قسم السؤالالأخلاق والعرفان
كود المتابعة 6095
تاريخ التسجيل 1441/12/14
آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني

كيف أتخلّص من أعمالي وأفكاري الشيطانية؟


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم..
ألف: رغم الخجل الذي ينتابني من طرح هكذا سؤال، ولكن إن لم تُطرح المسائل الدينيّة على المراجع فعلى من تُطرح! فأنا مملوء بالقذارة.. وكلّ أفكاري شهوانيّة، وكأنّي قد اعتدت تبديل النعم نقماً، ومن سنيّ صغري وأنا على هذه الحال؛ فمن جهة تشاؤمي وسوء ظنّي بالله! ومن جهة أخرى قلّة أدبي اتجاه الجميع.. ومن جهة ثالثة الشهوة والعناد والشقاق أمام الحق، وحالات الخوف والاضطراب والصراع النفسيّ و....... ومع جميع هذه المشاكل المعضلة، فما إن أوفّق للقيام بأدنى عمل، حتى أخال نفسي أنّي أعلى من الله! لأخاطب نفسي: ها أنا أشمخ برأسي كطاووس الفردوس الأعلى!! والحال أنّي إنسان تائه عن ديني قليل العمل... كما أنّي حيث تعرّضت في طفولتي للإيذاء فأحياناً أُبتلى بمرض في الهرمونات (الرغبة في الشذوذ الجنسي)، وغير ذلك من المسائل، كالكلام الفارغ وأمثال ذلك مما لا أذكره... وأشدّ ما يرهقني ويؤلمني هو عدم تمكّني من تحديد تكليفي، مضافاً إلى ما لديّ من العناد. وليس أمامي إلا أن أفصح لكم عن ذلك، ولا تتصوّروا أنّي مسرور بكشف ذلك لكم.. والآن أنا طالب علم، و أعتبر قوياً في الدراسة نسبياً، حتّى أنّي شرعت أخيراً بتدريس المنطق للشهيد مطهري.. ولكن ما العمل؟! ثانياً: هل هناك وسيلة لاستلام جواب سؤالي بشكل أسرع؟ ولكم الشكر.. وحفظكم الله...
إنّ النفس البشريّة تتأرجح دائماً بين حالتي الفعل والانفعال، فمن جهة تتأثّر بما حولها من العوامل وتستقبل الصور المتتابعة، والتي من الممكن أن تتحوّل إلى أمر ثابت ومستحكم فيها. ومن جهة أخرى تقوم بالأعمال والتصرّفات على أساس الملكات والصفات والغرائز والصور المستحكمة فيها. ومن البديهيّ أن لا نتوقع الصلاح بين ليلة وضحاها، لنفس قضت مدّة طويلة في ظروف ملوّثة، تغوص في الخيال، وتتقاذفها الوساوس؛ لذا عليكم أن تقوموا في سبيل التخلّص من هذا الذنب ببعض الأعمال في نيّة خالصة وعزم متين وهمّة عالية، مستمدّين العون من الألطاف الإلهيّة، وعنايات صاحب الولاية الكليّة أرواحنا فداه، والأعمال هي: 1ـ غسل التوبة صباح يوم الجمعة، وتنوون نيّته مع غسل الجمعة. 2ـ صلاة ركعتين بعد صلاة الصبح، بنيّة صلاة الاستخارة والتوبة، تقول بعدهما مائة مرة: أستغفر الله ربّي وأتوب إليه. وتطلبون المغفرة والتوبة من الله على كلّ معصية ارتكبتموها توبة نصوحاً حقيقيّة، وتعاهدونه على عدم العودة إليها. 3 ـ قراءة ذكر (أستغفر الله ربّي وأتوب إليه) 500 مرة كلّ يوم لمدّة أربعين يوماً. 4 ـ عليك أن تمتنع عن الإنترنت بشكل كامل حتى ما فيه من أمور مفيدة، وكذا لا بد من الابتعاد عن كلّ تخيل أو عمل يمهّد لتجدّد تلك التخيّلات. 5 ـ لا تترك قراءة القرآن حزباً كلّ يوم. 6 ـ عليك بدوام الوضوء، والاستيقاظ قبل الفجر والإتيان بصلاة الليل. 7 ـ تخيّل نفسك دائماً وكأنّك في آخر أيام عمرك، ليس أمامك إلا يوم واحد، وبعد انقضاء هذا اليوم، فإنّ الله منّ عليك بتمديد عمرك إلى يوم آخر، ولا تخطرنّ على بالك أنّك ستبقى على قيد الحياة إلى آخر الأسبوع (دقّق كثيراً في هذه المسألة). 8 ـ ألزِم نفسك بمطالعة كتب المرحوم الوالد، وذلك بمقدار ساعة على الأقلّ من كلّ يوم. 9 ـ حينما يخطر على بالك خطور غير مناسب، أشغل نفسك فوراً بأيّ شيء يقتلع هذه الفكرة من قلبك، ويمكن أن يكون للأذكار التوحيديّة الأثر الفعّال في هذا المجال. 10 ـ الالتزام بالمراقبة وجعلها نصب العين منذ لحظة الاستيقاظ صباحاً من النوم وحتى لحظة النوم في الليل.وجُعلتم من الموفقين إن شاء الله.