قدوم أمير المؤمنين عليه السلام إلى كربلاء وشمّه تربتها

2834
مشاهدة المتن

المؤلّفالهیئة العلمیة لموقع مدرسة الوحي

القسم التاريخ و الاجتماع


التوضيح

أهم محتويات المقالة:
- زيارة أمير المؤمنين عليه السلام لكربلاء‌‌.
/۳
بي دي اف بي دي اف الجوال الوورد

قدوم أمير المؤمنين عليه السلام إلى كربلاء وشمّه تربتها

1
  •  

  •  

  • هو العليم

  •  

  • قدوم أمير المؤمنين عليه السلام إلى كربلاء وشمّه تربتها

  •  

  • بحث منتخب من «معرفة المعاد»

  • إعداد: الهيئة العلمية في موقع مدرسة الوحي

  •  

  •  

قدوم أمير المؤمنين عليه السلام إلى كربلاء وشمّه تربتها

2
  •  

  •  

  • أعوذ باللـه من الشيطان الرجيم

  • بسم اللـه الرحمن الرحيم

  • الحمد لله ربّ العالمين

  • والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم محمد

  • وعلى آله الطيبين الطاهرين

  • واللعنة على أعدائهم أجمعين

  •  

  •  

  • زيارة أمير المؤمنين عليه السلام لكربلاء

  • يروي ابن أبي الحديد في «شرح نهج البلاغة» عن نصر، بإسناده عن هرثمة بن سليم، قال: غزونا مع عليّ عليه‌السلام صفّين، فلمّا نزل بكربلاء صلّى بنا، فلمّا سلّم رفع إليه من تربتها فشمّها ثمّ قال:

  • وَاهاً لَكِ يَا تُرْبَةُ لَيُحْشَرَنَّ مِنْكِ قَوْمٌ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ.

  • قال: فلمّا رجع هرثمة من غزاته إلى امرأته جرداء بنت سمير و كانت من شيعة عليّ عليه‌ السلام حدّثها هرثمة فيما حدّث فقال لها: ألا أعجبك من صديقك أبي حسن؟ قال: لمّا نزلنا بكربلاء وقد أخذ حفنة من تربتها وشمّها وقال:

  • وَاهاً لَكِ يَا تُرْبَةُ لَيُحْشَرَنَّ مِنْكِ قَوْمٌ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، و ما علمه بالغيب؟

  • فقالت المرأة له: دعنا منك أيّها الرجل، فإنّ أمير المؤمنين لم ‌يقل إلاّ حقَّاً.

  • قال: فلمّا بعث عبيد الله بن زياد البعث الذي بعثه إلى الحسين عليه السلام كنتُ في الخيل التي بعث إليهم، فلمّا انتهيتُ إلى الحسين عليه‌ السلام و أصحابه عرفتُ المنزل الذي نزلنا فيه مع عليّ عليه ‌السلام و البقعة التي رفع إليه من تربتها والقول الذي قاله، فكرهتُ سيري، فأقبلتُ على فرسي حتّى وقفتُ على الحسين عليه السلام فسلّمتُ عليه و حدّثته بالذي سمعت‌ من أبيه في هذا المنزل.

  • فقال الحسين عليه‌السلام: أمعنا أم علينا؟ فقلتُ: يا بن رسول الله لا معك و لا عليك! تركتُ ولدي و عيالي أخاف عليهم من ابن زياد.

  • فقال الحسين: فتولّ هرباً حتّى لا ترى مقتلنا، فو الذي نفسُ حُسين بيده لا يرى اليوم مقتلنا أحد ثمّ لا يُعيننا إلاّ دخل النار.

  • قال: فأقبلتُ في الأرض أشتدّ هرباً حتّى خفيَ عليّ مقتلهم.

  • و روى نصر عن أبي جحيفة، قال: جاء عروة البارقيّ إلى سعد بن وهب فسأله و قال: حديث حدّثتناه عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام؟

  • قال: نعم، بعثني مخنف بن سليم إلى عليّ عليه‌السلام عند توجّهه إلى صفّين، فأتيته بكربلاء فوجدتُه يُشير بيده و يقول: هَا هُنَا هَا هُنَا.

قدوم أمير المؤمنين عليه السلام إلى كربلاء وشمّه تربتها

3
  • فقال له رجل: و ما ذاك يا أمير المؤمنين؟

  • فقال: ثَقَلٌ لآلِ مُحَمَّدٍ يَنْزِلُ هَا هُنَا، فَوَيْلٌ لَهُمْ مِنْكُمْ وَ وَيْلٌ لَكُمْ مِنْهُمْ.

  • فقال له الرجل: ما معنى هذا الكلام يا أمير المؤمنين؟

  • قال: ويلٌ لهم منكم: تقتلونهم، وويلٌ لكم منهم: يدخلكم الله بقتلهم إلى النار.

  • قال نصر: و قد روي هذا الكلام على وجه آخر، أنّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ: فَوَيْلٌ لَكُمْ مِنْهُمْ وَ وَيْلٌ لَكُمْ عَلَيْهِمْ.

  • فقال الرجل: أمّا ويلٌ لنا منهم فقد عرفناه، فويلٌ لنا عليهم ما معناه؟

  • فقال: تَرَوْنَهُمْ يُقْتَلُونَ لا تَسْتَطِيعُونَ نُصْرَتَهُمْ.

  • وروى نصر بسنده، عن الحسن بن كثير، عن أبيه أنّ عليّاً عليه السلام أتى كربلاء فوقف بها، فقيل له: يا أمير المؤمنين هذه كربلاء.

  • فقال: ذَاتُ كَرْبٍ وَ بَلاءٍ. ثمّ أومأ بيده إلى مكان، فقال:

  • هَا هُنَا مَوْضِعُ رِحَالِهِمْ وَ مُنَاخُ رِكَابِهِمْ، ثمّ أومأ بيده إلى مكان آخر فقال: هَا هُنَا مُرَاقُ دِمَائِهِمْ، ثمّ مضى إلى سَابَاط.

  • أورد المجلسيّ رضوان الله عليه في «بحار الأنوار» عن «الخرائج و الجرائح» عن الإمام محمّد الباقر، عن أبيه عليهما السلام، قال:

  • مَرَّ عَلِيّ عَلَيْهِ ‌السَّلامُ بِكَرْبَلا فَقَالَ لَمّا مَرّ بِهِ أصْحَابُهُ وَ قَدْ اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ يَبْكِي وَ يَقُولُ: هَذَا مُنَاخُ رِكَابِهِمْ وَ هَذَا مُلْقَى رِحَالِهِمْ هَا هُنَا مُرَاقُ دِمَائِهِمْ، طُوبَى لَكِ مِنْ تُرْبَةٍ عَلَيْهَا دِمَاءُ الأحِبَّةِ. 

  • و قال الإمام الباقر عليه‌السلام:

  • خَرَجَ عَلِيّ يَسِيرُ بِالنَّاسِ، حَتَّى إ ذَا كَانَ بِكَرْبَلا عَلَى مِيْلَيْنِ أ وْ مِيلٍ تَقَدَّمَ بَيْنَ أيْدِيهِمْ حَتَّى طَافَ بِمَكَانٍ يُقَالُ لَهُ الْمِقْذَفَانِ.

  • فَقَالَ: قُتِلَ فِيهَا مَائِتَا نَبِيٍّ وَ مَائِتَا سِبْطٍ كُلُّهُمْ شُهَدَاءُ، وَ مَنَاخُ رِكَابٍ وَ مَصَارِعُ عُشَّاقٍ شُهَدَاء، لا يَسْبِقُهُمْ مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ؛ وَلا يَلْحَقُهُمْ مَنْ بَعْدَهُم‌.

  •  

  • [ملاحظة: انتخب هذا البحث من معرفة المعاد، ج‌٣، ص: ۱٤۱، تأليف المرحوم العلاّمة آية اللـه الحاج السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ رضوان اللـه عليه، وقد تمّ توثيقه ومقارنته مع المصدر الفارسي من قبل الهيئة العلميّة في لجنة الترجمة والتحقيق، و تجدر الإشارة إلى أنّ العبارات و الهوامش التي وقعت بين معقوفتين هي من الهيئة العلميّة]