنا فتعلّقه في عنق زوجها؛ وأمّا التي تقرض لحمها بالمقاريض، فإنّها كانت تعرض نفسها على الرجال؛ و أمّا التي كانت تحرق وجهها وبدنها وهي تأكل أمعاءها، فإنّها كانت قوّادة؛ و أمّا التي كان رأسها رأس خنزير وبدنها بدن الحمار، فإنّها كانت نمّامة كذّابة؛ وأمّا التي كانت على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها و تخرج من فيها، فإنّها كانت قَيْنة نوّاحة حاسدة.
ثمّ قال عليهالسلام: ويلٌ لامرأة أغضبت زوجها، و طوبى لامرأة رضي عنها زوجها.۱
[ملاحظة: انتخب هذا البحث من معرفة المعاد، ج۱۰، ص: ٢۰٩، تأليف المرحوم العلاّمة آية اللـه الحاج السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ رضوان اللـه عليه، وقد تمّ توثيقه ومقارنته مع المصدر الفارسي من قبل الهيئة العلميّة في لجنة الترجمة والتحقيق، و تجدر الإشارة إلى أنّ العبارات و الهوامش التي وقعت بين معقوفتين هي من الهيئة العلميّة]