المؤلّفالهیئة العلمیة لموقع مدرسة الوحي
القسم السير الذاتية والتراجم
هو العليم
قصّة الشيخ علي الحِلّاوي مع الإمام المهدي
(عجل الله فرجه الشريف)
بحث منتخب من «مطلع أنوار»
إعداد: الهيئة العلمية في موقع مدرسة الوحي
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
نقل الآقا مير جهاني هذه الحكاية (وهو من وعّاظ خراسان الشهيرين، ومن محترمي العتبة الرضوية المقدّسة، وكان رجلاً عالماً )، وقد سمع العبد هذا النقل أيضاً عن الميرزا أحمد مصطفى سنگر في النجف الأشرف ، وعن جميع الأصدقاء، وهو كما يلي:
كان هناك في الحلّة رجلٌ من العبّاد، وكان زاهداً عالماً، وكان يدعو الناس إلى انتظار فرج حضرة بقيّة الله عجّل الله فرجه الشريف، وكان يدعوهم إلى البكاء والتوسُّل والدعاء لتعجيل الظهور، إلى أن وصل الأمر بجماعة منهم ـ وقد كان همهم وغمهم الدعاء للفرج ـ إلى تشكيل مجالس خاصّة للدعاء بذلك والقيام عليها، واشترى كلهم سيوفاً انتظاراً لظهور الإمام. كان اسم ذلك الرجل «علي الحِلاّوي»، وإلى الآن وبعد مضي سنوات من الحادثة مازال في منزله مقاماً منصوباً للإمام الحجّة.
في أحد الأيام كان الشيخ علي ذاهباً من الحِلّة إلى الكاظميين فتشرّف في الطريق بلقاء الإمام وأظهر له كثيراً من الأدب، وطلب منه الظهور.
فقال له الإمام: إن العدّة التي وعدني بها ربي لم تجهز إلى الآن، والثلاثمائة وثلاثة عشر لم يكتملوا بعد.
فقال له: أنا خادمٌ لكم، ويوجد في الحلّة أكثر من ألف شخص ينتظرون الفرج، وإن تظهروا فإنّ جميع هؤلاء الأشخاص الذين يشكّلون المجالس باستمرار، والذين ينقطعون إلى البكاء بسبب فراقك، سيكونون في ركابكم المبارك، وهم مستعدين لخدمتكم.
فقال له الإمام: إنّ الأمر ليس كما تقول، ولا يوجد في الحلّة من المحبين لي أكثر من شخصين، أحدهم أنت والثاني شابٌ قصَّاب، ومع ذلك إذا ذهبت إلى الحلّة اجمع كلّ المدّعين في منزلك وبشّرهم بقدومي لهم، ومن غير أن يلتفت إليك أحد أحضر خروفين إلى سطح المنزل واربطهما قبل أن يأتوا، وانتظر حتّى آتي.
دخل الشيخ علي الحِلّة، ودعا الناس إلى منزله وبشرهم بحضور الإمام عليه السلام، اجتمع المحبون وابتهجوا .. نشروا العطر .. اشعلوا البخور .. وزينوا المكان بالأنوار، وكانوا يعدّون اللحظات انتظاراً لحضور الإمام عليه السلام، وفي هذه الأثناء تحرّك نورٌ أخضر من جهة القبلة إلى أن نزل إلى سطح منزل الشيخ علي.
خرج الإمام من خلال هذا النور واستقرَّ في سطح المنزل، فنادى الإمام الشاب القصّاب أوّلاً، فصعد إلى السطح وأمره بذبح أحد الخروفين بالقرب من الميزاب، فقام الشاب بذبحه فجرى الدم في الميزاب، فقال الناس لبعضهم: يا للعجب لقد قَتَل الإمام الشاب! نخشى أن ينادينا الإمام ويذبحنا على السطح نحن أيضاً!! وفي هذه الأثناء نادى الإمامُ الشيخَ علي، فصعد إلى السطح، فقال له الإمام: شيخ علي! اذبح الخروف الآخر بالقرب من الميزاب، فذبح الخروف وجرى دمه في الميزاب، فزاد خوف الناس واستيحاشهم، وصار كل شخص يقول لصاحبه: لقد قُتل الشيخ علي أيضاً، سيقوم الآن الإمام بدعوتنا ثم يقطع رؤوسنا واحداً واحداً، فخاف كلّ واحدٍ منهم على نفسه، واختار كلّ واحدٍ منهم طريقاً للهرب من دون أن يشعر صاحبه بذلك، وشيئاً فشيئاً انسحب كلهم ولم يبق أحد منهم، فقال الإمام: ياشيخ علي ناد أصحابك لكي يأتوا وينصروني! وادعهم لكي يأتوا إلى السطح. ولكن كلّما دعا الشيخ علي ونادى لم يكن ليجد جواباً، فاقترب قليلاً لكنّه لم يجد حتّى شخص واحد في المنزل!!
فقال الإمام عليه السلام: أهؤلاء هم الأنصار الذين كنت تظنّ أنّهم لا راحة لهم في مفارقتي، وأنّ جميعهم حاضرٌ لنيل الشهادة في ركابي؟!
[ملاحظة: انتخبت هذه القصّة وعرّبت من الفارسيّة من كتاب «مطلع أنوار»، الجزء الأوّل، الصفحة ۱۱۷، وهو كتاب يمثّل الدورة المحقّقة والمهذّبة للمكتوبات الخطيّة لسماحة العلامة آية الله الحاج السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهراني قدّس الله نفسه الزكية، وقد تمّت مطابقة القصّة مع المتن الفارسي للكتاب من قبل الهيئة العلميّة]