المؤلّفالهیئة العلمیة لموقع مدرسة الوحي
القسم أدبیات وأشعار
هو العليم
قصيدة وسيلة الفوز والأمان في مدح صاحب الزمان
للشيخ البهائي رحمه الله
إعداد: الهيئة العلمية في موقع مدرسة الوحي
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سرى البرق من نجد فجدّد تذكاري | *** | عهوداً بحزوى والعذيب وذي قار |
وهيّج من أشواقنا كل كامن | *** | وأجج في أحشائنا لاهب النار |
ألا يا لُيَيْلات الغوير وحاجر | *** | سقيت بهام من بني المزن مدرار |
ويا جيرة بالمازمين خيامهم | *** | عليكم سلام الله من نازح الدار |
خليلي ما لي والزمان كأنما | *** | يطالبني في كل آن بأوتار |
فأبعد أحبابي وأخلى مرابعي | *** | وأبدلني من كل صفو بأكدار |
إلى أن يقول:
أضرع للبلوى وأغضي على القذى | *** | وأرضى بما يرضى به كل مخوار |
وأفرح من دهري بلذة ساعة | *** | وأقنع من عيشي بقرص وأطمار |
إذن لا ورى زندي ولا عز جانبي | *** | ولا بزغت في قمة المجد أقماري |
ولا بُلّ كفي بالسماح ولا سرت | *** | بطيب أحاديثي الركاب وأخباري |
ولا انتشرت في الخافقين فضائلي | *** | ولا كان في المهدي رائق أشعاري |
خليفة رب العالمين وظله | *** | على ساكن الغبراء من كل ديّار |
هو العروة الوثقى الذي مَن بذيله | *** | تمسّك لا يخشى عظايم أوزار |
إمام هدى لاذ الزمان بظله | *** | وألقى إليه الدهر مقود خوار |
ومقتدر لو كلف الصم نطقها | *** | بأجذارها فاهت إليه بأجذار |
علوم الورى في جنب أبحر علمه | *** | كغرفة كف أو كغمسة منقار |
فلو زار أفلاطون أعتاب قدسه | *** | ولم يشعه عنها سواطع أنوار |
رأى حكمة قدسية لا يشوبها | *** | شوائب أنظار وأدناس أفكار |
بإشراقها كل العوالم أشرقت | *** | لما لاح في الكونين من نورها الساري |
إمام الورى طود النهى منبع الهدى | *** | وصاحب سر الله في هذه الدار |
به العالم السفلي يسمو ويعتلي | *** | على العالم العلوي من دون إنكار |
ومنه العقول العشر تبغي كمالها | *** | وليس عليها في التعلم من عار |
همام لو السبع الطباق تطابقت | *** | على نقض ما يقضيه من حكمه الجاري |
لنكس من أبراجها كل شامخ | *** | وسكّن من أفلاكها كل دوار |
ولا انتشرت منها الثوابت خيفة | *** | وعاف السرى في سورها كل سيّار |
أيا حجة الله الذي ليس جارياً | *** | بغير الذي يرضاه سابق أقدار |
ويا من مقاليد الزمان بكفه | *** | وناهيك من مجد به خصّه الباري |
أغث حوزة الإيمان واعمر ربوعه | *** | فلم يبق فيها غير دارس آثار |
وأنقذ كتاب الله من يد عصبة | *** | عصوا وتمادوا في عتوٍّ وإضرار |
يحيدون عن آياته لرواية | *** | رواها أبو شعيون عن كعب أحبار |
وفي الدين قد قاسوا وعاثوا وحبّطوا | *** | بآرائهم تحبيط عشواء معشار |
وأنعش قلوباً في انتظارك قرّحت | *** | وأضجرها الأعداء أية إضجار |
وخلص عباد الله من كل غاشم | *** | وطهر بلاد الله من كل كفار |
وعجّل فداك العالمون بأسرهم | *** | وبادر على اسم الله من غير إنظار |
تجد من جنود الله خير كتائب | *** | وأكرم أعوان وأشرف أنصار |
بهم من بني همدان أخلص فتية | *** | يخوضون أغمار الوغى غير فكار |
بكل شديد البأس عبل شمردل | *** | إلى الحتف مقدام على الهول مصبار |
تحاذره الأبطال في كل موقف | *** | وترهبه الفرسان في كل مضمار |
أيا صفوة الرحمن دونك مدحة | *** | كدرّ عقود في ترايب أبكار |
يهني ابن هاني إن أتى بنظيرها | *** | ويعنو لها الطائي من بعد بشار |
إليك البهائي الحقير يزفها | *** | كغانية مياسة القد معطار |
تغار إذا قيست لطافة نظمها | *** | بنفحة أزهار ونسمة أسحار |
إذا رُدِّدَت زادت قبولاً كأنها | *** | أحاديث نجد لا تُملّ بتكرار |