المؤلّفالهیئة العلمیة لموقع مدرسة الوحي
القسم العقائد
هو العليم
بيان الإمام الكاظم عليه السلام لكيفيّة تنصيب الإمام
وأنّ الإمام الرضا عليه السلام هو الإمام من بعده
بحث منتخب من «أسرار الملكوت»
إعداد: الهيئة العلمية في موقع مدرسة الوحي
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على أشرف المرسلين محمّد
وعلى آله الطيّبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين
نقل في كتاب أصول الكافي باب الحجّة، عن يزيد بن سليط أنّه يروي أنه كان ذاهباً يريد العمرة فتشرّف بلقاء الإمام الصادق عليه السلام في الطريق، حيث كان الإمام برفقة ولده موسى بن جعفر عليه السلام وسائر إخوته أيضاً. فتحدث الإمام الصادق عليه السلام عن مسألة إمامة ابنه موسى بن جعفر وابنه علي بن موسى الرضا عليهم السلام، إلى أن [قال]: سأل أبي الإمام الصادق عليه السلام:
«بأبي أنت وأمي وهل ولد (أي عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام)؟ قال (الإمام الصادق عليه السلام): نعم ومرّت به سنون.
قال يزيد: فجاءنا من لم نستطع معه كلامًا (أي فردًا مشكوك به فلم نستطع إدامة الكلام فانقطع).
قال يزيد: فقلت لأبي إبراهيم (أي: الإمام موسى بن جعفر) عليه السلام: فأخبرني أنت بمثل ما أخبرني به أبوك عليه السلام (أي: أريد أن أعرف منك الإمام الذي يليك)، فقال لي: نعم إن أبي عليه السلام كان في زمان ليس هذا زمانه (فنحن الآن في زمان تقيّة فلا يمكننا أن نتحدث في هذه المسائل).
فقلت له: فمن يرضى منك بهذا فعليه لعنة الله! قال: فضحك أبو إبراهيم ضحكًا شديدًا، ثم قال: أُخبرك يا أبا عمارة! إنّي خرجت من منزلي فأوصيت إلى ابني فلان (علي)، وأشركت معه بَنيّ في الظاهر، وأوصيته في الباطن فأفردته وحده، ولو كان الأمر إليّ لجعلته في القاسم ابني، لحبي إياه ورأفتي عليه، ولكن ذلك إلى الله عز وجل يجعله حيث يشاء.
ولقد جاءني بخبره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أرانيه وأراني من يكون معه (من الممكن أن يكون مراد الإمام عليه السلام من هذه العبارة أصحاب الإمام وشيعته الذين صدقوا إمامة وولاية الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام، ولم يكونوا كسائر الفرق الذين انحرفوا بعد إمامة الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام. ومن الممكن أن يكون مراده أيضاً خصوص ابنه الإمام الجواد عليه السلام. والله العالم). وكذلك لا يُوصى إلى أحد منّا حتى يأتي بخبره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجدي علي صلوات الله عليه»۱.
يبيّن الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام في هذه الرواية بوضوح أنه وإن أمكن أن تكون رغبتنا في مسألة الخلافة والإمامة أن تكون في شخص غير ما اختاره الحق تعالى، إلّا أنّنا لا نريد سوى إرادته ولا نذعن إلّا لمشيئته. أي إنّ مرتبة الميل والشوق في عالم الكثرة وتعلق النفس هي مسألةٌ من المسائل، بينما مسألة الإرادة الواقعية والرغبة الحقيقيّة في الأمور ترجع فقط إلى المشيئة الإلهيّة والتقدير الإلهي دون غيره، ولا يمكن أن يخطر أي شيءٍ آخر في قلبنا وضميرنا غير تلك الإرادة.
[ملاحظة: انتخب هذا البحث من (كتاب «أسرار الملكوت» ج٢، ص٣٦۰)، تأليف سماحة آية الله الحاج السيّد محمّد محسن الحسينيّ الطهرانيّ رضوان الله عليه، وقد تمّ توثيقه ومقارنته مع المصدر الفارسي من قبل الهيئة العلميّة في لجنة الترجمة والتحقيق، و تجدر الإشارة إلى أنّ العبارات و الهوامش التي وقعت بين معقوفتين هي من الهيئة العلميّة]