«هو الحبّ»

أبيات من لاميّة ابن الفارض في ضرورة المجاهدة للقاء الله تعالى‌

2637
مشاهدة المتن

المؤلّفالهیئة العلمیة لموقع مدرسة الوحي

القسم أدبیات وأشعار

/٤
بي دي اف بي دي اف الجوال الوورد

«هو الحبّ» - أبيات من لاميّة ابن الفارض في ضرورة المجاهدة للقاء الله تعالى‌

1
  •  

  •  

  • هو العليم

  •  

  • هُوَ الحُبُ‌

  • أبيات من لاميّة ابن الفارض في ضرورة المجاهدة للقاء الله تعالى‌

  •  

  • إعداد: الهيئة العلمية في موقع مدرسة الوحي

  •  

  •  

«هو الحبّ» - أبيات من لاميّة ابن الفارض في ضرورة المجاهدة للقاء الله تعالى‌

2
  •  

  •  

  • هُوَ الحُبُّ فَاسْلَمْ بِالحَشَا مَا الهوى سَهْلُ***فَمَا اخْتارَهُ مُضْنىً بِهِ، وَ لَهُ عَقْلُ‌
  • وَعِشْ خالِياً، فَالحُبُّ راحَتُهُ عَنَا***وَ أوَّلُهُ سُقْمٌ، وَ آخِرُهُ قَتْلُ‌
  • وَلَكِنْ لديّ المَوْتُ فِيهِ صَبَابَةً***حَيَاةٌ لِمَنْ أهْوَى، عليّ بِهَا الفَضْلُ‌
  • نَصَحْتُكَ عِلْماً بِالهَوَى وَ الذي أرَى***مُخَالَفَتِي، فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ مَا يَحْلُو
  • فَإنْ شِئْتَ أن تَحْيَا سَعِيداً، فَمُتْ بِهِ***شَهِيداً وَ إلَّا فَالغَرَامُ لَهُ أهْلُ‌
  • فَمَنْ لَمْ يَمُتْ في حُبِّهِ لَمْ يَعِشْ بِهِ***وَ دُونَ اجْتِنَاءِ النَّحْلِ مَا جَنَتِ النَّحْلُ‌
  • تَمَسَّكْ بأذْيَالِ الهوى، وَ اخْلَعِ الحَيَا***وَ خَلِّ سَبِيلَ النَّاسِكِينَ، وَ أن جَلُّوا
  • وَ قُلْ لِقَتِيلِ الحُبِّ: وَفَّيْتَ حَقَّهُ***وَ لِلْمُدَّعِي: هَيْهَاتَ مَا الكَحِلُ الكَحْلُ ۱
  • تَعَرَّضَ قَوْمٌ لِلْغَرَامِ وَ أعْرَضُوا***بِجانِبِهِمْ عَنْ صِحَّتِي فِيهِ وَ اعْتَلُّوا
  • رَضُوا بِالأمَانِي، وَ ابْتُلُوا بِحُظُوظِهِمْ***وَ خَاضُوا بِحَارَ الحَبِّ دَعْوى فَمَا ابْتَلُّوا
  • فَهُمْ في السُّرَى لَمْ يَبْرَحُوا مِنْ مَكَانِهِمْ***وَ مَا ظَعَنُوا في السَّيْرِ، عَنْهُ وَ قَدْ كَلُّوا
  • وَ عَنْ مَذْهَبي، لَمَّا اسْتَحَبُّوا العَمَى عَلَى الـ***هُدَى حَسَداً مِنْ عِنْدِ أنْفُسِهِمْ ضَلُّوا
  • أحِبَّةَ قَلْبِي، وَ المَحَبَّةُ شَافِعِي***لَدَيْكُمْ، إذَا شِئْتُمْ بِهَا اتَّصَلَ الحَبْلُ‌
  • عَسَى عَطْفَةٌ مِنْكُمْ عليّ بِنَظْرَةٍ***فَقَدْ تَعِبَتْ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمُ الرُّسْلُ‌
  • أحِبَّايَ أنْتُمْ، أحْسَنَ الدَّهْرُ أمْ أسَا***فَكُونُوا كَمَا شِئْتُمْ، أنَا ذَلِكَ الخِلُ
  • إذَا كَانَ حَظِّي الهَجْرُ مِنْكُمْ وَ لَمْ يَكُنْ***بِعَادٌ فَذَاكَ الهَجْرُ عِنْدِي هُوَ الوَصْلُ‌
  • وَ مَا الصَّدُّ إلَّا الوُدُّ مَا لَمْ يَكُنْ قِلىً***وَ أصْعَبُ شَي‌ءٍ غَيْرَ إعْرَاضِكُمْ سَهْلُ‌
  • وَ تَعْذيبُكُمْ عَذْبٌ لديّ وَ جَوْرُكُمْ***عَلَيّ بِمَا يَقْضِي الهوى لَكُمُ عَدْلُ‌
  • وَ صَبْرِيَ صَبْرٌ عَنْكُمُ، وَ عَلَيْكُمُ***..أرَى أبَداً عِنْدِي مَرَارَتُهُ تَحْلُو
  • أخَذْتُمْ فُؤَادِي وَ هْوَ بَعْضِي فَمَا الَّذي***يَضُرُّكُمُ لَوْ كانَ عِنْدَكُمُ الكُلُ‌
  • نَأيْتُمْ فَغَيْرَ الدَّمْعِ لَمْ أرَ وَافِياً***سِوَى زَفْرَةٍ مِنْ حَرِّ نَارِ الجَوَى تَغْلُو
  • فَسُهْدِيَ حَيّ في جُفُونِي مُخَلَّدٌ***وَ نَوْمِي بِهَا مَيْتٌ وَ دَمْعِي لَهُ غُسْلُ‌
  • هَوى طَلَّ مَا بَيْنَ الطُّلُولِ دَمِي فَمِنْ***جُفُونِي جَرَى بِالسَّفْحِ مِنْ سَفْحِهِ وَبْلُ‌
  • تَبَالَهَ قَوْمِي، إذْ رَأوْنِي مُتَيَّماً***وَ قَالُوا: بِمَنْ هَذَا الفَتَى مَسَّهُ الخَبْلُ؟
    1. الكَحِل: عينٌ مكحولةٌ؛ الكَحَل: سوادُ العين خِلقة.

«هو الحبّ» - أبيات من لاميّة ابن الفارض في ضرورة المجاهدة للقاء الله تعالى‌

3
  • وَ مَاذَا عسى عَنِّي يُقَالُ سوى: غَدَا***بِنُعْمٍ لَهُ شُغْلٌ، نَعَمْ لي بِهَا شُغْلُ‌
  • وَ قَالَ نِسَاءُ الحَيّ: عَنَّا بِذِكْرِ مَنْ***جَفَانَا، وَ بَعْدَ العِزِّ لَذَّ لَهُ الذُّلُ‌
  • إذَا أنْعَمَتْ نُعْمٌ عليّ بِنَظْرَةٍ***فَلَا أسْعَدَتْ سُعْدَى وَ لَا أجْمَلَتْ جُمْلُ‌
  • وَ قَدْ صَدِئَتْ عَيْنِي بِرُؤْيَةِ غَيْرِهَا***وَ لَثْمُ جُفُونِي تُرْبَهَا لِلصَّدَا يَجْلُو
  • وَ قَدْ عَلِمُوا أنِّي قَتِيلُ لِحَاظِهَا***فَإنَّ لَهَا في كُلِّ جارِحَةٍ نَصْلُ‌
  • حَدِيثِي قَدِيمُ في هَوَاهَا وَ مَا لَهُ***كَمَا عَلِمَتْ بَعْدٌ، وَ لَيْسَ لَهُ قَبْلُ‌
  • وَ مَا لي مِثْلٌ في غَرَامِي بِهَا، كَمَا***غَدَتْ فِتْنَةً في حُسْنِهَا مَا لَهَا مِثْلُ‌
  • حَرَامٌ شِفَا سُقْمِي لَدَيْهَا رَضِيتُ مَا***بِهِ قَسَمَتْ لي في الهوى وَ دَمِي حِلُ‌
  • فَحَالِي وَ أن سَاءَتْ فَقَدْ حَسُنَتْ بِهَا***وَ مَا حَطَّ قَدْرِي في هَوَاهَا بِهِ أعْلُو
  • وَ عِنْوَانُ مَا فِيهَا لَقِيتُ وَ مَا بِهِ***شَقِيتُ وَ في قَوْلِي اخْتَصَرْتُ وَ لَمْ أغْلُ‌
  • خَفِيتُ ضَنى حتى لَقَدْ ضَلَّ عَائِدِي***وَ كَيْفَ تَرَي العُوَّادُ مَنْ لَا لَهُ ظِلُ‌
  • وَ مَا عَثَرَتْ عَيْنٌ عَلَى أثَرِي وَ لَمْ***تَدَعْ لي رَسْماً في الهوى الأعْيُنُ النُّجْلُ‌
  • وَلِي هِمَّةٌ تَعْلُو إذَا مَا ذَكَرْتُهَا***وَ رُوحٌ بِذِكْرَاهَا إذَا رَخُصَتْ تَغْلُو
  • جَرَى حُبُّهَا مَجْرَى دَمِي في مَفَاصِلِي***فَأصْبَحَ لي عَنْ كُلِّ شُغْلٍ بِهَا شُغْلُ‌
  • فَنَافِسْ بِبَذْلِ النَّفْسِ فِيهَا أخَا الهَوَى***فَإنْ قَبِلَتْهَا مِنْكَ يَا حَبَّذَا البَذْلُ‌
  • فَمَنْ لَمْ يَجُدْ في حُبِّ نُعْمٍ بِنَفْسِهِ***وَ لَوْ جَادَ بِالدُّنْيَا إليه انْتَهَى البُخْلُ‌
  • وَ لَوْ لَا مُرَاعَاةُ الصِّيَانَةِ غَيْرَةً***وَ لَوْ كَثُرُوا أهْلُ الصَّبَابَةِ أوْ قَلُّوا
  • لَقُلْتُ لِعُشَّاقِ المَلَاحَةِ أقْبِلُوا***إلَيْهَا عَلَى رَأيِي وَ عَنْ غَيْرِهَا وَلُّوا
  • وَ إن ذُكِرَتْ يَوْماً فَخِرُّوا لِذِكْرِهَا***سُجُوداً وَ إن لَاحَتْ، إلى وَجْهِهَا صَلُّوا
  • وَ في حُبِّهَا بِعْتُ السَّعَادَةَ بِالشَّقَا***ضَلَالًا وَ عَقْلِي عَنْ هُدَايَ بِهِ عَقْلُ‌
  • وَ قُلْتُ لِرُشْدِي وَ التَّنَسُّكِ و التُّقَى***تَخَلَّوْا، وَ مَا بَيْنِي وَ بَيْنَ الهوى خَلُّوا
  • وَ فَرَّغْتُ قَلْبِي عَنْ وُجُودِيَ مُخْلِصاً***لَعَلِّيَ في شُغْلِي بِهَا مَعَهَا أخْلُو
  • وَ مِنْ أجْلِهَا أسْعَي لِمَنْ بَيْنَنا سَعَى***وَ أعْدُو، وَ لَا أغْدُو لِمَنْ دَأبُهُ العَذْلُ‌

«هو الحبّ» - أبيات من لاميّة ابن الفارض في ضرورة المجاهدة للقاء الله تعالى‌

4
  • فَأرْتَاحُ لِلْوَاشِينَ بَيْنِي وَ بَيْنَهَا***لِتَعْلَمَ مَا ألْقَى وَ مَا عِنْدَهَا جَهْلُ‌
  • وَ أصْبُو إلى العُذَّالِ حُبَّاً لِذِكْرِهَا***كَأنَّهُمُ مَا بَيْنَنَا في الهوى رُسْلُ‌
  • فَإنْ حَدَّثُوا عَنْهَا فَكُلِّي مَسَامِعٌ***وَ كُلِّيَ إن حَدَّثْتُهُمْ، ألْسُنٌ تَتْلُو
  • تَخَالَفَتِ الأقْوالُ فِينَا تَبَايُناً***بِرَجْمِ ظُنُونٍ بَيْنَنَا مَا لَهَا أصْلُ‌
  • فَشَنَّعَ قَوْمٌ بِالوِصَالِ وَ لَمْ تَصِلْ***وَ أرْجَفَ بِالسِّلْوَانِ قَوْمٌ وَ لَمْ أسْلُ‌
  • فَمَا صَدَقَ التَّشْنِيعُ عَنْهَا لِشِقْوَتِي***وَ قَدْ كَذَبَتْ عَنِّي الأرَاجِيفُ وَ النَّقْلُ‌
  • وَ كَيْفَ أرَجِّي وَصْلَ مَنْ لَوْ تَصَوَّرَتْ***حِمَاهَا المُنَى وَهْماً، لَضاقَتْ بِهِ السُّبْلُ‌
  • وَ إن وَعَدَتْ لَمْ يَلْحَقِ الفِعْلُ قَوْلَهَا***وَ إن أوْعَدَتْ فَالقَوْلُ يَسْبِقُهُ الفِعْلُ‌
  • عِدِينِي بِوَصْلٍ وَ امْطُلِي بِنَجَازِهِ***فَعِنْدِي إذَا صَحَّ الهوى حَسُنَ المَطْلُ‌
  • وَ حُرْمَةِ عَهْدٍ بَيْنَنَا عَنْهُ لَمْ أحُلْ***وَ عَقْدٍ بِأيْدٍ بَيْنَنَا مَا لَهُ حَلُ
  • لأنْتِ عَلَى غَيْظِ النَّوَى وَ رِضَى الهَوَى***لَدَيّ وَ قَلْبِي سَاعَةً مِنْكِ مَا يَخْلُو
  • تُرَى مُقْلَتِي يَوْماً تَرَى مَنْ أحِبُّهُمْ***وَ يُعْتِبُنِي دَهْرِي وَ يَجْتَمِعُ الشَّمْلُ‌
  • وَ مَا بَرِحُوا معنى أرَاهُمْ مَعِي فَإنْ***نَأوْا صُورَةً في الذِّهْنِ قَامَ لَهُمْ شَكْلُ‌
  • فَهُمْ نُصْبُ عَيْنِي ظَاهِراً حَيْثُمَا سَرَوْا***وَ هُمْ في فُؤَادِي بَاطِناً أيْنَمَا حَلُّوا
  • لَهُمْ أبَداً مِنِّي حُنُوٌّ وَ إن جَفَوْا***وَلِي أبَداً مَيْلٌ إلَيْهِمْ وَ إن مَلُّوا