المؤلّفآية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني
المجموعةسنة 1437
التوضيح
واصل سماحة آية الله الحاجّ السيّد محمد محسن الطهراني في هذه المحاضرة التي ألقيت في الخامس عشر من شهر رمضان المبارك 1437 هـ حديثه عن فقرة "فَلَوِ اطَّلَعَ الْيَوْمَ عَلَى ذَنْبِي غَيْرُكَ مَا فَعَلْتُهُ وَلَوْ خِفْتُ تَعْجِيلَ الْعُقُوبَةِ لَاجْتَنَبْتُهُ" ؛ وذلك في ضمن النقاط التالية: باعثنا على أداء التكاليف هو الخوف من العقوبة اشتمال الأحكام والتكاليف الإلهيّة على جهة وساطة ينبغي الاهتمام بمصلحة النفس عند أداء التكليف وليس بنظرة الناس عدم انتظار صدور الأمر من أجل العمل بالحقّ اختلاف درجة السلاّك في التسليم والعمل معيار العمل الصحيح
هو العليم
الدافع الحقيقي للعمل
شرح دعاء أبي حمزة الثمالي - سنة ۱٤٣۷ هـ ق - المحاضرة الخامسة
محاضرة ألقاها
آية الله الحاجّ السيّد محمّد محسن الحسينيّ الطهرانيّ
قدس الله سره
أعوذ باللـه من الشيطان الرجيم
بسم اللـه الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين
والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم محمد
وعلى آله الطيبين الطاهرين
واللعنة على أعدائهم أجمعين
«فَلَوِ اطَّلَعَ الْيَوْمَ عَلَى ذَنْبِي غَيْرُكَ مَا فَعَلْتُهُ، وَلَوْ خِفْتُ تَعْجِيلَ الْعُقُوبَةِ لَاجْتَنَبْتُهُ؛ لَا لِأَنَّكَ أَهْوَنُ النَّاظِرِينَ إِلَيَّ وَأَخَفُّ الْمُطَّلِعِينَ عَلَيَّ، بَلْ لِأَنَّكَ يَا رَبِّ خَيْرُ السَّاتِرِينَ.»
فلو كان أحد سيطّلع على ذنبي حينما أرتكبه، فإنّني لن أقدم عليه، ولو كنت أخشى تعجيل عقوبتك، فإنّني سأتحرّز عنه أيضًا؛ وهذا لا يرجع إلى أنّك غير مشرف عليّ وأنّك أهون الناظرين، بل إلى أنّك أحسن الساترين؛ وتجدر الإشارة إلى أنّ تفسير ناظر هنا بالرؤية غير صحيح، بل هي بمعنى الإشراف لا الرؤية؛ ففي إشرافك علينا، ليس بمقدورنا أن نغيب عنك، وألاّ تكون رقيبًا علينا، وأن يكون اطّلاعك علينا اطّلاعًا ناقصًا وغير تامّ.
باعثنا على أداء التكاليف هو الخوف من العقوبة
وذكرنا في الليالي السابقة أنّ الإمام السجّاد عليه السلام بصدد إخبارنا بما يجول في مكنون ضميرنا؛ وهنا تحذير جادّ يتوجّه إلينا جميعًا، وبما ينبغي علينا التفكير به في مقام العمل!
فما الذي علينا التفكير به سواءً كان ذلك في مجال الواجبات والمستحبّات، أم في مجال المحرّمات والمعاصي؟ ففيما يخصّ الواجبات، الأمر واضح؛ فحينما يحلّ أوّل وقت الظهر، فإنّ أوّل شيء يخطر ببالنا هو أنّنا نقول: «آخ! لقد تعلّقت صلاةٌ بذمّتنا الآن، فلننهض ونرفع عنّا هذا التكليف!» أفلا نقول ذلك كلّنا؟! ولو لم يكن الأمر واجبًا، فإنّنا سنقول: «مرحى!» فنبقى جالسين في مكاننا، ولا نقدم على الركوع والسجود والتشهّد من دون جدوى؛ لأنّه لم يتعلّق بنا أيّ تكليف، ولم يوجب الله تعالى علينا هذا الأمر. افرضوا أنّ الله تعالى يقول لنا غدًا: «أريد أن أمنحكم جائزةً وهديّة، وأرفع عنكم وجوب الصلاة من اليوم إلى نهاية شهر رمضان، حيث ينبغي عليكم الاكتفاء بالصيام فقط؛ فالهواء حارّ، والعطش شديد بسبب طول النهار، وخلاصة الأمر أنّكم ستتعبون؛ ولهذا، فإنّني سأرفع هذا الجزء من التكاليف إلى نهاية شهر رمضان»؛ ففي هذه الحالة، هل سيُصلّي فينا أحد؟ والمبرّر واضح: فالله تعالى هو الذي رفع الوجوب.
وأمّا بالنسبة لأولياء الله تعالى، فلا يفرق لديهم الأمر، وحتّى لو رُفع الوجوب، فإنّهم سيُصلّون.. ما هو السبب في ذلك؟ فالله تعالى لا يقول عند ارتفاع الوجوب بأنّ أداء الصلاة حرام، ولا يستبدل الوجوب بالحرمة، بل يقول: «إنّني رفعت عنها الإلزام؛ فلن أعاقبك إن لم تُصلّ، ولن أهتمّ لما تفعله، فأنت مجاز، وكلّكم مجازون!» حينئذ، سنقول: «مرحى! فأسبوعان [من دون صلاة] هو فرصة علينا أن نغتنمها، وأمّا بعد انتهاء هذه الفرصة، فالله كريم؛ ولعلّه يمنّ علينا ويرفع عنّا حتّى أداء صلاة شوّال وذي القعدة وذي الحجّة، ويُلغي الوجوب في هذه الأشهر الثلاثة!!»
يُقال بأنّه حينما وقعت فتنة البابيّة، كان لعلّي محمد الباب بعض الأتباع؛ ولا يخفى أنّ بعض النساء كنّ من أنصاره وأتباعه، وكانت إحداهنّ من المشهورات، كما يُنقل عنه بعض القصص والحكايات من هذا القبيل!! وهي حكايات مفصّلة جدًّا!! حيث يُقال بأنّ السيّد علي محمد الباب أقدم على نسخ الشريعة المحمّدية، فجاء مجموعة من الأشخاص وقاموا ببعض الأفعال التي لا نرغب في توضيحها كثيرًا، حتّى لا نُثير فضول الرفقاء فيسعون للتدقيق والتعمّق فيها كثيرًا! لكن يكفيكم أن تعلموا بأنّهم كانوا مجموعة من الأشخاص، وكانوا أنواعًا شتّى؛ ففيهم الذكر والأنثى والخُنثى!! فجاء أحدهم وقال: «أبشروا! أبشروا! لقد نسخ حضرة النقطة الأولى۱ الشريعة المحمّدية؛ وبما أنّه لم يأت بعدُ بشريعة جديدة، فإنّكم جميعًا أحرار!» ولا أحتاج أن أبيّن لكم ما الذي حصل!! حيث قالوا: بما أنّ هذا العصر هو عصر فترة [وهو الزمان الذي ليس فيه أحكام شرعية وديانات]، وقد نُسخت تلك الشريعة، ولم تحلّ بعدُ محلّها شريعة جديدة، فلنتّخذ ذلك ذريعة لنا!
ففي هذه الحالة، لو يقول لنا الله تعالى منذ الغد: «لقد رفعت الإلزام عن الصلاة»، فما هو الباعث لنا لكي نُقدم على أدائها؟ فالوجوب قد ارتفع!
قبل عدّة ليال ـ ولا أعلم هل كنت هنا أم في مكان آخر ـ أشرت إلى أنّ المرحوم القاضي كان يقول: «إذا حلّ يوم القيامة، وذهبنا إلى العالم الآخر، وأخذوا منّا الصلاة، فماذا سنبقى نفعل هناك؟! وعندما يقولون لنا: هنا ليس محلّ للصلاة، لأنّ الصلاة كانت مختصّة بعالم الدنيا، فماذا سنفعل؟» وهذا يعني أنّ الصلاة كانت تمنح لهذا العظيم حالةً لم يكن مستعدًّا للتخلّي عنها، واستبدالها بما في ذلك العالم بجميع ترتيباته وتنظيماته ولذائذه التي توصف بأنها: ما لا عينٌ رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر!
هؤلاء يقولون لو مُنعنا من الصلاة فماذا نفعل؟! يقيمون مأتم عزاء حتى لا يُمنعوا من الصلاة في ذلك العالم!
حسنًا، أولئك لهم حساب مستقلّ! لكن لنأت إلى أنفسنا نحن؛ ما الذي يدفعنا للصلاة؟ الدافع لنا للصلاة هو أنّ الله أوجبها علينا، وإذا لم نصلّ نعاقب! هذا هو الدافع لنا بالنسبة إلى الواجبات. وكذلك الأمر بالنسبة إلى المحرّمات؛ فالحرام هو ما نعلم بأنّه إذا أتينا به، سوف نعاقب عليه في ذاك العالم.. نعم بعض الناس لا يبالون أبدًا، فأولئك حسابهم مختلف. أمّا نحن، فلا أقلّ أنّنا نعلم بأنّه يوجد حساب ومطالبة غدًا؛ فلو لم تكن في هذا العالم، ففي ذاك العالم؛ إذًا، هو الخوف من الحساب القادم، والخوف من سؤال نكير ومنكر، والخوف من عذاب القبر، والخوف من العقبات والتبعات التي تحصل للإنسان بعد القبر، والخوف من عذاب عالم البرزخ وما بعده القيامة؛ إذ تصل المسألة هناك إلى حدّها الأعلى، حيث تصل المظاهر الجماليّة إلى حدّها الأعلى، وكذلك المظاهر الجلالية تظهر بحدّها الأعلى في عالم القيامة؛ فالمسألة مسألة خوف!
اشتمال الأحكام والتكليف الإلهيّة على جهة وساطة
هل فكّرنا في أنفسنا يومًا بأنّ هذه الصلاة التي نصلّيها، علينا ألاّ نصلّيها لأجل التكليف، بل لأجل ما يصلنا عبرها من أمور، ونتيجة ذلك كلّفنا الله بها.. هل فكّرنا في هذا الأمر حتى الآن؟
عندما تذهب إلى الطبيب ويعطيك دواء وأقراصًا، فهل تتناول هذا الدواء الذي يصفه لك الطبيب لأنّه ألزمك به؟ أي أنّه لو أعطاك تبنًا بدل الدواء، فهل كنت ستتناولته؟! أم أنّك تتناوله لأجل أنّه مفيد لك، وتعتبر الطبيب واسطة ووسيلة لإيصالك إليه فقط؟! لا لأنّه قال لك ذلك! إذا قال ذلك فليقل! فما علاقتي أنا بذلك؟! لكن بما أنّ هذا الدواء مفيد لي، وأنّ علمي لا يوصلني إلى هذا الدواء، فلا بد من التوسّل إلى ذلك بواسطة تُرشدني إلى هذا الدواء، فهو واسطة فقط.
كذلك التكاليف والأحكام التي شرّعها الله تعالى: جميعها تشتمل على جهة وساطة وجهة وسيلة، لا أنّ الله تعالى اشتهى أن تكون صلاة الظهر أربع ركعات وصلاة العصر أربع ركعات وصلاة المغرب ثلاث ركعات؛ فإذا أردت، أبدلها بركعتين، وبعد ثلاثة أيّام، أبدلها بركعة واحدة، وبعد عشر أيام أجعلها خمس ركعات.. لا ليس الأمر كذلك! بل هناك ارتباط بين العبد وبين العوالم الربوبيّة، وهو ارتباط تكويني؛ ففي هذه العلاقة التكوينية، لا بدّ من القيام ببعض الأمور لتبديل مراتب النقص الموجودة لدى الإنسان إلى مراتب كمال. فالجلوس ووضع اليد على الأخرى وشرب العصير لا يرفع الإنسان إلى الكمال، بل لا بدّ من القيام ببعض الأعمال، كما هو الحال في سائر الأمور الأخرى، ولا بدّ من طيّ مجموعة من المراحل، حتّى تصل هذه النفس شيئًا فشيئًا إلى إكمال مراتب النقص هذه، فإن طوينا هذه المراحل فبها، وإلاّ، فلو بقينا مائة مليون سنة في هذه الدنيا، فلن نرتفع سنتيمرًا واحدًا؛ ولكي نصل إلى تلك المراتب، لا بدّ من طيّ تلك المراحل، فهناك بعض الواجبات والإلزامات، وهناك بعض المحرّمات، وهناك مستحبّات ونوافل.. ليس مرادنا بالنوافل الصلوات المستحبّة، بل المراد كلّ عمل مستحبّ يوجب القرب، بل قد يكون تأثير بعض المستحبّات أكثر من تأثير الواجبات، غاية الأمر أنّ الله تعالى لم يوجبها لأجل مصالح معيّنة.
الكثير من هذه الأمور لا تنسجم بالشكل المطلوب مع أنفسنا نحن، يعني أنّ النفس تطلب الأمر بشكل معيّن، والحال أنّه ينبغي على الإنسان أن يسير بشكل مختلف؛ فإذا أراد الإنسان أن يمشي كما تريد النفس، فلن يحصل على نصيب أبدًا.
ذكر لي أحد الأقارب السببيّين بأنّ أباه ارتحل عن هذه الدنيا ـ وكان رجلاً عظيمًا جدًا ـ وأوكل أمور صغاره إليه، ثمّ قال: في أحد الأسفار التي تشرّفت فيها بزيارة العتبات المشرّفة؛ أي الكاظمين وكربلاء والنجف، أثّرت فيّ تلك الزيارة كثيرًا، حيث من الطبيعي أنّ أحوال المكان الذي دفن فيه المعصوم عليه السلام تختلف عن الأماكن الأخرى. وفي هذا السفر، خطر في ذهني أنّه لماذا لا أنتقل بشكل كامل للسكن في هذه الأماكن، ولم أخبر أحدًا بتلك الفكرة حتى زوجتي، وبدأت هذه الفكرة تشتدّ شيئًا فشيئًا، إلى أن وصلت إلى مرحلة الشوق. ثمّ قال: وفي الليالي الأخيرة من سفرنا ذاك، حيث كنت عازمًا على الرجوع إلى إيران وترتيب الأمور لكي ننتقل للحياة هناك بشكل كامل، رأيت المرحوم الوالد في الرؤيا، وكان إلى جانبه أخي الأصغر في الرابعة أو الخامسة من عمره، فنظر إليّ وقال لي: مسحة واحدة على رأس هذا الطفل، ثوابها أكثر من سكنك بجانب العتبات طوال عمرك!
حسنًا، ماذا يعني ذلك؟ يعني أنّ في تلك الجهة من العالم يوجد حساب مختلف، وأنّ هناك توجد قوانين خاصّة؛ فنفسنا تقول بأنّ المشاهد المشرّفة مهمّة جدًا، والحياة في المشاهد في كربلاء والكاظمين والنجف مؤثّرة جدًّا، حيث بوسع الإنسان الذهاب كلّ يوم للزيارة؛ فماذا يوجد أفضل من ذلك؟! ويأتي كلّ ليلة جمعة إلى كربلاء لأداء الزيارة الخاصّة لسيّد الشهداء، فإنّ فيها الكثير من الثواب والأجر.. ويذهب إلى سامراء والكاظمين.. والحاصل أنّه يسكن في هذه البلاد المباركة ويتحرّك فيها.
ففي هذه الأجواء، تصل النفس إلى نوع من الالتذاذ الظاهري، لكنّ هذا الالتذاذ الظاهري لا عمق فيه ولا نفوذ له، وليس فيه قطع للنفس لكي تخرج من حالة التعلّق وتصل إلى حالة التجرّد؛ فلو بقي في نفس هذه المرتبة من الزيارة والدعاء، وزيارة أمين الله، والزيارة الجامعة، والذهاب إلى كربلاء ليلة الجمعة، والحصول على حال معيّن بذلك، ولو سار في هذه الأحوال تمام عمره وتقدّم، فإنّه يكون قد آنس نفسه بهذه الأحوال وحسب، لكنّ هذا الأنس النفسي سيمنعه من السير؛ أي أنّ هذا الأنس سيصير بحدّ ذاته مانعًا!
لكنّ والده يقول له: تعال وتكفّل هؤلاء الأطفال؛ فهؤلاء الأطفال أبرياء، وهم مخلوقات الله وعباده ولديهم نفوس صافية، فتعال وربّ هذه النفوس وساعدها على التكامل والتقدّم، فقم بتربيتها وإعدادها للسير والتكامل.. أين هذا الكلام من ذاك! وبطبيعة الحال، فإنّ هذا الأمر يستتبعه مشاكل، وليس أنّه من الأمور المريحة؛ فالطفل بحاجة إلى مدرسة، وإذا مرض بحاجة إلى طبيب، وبحاجة إلى تلبية مسائل ومتطلّبات أخرى؛ ممّا يعني أنه سيكون عنده ارتباطات وتعلّقات، فهناك فرق كبير بين من يكون لديه ارتباط وتعلّق وبين من لا يكون له ذلك.
لكن (لا بدّ حتى تصل إلى الشهد من إِبَر النَّحْل)! أجل، صحيح أنّ كلّ واحد منّا يريد أن يكون في أجواء يشعر فيها بالراحة، ولا أقصد هنا أن يكون في أجواء معصية، بل يكون في أجواء إلهيّة، لكنّ الحساب والتقدير في ذاك الطرف هو بنحو آخر.
ينبغي الاهتمام أولًا بمصلحة النفس عند أداء التكليف وليس بنظرة الناس
فالإمام السجاد عليه السلام يحذّرنا ويقول لنا: هل تعلمون لماذا نجد في أنفسنا هذا الأمر بالنسبة إلى الله؛ وهو أنّه إذا علم أحد غيرك يا ربّ بالذنب الذي نقوم به لما فعلناه؟ لأنّ نظرنا إلى الناس، وليس إلى سوء حالنا وإلى تعاستنا؛ فماذا لديك أنت أيها التعيس الذي ستموت بعد يومين؟ [فتبقى تقول:] لا أريد أن يطّلع فلان على ذلك.. لا أريد أن يعرف أحد من الناس ما أقوم به.. لا أريد أن يذهب ماء وجهنا، لكنّنا لم نفكّر أساسًا بأنّ هذا العمل الذي نقوم به؛ أيّ بلاء سينزله على رأسنا، بل نفكّر فقط في ألاّ يطّلع الجيران على ذلك، وأمّا ماذا سيحل بنا نتيجة هذا العمل، فلا نعتني به، ولا اهتمام لنا بهذا الكلام أصلاً؛ فنحن لا نفكّر في أنفسنا أبدًا، بل نفكّر فقط بماء وجهنا، وبألاّ يذهب ماء وجهنا أمام الناس.. ولا يذهب ماء وجهنا أمام الأخ.. ولا يذهب ماء وجهنا أمام الجيران.. ولا يذهب ماء وجهنا أمام أهل المسجد.. وأمام العائلة والأقارب.
في حين أنّك أيها المسكين ينبغي أولاً أن تفكّر في نفسك، وأيّ بلاء سيحلّ بك نتيجة هذا العمل الذي تقوم به! وما الذي سينزله على رأسك! وكيف سيقضي عليك! لكنّك والحال هذه تأتي وتفكّر في ماء وجهك فقط!
ولو ارتقينا درجة أعلى، فإنّك تجد غاية همّنا في هذه المسألة هو أنّنا لا نرتكب المعاصي، لأنّنا نعلم بأنّ الله تعالى لا يُعجّل العقوبة؛ وحتّى لو تجنّبنا المعاصي لعلمنا بتعجيل الله تعالى للعقوبة، فإنّ ذلك سيكون ذلك خوفًا من العقوبة، وليس بسبب البلاء الذي سيحلّ على رؤوسنا؛ وحينئذ، إذا قال الحقّ تعالى مثلاً: «لقد رفعت عنكم وجوب الصلاة لمدّة أسبوعين: من الغد إلى نهاية شهر رمضان»، فإنّنا سنقول: «نحن نشكرك يا إلهي على رفعك لأحد الواجبات، لكن، فلتحلّل لنا أيضًا بعضًا من محرّماتك؛ كأن تقول لنا مثلاً: أيّها الناس، منذ الغد، السرقة حلال!»، لكنّنا نعلم بأنّ السرقة حلال فعلاً![السيد ممازحًا] فلنختر شيئًا آخر! أن تقول من باب المثال: «أيّها الناس، لا إشكال في الكذب، وعندكم مهلة أسبوعين من الآن إلى نهاية شهر رمضان، وكلّ من يكذب في هذه المدّة، فلن أسجّله عليه كمعصية، مهما كان هذا الكذب، ولن أعاقبه عليه!!»؛ فماذا سيكون موقفنا في هذه الحالة؟ سننهمك في ارتكابه منذ الغد بأجمعنا ،كلٌّ بما يُناسب حاله ومنافعه ومصالحه الدنيويّة، ونقول لبعضنا البعض: «تعال ورتّب أمورك، واشرع في الكذب على بركة الله!».
لقد خطرت على بالي حكاية لا يسمح حالي ومزاجي الآن بأن أبيّنها بشكل تفصيلي؛ ففي بلد من البلدان، عمدوا أحد الأيّام ـ بدلاً عن الله تعالى ـ إلى رفع القانون تاركين الناس أحرارًا في أفعالهم، وقالوا: «كلّ شخص حرّ في فعله، ولن تتدخّل الحكومة في ما يقوم به الناس»، ويكفي أن أقول لكم بأنّهم لجؤوا للجيش حتّى يُعيدوا النظام إلى المدينة، فتدخّل الجيش، وأين حصل ذلك؟ في سويسرا! ذلك المكان الذي يُقال عنه أنّه أحسن مكان في العالم، وأنّه ينعم بالأمن؛ فتدخّل الجيش حتّى أمكن السيطرة على أولئك الناس الذين كانوا مضربًا للمثل في حسن السيرة والسلوك! فإذا كان هذا هو حال هؤلاء، فوا ويلتاه من حالنا نحن! وانظروا ما الذي سنفعله في مثل هذه الحالة!!! كأن يقولوا مثلاً: «أيّها السادة، لقد ألغينا العمل بالقانون في إيران، ولن تقبض الدولة والحكومة على أيّ أحد؛ فكلّ شخص وضميره!!»، وحينئذ، سيمكنكم الاطّلاع على عدد الأشخاص ذوي الضمير في هذا البلد.. هل هذا واضح؟
إنّ الإمام السجّاد هو في صدد تحذيرنا، وإخبارنا بأنّه إذا كنّا نتحرّز عن ارتكاب الذنوب، فإنّ ذلك بسبب الخوف من العقوبة، وبسبب الخوف من العار، لا أنّنا نهتمّ بالبلاء الذي سيحلّ على رؤوسنا جرّاء هذه الذنوب، وهذا كلام عجيب جدًّا! وهو عين كلام أمير المؤمنين الذي يقول فيه: «بَل وَجَدْتُكَ أَهْلاً لِلْعِبَادَةِ فَعَبَدْتُك»؛ ولا يخفى أنّه عليه السلام كان يتحدّث من أفق آخر، وأنّ هذه المسألة مختلفة تمامًا؛ فالإنسان العاقل والكيّس هو الذي لا يكون غاية همّه متعلّق بمسألة الآمرية في العمل، فيقوم بالعمل لأنّ الله تعالى أمر به، بل الكيّس هو الذي ينظر إلى جانب المقربيّة في العمل؛ وهل هو مقرّب أم لا، وهل هو مبعّد أم لا فحسب!
كان المرحوم العلّامة يقول لنا: حينما كنّا في محضر السيّد الحدّاد، لم يكن غاية همّنا أن يأتي ويأمرنا بمسألة ما أو ينهانا عنها، بل كان يكفينا أن نشعر بأنّ تلك المسألة تحظى برضاه [لكي نقوم بها]، فإذا كان العمل ينال رضاه، فإنّ هذا يكفي!
عدم انتظار صدور الأمر من أجل العمل بالحقّ
حينما كنّا نحضر بعض المجالس في زمان المرحوم العلاّمة، كنّا نُلاحظ بأنّ بعض الأشخاص يتحدّثون مع بعضهم البعض بشأن عمل مخالف، وكان يقولون بأنّه لم يصدر بعدُ نهيٌ من العلاّمة، فلا ضير في أن يقوم به الإنسان ما دام لم يصدر النهي عنه بعدُ، ولم يتحدّث عنه المرحوم العلاّمة. فما هي حقيقة هذا الأمر؟ إنّه خداع للنفس! إنّه إخفاء للرأس تحت الرمال! فيُخفي الإنسان رأسه ويقول: «أنا لا أرى شيئًا، وما من خبر هناك، وليس هناك أيّ أحد، ولا يوجد أيّ شيء!» إنّه إغواء للنفس وتلاعب بها؛ نظير حمار الطاحونة الذي يدور حول نفسه، فتراه يدور حول نفسه إلى الليل وهو يضحك، ويظلّ واقفًا في مكانه، ويغلقون عينيه، فيظنّ بأنّه قد قطع مسافةً طويلة، بينما هو يدور حول نفسه وحسب! فحال ذلك الشخص هو مثل حال هذا الحمار! فما معنى أنّ المرحوم العلاّمة لم يقل شيئًا؟! وما هو سبب مجيئك إلى هنا من الأساس؟! فإذا كنت قد جئت إلى هنا لكي تبقى تنتظر ماذا يقول هذا وذاك، فهذا ليس سببًا وجيهًا للمجيء! كان من الأحرى بك أن تذهب إلى مكان آخر، وحتّى أنّهم كانوا سيُسهّلون عليك الأمور كثيرًا، ويُمشّون أعمالك بشكل أفضل، ويحلّون مشاكلك!
وهذا خطأ نقع فيه نحن من دون أن نعلم؛ أي أنّنا غير ملتفتين إليه أو أنّنا نغفل عنه، حيث إنّ هذا الطريق يستدعي من الإنسان الحسم! وخلاصة القول أنّه إذا كان الإنسان يرغب في التقدّم في هذا الطريق، فإنّه لا يحتاج لأمر ولا نهي وأمثال ذلك؛ لأنّ الأمر والنهي يتعلّق بتلك الموارد التي يكون فيها الإنسان غافلاً وغير منتبه، وإلاّ فلا معنى للأمر والنهي من الأساس، بل أحيانًا قد لا يكون هناك أيّ مجال للأمر، لوجود محذور، فلا يستطيع الإنسان أن يأمر، بل يترك المسألة في عهدة المخاطب، ليرى ما هو مقدار فهمه وإدراكه؛ وعليه، فقد يتوفّر الأمر على مجموعة من المحذورات التي تمنع الآمر من إصداره.
ففي زمان المرحوم العلاّمة، كنت مطّلعًا على رأيه بشأن إحدى المسائل، لكنّه لم يكن يقدر على البوح به لوجود بعض المحاذير والمشاكل والقضايا التي كان يعلم بها؛ فالأشخاص الذين كانوا يتمتّعون بالفهم والكياسة كانوا يستوعبون الأمر، ويُتابعون المسألة، ويتقدّمون للأمام، بينما كان هناك أشخاص يعيشون في نفس تلك الأجواء، ومع أنّهم كانوا ملتفتين للمسألة، إلاّ أنّهم كانوا يقولون: «لم يُصدر المرحوم العلاّمة أيّ أمر، اذهب وافعل ما يحلو لك، فلم يصدر أمرٌ بعدُ، ولا إلزام في البين!» فأولئك كانوا يفوزون، وهؤلاء كانوا يخسرون!
عجيب جدًّا! وإنّ دعاء أبي حمزة لدعاء عجيب جدًّا! أي أنّه يتقصّى عن دقائق حال الإنسان ونفسه إلى درجة لا يُبقي معها أيّة نقطة خلل فيه؛ وعلى حدّ قول المرحوم العلاّمة الذي كان يُردّد هذا البيت الشعري كثيرًا:
بلبل به باغ وجغد به ويرانه تاخته | *** | هر كس به قدر همت خود لانه ساخته |
[ومعناه: لقد تعلّق البلبل بالبستان والبومة بالأرض الخربة؛ فكلٌّ يبني عشّه بمقدار همّته]
اختلاف درجات السلاّك في التسليم والعمل
فتجد أحدهم يرد هذا الطريق، فيرى بأنّ هذا المكان هو مكان مناسب، وأنّ المسؤول عنه هو من العظماء، والذي يُسرّ بحضوره، لكنّه يكتفي بهذا المقدار! أي أنّ نصيبه لا يتجاوز هذا المستوى، وغاية همّه هو أن يأتي ويجلس، ويقرأ دعاء السمات والمناجاة الخمسة عشرة، ويحضر جلسات عصر يوم الجمعة، ويستمع إلى محاضرات ليالي شهر رمضان المبارك، ويحضر عند العظماء، ثمّ يرجع إلى منزله، ويقضي أوقاته بهذا النحو!
وتجد شخصًا آخر يأتي ويكون أكثر حماسةً وجرأةً من السابق؛ فيأتي ليرى ماذا يجري هنا، عساه أن يتعلّم شيئًا جديدًا، فقد توجد هنا بعض المسائل التي لا توجد في الأماكن الأخرى، فيستفيد ويتعلّم بعض المسائل، ويلتزم بالعمل قليلاً؛ وهذا أيضًا يُعبّر عن مستوى من المستويات!
لكنّك ترى أحدهم يأتي ويقول: علاوةً على أنّني جئت إلى هنا لكي أرى وأتعلّم، فإنّني أريد أيضًا أن ألتزم بالعمل، وسأصبر وأتحمّل وأثبت وأستقيم وأعمل بكلّ ما أؤمر به إلى أقصى حدّ ممكن وبحسب وُسعي وطاقتي؛ وهذا أيضًا يُعبّر عن مستوى من المستويات!
كما أنّ هناك بعض الأشخاص الذين كانوا يأتون بدرجات مختلفة؛ نظير المرحوم العلاّمة الذي حينما جاء عند أستاذه المرحوم السيّد الحدّاد، جاء لوحده وتخلّى عن كلّ شيء؛ فلا شهرة، ولا علم، ولا جاه، ولا مريد، ولا ادّعاء للأستاذيّة، ولا صديق؛ فتخلّى عن جميع هذه الأشياء، وجاء وحيدًا فريدًا وقال: «أنا لا أملك أيّ شيء!» فسلّم تسليمًا مطلقًا.. تسليمًا محضًا! أي أنّ إرادته ورغبته وذوقه الشخصي.. كلّ هذه الأمور تنحّت جانبًا، وحلّت محلّها إرادة أستاذه ومشيئته ورغبته وذوقه وفكره وطريقه.
كان يقول: «حينما ذهبت للنجف، كانوا يصِمُونني بآلاف التهم المتعلّقة بالتصوّف والدروشة، وكانوا يسعون من جميع الجهات لنُصحي وتحذيري، إلى درجة أنّهم بعثوا فردين من أفراد عائلتي ـ التحق كلاهما برحمة الله تعالى ـ إلى والدتي لكي يتوسّلوا بها من أجل ثنيي عن هذا الطريق وهذا النهج، فتمكّنوا في الأخير من التأثير عليها؛ وفي أحد الأيّام، كانت منزعجة، فقلت لها: «ماذا حصل؟» فقالت: «والله، إنّني لا أعلم، لكنّ هذا الكلام الذي يقولونه تسبّب في اضطرابي والتشويش علّي قليلاً، فاهتمّ بدرسك أكثر في هذه الأيّام»؛ فقلت لها: «يا والدتي العزيزة، لو كان الدرس هو محلّ الإشكال، فإنّهم إذا أرادوا أن يُشيروا إلى أوّل طالب متفوّق في الدروس التي أحضرها، فإنّهم يُشيرون إليّ؛ فدلّيني على الدرس الذي أقصّر فيه! فما هذا الكلام؟!»، ثمّ قالت: «حسنًا، بماذا أردّ عليهم الآن؟»، فقال المرحوم العلاّمة: «أتيت ببعض حبّات الجوز، وأعطيتها للوالدة، وقلت لها: اعطها لهم، وقولي لهم بأن يلعبوا بها!».
وكان رضوان الله عليه يقول: «حينما جئت [إلى النجف]، وضعت قطعة من القطن في هذه الأذن وقطعة من القطن في الأذن الأخرى، وقلت: كلّ من يريد أن يقول شيئًا فليقله!»، لكن من هم الأشخاص الذين كانوا يتكلّمون وينصحون؟! لقد كانوا أشخاصًا لا يُحسب لهم أيّ حساب من حيث الفكر ومستوى الفهم والإدراك! فيأتون عند الإنسان ويبدأون بتقديم النصائح: تصرّف بهذه الطريقة، ولا تتصرّف بتلك الطريقة! قم بهذا الفعل، ولا تقم بذلك الفعل!
حسنًا، فهذه هي آخر مرتبة يُمكن أن يصل إليها المرء، حيث يتخلّى عن كلّ شيء؛ وفي نهاية المطاف، تتنحّى إرادته لتحلّ محلّها تلك الإرادة، ويتمكّن من بلوغ تلك الدرجة.
ولهذا، فإنّ القضيّة هنا هي بهذا النحو؛ فعلى الإنسان أن يرى في نفسه ما هي المرتبة التي يحتلّها من بين هذه المراتب المختلفة، وضمن أيّ قسم من هذه التقسيمات يندرج؛ إذ بوسع الإنسان أن يُفكّر ويتأمّل وينظر في أحواله النفسيّة، فتفكّر ساعة خير من عبادة سبعين سنة، وبأيّ شيء يُفكّر؟ بهذه الأمور، وبالمرتبة التي تحتلّها نفسه، وإلى أين وصلت أوضاعه، وما هو الموضع الذي تمكّن من بلوغه، وما هو مستوى تقدّمه! ولهذا، كان المرحوم العلاّمة يُردّد كثيرًا هذا البيت الشعري:
بلبل به باغ وجغد به ويرانه تاخته | *** | هر كس به قدر همت خود لانه ساخته |
[ومعناه: لقد تعلّق البلبل بالبستان والبومة بالأرض الخربة؛ فكلٌّ يبني عشّه بمقدار همّته]
حسنًا، أعتقد بأنّه لا مجال لكي نتوسّع هذه الليلة في هذا المطلب بشكل أكبر، وإن شاء الله نكل تتمّة هذه المسائل ليلة الغد إذا أراد سبحانه وتعالى ذلك.
وخلاصة القول أنّ الإمام السجّاد هو بصدد تحذيرنا وتوبيخنا قائلاً: لماذا أنت جالس! لقد عبدت الله عمرًا طويلاً، لكنّ عبادتك كانت كلّها منبعثة من الخوف؛ ولقد صلّيت وصمت لفترة مديدة، لكنّ ذلك كان احترازًا من العقاب الأخروي؛ ولقد عملت كثيرًا، وأجريت العديد من الصفقات، وكنت تعيش وسط الناس، إلاّ أنّ غاية همّك كان هو المحافظة على جاهك وشرفك.
معيار العمل الصحيح
فالرجولة تبرز حينما لا تكون المسألة مسألة شرف وجاه؛ فهناك يُمكن للإنسان أن يطّلع على عمله هل هو جيّد أم لا! هناك تبرز الرجولة! فترى بأنّك إذا لم تقم بذلك العمل، فلن تحدث أيّة مشكلة ولن يطّلع عليه أحد؛ حينئذ، ستكتشف أنّ عملك صحيح أم لا! بل هنا سيكون صحيحًا! خلافًا لما لو أنّك قمت به خوفًا من ربّ العمل: فإذا لم أقم بهذا العمل، فإنّ ربّ العمل سيكتشف ذلك، وعليّ الآن أن أُجري هذا الاتّصال الهاتفي، لأنّ ربّ العمل سيعلم بأنّني اتّصلت بالشخص الفلاني، وإلاّ إذا لم أجرِه، فقد يتّصل به ربّ العمل؛ وحينئذ، سيكتشف بأنّني قصّرت في مهمّتي! فما هو الدافع في كلّ ذلك؟ لم يكن الدافع هو نفس العمل، بل كان هو المحافظة على ماء الوجه، وهذا لا يُفيد شيئًا، وهو صفر، ولا يُساوي شروى نقير!
إنّ العمل الصحيح هو الذي لو كان ربّ العمل غائبّا عنك لمائة سنة، فإنّك تُؤدّيه بنحوٍ كأنّه يجلس أمامك في الطرف الآخر من الطاولة؛ وحتّى لو لم يرك مائة سنة، فإنّك تُنجز أعمالك؛ فهذا هو العمل الصحيح الذي يدفع بالإنسان إلى الأمام، ويُساهم في تقدّمه أكثر ممّا تفعل صلاة الليل والذكر اليونسي وقول: لا إله إلاّ الله. وأمّا إذا لم يكن الأمر كذلك، فحتّى الذكر اليونسي لن يدفعك للأمام، وقول لا إله إلاّ الله لن يُساهم في تقدّمك، بل ستسوء أحوالك أكثر.. هل التفتّم؟!
إنّ الإمام السجّاد هو بصدد إخراجنا من هذه الوضعيّة، وهو يخاطبنا قائلاً: تعال خارجًا! مهما كنت غافلاً، ومهما كنت غارقًا في الجهل إلى حدّ الآن، لا يهمّ، لكن من الآن فصاعدًا، عليك أن تعمل، وأن تنتبه إلى تصرّفاتك! حسنًا، لنترك تتمّة هذه المطالب لليالي المقبلة إن شاء الله تعالى.
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد